الجريمة والنظام!!
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أطياف
صباح محمد الحسن
الجريمة والنظام!!
طيف أول:شهوة سلطة علقت أحلامها بين خيارين للوطن أما الإشتعال او الإنطفاء وعندما
أمعنت في وهم مستمر
وحاصرها الهلع
باتت تهاب الظل
وعادت تتأرجح وتصر على حماقاتها مع علمها أو جهلها
أن النهايات قد دنت!!
وفي ظل سباق المعارك الدموي الذي تقوم به الأطراف المتحاربة لأجل الكسب العسكري والإعلامي على منصات السوشيال ميديا والذي يجعل عشرات من المواطنين يدفعون أرواحهم حتى يتمكن أحد الجناة من تصوير “لايف” وسط الجثث هذا الذي يحدث لا يكشف أن الحرب تفصح عن أسوأ مراحلها، وهي مرحلة الإبادة الجماعية، التي تقوم على قاعدة كلما أردت ان تقتل قائداً من الطرف الآخر فلابد أن تقتل معه عشرات المواطنين حتى تتمكن من الحصول على رأسه
وهي أسوأ مقايضة تحدث للشعب منذ تاريخ استقلاله وبداية استغلاله، وحتى اليوم
فالشعب كان يدفع اكثر ليشتري الخبز ويدفع فاتورة الكهرباء وعندما حاول أن يحتج قرر الإسلاميون أنه ولابد من أن يدفع روحه بسبب هذا التمرد العقلي الذي جعله يستجيب لحالة الوعي التي ترفض هذا الظلم
وما شهدته رفاعة منبع العلم والنور وما تتعرض له المدنية من أكبر عملية انتهاك على يد قوات الدعم السريع التي استباحت المدينة وكذلك تمبول وان يأتي ذلك فقط لكي تصل الدعم السريع إلى غاياتها المتمثلة في استرداد المناطق التي أعلن الجيش سيطرته عليها لترتكب جرائم مروعة بحق المواطنين العزل فهذا ابشع ما يعيشه المواطن الذي اصبح لا حول ولا قوة له
ولكن يظل هروب كيكل هو ايضا واحدة من الأسباب التي جعلت المدينة تتعرض لهذه الفظائع وليس ببعيد ان يكون كيكل خرج لتعم الفوضى ولاية الجزيرة وتحدث فيها هذه المعارك كواحدة من الخطط الشريرة التي تكشف عن علاقة الجريمة بالنظام والتنظيم الإسلامي
فالقوات التي إنتهكت حرمات المواطنين بولاية الجزيرة أمس هي قوات كانت حتى أمس الاول تتلقى الأوامر من كيكل فهل خرج الرجل عن قصد ليهيئ مسرحا جديدا للجريمة وان خطوة انضمامه للجيش جاءت فقط من أجل أن (يحدث ما حدث)!!
وفي المقابل دفع عدد من المواطنين الأبرياء ارواحهم وهم يقفون في المسجد امام الله قصفهم طيران الجيش في تحدٍ واضح للمشاعر الدينية حيث لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يقولون (إهدنا الصراط المستقيم)
والسؤال هذه الجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني وعملية التضحية بالأرواح تتم لأجل من!!
وهل البقاء على كرسي السلطة حيث يراقب البرهان زوال الشعب يوميا يضمن له الاستمرار في الحكم وهل يظن حميدتي أن ما يحدث سيعيده إلى الحكم مرة أخرى!!
ولو كان البرهان ومن حوله يحملون ذرة إنسانية واحدة في قلوبهم لذهبوا إلى التفاوض لإنهاء هذا القتل الممنهج والمستمر ضد الشعب لطالما انهم حكام هذه البلاد، لإيقاف هذه الكارثة الإنسانية ولكن ما يحدث يحول البرهان من حاكم إلى سفاح كلما أصابه ظمأ السلطة تعطش لقتل العشرات من شعبه ليعيش ويستمر على الكرسي
فما يحدث لا يمكن أن يقبله قائد او رئيس بكامل وعيه وصحته النفسية فإن كان شخصا سويا عاقلا لأختار طريق الحل الذي يخرج البلاد من الظلمات إلى النور
ومن الغباء أن يرى البعض أن الذهاب إلى التفاوض يجعله يبدو مهزوم امام شعبه وعاجز عن تحقيق النصر فالحقيقة إن ذهب او لم يذهب وحارب عشرات السنين وانتصر فهو ايضا بعيون شعبه (مهزوم وعاجز وفاشل) فهذه الحقيقة ستظل تلاحقه إلى الأبد لأن الشعب يرى ما يحدث ويعلم كل صغيرة وكبيرة فأغلب الذين كانوا يدعمونه في هذه الحرب والجريمة تراجعوا اليوم عن دعمه لأنهم لا يريدون نصرا لكنهم يريدون السلام
فما يعيشه شعب السودان الآن يحتاج إلى رجل متعقل تهمه سلامة المواطنين اكثر من النظر في لائحة الموقف العملياتي!!
وما يحدث يحتاج إلى عقل سليم يفكر خارج صندوق الحرب ويطالب بوقف هذه الكارثة الإنسانية التي يعيشها المواطن
وبالأمس قال رئيس الوزراء السابق رئيس تنسيقية تقدم عبد الله حمدوك يجب على المجتمع الدولي أن لا يتعامل مع حكومة الأمر الواقع (حكومة بورتسودان) لانها حكومة غير شرعية
وقال إن البلاد تعيش فراغا دستوريا منذ 25 اكتوبر 2021 وأضاف أن ذلك لا يساعد على وقف الحرب وإحلال السلام وطالب بوضع خطة إسعافية تضع حدا لوقف هذه العدائيات
وقال حمدوك إن هذه الحرب ليس فيها منتصر في الوقت الذي يسعى فيه الشعب السوداني عبر الأجيال المختلفة منذ ثورة اكتوبر وحتى ثورة ديسمبر إلى تحقيق دولة الحرية والسلام والعدالة
فكم نحن بحاجة إلى أشخاص وعقليات “سوية” لتفكر هذه الأيام في إيجاد حل عاجل لوقف هذه الجرائم
فالحكومة السودانية والقيادة العسكرية لم تعد علتها في أنها غير شرعية ولكنها اصبحت اداة إجرام تأتمر الآن بأمر المهووسين في الميدان الذين يريدون أن تذهب هذه البلاد بشعبها إلى الجحيم ولا يهمهم لطالما انهم إنتحاريون ولكن إن ابتلاك الله بحب العنف والظمأ للدم فمن حق الشعب الصحيح الذي لا يعاني من هذا المرض أن يعيش.
#لا_للحرب
“تقدم”: (لن نسمح بدعم سيناريو تقسيم السودان وسنناهض خطط الإسلاميين).
فهذه يجب أن لا تكون رؤية تقدم فقط ولكن كل الذين يرفعون شعار لا للحرب لابد من وقفة قوية لإعلان كلمة واحدة.
الجريدة
الوسومأطياف الجريمة الجيش الدعم السريع السودان النظام بورتسودان تمبول صباح محمد الحسن كيكلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أطياف الجريمة الجيش الدعم السريع السودان النظام بورتسودان تمبول صباح محمد الحسن كيكل ما یحدث
إقرأ أيضاً:
الحرب درس الوطنية الأول
د. ليلى الضو ابوشمال
يقول سبحانه وتعالى( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) صدق الله العظيم
إن الله سبحانه وتعالى يعلم ولا نعلم ، فالنفس البشرية بحدود علمها البسيط والله بعلمه الواسع الممتد قد جعل الخير والشر في هذا الكون يسعى بين الناس إلى أن تقوم الساعة، ولو أرادها خيرا فقط لفعل ولو أرادها شرا لفعل. وتجلت قدرة الله سبحانه حين أعطى من يموت في سبيله درجة لا تعادلها مكانة وجعله شهيدا حيا بين الناس وله في السماء مبلغا لا يبلغه الا من ارتقى لهذه المكانة عنده ، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه.
كيف لا وهو الذي لبى نداء الله بنية الجهاد في سبيله وبنية نشره للحق والدفاع عن الأعراض وتثبيت قيم الدين من الذين انتهكوا أعراض النساء واستباحوا ممتلكات غيرهم ، وسرقوا ونهبوا وارتكبوا كل الموبقات والمحرمات لم يمنعهم من فعل ذلك دين ولا أخلاق ولا شيم ولا أعراف، وحين تصدى هؤلاء الرجال ببسالة وفراسة لهؤلاء الأوباش لابد وأن يكون وعد الله لهم بسخاء فهو المعطي وهو المجيب وما أجمل عطاياه واوسع هباته.
جانب آخر لهذا القتال الذي نحسبه شرا و نقول كما قال المولى عساه يكون خيرا فإنه من خلال حربنا التي دامت لقرابة العامين ورغم كل المعاناة التي عاشها الشعب المكلوم الا أنه لابد وأن نقر ونعترف بأنها علمت هذا الشعب دروسا في الوطنية كانت تنقصهم ، وما كان لهذا الدرس أن يستوعبه هذا الشعب عبر الدروس والمناهج والدورات التدريبية الا إذا جاء عبر هذا الألم والمعاناة والقسوة التي عاشها خلالها هذين العامين ، فخرج عدد كبير من ديارهم إلى بلاد مفارقين وطنهم ، وهناك عرفوا قيمة الأرض والوطن ، وآخرون لم يتمكنوا من الخروج عاشوا نازحين من مدينة لمدينة، ومن قرية لقرية من ولاية لولاية وهناك تعلموا كيف يكون دارك هو أمانك وحصنك ، حينها عرف الشعب أن ثمن الخبز الذي زاد جنيها ماكان ليعترض عليه فقد كان الحال أفضل مما صرنا إليه،، وفي كل الأحوال هو خير من عدو يتهجم عليك في عقر دارك يغتصب زوجتك وابنتك و أختك ويطردك من بيتك ذليلا عندها لابد أن نكون قد تعلمنا كيف نحمي أوطاننا والوطن الذي نحميه هو أهلنا بكل ما فيهم من سماحة وبساطة وطيبة ونقاء سريرة
والدرس الذي يستفاد منه ولا ينسى هو الدرس الغالي الذي لا يكون الا بحجم القساوة التي تعيشها فيه وما أقسى وما أمر علينا مما حدث لنا.
إن بدايات التصحيح الإقرار بالفعل وأسوأ أفعالنا أننا لم نكن نحب بلادنا ولا نحب بعضنا ولا حتى نحب أنفسنا ، ولو كنا نعرف معنى الحب لعرفنا طعم الكره ، لكننا الآن تعلمنا الحب من ذاك الكره الذي تجرعناه و عشناه وعايشناه فكان الدرس بليغا.
بعد أن تنتهي هذه المعركة هنالك معارك كثيرة أخرى تنتظرنا منها ،، معركة مع النفس ومراجعتها وتقويمها ، ومعركة مع من نختلف معهم في الرأي ذاك الخلاف الذي يجب الا يفسد للود قضية ، ومعركة مع قياداتنا التي لا نحترمها ولا نعينها وانما دوما ننتقدها وننقص من شأنها ونقلل من حجم جهودها ونحمل لها السياط ولا نقومها ومعركة مع أولئك الذين يسمونهم (المطبلاتية) الذين يمدحون في غير مكان المدح ويرفعون شأن من لا شأن لهم،،معركتنا القادمة معركة بقاء بقوة ،،معركة تلاحم،،معركة تكوين وحدة ،،معركة تحدي أن هذه الأرض وليعش سوداننا علما بين الأمم
ان معركة الكرامة مضت منها الحلقة الأولى وتنزل بقية الحلقات تباعا أبطالها أبناء هذا الشعب الصامد.
leila.eldoow@gmail.com