الجزيرة:
2025-02-03@05:06:44 GMT

المسألة اليهودية وحلول بديلة عن مأزق الحل الصهيوني

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

المسألة اليهودية وحلول بديلة عن مأزق الحل الصهيوني

تزامنا مع الذكرى لأولى لبداية الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، صدر كتاب جديد للمؤلف المغربي والوزير والبرلماني السابق، الحبيب شوباني بعنوان: "المسألة اليهودية في عصر الطوفان: في بناء سردية المأزق الوجودي للحل الصهيوني للمسألة اليهودية".

ويعتبر المؤلف أن كتابه -الواقع في 284 صفحة، والصادر عن دار النشر الخيام- بحث علمي في تاريخ المسألة اليهودية؛ كقضية دينية وسياسية نشأت في المجتمعات المسيحية الأوروبية قبل مئات السنين، وتم تصديرها للحوض الحضاري الإسلامي في القرن الـ20 بعد عملية استئصال للمكون اليهودي من أوروبا واستزراعه في فلسطين، ضمن مخطط تنفيذ ما يعرف بالحل الصهيوني للمسألة اليهودية، الذي يقضي بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مصطفى حجازي.. عالم النفس الذي فكك هدر الإنسان العربي وقهرِهlist 2 of 2هل تتغلب الفرنكوفونية على انحسارها في ديارها بالتوسع خارجا؟end of list بواعث التأليف

وشكل النقاش الذي فتح عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على كافة المستويات بين عموم الناس والنخب، وكذلك واجب المساهمة في إشاعة الوعي العلمي بطبيعة "المسألة اليهودية" باعتبارها قضية دينية-سياسية في جوهرها وأُسُسِها، أوروبية-مسيحية-يهودية في تاريخ نشأتها وتشكُّلها وصيرورتها؛ أبرزَ البواعث الأساسية لتأليف الكتاب في ظل ضعف المعرفة بطبيعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط بين الكيان الصهيوني والعالم العربي والإسلامي في فلسطين.

ويوضح المُؤلِف أنه سعى لكشف مأزق وهم الصلاحية الأبدية لسردية "الحل الصهيوني للمسألة اليهودية"، خاصة بعد انفجار طوفان الأقصى وما أظهره من طاقة تحررية في وجه هذا الحل، أصابت أركان الأساطير الدينية والسياسية التي بني عليها بشروخ جسيمة.

السياسي والمؤلف المغربي الحبيب شوباني ناقش في كتابه الأخير اللمسألة اليهودية كقضية مزمنة ومعقدة (الجزيرة)

كما قصد المؤلف من عمله أن يكون رسالة خاصة لصفوة أهل الفكر والتأثير، وصناع القرار في الحوض العربي والإسلامي ولعموم عقلاء العالم وخاصة اليهود منهم، وخدمة ثقافية عمومية ميسرة تروم بناء واستيعاب سردية مُحيَّنة للمسألة اليهودية بصفتها قضية فكرية وسياسية ودينية وتاريخية مزمنة ومعقدة وجعلها في متناول أوسع جمهور قارئ ممكن.

مفاهيم مركزية وأسئلة مفتاحية

وسلَّط المؤلف الضوء على أهم المفاهيم المركزية في الكتاب، وشرحها ليتمكن القارئ من استيعابه بشكل سلس، فشرح مفهوم "المسألة اليهودية" أو "المشكلة اليهودية" و"الحل الصهيوني للمسألة اليهودية"، والفرق بين "الهولوكوست" و"المحرقة" و"المفهوم الإستراتيجي لطوفان الأقصى"، والمأزق الوجودي لـ"الحل الصهيوني للمسألة اليهودية" بعد طوفان الأقصى ومتابعة العالم لأخبار ومشاهد الإبادة الجارية في غزة عبر نقل مباشر بفضل الثورة الرقمية.

وقد أدى التقاسم اللحظي لملايين المشاهد الحية من "الهولوكوست الفلسطيني" إلى صناعة وجدان إنساني عالمي موحد وعابر للحدود والثقافات، وتوحيد مشاعر الذهول والاشمئزاز لدى شعوب العالم ضد ممارسات إسرائيل "النازية الجديدة"، بحسب وصفه، مما عولم المواجهة ضد إسرائيل، وأثار مخاوف الجماعات اليهودية عبر العالم على مستقبلها وأمنها جراء اقتران الصهيونية باليهودية في المخيال الجمعي العام لجل شعوب الأرض. لأن حرب الإبادة بغزة أثارت مخاوفها.

المؤلف، طرح أسئلة مفتاحية لفهم تاريخ ومآلات المسألة اليهودية في عصر الطوفان من قبيل: ما التمفصلات الأساسية في الصيرورة التاريخية للمسألة اليهودية؟ ولماذا نشأت؟ وتطورت في الفكر الغربي بوصفها مقولة سياسية ارتبط بالتاريخ المأساوي لليهود في أوروبا، وما أبرز معالم النصوص الأدبية والسياسية التي عكست الصيرورة التاريخية للمسألة اليهودية نحو اختراع "الحل الصهيوني" لها؟ ليكون حلا سحريا لدائها العضال بعد فشل حلول سابقة له، وما الأصول والجذور الدينية التي استمد منها الحل الصهيوني مشروعا لحل المسألة المذكورة، مادة وجوده وحيويته الفكرية والسياسية؟

ومن الأسئلة التي طرحها المؤلف كذلك؛ كيف نشأت الإٍرهاصات الأولى لـ"الحل الصهيوني للمسألة اليهودية" في تربة المعتقد المسيحي البروتستانتي، وولادة المسيحية الصهيونية قبل الصهيونية اليهودية، وكيف نشأت الأصول السياسية للحل الصهيوني من دعوة السياسي البريطاني كرومويل، ومن نحت المفكر النمساوي ناتان بيرنباوم لمصطلح الصهيونية، ومن تحرير ونشر كراسة "التحرير الذاتي" للطبيب الروسي ليون بينسكير، وهندسة المشروع الصهيوني في كتاب "دولة اليهود" للصحافي والمسرحي النمساوي ثيودور هرتزل.

تفكيك أسس وأساطير الحل الصهيوني للمسألة اليهودية

وفي سياق الإجابة على تلك الأسئلة، اعتمد المؤلف في مراجعه بشكل أساسي على مفكرين وكتاب وباحثين ومؤرخين ومفكرين غربيين جُلُّهم يهود، لدفع أي شبهة انزياح عاطفي وجداني في التعاطي مع موضوع كبير ومعقد وله تداعيات جسيمة على المنطقة.

تطرق الكتاب للأساطير المؤسسة للحل الصهيوني للمسألة اليهودية وعددها 10؛ أبرزها أن "فلسطين كانت أرضا فارغة" وأسطورة "كان اليهود شعبا بلا أرض"، و"الصهيونية هي اليهودية"، و"الصهيونية ليست استعمارا" وتروج في الغرب على أنها حركة ليبرالية لتحرر وطني، وأسطورة "غادر الفلسطينيون أوطانهم طوعا عام 1948"

وتطرق المُؤلِّف لكيفية تفكيك أولئك المؤرخين والمفكرين لمادة الأسس الدينية والفكرية والسياسية للحل الصهيوني للمسألة اليهودية، وكيف كشفوا زيف سردية ذلك الحل ومحدودية صلاحيته الزمنية، وذهب إلى أن الأمر يتعلق بمشروع أيديولوجي استعماري، تغذى على أساطير دينية وسياسية ووظف فكرة "الوطن القومي لليهود" في سياق تحالف إمبريالي غربي صهيوني بغرض التخلص المزدوج من يهود أوروبا بإبعادهم عنها، وتفكيك الخلافة الإسلامية وتقاسم إرثها والهيمنة على شعوبها، بحسب الكتاب.

وفي هذا الإطار، تطرق الكتاب للأساطير المؤسسة للحل الصهيوني للمسألة اليهودية وعددها 10؛ أبرزها أن "فلسطين كانت أرضا فارغة" وأسطورة "كان اليهود شعبا بلا أرض"، و"الصهيونية هي اليهودية"، و"الصهيونية ليست استعمارا" وتروج في الغرب على أنها حركة ليبرالية لتحرر وطني، وأسطورة "غادر الفلسطينيون أوطانهم طوعا عام 1948″.

وفي حديثه عن الخلاصات الأساسية في بناء سردية المأزق الوجودي لـ"الحل الصهيوني للمسألة اليهودية".

وعرّج المؤلف على حقب (ثمانية) ومآزق الحلول الأوروبية للمسألة اليهودية منذ حقبة ما قبل ظهور حركة الإصلاح الديني البروتستانتي، مرورا بحقبة إنتاج الأدبيات المؤسسة للحل الصهيوني للمسألة اليهودية (1871-1897) وصولا إلى حقبة ما بعد علمية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كانت لها نتائج كبيرة؛ من بينها تفكيك عدد من الثنائيات أو العلاقات والارتباطات من قبيل: الربط الأسطوري اللاهوتي الوظيفي بين الجماعات اليهودية المتعددة عبر العالم، وبين أسطورة الشعب اليهودي الخالص عرقيا، العلاقة بين "شعب يهودي بلا أرض" و"أرض الميعاد"، والعلاقة بين "الصهيونية " واليهودية "، لأن طوفان الأقصى أنتج خوفا إستراتيجيا غير مسبوق لدى يهود العالم الذين باتوا متوجسين من أخطار التطابق الانتحاري الحاصل بين المشروع الصهيوني وبين صورة الأفعال الهمجية والإرهابية التي تعممها وسائط الثورة الرقمية، وبطلها "النازي الجديد" صانع مشاهد الإبادة في غزة، بحسب الكتاب.

نتائج "طوفان الأقصى".. فشل وخوف إستراتيجي

يوجد منبع هذا الخوف الإستراتيجي في تداعيات ومآلات التحولات النفسية والثقافية العميقة، والواسعة الجارية في منظور الرأي العالم العالمي لدولة اليهود، التي تتصرف كدولة احتلال وفصل عنصري منهارة أخلاقيا.

ومما يؤشر على هذا التحول، كثافة مشاركة يهود الدول الغربية في الحراك الاحتجاجي العالمي ضد جرائم الإبادة في غزة وحرصهم على رفض لافتات تنص بشكل لافت على أن "الصهيونية ليست هي اليهودية"، ودعوة قادة الفكر والرأي اليهود إلى إنقاذ اليهودية كدين من خطر القرصنة والتوظيف السياسي من طرف تيار الصهيونية الدينية، وأبرز هؤلاء المفكرين؛ الحاخام الأميركي الشهير يعقوب شابيرو مؤلف كتاب "العربة الفارغة: رحلة الصهيونية من أزمة الهوية إلى سرقة الهوية" الصادر عام 2018.

خلص المؤلف إلى فشل الحل الصهيوني للمسألة اليهودية، وانتهائه إلى مأزق وجودي بعدما نسف "طوفان الأقصى" فكرة "الوطن القومي اليهودي الآمن بقوة الردع والسيطرة العسكرية"، وتحويل معركة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 فلسطين المحتلة إلى أخطر مكان على أمن اليهود في العالم

عملية طوفان الأقصى أنتجت خوفا إستراتيجيا غير مسبوق لدى يهود العالم (مواقع التواصل)

وبعدما استعرض الكتاب نتائج "طوفان الأقصى"، وكيف أجهز إستراتيجيا وسياسيا ومجتمعيا على مرتكزات الخداع التفاوضي لأوسلو"، وفكك العلاقة بين "وعود السلم والازدهار الإقليمي" و"تكريس واقع الاحتلال بالإبادة والتطبيع"، وبين "التحالف الصهيوني الغربي" و"الحضارة اليهودية والمسيحية"؛ خلص إلى فشل الحل الصهيوني للمسألة اليهودية، وانتهائه إلى مأزق وجودي بعدما نسف "طوفان الأقصى" فكرة "الوطن القومي اليهودي الآمن بقوة الردع والسيطرة العسكرية"، وتحويل معركة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 فلسطين المحتلة إلى أخطر مكان على أمن اليهود في العالم.

اقترح المؤلف حلا للمسألة اليهودية وصفه بالحل الحضاري الإسلامي، واستعرض أسسه وخصائصه وآلياته، مبيّنا أن هذا الحل هو الكفيل بتحرير الشعب الفلسطيني من احتلال نظام الفصل العنصري الاستيطاني الصهيوني، وتحرير اليهود واليهودية من الصهيونية

وقد اقترح المؤلف -الحاصل على دكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية- حلا للمسألة اليهودية وصفه بالحل الحضاري الإسلامي، واستعرض أسسه وخصائصه وآلياته، مبيّنا أن هذا الحل هو الكفيل بتحرير الشعب الفلسطيني من احتلال نظام الفصل العنصري الاستيطاني الصهيوني، وتحرير اليهود واليهودية من الصهيونية، وتحقيق تعارف عالمي إنساني جديد تستحقه البشرية التي تحتاج لبناء نظام دولي عادل يحررها من الهيمنة الغربية الفاقدة للقيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فكر المسألة الیهودیة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

خليل الحية: طوفان الأقصى تثبت أن هزيمة الكيان ممكنة

الثورة نت/..

قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة د. خليل الحية، إن شعبنا ومقاومتُه الباسلة حققوا أهدافَهم بعون الله ومنَّته من معركة طوفان الأقصى المجيدة، وفي مقدمتها تمريغُ أنفِ هذا الكيان الغاصب في التراب بقوة الله، وإسقاطُ هيبته ككيان لا يُهزم، وهيبةِ جيشهِ كجيش لا يُكسر، وأصبحت هزيمةُ الكيان ممكنةً، وتحريرُ فلسطينَ كلِّ فلسطينَ ممكنًا.
وقال الحية في كلمة له، مساء الجمعة: بعد أن توقفت المعارك وانقشع غبارُها، قررت المقاومة أن تعلن بشكل رسمي عن ترجل عدد من القادة الكبار الذين رووا بدمائهم الطاهرةِ الزكيةِ هذه الأرضَ المباركةَ، لتنبتَ شجرةَ العزِّ والكرامة، وتزهرَ بطولةً ونصرًا، بعد أن أدَّوا الأمانةَ وسلَّموا الراية مرفوعةً لجيل جديد من القادة الصناديد، ليستكملوا المسير نحو القدس والأقصى، ويعبِّدوا الطريق للعودة الكبرى.
وأضاف: ها هي حركتنا المجاهدةُ المباركةُ كما عوَّدتْنا وعوَّدتْ شعبَنا أن نكون في طليعة الشهداء، ونلتحمَ مع شعبنا في نفس الخندق، ونشاركَهم التضحيات، فاختلطت دماءُ وأشلاءُ قادتنا مع دماء وأشلاء شعبنا.
وأشار إلى أن القادة يقدمون أرواحهم رخيصةً في سبيل الله مع الجند، لا يهابون الموت، مشتبكين مع العدو في الصفوف الأولى على طريق المقاومة من أجل فلسطين حرةً أبيَّة.
وقال الحية: تألَّمنا بوصول الأنباء المتتالية عن ترجل الشهداء القادة الذين عرفناهم وخبرناهم عن قرب ولسنوات طويلة، أمناءَ على قضيتهم ومصالحِ شعبهم العليا.
وأشار إلى أن القادة الشهداء خاضوا الملاحم البطولية والتضحيات الأسطورية في سبيل الله مع الآلاف من الكوادر والجنود من كتائب القسام، وإخوانهم من الفصائل المقاومة الأخرى، ومن أجل رفعة دينهم ووطنهم، ولم يتركوا الرايةَ لتسقط أو البوصلةَ أن تنحرف.
وقال: هذه الكوكبةُ المباركةُ من القادة الشهداء، التي جادت بدمائها بلا أي تردد، بعد أن أذاقوا العدو الويل والثبور لسنين طويلة، وسطَّروا صفحاتٍ من المجد التي سيخلدها التاريخ بأحرفٍ من نورٍ ونارٍ.
وأضاف القائد خليل الحية: سيذكر التاريخُ أن أبطالَ كتائبِ القسام والمقاومةِ أركعوا العدو وجاؤوا به جاثيًا على ركبتيه، كما عاهدوا شعبَنا وأوفَوا بالعهد وأبرُّوا بالقَسَم.
وتابع: نرى الأسرى الأبطال يتم تحريرهم تباعًا، وجنودُ الاحتلال يخرجون من قطاعنا أذلَّةً صاغرين، تلاحقهم ضرباتُ المقاومين، ومحاكمُ المناصرين لفلسطين وأهلها.
وقال: نودع اليوم هذه الثلَّةَ من القادة الكبار، الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة، فلئن أحزننا الفراقُ والألمُ على فقدهم، فإننا نفخر ونعتز بهم وبشهادتهم، وعزاؤنا أنهم رحلوا شهداءَ ما وهنوا وما ضعُفوا وما استكانوا، بل كانوا في الطليعة المؤمنة المجاهدة التي خاضت غمار هذه المعركة بكل شموخٍ واقتدار.
وخصُّ بالذكر قائدَ الجهادِ والمقاومةِ، الرجلَ الذي عشقتهُ الملايينُ، وهتفتْ له دون أن تعرف له صورة، وكان اسمُه يزلزل قلوب الأعداء، ويرهبهم ويطاردهم ظلُّه، القائدُ الشهيدُ الملهم: محمد الضيف “أبو خالد”، الأسدُ الهصورُ الذي أمضى حياتَه مُطارَدًا ومطارِدًا لأعدائه، وقهر كلَّ مطارديه لأكثر من ثلاثين سنة.
وأشار إلى أن الشهيد الضيف بدأ جهادَه في مرحلة لم نكن نملك فيها البنادق ولا الرصاص، ولم يكن لدى حماس وقسامها إلا الرؤيةَ السديدةَ والإرادةَ الصلبة.
ولفت إلى أن شهيدنا القائد محمد الضيف استطاع بفضل الله مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناءَ جيشٍ تعجز عن فعله كثيرٌ من الجيوش حول العالم.
وأضاف: جيشٌ يضرب العدو بلا تردد، ويقتحم الحدود ويسطِّر المعاركَ والبطولات، جيشٌ يقوم على المجاهدِ الصنديد، قبل العُدَّة والعتاد… المجاهدِ صاحبِ الرؤيةِ والبصيرةِ والعقيدةِ السليمة… جيشٌ يحتضنه مجتمعُ المقاومةِ المستعدُّ لكل تضحية في سبيل حريته واستقلاله.
وتابع: على نفس الطريق كذلك القائدُ الشهيدُ الحكيمُ، ذو البصيرةِ النافذةِ، والعقلِ الراجح، والهِمَّةِ المتقدة، “أبو البراء” مروان عيسى، الذي كان يعمل دوما في صمت، ولكنه كان مدويًا بأفعاله.
ومضى يقول: الشهداءُ الأفذاذ صانعو الطوفان: القائدُ الشهيدُ أيمن نوفل، والقائدُ الشهيدُ غازي أبو طماعة، والقائدُ الشهيدُ رائد ثابت، والقائدُ الشهيدُ رافع سلامة، والقائدُ الشهيدُ أحمد الغندور.
وأشار إلى أن كلا منهم كانت له بصمتُه الخاصة، ودورُه الكبير في هذا البناء العظيم، حتى اكتمل البنيانُ واشتد، واستوى على سوقه، وبات عصيًّا على الانكسار بعون الله وتوفيقه، وبدأت المعركة الكبرى في طوفان الأقصى، التي كانت العلامةَ الفارقةَ ما بين الممكن والمستحيل، حيث أثبت صانعو الطوفان أنه لا مستحيل أمام شعب يناضل من أجل حريته، ومقاومةٍ تملك قرارها وإرادتها وسلاحها.
وقال الحية: نقف اليوم مع رفقاء الدرب الذين عملنا معًا سنين طويلة، في قيادة هذه الحركة المباركة، وتوجيهِ دفتها في ظل حسابات دقيقة، فرضتْها ظروف المراحل المختلفة.
وأضاف: استطعنا بعون الله ومعيته، ثم بحكمة شهدائنا القادة وجرأتهم، وبركة الشورى ودماء الشهداء، أن نعبُر المراحل القاسية والتحديات الصعبة، فكانوا عند مسؤولياتهم بهمَّة عالية، وحركة دؤوبة لتحويل الخطط والرؤى إلى وقائع على الأرض، وخاصة بدء مشروع التحرير.
واستذكر القائدُ الشهيدُ إسماعيل هنية، فقيدُ الأمةِ والرمزُ الوطني الكبير، هذا البطل الهادئُ الحكيمُ، الذي كان يُخفي خلفَ هذا الهدوء والابتسامة بركانَ الثائرِ المجاهد.
وكذلك القائدُ المجاهدُ المغوار، سيِّدُ الطوفان، القائدُ صاحبُ العلامةِ الفارقةِ في تاريخ حماس وشعبنا الفلسطيني، التي ستبقى محفورةً جيلًا بعد جيل، الشهيدُ القائدُ “أبو إبراهيم” يحيى السنوار، الذي تحوَّل لأيقونةٍ لكل حرٍّ شريفٍ حول العالم يرفض الظلمَ والعدوان، القائدُ الثائرُ المشتبك.

والقائدُ الشهيدُ صالح العاروري، رئيسُ حركة حماس في الضفة الغربية، الذي شارك في تأسيس كتائب القسام في الضفة، المجاهدُ في السجون وخارجها، وأعاد لمشروع المقاومة في الضفة الروحَ والحياةَ، لا يهاب أن يقع على الموت، أو أن يقع الموتُ عليه.
كما استذكر إخواننا الشهداء، الذين كانت لكل واحد منهم بصمتُه وجهدُه المبارك في مسيرة هذه الحركة المعطاءة، وهم:
الشهيدُ القائدُ تيسير إبراهيم “أبو محمد”، رئيسُ مجلس القضاء الأعلى لحركة حماس.
الشهيدُ القائدُ أسامة المزيني “أبو همام”، رئيسُ مجلس شورى حركة حماس بقطاع غزة.
والإخوةُ الشهداءُ أعضاءُ المكتب السياسي لحركة حماس في غزة:
الشهيدُ القائدُ روحي مشتهى “أبو جمال”.
الشهيدُ القائدُ سامح السراج “أبو فكري”.
الشهيدُ القائدُ زكريا معمر “أبو أحمد”.
الشهيدةُ القياديةُ جميلة الشنطي “أم عبدالله”.
الشهيدُ القائدُ جواد أبو شمالة “أبو كرم”.
الشهيدُ القائدُ سامي عودة “أبو خليل”، رئيسُ جهاز الأمن العام لحركة حماس بقطاع غزة.
الشهيدُ القائدُ محمد أبو عسكر “أبو خالد”، عضوُ المكتب الإداري لحركة حماس بقطاع غزة.
الشهيدُ القائدُ خالد النجار “أبو عبادة”، عضوُ قيادة الضفة الغربية.
الشهيدُ القائدُ ياسين ربيع “أبو شهد”، عضوُ قيادة الضفة الغربية.
الشهيدُ القائدُ فتح الله شريف “أبو الأمين”، عضوُ قيادة الخارج، وقائدُ حماس في لبنان.
والأخوان القائدان المجاهدان الشهيدان سمير فندي وعزام الأقرع.
وقال الحية: نحن فقدنا هؤلاء القادة، فقدنا هذه التجربة وهذه الخبرة، ولكن حسبُنا أنهم ارتقوا شهداءَ في هذا الطوفان الهادر، مقبلين غير مدبرين، واثقي الخطى نحو ربٍّ كريم.
وشدد على أن هؤلاء الأبطال جميعًا تركوا من خلفهم جيلًا تربَّى على موائد القرآن، وفي ساحات الجهاد والمقاومة، جيلًا لديه من الوعي والفهم والإرادة ما يُمكنه من إتمام المسيرة، وإكمال ما بدأه القادةُ المؤسسون، وعلى رأسهم الشيخُ المؤسس أحمد ياسين.
وختم بقوله: نعاهد الله ونعاهد شعبنا أن نبقى على ذات الدرب، وأن نقضيَ على ما مات عليه القادةُ المؤسسون، الذين وإن غابت عنا أجسادُهم، فأرواحهم وأفكارهم وميراثُهم حاضرٌ بيننا، ينير لنا الطريق نحو القدس والأقصى والتحرير والعودة بإذن الله.

مقالات مشابهة

  • أبرز القادة الشهداء خلال طوفان الأقصى
  • دماؤهم أثمرت نصرا.. هكذا عزّى حزب الله في الضيف ورفاقه
  • الوزيرة القطرية لولوة الخاطر ترثي الضيف بقصيدة مؤثرة.. ما أليقه بالشهادة
  • حماس: طوفان الأقصى أسقط هيبة الاحتلال وجيشه
  • الحية : الشعب والفصائل حققوا أهداف معركة طوفان الأقصى
  • خليل الحية: طوفان الأقصى تثبت أن هزيمة الكيان ممكنة
  • مسيرات ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • وزير الخارجية الإيراني: عملية طوفان الأقصى أحيت القضية الفلسطينية
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني