تهديد بلغة الاستجداء.. الحوثي يلوح بالحرب لاحتواء المطالبات الشعبية بالرواتب
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
عاود زعيم جماعة الحوثي المدعومة من إيران تهديداته بالعودة إلى الحرب، بالتزامن مع الأزمة التي تعاني منها الجماعة جراء تصاعد المطالبات الشعبية الرافضة لاستمرار تهربها من صرف الرواتب بمناطق سيطرتها.
ووجه عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة في خطاب له السبت، ما أسماه بالـ"التحذير الجاد" إلى السعودية وأن جماعته لن تسكت تجاه "الاستمرار في حرمان شعبنا من ثرواته"، في إشارة إلى مطالب الجماعة بتقاسم إيرادات النفط والغاز المنتج بالمحافظات المحررة.
الحوثي قال بأنه "أفسح المجال للوساطة بالقدر الكافي"، في إشارة إلى الوساطة التي تقودها سلطنة عمان بين الجماعة وبين السعودية، وأضاف قائلا: "لا يمكن أن نسكت عما هو حاصل طويلًا".
وهاجم الحوثي في خطابه السعودية مذكراً إياها بمطالب الجماعة المتمثلة فيما تسميه بـ"تبعات الحرب وإعادة الإعمار والانسحاب وإيقاف الحصار"، مهدداً بقوله "لا يمكن أن يعيش السعودي في أمن ورفاهية وتحريك للاستثمارات في نيوم وغيرها".
وأضاف متوعداً: "لا يمكن أن نسكت على استمرار هذا الوضع.. إذا لم يحصل تطورات إيجابية ومعالجة للإجراءات الظالمة ولم يقلع السعودي عن استمراره في نهجه العدائي، فإن موقفنا سيكون حازمًا وصارمًا".
الحوثي أشار ضمنياً في ختام خطابه إلى مخاوف الجماعة من تصاعد المطالب الشعبية في مناطق سيطرتها بصرف الرواتب، حيث دعا أنصاره إلى "العمل على الاستقرار الداخلي وإفشال كل مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن في الداخل تحت مختلف العناوين".
وفي محاولة واضحة لامتصاص زخم هذه المطالب الشعبية، زعم الحوثي بالعمل على "إحداث تغييرات جذرية في الواقع الرسمي" الذي قال إن جماعته "تخضعه للتقييم وتشخيص الإشكالات ولديها الآن الكثير من الخطط".
عودة زعيم جماعة الحوثي للتلويح بالحرب، اعتبرها السياسي الجنوبي سعيد بكران "مكررة ومملة"، مؤكداً في تغريدة له على منصة "اكس –تويتر سابقاً" بأن تكرار التهديد والوعيد والخطابات دليل عجز عن الفعل.
ويشير بكران أن الحوثي بات عاجزاً عن "تحديد سقف زمني لتحقيق مطالبه بإعلان الكل الخضوع له وتسليمه كل ما يريد"، وأضاف: الشعب في مناطق سيطرة عبدالملك يريد رواتب والتهديدات فارغة المضمون لن تتحول إلى مرتبات.
في حين يؤكد الإعلامي الجنوبي صلاح بن لغبر في تغريدة له على منصة "اكس –تويتر سابقاً" معلقاً على خطاب الرجل، بأن الحوثيين يواجهون مأزقا كبيرا في ملف الرواتب مع تزايد الضغط الشعبي في هذا الملف.
ويرى بن لغبر بأن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي حاول في خطابه تهدئة الناس في مناطق سيطرة الجماعة من خلال إطلاق تهديدات جوفاء مكررة، لافتاً إلى أن الجماعة تترقب أن يأتي "الفرج من سراديب المفاوضات السرية في مسقط"، من خلال تقديم تنازل آخر لها بتقاسم عائدات النفط والغاز المنتج بالمناطق المحررة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
جبايات وجمارك إضافية ونهب للمساعدات.. الفقر والأمن الغذائي يهددان الحياة في مناطق سيطرة الحوثي
يعاني سكَّان المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي من ارتفاع حاد في الأسعار وتفاقم أزمة الأمن الغذائي، فيما يعيش أكثر من 70 بالمئة من السكان في هذه المناطق على أقل من دولارين يومياً
وشهدت أسعار السلع الأساسية مثل المواد الغذائية والمحروقات ارتفاعاً غير مسبوق، إذ زادت أسعار بعض السلع بنسبة تتراوح بين (40 إلى 70) بالمئة خلال الأشهر الماضية.
وأظهرت إحصائيات حديثة من البنك المركزي أن معدلات التضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً وصلت إلى 110 بالمئة، مما يزيد من صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
وفي حديث لوكالة "خبر" يقول اقتصاديون، إن واحدة من أبرز العوامل التي تسهم في تفاقم الوضع هي الجبايات الحوثية المفروضة على المواطنين.
وأوضحوا أن هذه الجبايات تأتي بصور عديدة بعضها يضفي عليها الحوثيون طابعا قانونيا، حيث يفرضون العديد من الرسوم والضرائب غير القانونية على السلع والخدمات، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تكلفة الحياة اليومية.
بالإضافة إلى استحداث منافذ جمركية غير قانونية على الحدود وفي الطرق الرئيسية، مما أضاف تكاليف جمركية إضافية ترفع الأسعار بشكل كبير. وهذه الخطوة بحد ذاتها تُعد استنزافاً مفتوحاً.
تزداد الأوضاع الاقتصادية سوءاً مع استمرار انقطاع الرواتب، وهو ما يعجز الكثير من المواطنين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية.
فقر مدقع
أكدت تقارير محلية أن مئات آلاف الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة المليشيا يعانون من تأخر الرواتب لفترات طويلة، مما يفاقم من مستويات الفقر. علاوة على ذلك، تفتقر هذه المناطق إلى فرص العمل المناسبة، ما يجعل الشباب والعائلات رهينة للفقر المدقع.
من جهة أخرى، تعاني المنظمات الإنسانية من صعوبات كبيرة في توجيه الدعم للمحتاجين في تلك المناطق.
وأكدت تقارير دولية أن المليشيا الحوثية تستولي على جزء كبير من المساعدات الإنسانية الموجهة للمواطنين، حيث تستخدم جزءاً كبيراً من هذه الموارد لصالح عناصرها العسكرية، وبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، وهو السلوك الذي تسبب بحرمان مئات الآلاف من الأسر الفقيرة من المعونات التي تعتبر شريان حياتهم الوحيد.
من ضمن التداعيات الخطيرة للأزمة الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، هو انعدام الأمن الغذائي.
وحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن نحو 2.5 مليون طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية، بينما تشير التقديرات إلى أن 70 بالمئة من السكان في هذه المناطق يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد.
ارتفاع معدلات الجريمة
بلغت نسبة الفقر في اليمن مستويات قياسية، حيث يعيش أكثر من 70 بالمئة من السكان في هذه المناطق على أقل من دولارين يومياً، فيما تشير التقارير إلى أن 85 بالمئة من السكَّان ككل في ذات المناطق يعانون من الفقر.
وأشار خبراء اقتصاديون وأكاديميون اجتماعيون، إلى أن ارتفاع الفقر أدى إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الجريمة وزيادة عمالة الأطفال وتراجع التعليم بسبب عدم قدرة الأسر على تحمل التكاليف.
وطالبوا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الجاد، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين الفعليين بعيداً عن أي تدخلات سياسية وعسكرية لمليشيا الحوثي.
وشددوا على اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات الضغط على الحوثيين للوقف الفوري للجبايات غير القانونية، التي تفاقم الأزمة وتزيد من معاناة المواطنين.