الانتخابات الأميركية.. ما مصير بطاقات الاقتراع التالفة؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
لا تصل كل بطاقات الاقتراع إلى الصناديق في الولايات المتحدة في أفضل حال، على ما يبدو.
فمسؤولو الانتخابات المحلية في ولاية بنسلفانيا – شمال شرقي البلاد- يقولون إن بعض البطاقات قد يصل ممزقا أو ملطخا ببقع القهوة أو بقايا الطعام، أو حتى محترق الحواف.
ويصعب في هذه الحالة على أجهزة المسح الضوئي قراءة بطاقة الاقتراع غير النظيفة أو التالفة، فماذا يكون مصير هذا الصوت يا ترى؟
ربما تظن أن مصير هذه البطاقة مكب النفايات، لكن على أرض الواقع يجري نسخ ما تضمنته البطاقة التالفة على بطاقة جديدة نظيفة يمكن فرزُها، فيما يتم الاحتفاظ ببطاقة الاقتراع الأصلية.
وتجري العملية التي تعرف باسم "نسخ بطاقات الاقتراع"، في 42 ولاية أميركية، بينها بنسلفانيا.
وتلعب بنسلفانيا بالإضافة لست ولايات أخرى، دورا محوريا في حسم الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام، باعتبارها ولايات متأرجحة لا تميل لمرشح بعينه.
وتشمل الولايات المتأرجحة هذا العام إلى جانب بنسلفانيا، أريزونا، وجورجيا، وميشيغان، ونيفادا وكارولينا الشمالية، وويسكونسن.
أحمر شفاه وقلم تلوينتقول تامي باتريك، رئيسة قسم البرامج في الرابطة الوطنية لمسؤولي الانتخابات إنها واجهت جميع أنواع أوراق الاقتراع التالفة.
وتذكر باتريك أنها نفسها تعرضت لموقف مماثل، وتردف "حرفيًا، أكل الكلب بطاقتي. لقد رأيت ذلك".
وتتذكر باتريك التي شغلت سابقا منصب مسؤولة الانتخابات لمقاطعة ماريكوبا في أريزونا، أنها شهدت بطاقات تصويت معيبة، استخدم أصحابها قلم تلوين، وأحمر شفاه، وحتى قلم حواجب للتصويت.
لا سبيل للتزويرفي مقاطعة بيركس، بولاية بنسلفانيا تُستخدم عملية نسخ بطاقات الاقتراع عادةً لبطاقات الاقتراع بالبريد فقط، إذ تستخدم المقاطعة أجهزة تمييز البطاقات لهؤلاء الذين يصوتون بالحضور إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات.
أما بالنسبة للبطاقات التالفة، أو تلك غير القابلة للفرز، فتستخدم مقاطعة بيركس جهازا لإعادة نسخ بطاقات الاقتراع التالفة.
أما في فيلادلفيا، أكبر مدن بنسلفانيا فيعيد مسؤولو الانتخابات نسخ بطاقات الاقتراع التالفة يدويا، العملية التي يمكن للمراقبين الذين يمثلون الأحزاب السياسية أو المرشحين مشاهدتها.
ويحظر قانون ولاية بنسلفانيا على مسؤولي الانتخابات فتح بطاقات الاقتراع البريدية قبل الساعة 7:00 صباحًا في يوم الانتخابات.
وبالتالي يتوجب على المسؤولين أيضا الانتظار لمعالجة بطاقات الاقتراع البريدية التالفة أو غير القابلة للمسح.
تقول تامي باتريك، رئيسة قسم البرامج في الرابطة الوطنية لمسؤولي الانتخابات إن "كل شيء مسجل وموثق وقابل للتدقيق والمراجعة. لذا فإن الأمر لا يتعلق فقط بأخذ بطاقات اقتراع عشوائية ووضع علامات عليها وإرسالها. إذ يجب ربطها بشكل خاص بالبطاقة الأصلية."
وتضيف: "يمكنك دائمًا العودة وسحب بطاقة الاقتراع الأصلية ومقارنتها للتأكد من أن الفريق قام بالفعل بوضع العلامات عليها بشكل صحيح."
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
حق الجنسية الأميركية بالولادة.. هل يستطيع ترامب إلغاءه؟
تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، إلغاء حق المواطنة بالولادة. وأعلن ترامب أنه سيوقع على أمر تنفيذي في اليوم الأول من رئاسته من شأنه أن يضمن عدم حصول الأطفال المولودين لآباء ليس لديهم وضع قانوني في الولايات المتحدة على الجنسية بالولادة، من أجل الوفاء بوعوده الانتخابية التي تهدف إلى ترحيل أكبر كم من المهاجرين وإعادة تعريف ما يعني أن تكون أميركيا؟
سياحة الولادةيولد، في الولايات المتحدة، ما بين 300 ألف و400 ألف طفل سنويا لآباء مهاجرين غير شرعيين، وفقا لبيانات مركز دراسات الهجرة. وعلى الرغم من الجنسية الأجنبية والوضع غير القانوني للوالدين، فإن السلطة التنفيذية للحكومة الأميركية تعترف تلقائيا بهؤلاء الأطفال كمواطنين أميركيين عند الولادة. وينطبق الشيء نفسه على الأطفال المولودين للسائحين وغيرهم من الأجانب الموجودين في الولايات المتحدة بوضع قانوني ولكن مؤقت.
وتشير تقديرات المركز -أيضا- إلى أن حجم سياحة الولادة في أميركا يصل إلى نحو 37 ألف ولادة سنويا، لنساء يحملن تأشيرات السياحة يلدن ويغادرن الولايات المتحدة.
ويمارس سياحة الولادة في الولايات المتحدة أشخاص من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك على وجه الخصوص مواطنو الصين وتايوان وكوريا ونيجيريا وتركيا وروسيا والبرازيل والمكسيك.
حجم سياحة الولادة في أميركا يصل إلى نحو 37 ألف ولادة سنويا (شترستوك)وعلى الرغم من أن الحصول على الجنسية بمجرد الولادة ليس ممارسة منتشرة على نطاق واسع، وتعتبر كندا والولايات المتحدة الدولتين من أبرز الدول اللتين تمنحان الجنسية تلقائيا للأطفال المولودين لأجانب من بين الاقتصادات المتقدمة، فإن التعديل الـ14 من الدستور الأميركي، ينص على أن "كل الأشخاص المولودين أو المجنسين في الولايات المتحدة، والخاضعين لولايتها القضائية، هم مواطنون أميركيون"، أي أن أي شخص يولد في الولايات المتحدة يصبح مواطنا أميركيا تلقائيا.
إعلانوهو ما يعتبره الرئيس المنتخب ترامب "أمرا سخيفا". وفي مايو/أيار من العام الماضي، أصدر ترامب مقطع فيديو لحملته يجدد فيه دعوته لإنهاء الحق الدستوري القائم منذ سنوات طويلة، قائلا إن الولايات المتحدة هي من بين الدول الوحيدة في العالم التي تقول حتى لو لم يكن أي من الوالدين مواطنا أو حتى متواجدا بشكل قانوني في البلاد، فإن أطفالهم في المستقبل هم مواطنون بشكل تلقائي.
واقترح ترامب أنه يتعين على أحد الوالدين على الأقل أن يكون مواطنا أو مقيما قانونيا حتى يحصل الطفل على الجنسية بالولادة.
وقال ترامب إن الأمر التنفيذي سيتناول أيضا ما يسمى "سياحة الولادة"، التي تزور فيها النساء الولايات المتحدة في نهاية الحمل من أجل ضمان ولادة الطفل كمواطن أميركي.
أمر تنفيذيكان ترامب قد تعهد بإنهاء حق المواطنة بالولادة عندما ترشح للرئاسة لأول مرة في عام 2015، وأثار هذا الأمر مرة أخرى في عام 2018 لكنه لم يصدر قط أمرا تنفيذيا بذلك.
ولضمان قدرة ترامب على إصدار قرار تنفيذي، هذه المرة، يحقق ما تعهد به، وفقا لشبكة "إن بي سي نيوز" ستصدر تعليمات للوكالات الفدرالية الأميركية برفض تقديم الوثائق الأساسية التي تثبت هوية الأطفال، مثل جوازات السفر وأرقام الضمان الاجتماعي.
وعلى الرغم من الطابع الحاسم لهذا القرار، فإنه يثير جدلا قانونيا كبيرا، حيث يتعارض الأمر التنفيذي بشكل مباشر مع الدستور. لذلك، من المتوقع أن تواجه هذه السياسة طعونا قضائية كبيرة، وقد تصل القضية إلى المحكمة العليا لتحديد مدى قانونية تغيير هذا الحق عن طريق أمر تنفيذي رئاسي.
عميد كلية الحقوق في "جامعة بيركلي" إروين تشيمرينسكي، أكد أن ترامب لا يستطيع تغيير الدستور بأمر تنفيذي، وبالتالي لا يستطيع إلغاء حق المواطنة للمولودين على الأراضي الأميركية. وأشار تشيمرينسكي في تقرير على موقع "فوكس" إلى القضية الوحيدة التي يتم ذكرها بشكل متكرر عند فتح هذا النقاش والتي تشير إلى أنه من المفترض أن الأشخاص المولودين في الولايات المتحدة يتمتعون بالجنسية، بغض النظر عن وضع والديهم.
إعلانوهي القضية المعروفة باسم الولايات المتحدة ضد وونغ كيم آرك، عام 1898، وقضت فيها المحكمة بأن الرجل الذي ولد في سان فرانسيسكو لوالدين كلاهما من الصين كان مواطنا أميركيا، مؤكدا "لا يمكنه تغيير الدستور".
منتقدو حق المواطنة بالولادة يشيرون إلى أن السياسة الحالية في منح الجنسية بالولادة تستند إلى تفسير خاطئ للقانون (شترستوك) تفسير خاطئ وتحول جذريمنتقدو حق المواطنة بالولادة يشيرون إلى أن السياسة الحالية في منح الجنسية بالولادة تستند إلى أسطورة تاريخية وتفسير خاطئ للقانون، لأنه لم يتطرق إلى وضع الآباء القانوني ودخولهم البلاد بطريقة شرعية أم لا.
مارك كريكوريان، وهو أحد الشخصيات البارزة في مجال السياسات المناهضة للهجرة ومدير مركز دراسات الهجرة، يؤيد خطة ترامب بإصدار أوامر تنفيذية تلزم الوكالات الفدرالية، مثل إدارة الضمان الاجتماعي ووزارة الخارجية، بفرض قيود على إصدار وثائق أساسية للأطفال حديثي الولادة الذين لا يستطيع والدوهم إثبات وضعهم القانوني في الولايات المتحدة.
ويوضح كريكوريان في تقرير على شبكة "إن بي سي نيوز" أن هذا النهج مميز من منظور سياسي وقانوني لأنه لا يتطلب موافقة من الكونغرس. بعبارة أخرى، ترامب سيتجاوز الإجراءات التشريعية المعتادة وسيعتمد على صلاحياته التنفيذية كرئيس لفرض هذا التغيير.
ومع ذلك، يدرك كريكوريان أن هذه السياسة ستواجه دعاوى قضائية فورية، وهو ما يتوقعه ويعتبره هدفا ضمنيا. يرى كريكوريان أن رفع مثل هذه الدعاوى سيؤدي إلى إحالة القضية بسرعة إلى المحكمة العليا، حيث يمكن أن يعاد النظر في تفسير التعديل الـ14 للدستور المتعلق بالجنسية التلقائية بالولادة.
في الوقت الحالي، يفسر التعديل على أنه يضمن الجنسية لكل طفل مولود على الأراضي الأميركية، بغض النظر عن حالة والديه القانونية. وبالتالي، فإن هذا النهج يعد بمنزلة "اختبار قانوني" يهدف إلى تحدي التفسير التقليدي للدستور أمام المحكمة العليا.
إعلانواعتبرت المحامية إيما وينجر من مجلس الهجرة الأميركي، في نفس التقرير السابق، أنه إذا دخل قرار ترامب حيز التنفيذ فسيكون ذلك بمنزلة تحول جذري لأن النظام الحالي يستند إلى قاعدة راسخة وبسيطة، "الولادة على الأراضي الأميركية تعني تلقائيا الحصول على الجنسية والوثائق المرتبطة بها" حيث تعتبر شهادة الميلاد وحدها كافية، لكن مع القرار سيتطلب الأمر إجراءات إضافية للتحقق من أهلية الطفل للحصول على رقم الضمان الاجتماعي أو جواز السفر، مما سيجعل العملية أكثر تعقيدا لجميع الأسر، بغض النظر عن وضعها القانوني.
وقالت وينجر إن تغيير هذه القاعدة من شأنه أن يقوض الثقة في العملية القائمة، ويضع عبئا بيروقراطيا جديدا على كل أسرة لديها مولود جديد، "وسوف يكون هذا تحولا جذريا، حتى لو لم يتم إلغاء الحصول على الجنسية تلقائيا".