نظمت مكتبة قطر الوطنية فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى السنوي للبحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "فورم" (FORM)، بالتعاون مع مؤسسة المعرفة الإلكترونية وبمشاركة نخبة من أبرز الباحثين وصانعي السياسات والمبتكرين، لاستكشاف ممارسات البحوث المفتوحة وتعزيزها.

وأكد رئيس مكتبة قطر الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، في كلمته بافتتاح المنتدى، أن المكتبة تحرص منذ تأسيسها على التواصل مع الجمهور المحلي والعالمي، الأمر الذي ضاعف عدد زوارها في عام 2023 إلى 1.

2 مليون زائر بعدما كان في عام 2022 قرابة 600 ألف زائر، مما يعكس الحرص على أن تكون الكتب والمعرفة في متناول الجميع، وهو ما يوفر بدوره بيئة للاستكشاف والابتكار.

وقال "إن المنتدى يركز هذا العام على تعزيز البحوث المفتوحة، وغرس ثقافة التعاون وتبادل المعرفة التي تثمر نتائج ملموسة ومؤثرة، وإن المكتبة لم تدخر وسعا في دعم تطور وازدهار منظومة العلوم المفتوحة في قطر والمنطقة"، مشيرا إلى حرص المكتبة منذ تأسيسها على دعم المجتمع المحلي وتعزيز المعرفة، ونشر تاريخ وثقافة دولة قطر، إلى جانب التعاون مع المؤسسات الدولية لتعزيز الشراكة وتوسيع نطاق المعرفة.

سعداء بافتتاح المنتدى الثالث للبحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالشراكة مع مؤسسة المعرفة الإلكترونية. ناقشنا في اليوم الأول للمنتدى القضايا الرئيسية التي تشكل مستقبل البحوث المفتوحة، وحددنا سُبلًا لتعزيز التعاون في هذا المجال في المنطقة. pic.twitter.com/OYPUw9Pk5O

— مكتبة قطر الوطنية | Qatar National Library (QNL) (@QNLib) October 22, 2024

تراث وتأثير معرفي

وأضاف الكواري أن البحوث العلمية المنتجة في قطر تعد جزءا أصيلا من تراث الوطن، وأن المكتبة تؤمن بأن إتاحة الوصول المفتوح للمعلومات تسهم في حفظ هذا التراث ونشره محليا وإقليميا، كما أنها تسعى إلى بناء بيئة تعليمية متطورة تتيح لأهل قطر فرص التعلم والاكتشاف، وتمكينهم من التأثير الإيجابي في المجتمع، ودعم التراخيص المفتوحة والبحث المفتوح تماشيا مع رؤية المكتبة لتعزيز التدفق العالمي للمعلومات وضمان الوصول المفتوح إليها.

وشدد وزير الدولة ورئيس المكتبة على التزام مكتبة قطر الوطنية بدعم مجتمعات البحث العلمي المفتوح في المنطقة "إيمانا منها بتوفير الوصول غير المحدود للجميع إلى مجموعاتنا وخدماتنا مجانا ودون أي قيود، وذلك حرصا منا على أن تكون المعرفة في متناول الجميع".

المنتدى يهدف إلى دعم الباحثين والمجموعات المعنية بالبحوث العلمية في رحلتهم نحو عالم أكثر "إتاحة" (الجزيرة)

واعتبر في حديث لوكالة الأنباء القطرية، أن المكتبة رائدة في هذا المجال على نحو ما بدأته من مشاريع متخصصة، وانفتاحها على مختلف الجهات الدولية، لافتا إلى منصة البحوث القطرية "منارة"، المعنية بالبحوث الأكاديمية والتي أنشئت في قطر بهدف جمعها وحفظها وتيسير الوصول إليها.

وأضاف الكواري أن المنصة تضم حاليا أكثر من 6 آلاف مادة بحثية، يراجعها قرابة 40 ألف باحث شهريا، وأن انفتاح مكتبة قطر الوطنية على المكتبات العالمية سيتيح لهذه المكتبات الاستفادة مما تقدمه المكتبة من معارف وما تحققه من ريادة في هذا المجال، فضلا عن انفتاحها على المستوى المحلي، بالتعاون مع مختلف الجهات، من خلال ائتلاف مكتبة قطر الوطنية.

البحوث المفتوحة

من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية لمكتبة قطر الوطنية هوسم تان أن المكتبة ستواصل جهودها الداعمة للبحوث والمعززة للوصول إليها في إطار مبادراتها الرامية لنشر ممارسات البحوث المفتوحة، وحشد الدعم والتأييد لها بالتعاون مع مختلف المؤسسات في جميع أنحاء المنطقة.

ولفتت إلى أهمية التوعية بالإتاحة الحرة التي تسهم في زيادة تأثير البحوث المنشورة وسهولة الوصول إليها والاطلاع عليها والاستفادة منها، مما يسهم في تحقيق رسالة المكتبة بأن تكون وجهة للتعلم والوعي الثقافي والتطوير الذاتي.

أما رئيسة المنتدى السنوي للبحوث المفتوحة الدكتورة إيميلي تشوينوفسكي، فقالت: إن شعار المنتدى السنوي للبحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "تحويل المعرفة إلى نتائج عملية"، يعكس الأولويات الرئيسية التي برزت خلال حلقات النقاش وجلسات الأسئلة والأجوبة التي جرت في المنتدى السنوي العام الماضي، وكذلك الحاجة الملحة التي عبر عنها العديد من أصحاب المصلحة للانتقال من النقاش إلى دعوات أكثر فعالية نحو العمل واتخاذ خطوات فعلية.

وبدوره، أشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة "نولدج إي" الإنسانية كمران كردان إلى دعم المؤسسة للبحوث المفتوحة منذ بدايات تأسيسها ومتابعة تطورها، وأن مبادراتها قامت بدور إيجابي في العديد من بلدان العالم ومنها الدول العربية، الأمر الذي حوّل المنتدى إلى حركة للحوار والتعاون، مشددا على أهمية المنتدى في تبادل الأفكار واستكشاف الفرص وإقامة علاقات تعاونية بين المشاركين.

وسعى المنتدى خلال جلساته التي أعقبت الافتتاح إلى تسليط الضوء على أحدث التوجهات والفرص في البحوث المفتوحة للمساعدة في تيسير الانتقال العالمي نحو نماذج بحثية أكثر استدامة وشمولية، وبما يجعلها متاحة للاطلاع على نطاق أوسع.

المعرفة الإلكترونية

يذكر أن المنتدى السنوي للبحوث المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي أطلقته مؤسسة المعرفة الإلكترونية في عام 2022 بصفتها مبادرة مستقلة غير ربحية، يهدف إلى دعم الباحثين والمجموعات المعنية بالبحوث العلمية في رحلتهم نحو عالم أكثر "إتاحة".

وتعدّ مكتبة قطر الوطنية من المؤسسات الرائدة في دعم النشر بالإتاحة الحرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل خدماتها المتنوعة التي تشمل اتفاقيات مبتكرة مع الناشرين، ضمن اتفاقيات توفير المصادر الإلكترونية، لنشر البحوث القطرية في دورياتهم التي تعمل بنظام الإتاحة الحرة.

ومنذ عام 2018، موّل "ائتلاف مكتبة قطر الوطنية" نشر أكثر من 5 آلاف ورقة بحثية بنظام الإتاحة الحرة، في وقت أطلقت فيه المكتبة العام الماضي منصة "منارة" لجمع البحوث الأكاديمية التي تتم في قطر، حيث تقبل المنصة المخرجات البحثية التقليدية باللغتين العربية والإنجليزية، وحققت أكثر من 173 ألف مشاهدة وتم تنزيل موادها حوالي 105 آلاف مرة منذ إطلاقها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مکتبة قطر الوطنیة فی قطر

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية يوجّه قوافل التوعية إلى الإسماعيلية ودمياط وشمال وجنوب سيناء والسادات

وجّه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قوافل التوعية الأسبوعية إلى محافظات الإسماعيلية، دمياط وشمال وجنوب سيناء، إضافة إلى السادات بمحافظة المنوفية والواحات البحرية بمحافظة الجيزة، ضمن استراتيجية الأزهر الشريف الشاملة للتوعية المجتمعية، وتنفيذًا لتوجيهات الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بضرورة الاهتمام بقضايا ومشكلات المجتمع والعمل على معالجتها، وعنايته بالأنشطة الدعوية والتوعوية باعتبار أنها رسالة خالدة للأزهر الشريف ومؤسساته التعليمية والدعوية والعلمية.

 

البحوث الإسلامية يفتتح دورة «تنمية المهارات الدعوية» للخريجات وطالبات الدراسات الإسلامية والعربية أمين البحوث الإسلامية لمبعوثي الأزهر: ترسمون في ملامحكم البلد والمؤسَّسة التي أرسلتكم

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي إن إطلاق القوافل التوعوية إلى جميع محافظات الجمهورية يأتي بشكل دوري في إطار اهتمام الأزهر بالنزول إلى أرض الواقع والتواصل مع الناس والاستماع إليهم والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم وتبسيط معاني الإسلام، والتركيز على التعامل الحسن بين الناس، وإحياء القيم المجتمعية والأخلاقية في نفوسهم بما يحقق السلم المجتمعي بين الجميع، مضيفًا أن الندوات والفعاليات التي يعقدها وعاظ وواعظات الأزهر من خلال هذه القوافل تركز على جميع أفراد الأسرة بما يناسب الفئات العمرية والفكرية المختلفة من خلال مناقشات فاعلة يستمع فيها أعضاء القافلة إلى ما يدور في أذهان هذه الفئات ومدى فهم لهذه القضايا والشكل الأمثل للتعامل معها.

فيما أضاف الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع أن القوافل تستهدف التواصل الفعّال مع جميع فئات المجتمع في مختلف أماكن تواجدهم،  والاشتباك مع الواقع والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي، من خلال بناء الإنسان والحفاظ على فكر وعقول الأجيال الحالية والقادمة؛ والتأكيد على تحمل كل فرد من أفراد المجتمع المسؤولية الدينية والمجتمعية الملقاة عليه، مما يجعلنا أكثر قدرةً على مواجهة التحديات بوعي وتركيز وإخلاص.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تطور خطة إنشاء مراكز تميز للبحوث الصحية
  • جامعة بنها تنظم المؤتمر السنوي الثالث للعلوم الإنسانية وتطوير البحث العلمي
  • المداني يدعو لتكامل الجهود في تطوير القطاع الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • المداني يدشن الأيام الحقلية لنشر أصناف من القمح والبازلاء في إقليم المرتفعات الوسطى
  • البحوث الإسلامية يوجّه قوافل التوعية إلى الإسماعيلية ودمياط وشمال وجنوب سيناء والسادات
  • جامعة الأقصر توافق على إنشاء "سفارة المعرفة" بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية
  • "الجبر مينا" راعيا لـ"قمة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاستثمار الملائكي 2024"
  • جائزة وطنية للبحوث والدراسات التنموية
  • اليمن تشارك في ورشة لتعزيز قدرات القاضيات في إدارة العدالة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا