الجزيرة:
2024-10-23@15:29:09 GMT

كيف تثبت كلمة واحدة عجز الذكاء الاصطناعي؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

كيف تثبت كلمة واحدة عجز الذكاء الاصطناعي؟

تنامى استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة بفضل قدراتها الواسعة واعتمادها على نماذج اللغة الكبيرة التي تجعلها قادرة على توليد النصوص بشكل يماثل البشر، فضلا عن كتابة الأكواد البرمجية المختلفة أو الإجابة على الأسئلة والتحديات الموجهة إليها.

ورغم هذه القدرات المذهلة التي تحاكي البشر في بعض الأحيان، فإن نماذج الذكاء الاصطناعي هذه ما زالت قاصرة في وجه بعض التحديات البسيطة التي تتطلب آلية تفكير بشرية وقدرة على استنتاج المعلومات بشكل صحيح.

ويظهر هذا العجز بوضوح في تحدي إحصاء الحروف المتكررة في الكلمات مثل كلمة فراولة بالإنجليزي "ستروباري" (Strawberry) أوهيبوبوتمس (hippopotamus) مثلا، إذ تقدم نماذج الذكاء الاصطناعي على اختلافها إجابات خاطئة في كل مرة يتم توجيه هذا السؤال إليها.

عجز عن عد الحروف

يستطيع الذكاء الاصطناعي تلخيص أي نص مهما كان مع الحفاظ على النص الأصلي، كما أنه قادر على إجابة التحديات المختلفة والمسائل اللغوية المتنوعة، فضلا عن كتابة أكواد برمجية وتصحيح أكواد برمجية أخرى، وهو الأمر الذي أوهم كثيرين بأن قدرات الذكاء الاصطناعي غير محدودة.

ويظهر السؤال السابق عجز الذكاء الاصطناعي على التعرف على الحروف في كلمة واحدة وتقديم عدد صحيح لها، ورغم بساطة هذا السؤال، فإن الذكاء الاصطناعي يخفق فيه بكل مرة، ويعود السبب في ذلك إلى آلية عمل الذكاء الاصطناعي وطريقة تعامله مع الحروف والكلمات المختلفة.

ورغم التصور الشائع عن الذكاء الاصطناعي، فإنه ليس قادرا على التعامل مع الكلمات والحروف بالشكل الذي يتعامل به البشر فهو لا يعتبر النصوص والحروف والأرقام جزءا من مدخلاته التي يستطيع تحويلها وفهمها، ويعتمد بدلا من ذلك على رموز تدعى "توكين" (Token)، وهي آلية ترميز تدعى (tokenization) تحول الحروف والنصوص إلى أرقام يستطيع الذكاء الاصطناعي فهمها.

وتختلف آلية عمل الترميز بين نموذج ذكاء اصطناعي وآخر، وفي بعض الأحيان تختلف داخل النموذج الواحد بناء على طريقة توجيه السؤال له، ولكن في المجمل، فإن جميع نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد على آليات الترميز، وهي الآليات التي تقيس عبرها معدل الاستخدام والاستهلاك للنموذج، فضلا عن وضع تسعير استخدام النموذج في النماذج المدفوعة.

وفي بعض الحالات، يقوم الذكاء الاصطناعي بتقسيم كلمة مثل "سلسبيل" إلى مقطعين، أي إلى "سلس" و"بيل" وفي بعض الأحيان الأخرى "سل" س" "بيل"، أي إلى 3 مقاطع مختلفة، وعبر هذه المقاطع، يستطيع الذكاء الاصطناعي توقع الإجابة أو الكلمة التالية للمقطع، وهذا يعني أن الذكاء الاصطناعي لا ينظر إلى كلمة "سلسبيل" على أنها مكونة من الحروف الفردية "س" ل" "س"ب"ي"ل"، وبالتالي لا يمكنه عد حرف "س" المذكور في الكلمة، لأنه لا يرى الحرف منفردا، بل يرى المقطع الذي يضم الحروف، وإذ ظهر الحرف في 3 مقاطع، فإن هذا يجعل الذكاء الاصطناعي يظن أن الكلمة تضم 3 حروف "س" حتى وإن كانت تضم حرفين فقط.

النماذج الاحترافية المدفوعة مثل "أو 1" من "شات جي بي تي" قادرة على تخطي مشكلة "الفراولة" بشكل كبير (شترستوك) هل يمكن تخطي هذه العوائق؟

سرعة تطور نماذج الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة تشير إلى أن النماذج المستقبلية قد لا تواجه مثل هذه العوائق، ولا يمكن القول إن هذا العائق يصعب تخطيه، إذ إن النماذج الاحترافية المدفوعة مثل "أو 1" من "شات جي بي تي" قادرة على تخطيه بشكل كبير، وهذا لأنها تعتمد على آلية عمل مختلفة تدعى "المنطق".

وفي آلية عمل المنطق تخضع الكلمات والحروف إلى عملية ترميز أكثر دقة، وبالتالي قدرة أكبر على فهم الحروف والكلمات دون الاقتصار على آلية المقاطع المذكورة سابقا، وبالتالي تقديم نتائج أكثر دقة وأعلى جودة من نماذج الذكاء الاصطناعي المجانية، بالطبع تتطلب آلية عمل "المنطق" موارد أكثر من آليات العمل المعتادة لدى الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تطلب تكلفة أعلى من كلفة النماذج المجانية، وهو ما كان واضحا في تسعير نموذج "أو 1" من "شات جي بي تي".

هل الذكاء الاصطناعي عاجز؟

ورغم وجود هذه العوائق في آلية عمل نماذج الذكاء الاصطناعي، فإنه لا يعني عجز الذكاء الاصطناعي بشكل عام، إذ تفيد آلية الترميز والمقاطع التي تعتمد عليها نماذج الذكاء الاصطناعي في فهم الجمل والطلبات المركبة بشكل صحيح، لذا تجد الذكاء الاصطناعي بارعا في بعض الجوانب دون غيرها.

وبفضل آلية المقاطع، تظهر براعة الذكاء الاصطناعي في البرمجة وكتابة الأكواد، إذ يمكن بكل سهولة الآن جعل "شات جي بي تي" أو أي نموذج ذكاء اصطناعي آخر توليد نصوص عميقة ومفهومة بشكل كامل عبر الاعتماد على مجموعة من الأوامر المتتالية المباشرة.

وحتى في الوظائف التي تعتمد على هذه المهام، لا يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يمكنه استبدال البشر فيها، إذ لن يستطيع الوصول إلى آلية التفكير البشري المنطقية من أجل تقديم الحلول الملائمة للمشاكل المختلفة، فضلا عن ربط النتائج بالطلبات الموجهة إليه، خاصة إن كانت طلبات تحتاج إلى مهام خفية تتكون من أكثر من مرحلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات نماذج الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی شات جی بی تی آلیة عمل فضلا عن فی بعض

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يتوقع مقتل أكبر عدد من البشر بحلول 2050

وسط المخاطر التي تهدد البشرية، توقع الذكاء الاصطناعي القضاء على أكبر عدد من البشر بحلول 2050، بوباء جديد سيتفوّق على كورونا.

وسألت صحيفة "ديلي ستار" الذكاء الاصطناعي عن مصير البشر بحلول 2050، فأخبرها بأنّه يوجد حالياً عدد كبير من القتلة الرئيسيين لسكان العالم يتنافسون على المركز الأول، الذي يحتله اليوم مرض نقص تروية القلب.

لكن بحلول 2025 وفق الذكاء الاصطناعي، سيكون البشر أمام بكتيريا مقاوِمة لكل المضادات الحيوية، وستحتل المركز الأول والرئيسي  بين قاتلي البشر. وأرجع سبب تفشي هذه البكتيريا إلى الانتشار المتزايد للجراثيم حول العالم، من خلال التجارب العلمية التي تنتهك التشريعات والقوانين المصرح بها دولياً،  إضافة إلى الحروب واستخدام مواد قتالية محرمة دولياً.


بكتيريا تتطور

واعتبر أن ما يثير الرعب في الأمر هو حتمية هذه الفاجعة ما لم تستعيد البشرية نظرة إلى الوراء، وتعيد الدول الكبرى والمنظمات الدولية حساباتها، والحد من الزيادة الكبيرة في عدد الوفيات التي يمكن تقليلها بسهولة حالياً.
وحذّر من تطور هذه البكتيريا لتصبح قاتلة ومقاومة لكل المضادات الحيوية، وقد تكون سبب القضاء على البشرية.
لكن الذكاء الاصطناعي استدرك بأنّه حتى ذلك الحين هناك "منافسين محتملين آخرين" لهذه البكتيريا، مثل أمراض القلب، والسرطان  بأنواعه، والأمراض بسبب تغيّر المناخ والأمراض العصبية.


عوامل قادرة على التغيير

شّدد الذكاء الاصطناعي على أن توقعاته مبنية على مسار الأوضاع الحالية في العالم، وعلى تحليل تحديات المستقبل، لكن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على هذه النتائج وتغيّر سلبيتها.
وشدد على أهمية التطور العلمي والتقدّم الطبي لمواجهة تفشي الأمراض، بالتزامن مع المبادرات الصحية الحكومية، والدولية للقضاء على الأوبئة ومواجهة التغير المناخي.

 

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي في "منتدى شباب عُمان"
  • الرئيس الصيني: يجب التعاون مع جميع الأطراف في مجال الذكاء الاصطناعي
  • نحتاج إلى التفكير بشكل مختلف حول الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. مخاوف مطروحة ومقترحات للتنظيم الدولي
  • الكتابة الإبداعية في زمن الذكاء الاصطناعي
  • ميرا موراتي تؤسس شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي
  • الإعمار توضح آلية العمل على الطريق الحلقي والمناطق التي سيربطها
  • الذكاء الاصطناعي يتوقع مقتل أكبر عدد من البشر بحلول 2050
  • باحث بهيئة كبار العلماء: كلمة واحدة قد تدخلك الجنة أو النار