لماذا ارتفعت أسعار الذهب محطمة أرقام قياسية خلال عام 2024؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
كان الذهب أحد أفضل السلع أداءً بين السلع الرئيسية هذا العام، فقد ارتفع بأكثر من 30% منذ بداية العام مسجلًا أرقام قياسية جديدة عدة مرات، بدعم من توقعات خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وعمليات الشراء القوية من البنوك المركزية الكبري وعمليات شراء آسيوية قوية، كما دعم الطلب على الملاذ الآمن وسط المخاطر الجيوسياسية المتزايدة بالإضافة إلى عدم اليقين قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر ارتفاع الذهب القياسي هذا العام.
تحول سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي تعزز الذهب
في مؤتمر جاكسون هول الأخير أوضح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” أن البنك الاحتياطي سيخفض أسعار الفائدة في 18 سبتمبر، مشيرًا إلى أن “الوقت قد حان لتعديل السياسة فالاتجاه أصبح واضحًا”.
ارتفعت أسعار تداول الذهب بعد أن أكد باول على توقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيبدأ قريبًا في خفض أسعار الفائدة، ويعتبر انخفاض تكاليف الاقتراض أمر إيجابي للذهب لأنه لا يدفع فائدة، الجدير بالذكر أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد أبقي على سعر الفائدة الرئيسي في نطاق مستهدف يتراوح بين 5.25% إلى 5.5% وهو أعلى مستوى في أكثر من عقدين منذ يوليو الماضي، كان أحدث تقرير لبيانات الوظائف في الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر مختلطًا، مما أضاف المزيد من التساؤلات حول مدى عمق خفض البنك الاحتياطي لأسعار الفائدة في اجتماعه في سبتمبر.
وبالفعل قام البنك الاحتياطي بخفض أسعار الفائدة الفيدرالية بمقدار 50 نقطة أساس في الشهر الماضي والذي كان حافزًا مهمًا لارتفاع أسعار الذهب مؤخرًا، مع التوقعات المتزايدة بخفض البنك لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر وخفض آخر بنفس الحجم في ديسمبر، يتجه المستثمرون بشكل متزايد إلى الذهب كأصل آمن، ويرجع هذا التحول في المقام الأول إلى انخفاض عائدات سندات الخزانة الأمريكية مما يجعل الأصول التي لا تدر عائدًا مثل الذهب أكثر جاذبية.
في الوقت نفسه، تقدم البيانات الاقتصادية الأخيرة من الولايات المتحدة صورة مختلطة، مما يزيد من حالة عدم اليقين التي غالبًا ما تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع، في حين تظهر الصناعات التحويلية علامات الضعف فإن قطاع الخدمات يظهر مرونة مستمرة، كما يتضح من أحدث مؤشرات مديري المشتريات العالمية من S&P.
ومع ذلك، يظل مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي حذرين بشأن الالتزام بخفض أسعار الفائدة العدوانية، وهم يؤكدون على المرونة في نهجهم، معترفين بالمخاطر المتزايدة في سوق العمل، وقد أدى هذا الموقف الحذر إلى مسار أكثر تحفظًا للأسعار، حيث يستهدف المحللون صناديق الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 4.00% إلى 4.25% بحلول ديسمبر.
السيناريو الأكثر ترجيحًا هو خفض بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر يليه خفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، ومع ذلك، إذا تدهورت الظروف الاقتصادية، فقد يحتاج البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى النظر في تخفيضات أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، مما قد يعزز سعر الذهب بشكل أكبر، السؤال المطروح لسوق الذهب الآن هو السرعة التي سيخفف بها البنك الاحتياطي سياسته.
استمرار تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة
شهد الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب انتعاشًا أيضًا، حيث شهدت صناديق الاستثمار المتداولة العالمية للذهب تدفقات واردة لمدة أربعة أشهر متتالية مع تسجيل جميع المناطق تدفقات إيجابية.
ترتفع حيازات المستثمرين في صناديق الاستثمار المتداولة للذهب بشكل عام عندما ترتفع أسعار الذهب، والعكس صحيح، ومع ذلك، كانت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة للذهب في انخفاض لمعظم عام 2024، في حين وصلت أسعار الذهب الفورية إلى مستويات مرتفعة جديدة، أخيرًا، تحولت تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة إلى إيجابية في شهر مايو.
كما استمر صافي الشراء الإجمالي في بورصة كومكس في الارتفاع، حيث شهد ارتفاعًا بنسبة 17% على أساس شهري بحلول نهاية أغسطس وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2020.
انتعاش الطلب على الذهب من جانب البنوك المركزية في يوليو
تعزز الطلب على الذهب من جانب البنوك المركزية في شهر يوليو على الرغم من ارتفاع الأسعار، فقد تضاعف صافي المشتريات المبلغ عنها من جانب البنوك المركزية إلى أكثر من 37 طنًا في يوليو، كما تظهر بيانات مجلس الذهب العالمي، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 206% على أساس شهري وأعلى إجمالي شهري منذ يناير عندما بلغ إجمالي مشتريات البنوك المركزية 45 طنًا.
كان البنك الوطني البولندي المشتري الرائد في عملية المشتريات في شهر يوليو، يليه البنك المركزي الأوزبكي وبنك الاحتياطي الهندي.
في عام 2023 أضافت البنوك المركزية 1037 طنًا من الذهب وهي ثاني أعلى عملية شراء سنوية في التاريخ بعد ارتفاع قياسي بلغ 1082 طنًا في عام 2022، بالنظر إلى المستقبل، نتوقع أن يظل الطلب من البنوك المركزية قويًا وسط المناخ الاقتصادي الحالي والتوترات الجيوسياسية.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على جاذبية الذهب كملاذ آمن
لقد أدى تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله إلى زيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن بشكل كبير، ومع تزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي يتجه المستثمرون غالبًا إلى شراء الذهب كوسيلة للتحوط ضد تقلبات السوق المحتملة وعدم الاستقرار الاقتصادي.
تساهم العديد من الأماكن الساخنة الجيوسياسية الرئيسية حاليًا في حالة عدم اليقين في السوق، وتشمل هذه التوترات المستمرة في الشرق الأوسط والصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا والعلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة والصين، كل من هذه المواقف لديها القدرة على التأثير على الأسواق العالمية، وبالتالي دفع الطلب على الذهب.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة هي عامل آخر يمكن أن يؤثر على أسعار الذهب، تُظهر استطلاعات الرأي الحالية سباقًا متقاربًا بين مرشح الحزب الجمهوري ومرشح الحزب الديمقراطي، ونظرًا لأن النتيجة تعتمد على الهيئة الانتخابية وليس التصويت الشعبي، فإن أي مفاجآت قد تدفع المستثمرين إلى البحث عن الأمان النسبي للذهب.
هذه العوامل الجيوسياسية، جنبًا إلى جنب مع حالة عدم اليقين الاقتصادي، تجعل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يتطلعون إلى تنويع محافظهم والحماية من الصدمات السوقية المحتملة.
عائدات سندات الخزانة الأميركية
تم تداول عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات مؤخرًا عند أدنى مستوياتها في 18 شهرًا وتظل على مسار هبوطي نحو مستوي 3.0% من مستواها الحالي البالغ 3.77%، عادة ما تزيد العائدات المنخفضة من جاذبية الذهب كأصل غير مدر للعائد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
العلاقة بين عائدات سندات الخزانة وأسعار الذهب أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمستثمرين لفهمها، مع انخفاض العائدات تنخفض التكلفة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب، مما يجعل المعدن النفيس أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يسعون إلى تخزين القيمة.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: صنادیق الاستثمار المتداولة البنک الاحتیاطی الفیدرالی عائدات سندات الخزانة خفض أسعار الفائدة البنوک المرکزیة حالة عدم الیقین نقطة أساس فی أسعار الذهب الطلب على ارتفاع ا الذهب ا
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: الذهب يقلص خسائره بعد قرار الفيدرالي الأمريكي
ارتفاع طفيف في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم، الخميس، مع ارتفاع الأوقية بالبورصة العالمية، ليقلص الذهب خسائره التي تكبدها بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع أمس، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
وقال المهندس، سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 5 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 3745 جنيهًا، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنحو 27 دولارًا، لتسجل مستوى 2621 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4280 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3210 جنيهات، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2430 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 29960 جنيهًا.
ووفقًا للتقرير اليومي لمنصة «آي صاغة»، فقد تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنحو 50 جنيهًا خلال تعاملات أمس الأربعاء، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3790 جنيهات، واختتم التعاملات عند مستوى 3740 جنيهًا، في حين تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنحو 52 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2646 دولارًا، ولامس مستوى 2580 دولارًا واختتمت التعاملات عند مستوى 2594 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب بالأسواق المحلية، والبورصة العالمية، تشهد حالة من التذبذب، حيث قلص الذهب خسائره التي تكبدها عقب قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، خلال اجتماع أمس.
وذكر أنه من المرجح أن تحد قوى الدولار، وعائدات سندات الخزنة الأمريكية المرتفعة من تعافي الذهب.
وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كما كان متوقعًا لكنه رفع توقعاته بشأن النمو والتضخم وخفض توقعات خفض أسعار الفائدة للعام المقبل، وقد أدى هذا، إلى جانب نبرة متشددة من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إلى إثارة رد فعل يتجنب المخاطرة، مما دفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى اختبار أعلى مستوياته في عامين وسحق الذهب والأسهم.
وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25% -4.50% يوم الأربعاء.
ومع ذلك، خفض صناع السياسات توقعاتهم للتخفيف إلى خفضين فقط لأسعار الفائدة في عام 2025 من التخفيضات الأربعة المقدرة في سبتمبر.
ورفع البنك توقعاته للتضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي في العام المقبل إلى 2.5% من 2.1% في سبتمبر، واقترح جيروم باول أن بعض المسئولين أخذوا في الاعتبار تأثير توقعات سياسة ترامب على توقعاتهم للتضخم.
وعلى نحو مماثل، تم تعديل توقعات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى 2.5% هذا العام و2.1% في عام 2025، من التقديرات السابقة لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.0% في كلا العامين.
ومن المتوقع أيضًا أن يكون سوق العمل أكثر مرونة، وأن يبلغ معدل البطالة 4.2% هذا العام و4.3% العام المقبل، بانخفاض عن 4.4% المتوقعة سابقًا لتلك العامين.
وقال جيروم باول: “رئيس الفيدرالي الأمريكي: ”قررنا اعتماد وتيرة أبطا في خفض الفائدة العام القادم بسبب المخاوف من ارتفاع التضخم".
وعندما سُئل عن نوع البيانات التي قد تؤدي إلى خفض إضافي لأسعار الفائدة في العام الجديد، قال باول خلال المؤتمر الصحفي، إن البنك المركزي سيبحث عن مزيد من التقدم بشأن التضخم بالإضافة إلى استمرار قوة سوق العمل، وقال: "ما دام الاقتصاد وسوق العمل قويين، فيمكننا أن نكون حذرين ونحن نفكر في المزيد من التخفيضات".
وأدت توقعات البنك المركزي والنبرة المتشددة لـ "باول" إلى ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وصل العائد القياسي لمدة 10 سنوات إلى مستويات أعلى من 4.5% بعد ارتفاعه بنحو 40 نقطة أساس من أدنى مستوياته في الأسبوع الماضي.
في سياق متصل، تترقب الأسواق تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية يوم الجمعة لشهر نوفمبر لمقارنتها بتوقعات التضخم لدى البنك، ومن شأن قراءة أضعف من المتوقع أن توفر بعض الدعم للذهب.