مصادر لـصوت أميركا: حزب الله يواجه الضغوط بالمخدرات
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أفادت تقرير لإذاعة "صوت أميركا" نقلا عن مصادر بأن حزب الله "يسرع" جهوده لتهريب المخدرات في أوروبا بسبب الصعوبات المالية التي يواجهها جراء الضربات الإسرائيلية المتتالية التي تستهدف قواعده في جنوب لبنان.
ودخل حزب الله في أزمة مالية منذ صعدت إسرائيل هجماتها على قادة الجماعة والبنية التحتية في لبنان، منذ أواخر سبتمبر.
وأدت الهجمات إلى تعطيل 3 من مصادره الرئيسية للتمويل النقدي، وهي مؤسسة القرض الحسن، والبنوك التجارية المفلسة، والطائرات التي تحمل النقد إلى مطار بيروت.
وقال مسؤولون أميركيون سابقون، تحدثوا حصريا مع "صوت أميركا"، إنهم عرفوا من مصادرهم في أوروبا أن التنظيم سرع من جهود بيع المخدرات في أوروبا هذا الشهر.
وقال مسؤولو إنفاذ قانون دوليون للإذاعة إن الجماعة، التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، تواجه بعض التحديات في عمليات تهريب المخدرات في أوروبا.
وكانت خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي قالت في تقرير سابق إن التنظيم يدير شبكة مالية إجرامية عالمية ولديه مراكز في أفريقيا وأميركا اللاتينية.
وجاء في تقرير صدر عام 2022 عن وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون "يوروبول" أن حزب الله جعل الاتحاد الأوروبي "قاعدة لجمع الأموال والتجنيد والأنشطة الإجرامية ويحصل منها على أرباح كبيرة".
وأضاف تقرير "يوروبول" أن حزب الله بنى "شبكة من المتعاونين" في الاتحاد الأوروبي "لتوزيع المخدرات وإدارة عمليات غسل أموال احترافية".
وقال ديفيد آشر، المسؤول السابق في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الأميركية الذي استهدف شبكات حزب الله العالمية للاتجار بالمخدرات وغسل الأموال، في مقابلة أجريت معه في التاسع من أكتوبر: "لقد تحدثت إلى العديد من المهربين في أوروبا الذين تم القبض عليهم في الماضي وتجنيدهم كمصادر معلومات لإنفاذ القانون وعادوا الآن إلى الشوارع".
وقال آشر: "أخبروني أنهم يتم الاتصال بهم لترتيب عمليات تهريب المخدرات نيابة عن جهات تابعة لحزب الله في أسرع وقت ممكن... هذا لا يعني أن هناك بالفعل تزايدا للمخدرات في الشوارع، لكنني أتوقع ذلك لأن أموال حزب الله معرضة للخطر في لبنان، وهم بحاجة إلى جمع المزيد من خلال وسائل غير مشروعة".
وقال توماس سيندريك، وهو عميل خاص متقاعد من إدارة مكافحة المخدرات التابعة لوزارة العدل الأميركية، خدم في الإدارة بين عامي 1996 و2018، إن الأشخاص المرتبطين بتجارة المخدرات أبلغوه أيضا عن ارتفاع في نشاط الاتجار بالمخدرات المرتبط بحزب الله في أوروبا في الأيام الـ10 الماضية.
وقال مسؤول إنفاذ القانون الدولي، الذي تحدث مع "صوت أميركا" يوم الجمعة وطلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة قضية حساسة، إن جماعات الجريمة المنظمة المرتبطة بحزب الله "ستحاول بلا شك زيادة نشاطها" لأن حزب الله تحت ضغط مالي.
وأضاف سيندريك: "عندما تتعرض للضرب بالطريقة التي يتعرض بها حزب الله للضرب الآن من قبل الإسرائيليين، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها كسب المال بشكل كبير وسريع هي المخدرات".
وتواصلت "صوت أميركا" مع وزارتي العدل والأمن الداخلي الأميركيتين، الأسبوع الماضي، للحصول على تعليق لكنها لم تتلق أي رد.
وفرضت إدارة بايدن مجموعة من العقوبات على الأفراد والمنظمات التابعة لحزب الله ضمن الجهود الرامية إلى عرقلة أنشطته الدولية غير المشروعة التي تدر عائدات مالية له.
وقال هانز جاكوب شندلر، مدير "مشروع مكافحة التطرف"، وهي منظمة سياسية أميركية ألمانية غير ربحية إن بيع المخدرات في أوروبا وسيلة سريعة لحزب الله لجمع الأموال بسبب زيادة الطلب والعرض هناك.
وقال شندلر "إن أوروبا أكبر مستهلك للكوكايين في العالم، أكبر من الولايات المتحدة، لذا فإن الطلب موجود".
وفيما يتعلق بالعرض، قال شندلر إن حزب الله أقام علاقات مع عصابات المخدرات في أميركا الجنوبية التي تهريب المخدرات إلى غرب أفريقيا ثم إلى الساحل الجنوبي لأوروبا.
وقال شندلر: "على عكس الاتجار بالمخدرات، فإن مشاريع حزب الله الأخرى لكسب المال ليست سهلة الاستفادة منها بسرعة".
وقال إن الشركات المرتبطة بحزب الله التي تعمل في أنشطة تجارية لن تتمكن على الأرجح من مضاعفة أرباحها في غضون أيام".
وقال كوينتين موغ، ضابط الشرطة الفرنسي في اليوروبول، مؤلف الكتاب الفرنسي "أرجنت سيل" (الأموال القذرة) إن خطة حزب الله لتسريع تهريب المخدرات في أوروبا تبدو منطقية.
وقال موغ: "أعلم من حالات سابقة أن المجرمين اللبنانيين أو من أصل لبناني في أوروبا الذين ينتمون إلى حزب الله كانوا يغسلون عائدات مبيعات المخدرات غير المشروعة ويحولون بعض الأرباح إلى حزب الله".
وقال: "لذلك، نعلم أن حزب الله كان يستفيد من غسيل الأموال هذا بطريقة منظمة".
وقال مسؤول إنفاذ القانون الدولي الذي تحدث إلى "صوت أميركا" إن أحد التحديات التي يواجهها حزب الله هو المنافسة من جماعات الجريمة المنظمة الأخرى النشطة في قارة أوروبا. وأضاف المسؤول: "المنافسة شديدة هناك، لذلك قد لا ينجح حزب الله".
وقال موغ إن حزب الله وشركاءه سيواجهون أيضا عمليات مراقبة صارمة من جانب اليوروبول، التي تستهدف الاتصالات المشفرة للكشف عن هويات كبار المهربين.
وأضاف: "لقد زادت عمليات ضبط تهريب المخدرات بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المخدرات فی أوروبا تهریب المخدرات إنفاذ القانون أن حزب الله لحزب الله
إقرأ أيضاً:
أوّل تعليق للرئيس السوري على الأحداث في منطقة الساحل
خرج الرئيس السوري، بالمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مساء أمس الجمعة، في كلمة تحدث فيها بشأن الأحداث الأخيرة في الساحل السوري.
وأكد الشرع، أنه “إذا مست محافظة سورية بشوكة تداعت لها جميع المحافظات لنصرتها وعزتها”.
وقال: “لقد سعى بعض فلول النظام الساقط لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها، وهاهم اليوم يتعرفون عليها من جديد، فيرونها واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، إذا مُسّت محافظة منها بشوكة تداعت لها سائر المحافظات لنصرتها وعزتها”.
واضاف: “يا أيها الفلول، إننا في معركة التحرير قاتلناكم قتال الحريص على حياتكم رغم حرصكم على مماتنا، فنحن قوم نريد صلاح البلاد التي هدمتموها ولا غاية لنا بدماء أحد”.
وتعهد الرئيس السوري في كلمته “بتقديم من تسبب في تلك الأحداث، والذين يصرون على الاعتداء على الشعب إلى محكمة عادلة”.
وأوضح: “سنبقى نلاحق فلول النظام الساقط من أبى إلا أن يستمر في غيه وطغيانه، ومن ارتكب منهم الجرائم بحق الشعب ومن يسعى منهم إلى تقويض الأمن والسلم الأهلي، سنقدمهم إلى محكمة عادلة، وسنستمر بحصر السلاح بيد الدولة، ولن يبقى سلاح منفلت في سوريا بإذن الله، وسيحاسب حسابا شديدا كل من يتجاوز على المدنيين العزل ويأخذ أقواما بجريرة أقوام”.
وطالب أحمد الشرع، “جميع القوى التي التحقت بأماكن الاشتباك بالانصياع لأوامر القادة العسكريين”.
وقال: “أطالب جميع القوى التي التحقت بمواقع الاشتباك بالانصياع الكامل للقادة العسكريين والأمنيين هناك، وأن يتم على الفور إخلاء المواقع لضبط التجاوزات الحاصلة، ليتسنى للقوى العسكرية والأمنية إكمال عملهم على أتمّ وجه”.
وتابع الشرع: “نحن قوم نقاتل وفي صدورنا شرف القتال، وأنتم تقاتلون بلا شرف، وليس بالغريب عنكم ما فعلتموه، فقد أوغلتم بالدم السوري خلال عقود من الزمن ولا زلتم على نفس نهجكم، رغم تغليبنا لحالة العفو تجنبا لوقوعنا بمثل هذا المشهد، وإني لأجزم بجهلكم بما نقول ولكن ما على الرسول إلا البلاغ”.
وتابع أن “سوريا للجميع، ولا فرق فيها بين أحد، وسوريا للجميع، ولا فرق فيها بين سلطة وشعب”.
وأشار الرئيس السوري بالمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى أن “فلول النظام السابق يبحثون عن تجاوز يستفيدون من ورائه”.
وواصل: “نريد صلاح البلاد التي دمرتموها، ولا غاية لنا بدمائكم”.
وقال: “ما يميزنا عن عدونا هو التزامنا بمبادئنا، ففي الوقت الذي نتنازل فيه عن أخلاقنا نصبح وعدونا على صعيد واحد، وإن فلول النظام الساقط تبحث عن استفزاز يُفضي إلى تجاوز يستجدون من ورائه”.
وأكد: “لا خوف على بلد يوجد فيه مثل هذا الشعب وهذه الروح، وأبارك لقوى الجيش والأمن على التزامهم بحماية المدنيين وسرعتهم بالأداء”.
وقال: “أؤكد على قوى الأمن بعدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة برد الفعل، وسنحافظ على السلم الأهلي في سوريا، وكل من يتجاوز على المدنيين سيحاسب حسابا شديدا”.
وأضاف: “أهلنا في الساحل في أماكن الاشتباك جزء مهم من وطننا وواجبنا حمايتهم، ورغم ما تعرضنا له من غدر فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي”.
وأكد أن “سوريا سارت إلى الأمام، ولن تعود خطوة واحدة إلى الوراء”.
وقال الرئيس السوري: “أذكركم بأن الله قد جعل منزلة الأسير بمنزلة اليتيم والمسكين، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا”، فقد جعله في موضع الإحسان والشفقة فلا ينبغي إهانة الأسير ولا تعريضه للضرب، فإن ذلك مناف لأمر الله ثم لقانون البلاد”.
وأضاف: “إن أهلنا في الساحل في مناطق الاشتباك جزء من مسؤوليتنا والواجب علينا حمايتهم وإنقاذهم من شرور عصابات النظام الساقط، ورغم ما تعرضنا له من غدر، فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي ولن تسمح بالمساس به على الإطلاق”.
وختم الشرع كلمته: “سوريا سارت إلى الأمام ولن تعود خطوة واحدة للوراء، فاطمئنوا عليها فهي بحفظ الله، الرحمة للشهداء، وأسأل الله أن يتقبلهم في هذا الشهر الكريم”.
وكانت “قوات الأمن السورية، أعلنت أمس الخميس، أنها تخوض اشتباكات غربي البلاد، مع مجموعات مسلحة قالت إنها تابعة للنظام السوري السابق، وردا على التطورات المتسارعة، فرضت السلطات السورية المؤقتة، ليل أمس، حظر تجول في مدن حمص واللاذقية وطرطوس”.
فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، “بمقتل 147 شخصا في الاشتباكات والمعارك بالساحل السوري خلال يومين، بينهم مدنيون أعدموا ميدانيا”.
وقال المرصد إنه “حصل على أشرطة مصورة وشهادات من الأهالي توثق عمليات إعدام نفذها عناصر من الأمن الداخلي بحق 69 شخصا مدنيا، وسط معلومات عن المزيد من القتلى”.