روسيا تدخل الذكاء الاصطناعي على أحد أبرز أسلحتها في العملية العسكرية الروسية
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
ابتكر العلماء الروس منظومة توجيه ذاتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتزود بها الطائرات المسيرة الانتحارية.
ويشير أندريه إيفانوف، رئيس المشروع، إلى أن هذه المنظومة هي من ابتكار خبراء مصنع تولا لإنتاج الطائرات المسيرة الانتحارية من طراز "أوفود- النبر" القادرة على إصابة الأهداف الثابتة والمتحركة من دون مشاركة الإنسان.
و يقول: "ابتكر الخبراء للطائرات المسيرة من نوع "أوفود" منظومة توجيه ذاتي باستخدام الذكاء الاصطناعي تحلل وتسمح بكشف (الأهداف) الأجسام الثابتة والمتحركة، ما يساعد في النهاية مشغل الطائرات المسيرة ليس فقط على اكتشاف الهدف، بل وإصابته ذاتياً. وتبلغ دقة الإصابة باستخدام هذه المنظومة 90 بالمئة".
يذكر أن هذه المنظومة اجتازت اختبارات مختلفة ومتعددة المستويات، وقريبا سوف تختبر في منطقة العمليات الخاصة على خط المواجهة.
وتعمل الطائرات المسيرة من نوع "أوفود" بمبدأ First Person View ( FPV) (طريقة رؤية أول شخص، وتسمى أيضا طريقة رؤية الشخص عن بعد). تضمن أجهزة هذا النوع من الطائرات المسيرة من بين أمور أخرى، استقبال صور الفيديو عبر قناة راديو فيديو إضافية في الوقت الفعلي. ويمكن للمشغل رؤية الصورة من كاميرا الفيديو باستخدام الشاشات أو أجهزة التلفزيون أو خوذات الفيديو أو نظارات الفيديو. والآن ها هي منظومة التوجيه الذاتي ستمكن من توجيهها نحو الهدف المطلوب وإعطاء الأمر بمهاجمة الهدف المطلوب. وبعد ذلك ستهاجم الطائرة الهدف ذاتيا من دون مشاركة الإنسان.
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أسلحة ومعدات عسكرية اختراعات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا طائرة بدون طيار الطائرات المسیرة
إقرأ أيضاً:
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
في السنوات الأخيرة؛ أصبحت الطائرات بدون طيار (المسيّرات) أحد العناصر الرئيسية في الحروب العسكرية الحديثة، حيث ساهمت بشكل كبير في تغيير موازين القوى وأساليب القتال، لتُستخدم تلك المسيّرات بشكل متزايد، ليس فقط كوسيلة للمراقبة والاستطلاع، بل كأداة هجوم فعّالة ذات دقة عالية وتكلفة منخفضة نسبيًا.
`•التطور التكنولوجي ومجال الاستخدام`
ومع التقدم العلمي وسباق التسليح التنافسي بين كبرى الدول؛ تطورت المسيّرات من أدوات صغيرة تُستخدم للاستطلاع إلى منصات متقدمة قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة، نقل الإمدادات، وحتى خوض المعارك من مسافة الصفر، فهذه الطائرات أصبحت أساسية في حروب الدول، كما هو الحال في النزاعات العسكرية في أوكرانيا، اليمن، السودان، وناجورنو كاراباخ، حيث أثبتت أنها قوة فعالة لتحديد الأهداف وضربها، دون الحاجة إلى تعريض الطيارين للخطر.
`•الدور الاستراتيجي`
تلعب المسيّرات دورًا مزدوجًا في الحروب. فمن جهة، يمكن استخدامها لاستطلاع ميدان المعركة بدقة، ومن جهة أخرى تُستخدم لتنفيذ ضربات مدمرة ضد أهداف محددة، فعلى سبيل المثال؛ خلال الحرب في أوكرانيا، استخدمت كلاً من روسيا وأوكرانيا المسيّرات بكثافة لضرب البنية التحتية العسكرية والمدنية، مما زاد من تعقيد النزاع وجعله أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا.
`•التكلفة مقارنة بالتأثير`
استطاعت هذه المسيّرات أن تحقق للدول معادلة صعبة، تمثلت في إمكانية تحقيق نتائج كبيرة بموارد أقل مقارنة بالطائرات التقليدية، فمسيّرات مثل "بيرقدار" التركية و"شاهد" الإيرانية أثبتت فاعليتها في تحقيق أهداف عسكرية مهمة، وغالبًا ما تكون أقل تكلفة مقارنة بالطائرات المقاتلة، كما تُستخدم هذه الطائرات من قبل الجماعات المسلحة الغير نظامية، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على الأمن العالمي وانتشارها في أيدي أطراف غير رسمية (الميليشيات).
`•التهديدات والتحديات`
وعلى الرغم من ميزاتها؛ فإن الاعتماد المتزايد على المسيّرات يثير تحديات عديدة، منها التحدي الأخلاقي المرتبط بتقليل التفاعل البشري في اتخاذ قرارات القتل، إضافة إلى التحديات الأمنية المتمثلة في إمكانية تعرّض هذه الطائرات للاختراق الإلكتروني أو إعادة استخدامها من قبل الأعداء.
`•المستقبل والحروب الذكية`
تُشير التوقعات؛ إلى أن حروب المستقبل ستكون أكثر ذكاءً واعتمادًا على المسيّرات، بما يشمل استخدام الذكاء الاصطناعي لتوجيهها، وتنفيذ هجمات معقدة بشكل ذاتي، ومع ذلك؛ فإن هذا التحول التكنولوجي يتطلب وضع ضوابط دولية لمنع الاستخدام السيء وضمان أن تبقى هذه الأدوات ضمن إطار القانون الدولي الإنساني.
وعلينا جميعًا أن نقر؛ بأن حرب المسيّرات أصبحت واقعًا لا يمكن تجاهله في المشهد العسكري الحديث، فهي تعيد تعريف طبيعة الصراعات بشكل جذري، مما يفرض تحديات كبيرة على الدول والمجتمع الدولي لمواكبة هذا التغير وضمان استخدام هذه التكنولوجيا بطرق تعزز الأمن والاستقرار بدلًا من الفوضى.