صرحت ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة "بريكس"، خلال الاجتماع الموسع لقادة ورؤساء وفود دول "بريكس" في قازان الروسية، بأن الاعتماد على المؤسسات المالية الأمريكية يضعف قدرة الدول على التحكم باقتصاداتها الوطنية ، وأشارت إلى أن السياسات المالية التي تتخذها الولايات المتحدة تؤثر بشكل كبير على الاقتصادات الأخرى، مما يؤدي إلى تقييد قدرة الدول على إدارة مواردها النقدية وتوجيه تنميتها الاقتصادية.

 

وأوضحت روسيف أن القرارات المالية الأمريكية غالباً ما تُفرض على الدول الأخرى، وتجبرها على تبني السياسات الأمريكية، مؤكدة أن الاقتصاد الأوروبي يتأثر بشكل خاص بهذه السياسات، مما يجعله غير قادر على تحقيق نمو مستدام في المستقبل القريب.

 

وعلى صعيد المشروعات التي يمولها بنك التنمية الجديد، أفادت روسيف بأنه من المتوقع أن يصل عدد المشاريع الممولة إلى 45 مشروعًا في مجالات الطاقة النظيفة، المياه، استصلاح الأراضي، والبنية التحتية الرقمية. وبيّنت أن البنك قد قام بالفعل بتمويل أكثر من 101 مشروع استثماري بإجمالي يبلغ حوالي 30 مليار دولار.

 

في هذا السياق، شددت روسيف على أن الدول التي تعتمد على المؤسسات المالية الأمريكية تجد نفسها مضطرة لتبني سياسات اقتصادية خارجية لا تتماشى بالضرورة مع احتياجاتها الوطنية، مشيرة إلى أن تأثير تلك السياسات يمتد ليشمل مجالات حيوية مثل إدارة النقد الأجنبي وتنفيذ استراتيجيات التنمية الوطنية.

 

كما أوضحت رئيسة بنك "بريكس" أن مجموعة "بريكس" تسعى إلى تقديم بدائل مالية تساعد الدول الأعضاء على تحقيق استقلالية أكبر في إدارة شؤونها الاقتصادية، مؤكدة أن مشروعات البنك تهدف إلى تعزيز البنية التحتية المستدامة والمساعدة في النمو الاقتصادي للدول الأعضاء بعيدًا عن الهيمنة المالية الخارجية.

 

ختامًا، أكدت روسيف أن بنك التنمية الجديد سيواصل التركيز على دعم المشروعات التي تساهم في تطوير الاقتصاديات الوطنية وتعزيز الابتكار في مجالات متعددة، مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية الرقمية، كجزء من رؤية "بريكس" لتعزيز الاستقلال الاقتصادي والتنمية المستدامة.

 

الرئيس البرازيلي في قمة "بريكس" يدعو إلى وقف الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا

 

حث الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال كلمته عبر الفيديو في الجلسة الموسعة لقمة مجموعة "بريكس" في قازان، على ضرورة وقف الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، محذرًا من أن تلك الحروب قد تمتد إلى جميع أنحاء العالم.

 

وقال لولا: "هناك صراع يجري في فلسطين وامتد الآن إلى لبنان، وهناك أيضًا الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا. هاتان الحربان قد تنتقلان لتجتاحا العالم، لذلك نحن بحاجة إلى العمل معًا لمنع حدوث ذلك. سنسعى لتوحيد الجهود على أساس الحقوق المتساوية، وسنساهم في ذلك خلال رئاستنا المقبلة لمجموعة بريكس".

 

وأضاف أن هناك أطرافًا تسعى لتقسيم العالم إلى "أصدقاء وأعداء"، مما يؤدي إلى معاناة الشعوب الضعيفة. وأكد أن الناس في كل مكان يريدون حياة خالية من المآسي المناخية والأسلحة، ويرغبون في العيش بكرامة مع تأمين الغذاء والعمل.

 

وكان الرئيس البرازيلي قد ألغى رحلته المقررة إلى روسيا لحضور القمة بعد تعرضه لحادث صحي منعه من السفر. وذكر بيان صادر عن المكتب الرئاسي أن لولا (78 عامًا) أصيب في رأسه في منزله، مما أدى إلى نزيف بسيط في الدماغ، ونصحه الأطباء بتجنب الرحلات الجوية الطويلة مؤقتًا. وعلى إثر ذلك، شارك الرئيس البرازيلي في القمة عبر الفيديو.

 

من المقرر أن تتولى البرازيل رئاسة مجموعة "بريكس" في العام المقبل خلفًا لروسيا، بعد أن ترأست مجموعة العشرين هذا العام. ويأتي ذلك في وقت حساس تشهد فيه الساحة الدولية صراعات متعددة، وهو ما يجعل رئاسة البرازيل لمنظومة "بريكس" مسؤولية كبرى في تعزيز التعاون الدولي.

 

تستمر فعاليات القمة السادسة عشرة لدول "بريكس" في قازان بين 22 و24 أكتوبر، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الصين شي جين بينغ، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. كما يشارك في القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، بينما يرأس وفد البرازيل وزير الخارجية مارورو لويس إيكر فييرا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ديلما روسيف رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس الاجتماع الموسع قازان الروسية المؤسسات المالية الأمريكية المالیة الأمریکیة الرئیس البرازیلی

إقرأ أيضاً:

خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي.. المشاط: ضرورة توحيد جهود المؤسسات الدولية لخلق نظام مالي عالمي أكثر عدالة

ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، كلمة مصر بالاجتماعات الوزارية لمجموعة الـ24 الحكومية الدولية المعنية بالشئون النقدية الدولية والتنمية، والمنعقدة ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2024 في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الفترة من 21 إلى 26 أكتوبر الجاري، وذلك بحضور كريستالينا جيورجيفا، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، و أكسيل فان تروتسنبرج، المدير المنتدب الأول للبنك الدولي المسؤول عن سياسات التنمية والشراكات، وممثلي الدول الأعضاء في المجموعة.

وفي كلمتها أمام المجموعة، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن مسألة الأمن الغذائي ذات أولوية قصوى، وترتبط بشكل وثيق مع أولويات التكيف مع تغير المناخ وتوفير المياه، مشددة على ضرورة وجود تركيز على نهج أكثر توازنًا، مع تخصيص متساوٍ للموارد لكل من جهود التكيف مع المناخ والتخفيف من حدته، بما يتسق مع الاحتياجات الوطنية والأولويات الفردية الأساسية لحماية الإمدادات الغذائية وتوافر موارد المياه.

وأوضحت أن أزمة الديون وتدفقات الأموال غير المشروعة تتطلب اهتمامًا عاجلاً، متابعه أنه في حين أن الجهود العالمية الحالية تركز بشكل أساسي على الإصلاحات المالية وشفافية الديون، فمن المهم الاعتراف بالتحديات المالية المتنوعة التي تواجهها الدول المختلفة.

وأشارت الوزيرة، إلى الحاجة الملحة إلى حلول مُصممة خصيصًا لمواجهة التحديات الفريدة التي تواجهها الدول متوسطة الدخل والدول منخفضة الدخل والدول المثقلة بالديون، متابعة أن الهياكل الاقتصادية المختلفة والبيئات المالية المتنوعة تحتاج إلى استراتيجيات مخصصة تأخذ في الاعتبار الاحتياجات والظروف الخاصة بكل دولة على حدة، مؤكدة ضرورة اعتماد نهج ابتكاري يتناسب مع تلك الاحتياجات الخاصة لضمان الاستقرار المالي والتنمية المستدامة.

وأوضحت الوزيرة، أنه في ظل سياسات التشديد التي ينتهجها العالم فإن المؤسسات الدولية مُطالبة بالعمل مع الدول الأعضاء لتعزيز سياسات النمو والتشغيل، لدعم جهود التنمية، والنهوض بالاقتصادات.

كما أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أهمية قيام البنك الدولي بتحسين إمكانية الوصول إلى الموارد وتعزيز الجهود الحالية لدعم أعضائه، مع ضرورة أن يكون هناك تركيز أكبر على تحسين الشراكات بين مجموعة البنك الدولي والمؤسسات متعددة الأطراف الأخرى في الجهود المشتركة، موضحة أن الشراكات تمثل حجر الزاوية في التنمية الفعالة، مشيرة إلى ضرورة تعزيز التعاون مع مجموعة البنك الدولي ليس فقط بين البنوك التنموية الأخرى، بل أيضًا مع منظمة التجارة العالمية، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، والوكالات المتخصصة الأخرى التابعة للأمم المتحدة، وذلك للقيام بدور محوري في تحسين سياسات التجارة وخلق نظام تجاري عالمي أكثر عدالة وكفاءة.

ونوهت بأن التحديات التي تواجهها الدول النامية تتطلب حلولًا مبتكرة تراعي ظروف كل دولة، كما ثمنت دعوة مجموعة الـ24 بتقوية النظام النقدي لزيادة صلابة الاقتصاد العالمي وضرورة تنفيذ مراجعة شاملة لإجراءات صندوق النقد وسياساته.

واختتمت كلمتها بالتأكيد علي أن الشراكة مع البنك الدولي كانت محفزًا لتحقيق إنجازات كبيرة في التنمية، كما أثنت على الأنشطة الشاملة لمبادرة مجموعة البنك الدولي، والتي تمثل منصة الضمان الواحد الخاصة بالوكالة الدولية لضمان الاستثمار، موضحة أن المبادرات هي خطوات تستحق الثناء نحو زيادة تأثير جهودنا التنموية، وخلق مشاركة أكثر نجاحًا مع البنك الدولي، حيث تستهدف تبسيطَ عروض المنتجات وتعظيم رأس المال المحدود المتاح للعمل الإنمائي في الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.

وأصدرت مجموعة الـ24 بيانًا ختاميًا، أعربت فيه عن قلقها بشأن الأزمات الإنسانية والصراعات في العديد من مناطق العالم، وتهديدها لمعدلات النمو العالمي، كما أشار البيان إلى أن الأسواق الصاعدة والنامية تواجه تحديات جسيمة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، ومستويات المديونية المرتفعة وتكاليف خدمة الدين، التي تتسبب في تضييق الحيز المالي، ولذا فإن صندوق النقد الدولي، مطالب بالاضطلاع بدوره لتقوية النظام النقدي، وتعزيز الاستقرار العالمي، وزيادة صلابة الاقتصاد العالمي عبر دعم الدول الأعضاء.

كما رحب بيان المجموعة، بمراجعة إجراءات الصندوق وسياساته، وإدماج التحديات الناشئة مثل المخاطر المناخية، والدين العام المحلي، في مراجعة إطار استدامة القدرة على تحمل الدين للبلدان منخفضة الدخل، ودعت المجموعة صندوق لنقد الدولي بمزيد من الإصلاحات لإنجاز خفض أكبر في الرسوم الإضافية، وتخفيض معدلات الفائدة، وكذا رحب بإصلاحات الصندوق الاستئماني للنمو والحد من الفقر، لزيادة الموارد المتاحة للتمويل الميسر.

وفي سياق متصل، رحبت المجموعة، بتنفيذ خارطة طريق التطور لمجموعة البنك الدولي، من خلال إطلاق منصة الضمانات، وتكثيف جهود حشد رأس المال لجذب موارد إضافية لتلبية احتياجات التنمية لدى البلدان الأعضاء، مشيرة إلى أن إطلاق الصندوق الاستئماني لمرفق المنح المخصص لإعداد المشروعات إلى تعزيز القدرة المؤسسية للبلدان الأعضاء في مجال إعداد المشروعات، كما أن عملية تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية IDA، عاملًا مهمًا لدعم البلدان الأقل دخلًا، وتشجيع الاستقرار المالي.

مقالات مشابهة

  • الرئيس البرازيلي في قمة "بريكس" يدعو إلى وقف الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا
  • الرئيس البرازيلي: قمة «بريكس» تستهدف التخلص من السياسات العنصرية
  • المشاط: ضرورة توحيد جهود المؤسسات الدولية لخلق نظام مالي عالمي أكثر عدالة
  • خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي.. المشاط: ضرورة توحيد جهود المؤسسات الدولية لخلق نظام مالي عالمي أكثر عدالة
  • الرئيس عبدالفتاح السيسي: حريصون على المشاركة في الأنشطة التي نظمت على هامش رئاسة روسيا لقمة مجموعة بريكس
  • الإيكونوميست: نظام دفع “بريكس” قد يوجه ضربة للهيمنة المالية الأمريكية
  • الإيكونوميست: نظام دفع "بريكس" قد يوجه ضربة للهيمنة المالية الأمريكية
  • « كيان قوي لا تنافسي وليس رابطة معادية».. أبرز تصريحات الرئيس الروسي خلال قمة «بريكس»
  • الرئيس البرازيلي يلغي زيارة لروسيا بعد تعرضه لإصابة في رأسه