لماذا تسعى تركيا إلى الانضمام لمجموعة بريكس؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
يعتبر انفتاح تركيا على مجموعة بريكس التي تقودها روسيا والصين، الأول من نوعه لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي، لكن يرى خبراء أن وراء هذه الخطوة دوافع اقتصادية وأنها تأتي في إطار رغبة أنقرة بـ"الاستقلالية الاستراتيجية".
ويشارك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بقمة دول بريكس في مدينة قازان، الأربعاء، إلى جانب زعماء دول أخرى في المجموعة بينها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وفي أيلول، أعلنت تركيا المنضوية في الناتو، رغبتها بالانضمام الى مجموعة بريكس.
وشمل توسيع بريكس مؤخرا لتضم أربع دول إضافية وهم الإمارات ومصر وإثيوبيا وإيران.
مع ذلك، يرى باحثون أن تركيا لن تدير ظهرها للغرب أو لأوكرانيا التي زار وزير خارجيتها أنقرة الاثنين، ولا لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
واعتبر سنان أولغن الباحث المشارك في مركز كارنيغي في أوروبا في تصريحه لفرانس برس، أن "الحكومة التركية تواصل ترسيخ علاقاتها مع الدول غير الأعضاء في التحالف الغربي، بما يتماشى مع الاستقلال الاستراتيجي الذي تنتهجه تركيا".
كذلك رأى أن "المبادرة اقتصادية جزئيا أيضا" لافتا إلى أنها "تهدف إلى تأثير إيجابي على العلاقات الاقتصادية الثنائية مع هذه الدول".
عالم متعدد القطب
وتمثل مجموعة بريكس حوالى نصف سكان العالم ونحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
لكن أولغن رأى في دول بريكس أنها تشكل "منصة" اقتصادية بدون التزامات، ولا تفرض التكامل بين أعضائها كما هو حال الاتحاد الأوروبي الذي تحاول أنقرة الانضمام إليه منذ العام 1999.
ولم يوفر إردوغان فرصة للتطرق الى هذه المسألة الشهر الماضي، بإشارته الى أن "أولئك الذين يقولون لا تنضموا إلى بريكس هم نفسهم الذين جعلونا ننتظر لسنوات على باب الاتحاد الأوروبي".
وأضاف بعد عودته من الأمم المتحدة في نيويورك "لا يمكننا أن ننفصل عن العالم الإسلامي أو الناطق بالتركية لمجرد أننا دولة عضو في حلف شمال الأطلسي. وأعلن أن "بريكس وآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) توفران لنا فرصا لتطوير تعاوننا الاقتصادي".
ورأى أولغن أن "تركيا ما كانت لتتخذ هذه الخطوات تجاه بريكس لو تمكنت من مواصلة مفاوضات الانضمام إلى أوروبا".
من جهته شدّد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس في إسطنبول سولي أوزيل لفرانس برس على أن السبب يعود أيضا إلى أن مركز الثقل في العالم يتغير.
وقال "كالجميع، تعتقد الحكومة التركية أن هيمنة الغرب من دون منازع لا يمكن أن تستمر على هذا النحو، وتحاول على غرار آخرين كثر التموضع ليكون لها تأثير أكبر في حال ظهر نظام جديد في عالم متعدد الأقطاب".
ضعف النفوذ الغربي
وقال هذا الأكاديمي "تريد تركيا الاستفادة من ضعف النفوذ الغربي، وخصوصا نفوذ الولايات المتحدة، ومحاولة خلق مجال أكبر للمناورة".
وأضاف "لكنها بالطبع جزء من الغرب بمفهومه الأمني، ومن المؤكد أن اقتصادها سيظل جزءا من الاقتصاد الأوروبي"، من حيث التبادلات التجارية والاستثمارات خصوصا.
وخلص غوكول ساهني المحلل المقيم في سنغافورة إلى أن "تركيا تريد أمرين: الاستفادة من قربها من الغرب مع إدراكها بأنها لن تصبح أبدا جزءا من الاتحاد الأوروبي، وإقامة شراكة وثيقة مع غير الغربيين". ولفت إلى أن هذه الشراكة لن ترتب مخاطر على تركيا لأنه ليس لمجموعة بريكس بعد أمني.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، حافظت تركيا على علاقات مع الطرفين المتحاربين.
وبعد فرض عقوبات غربية على موسكو، أصبحت تركيا من المستوردين الرئيسيين للغاز الروسي، بينما تقوم في الوقت عينه بتزويد كييف بمسيّرات وفرقاطات.
وأكد سولي أوزيل أن "تركيا لن تغادر حلف شمال الأطلسي أبدا"، لكن تقاربها مع مجموعة بريكس يعكس "الحاجة إلى التغيير ورغبة القوى الإقليمية الناشئة في تحصيل مزيد من المكاسب".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار مجموعة بریکس شمال الأطلسی إلى أن
إقرأ أيضاً:
لافروف: واشنطن ترغب في إنهاء الحرب لكن أوروبا تسعى لاستمرارها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم /الأحد/ إن الولايات المتحدة تتحدث علانية عن رغبتها في إنهاء الصراع في أوكرانيا، لكن في الوقت نفسه ترغب أوروبا في استمرار الحرب. وأشار لافروف - في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء "تاس" الروسية - إلى أنه "بعد ولاية (الرئيس الأمريكي السابق) جو بايدن، جاء أشخاص يريدون الاسترشاد بالحس السليم، يقولون علانية إنهم يريدون إنهاء جميع الحروب، ويريدون السلام".
واستطرد لافروف قائلا "من يدعو إلى استمرار الحرب؟ إنها أوروبا"، مضيفا أنه على مدار الخمسمائة عام الماضية، ولدت جميع مآسي العالم في أوروبا، ولم تلعب الولايات المتحدة دور المحرض.
وأكد "لا أريد أن أكون معاديا لأوروبا، لكن الوضع الحالي يؤكد الفكرة التي عبر عنها العديد من المؤرخين"، ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه شخص عملي يدير الأعمال تحت شعار "الفطرة السليمة".
وأوضح قائلا "ترامب شخص عملي، شعاره هو الفطرة السليمة، وهذا يعني الانتقال إلى طريقة مختلفة لإدارة الأعمال، لكن هدفه لا يزال جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، مضيفا "هذا يعطي السياسة طابعا إنسانيا حيويا، ولهذا السبب فهو مثير للاهتمام".
ووفقا للافروف، فإن فريق ترامب - بما في ذلك وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز - أشخاص معقولون تماما، لافتا إلى أنه رغم اعتراف موسكو وواشنطن خلال محادثات الرياض بأنهما لا تستطيعان التفكير بنفس الطريقة في جميع القضايا المدرجة على جدول الأعمال العالمي، لكن الجانبين ملزمان بمنع الحرب.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن روسيا والولايات المتحدة "من ناحية، يمكنهما إيجاد مصالح مشتركة والعديد من الأشياء المفيدة للطرفين، ومن ناحية أخرى، فإنهما ملزمتان بعدم الذهاب إلى الحرب في حالة تباين مصالحهما".
وقال وزير الخارجية الروسي إنه على الجانب الآخر، فإن المناقشات في أوروبا حول قوات حفظ السلام في أوكرانيا تستمر في تحريض كييف على الحرب ضد روسيا، واصفا فكرة نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا بأنها "وقحة".
وقال لافروف "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتجول ببعض الأفكار، وكذلك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.. يقولان إنه يتم تجهيز الآلاف من قوات حفظ السلام وسيتم توفير غطاء جوي.. هذه وقاحة"، مضيفًا: "خطة إدخال قوات حفظ السلام إلى أوكرانيا غرضها تحريض كييف على حرب ضدنا"، وأوضح أن نشر قوات حفظ السلام الأوروبية في أوكرانيا يعني أن أسباب الأزمة لن تختفي بالنسبة لروسيا.