تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد مسرح مركز الهناجر للفنون، العرض المسرحي المصري «حيث لا يراني أحد» تأليف وإخراج محمود صلاح، وذلك مساء أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات الدورة السادسة لملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي «دورة الأستاذ.. فؤاد المهندس»، برئاسة الفنان عمرو قابيل، التي تستمر فعالياتها حتى الجمعة المقبل 25 أكتوبر  الجاري.

تناقش مسرحية «حيث لا يراني أحد» الحياة من خلال إطار درامي، داخل ساعة توقفت فجأة، حيث نرى الحياة الوظيفية التي يعيشها عقرب الثواني الجديد «الشاب» وعقرب الثواني القديم «العجوز» الذي أوشك على الانتهاء أو انتهى بالفعل، مع بداية العرض بعد العمل في شكل روتيني لمدة 20 سنة، من اللف والدوران في دائرة مغلقة لا تنتهي أبدًا، وبمجرد إدراكه أنه مرهق يقرر أن يتوقف ليتم استبداله كأنه لم يكن وها هو «قانون العمل» ومع الأحداث نرى في النص المسرحي الأحلام و الآمال التي تولد  للعقرب الجديد في مقابل الآمال والأحلام التي وئدت للعقرب القديم الذي يحاول أن يوقظ العقرب الجديد من غفلته.

«حيث لا يراني أحد» من إنتاج فريق المعهد العالي للفنون المسرحية، تقدم في إطار مسرح الغرفة، من تمثيل.. بولا ماهر، في دور «عقرب الثواني القديم» ومحمود بكر في دور «عقرب الثواني الجديد»، و ميرنا نديم، ملابس هناء النجدي، ماكياج مارينا برزي، إضاءة محمود الحسيني، ديكور السيد محمد، مساعدا الإخراج يوسف عبد الحكيم، أحمد علاء، والعرض من  تأليف وإخراج محمود صلاح.

شاركت المسرحية في مهرجان الغرفة الأخير بالمعهد، وحصل على جوائز عديدة منها: أفضل عرض للمركز الأول، أفضل مخرج للمركز الأول، جائزة أفضل تأليف/ أول، افضل ممثل/ أول، جائزة أفضل ممثل/ مركز ثان، أفضل ديكور/ أول، افضل ملابس/ ومكياج للمركز الأول، ونال العرض جائزة أفضل إضاءة وأفضل دعاية، وشارك العرض بالدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي للدورة الـ 31 دورة دكتور علاء عبد العزيز، ورشح الفنان بولا ماهر بجائزة أفضل ممثل في المهرجان.

تشكلت لجنة التحكيم للملتقى من الدكتورة رانيا فتح الله، والناقدة أسماء حجازي من مصر، والبروفيسور فيليب جيجيه بولون من فرنسا، والدكتورة نیكار حسيب من النمسا، والفنان شامال أمين من النمسا.

وتضم اللجنة العليا للملتقى الدكتور حسام بدراوي رئيسا، وعضوية كل من: الفنان طارق الدسوقي، والكاتبة فاطمة ناعوت، والدكتورة سمر سعيد، أمين عام الملتقى، والدكتورة أمل صديق عفيفي، ورئيس ومؤسس الملتقى المخرج والفنان عمرو  قابيل.

ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، انطلق في أكتوبر 2018، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومنذ الدورة الثالثة يقام سنويا تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبدعم ورعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، ورعاية هيئة تنشيط السياحة، برئاسة عمرو القاضي، ودعم ورعاية أكاديمية الفنون برئاسة الدكتورة غادة جبارة.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حيث لا يراني أحد الدورة السادسة ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي المعهد العالي للفنون المسرحية

إقرأ أيضاً:

هبوط مؤقت وديمومة خلود الأسرى الذين قضوا في زنازين الاحتلال

أحبال متدلية من سقف المسرح، تنتهي بجاكيتات وشال وبسطار ونظارات، مثلت مواد يتم استخدامها، حين تتغير الشخصية التي حوارها أو مونولوجها على خشبة المسرح. لكن واحدة ما إن تظهر حتى يواريها ياسر، إنها بدلة عسكرية للمحقق الاحتلالي، ليرمي بشخص المحقق وما يمثله من احتلال الى مزبلة التاريخ، في حين يخلد ذكر الأسير الذي قضى شهيدا في سجون الاحتلال البغيض.

يمكن أن تمثل مونودراما "هبوط مؤقت"، المسرحية لفرقة "كاريزما" القادمة من نادي ثقافي طولكرم، توثيقا عن كثير من الأسرى الفلسطيني، والتي تم تقديمها ضمن هذا المقترح الجمالي لفرقة شابة شغوفة بالمسرح والدور الوطني معا.

عرض الفنان ثائر ظاهر حالة الأسير ياسر، منذ طفولته، ومدرسته، وعمله بالأرض الزراعية مع والدته، واضطراره لترك المدرسة ثم زواجه وإنجابه، وتطوعه في مخيم جنين للاجئين، ومن ثم التحاقه بالمقاومة في الانتفاضة الثانية والتي على إثرها تم قصف مخيم جنين واجتياحه، حيث تكون النتيجة إصابته ثم تعرضه للأسر بعد تحقيق صاحبه عذاب تفنن الاحتلال به.

خلال سرد قصة ياسر، قام الفنان ثائر طاهر بتمثيل الشخصية الرئيسية الأسير ياسر، وعدة شخصيات: الأب، والأم، ومعلم التاريخ، والمناضل. وفي كل حالة كان يلجأ الفنان الى إحدى "العلاقات" ليرتدي شيئا منها جاكيت ونظارة وبسطار، إضافة للبندقية التي ظهرت من خلال تمثيلها لا حملها. كذلك كان الحال مع اختيار محاكاة المولودين من خلال الإيماء.

واستطاع الفنان الشاب الى حد جيد من التعبير عن تلك الشخصيات، لكن المميز في التمثيل كان تأدية دور المعتقل ياسر في زنازين التحقيق، حيث أدخل المشاهد في أجواء التعذيب لانتزاع الاعترافات.

أدى الفنان عدة أساليب للتعذيب كالشبح، مختارا صندوقا يحاكي الزنزانة، كذلك أسلوب غطس الرأس في الماء من خلال الإيماء. ميزنا للفنان عدة حركات جسدية تنبئ عن ميلاد فنان فلسطيني يجتهد في التعبير.

مشاهد مؤثرة تعرضنا لها، من خلال معاناة الأسرى، المرضى منهم، وما يصاحب التعذيب من حرمان من الاغتسال، وما يتعرض له المعتقل من أمراض جلدية. كان لتمثيل "حك الجلد مؤلما، لكنه ذهب به منحى كوميديا كان من الممكن التعمق فيه وزيادة الجرعات الكوميدية للتخفيف على المشاهدين الذين تعرضوا لمشاهد قاسية خلال معاناة الأسير من مرض القلب واستشهاده.

كان لتمثيل مشاهد التعذيب من جهة ومشاهد المعاناة من المرض من جهة أخرى، والاستغراق فيه، ما شدنا تجاه هذا الممثل الشاب، الذي أرانا ليس مشهدا مسرحيا، بل مشهدا سينمائيا مؤثرا.

اختار المخرج مقطوعات موسيقية وأغاني من التراث الغنائي الوطني، والتي تحيل المشاهد الى مضامين تلك الأغاني، فقد كان من الأولى اختيار موسيقى خاصة معبرة، حتى يظل المشاهد في جور الدراما المسرحية.

لعبت الإضاءة دورا مهما في إبراز الشخصيات، وموجودات المسرح، التي تم توظيفها للسرد عن الشخصيات التي أداها بحيوية الممثل الشاب ثائر ظاهر. كذلك لم نشعر بفراغات خلال المشاهد، ما أبعد العرض عن التراخي.

أخرج العرض وكتبه قدري كبسة، معلم تاريخ، ومحب للمسرح، حيث يعد الفنان كبسة أحد التربويين المهتمين بالمسرح المدرسي، حيث كان لذلك الاهتمام وتطوير الذات من خلال تدريبات في عالم الدراما دور في امتلاكه مهارات فنية ساعدته في إخراج مونودراما "هبوط مؤقت".

وكما يبدو التزم الكاتب بسيرة أحد الأسرى الشهداء، ياسر الحمدوني، وبالرغم أن العرض لم يذكره بالاسم، إلا أنه عبر عنه.

في الوقت نفسه، فإن العرض لم يكن متعلقا فقط بشخصية محددة، بل يمكن اعتباره معبرا عن عشرات آلاف المعتقلين الفلسطينيين، الذين تعد الأرض والارتباط بها والتعليم والنضال نواظم مشتركة في الحياة.

وهنا، نجح العرض في تصوير حياة الفلسطينيين، كيف تتحول مصائرهم، فهم كأي شعب لديهم طموحات فردية ذاتية أسرية، في تطوير النفس، والارتقاء علميا واقتصاديا، كذلك التضامن معا من أجل إنجاز أفضل للفرد والأسرة التي تعاني اقتصاديا في بلد يتعرض للاحتلال، وتقل فيه فرص الحياة. تتحول مسارات هؤلاء المواطنون من أفراد يهتمون بالخلاص الفردي والأسري من خلال العمل الجماعي في الأرض الزراعية التي تحتاج سواعدهم، الى الخلاص العام والوطني، حين يتطور الوعي بأن الخلاص الفردي الشخصي لن يكتمل إلا بجعله ضمن الخلاص العام، كون الأرض-الوطن هنا، هي الملاذ الذي لا ملاذ آخر غيره للعيش.

ولعل "هبوط مؤقت"، وهي تلقي الضوء على آلام الأسرى الفلسطينيين، تفتح النقاش حول اختيارات النضال الوطني لشريحة كبيرة من الأسرى، اختارت العمل الوطني للخلاص العام، وهي تعرف ضريبة ذلك إن كان استشهادا أو أسرا.

كذلك كان لتقنيات خالد الغول دور في تسهيل تعامل مسرحية الممثل الواحد مع الفضاء المسرحي، حيث منحت الممثل قدرة التعبير والحركة وحيوية الأداء، ما جعله يرتقي بالعرض المعتمد على كتابة تحتاج الى المزيد من التعمق في رسم الشخصيات واختيار لغة مسرحية لا إنشائية، فقد عانى النص من هذا الجانب.

استخدم السلمين المتقابلين، في العرض لأكثر من غرض؛ فهو شجرة وهو مرتفع للجلوس عليه والحوار، وهو طاولة في غرفة الصف، ما يعني أنه من المهم توظيف الموجود على الخشبة لاستخدامات متنوعة.

العرض يبشر بعروض قادمة، يدلل على ذلك شغف ظاهر لدى الطاقم الصغير، وهو من جهة أخرى يبشر بتطور الحركة المسرحية في مدن أخرى خارج رام الله والقدس؛ فوجد حركة مسرحية في مدينة طولكرم تعني أن هناك فرصة للتعبير عن الحياة المحلية من خلال فنانين وكتاب من البيئة نفسها.

"هبوط مؤقت"!

ثمة رمزية هنا، فقد يكون الهبوط من أعلى هبوطا للخلاص بالوصول الى الأرض، كما هو الوصول من الماء الى البرّ، وقد يكون هبوطا اضطراريا خشية من عدم القدرة على مواصلة التحليق. إنه "هبوط مؤقت" للمناضل، الذي من خلال استشهاده على الأرض، إنما يهبط كي يعلو ويخلد ذكره.

مقالات مشابهة

  • ما الرسائل التي حملها ممثل الرئيس الروسي للجزائر؟
  • القائمة الكاملة لتكريمات جوائز مهرجان الأفضل 2024.. اعرفها
  • نبيل الحلفاوي حاضرا.. القائمة الكاملة للفائزين بجوائز الأفضل 2024
  • مسلسل الحشاشين يحصد 3 جوائز من مهرجان الأفضل.. كريم عبد العزيز أحسن ممثل
  • أمل جدبد في قلب الصعيد.. حملة توعية لطلاب إعلام أسيوط عن مستشفى الأورام الجامعي الجديد
  • حملة توعوية لـ "طلاب إعلام أسيوط" عن مستشفى الأورام الجامعي الجديد
  • مهرجان بغداد الدولي للمسرح.. تجربة ثقافية تتجاوز الحدود
  • هبوط مؤقت وديمومة خلود الأسرى الذين قضوا في زنازين الاحتلال
  • رئيس جامعة أسيوط يتفقد مستجدات الأعمال الإنشائية لمشروع مستشفى الأورام الجامعي الجديد
  • "بغداد للمسرح" يتوج "الجدار" العراقي