الضفة الغربية - خاص صفا

في استراحة الصباح القصيرة، وبعد بضع ساعات من العمل في قطف ثمار الزيتون، اجتمعت العائلة تحت ظل الشجرة، واحتسوا القهوة متكئين على جذعها العريض لبضع دقائق، قبل ارتقاء الأم حنان أبو سلامة (59 عاماً) برصاص الاحتلال، في قرية فقوعة شمال شرق جنين.

"لحظات الوداع الأخير"، هكذا وصف فارس أبو سلامة نجل الشهيدة، الدقائق القليلة التي حظي بها مع والدته قبيل استشهادها، مضيفاً "كانت أكثرنا حماساً لموسم العام، وأكثرنا اشتياقاً لزيتوناتنا اللاتي لم نزرهن منذ عامين".

وكان مجلس قرية فقوعة أعلن الأربعاء الماضي، عن تنسيق الارتباط المدني الفلسطيني مع الاحتلال على السماح لأصحاب الأراضي التي تبعد الجدار 100 متر فأكثر، بالذهاب لقطف ثمار الزيتون.

وأفاد أبو سلامة في حديثه لوكالة "صفا"، بأن عائلته وأصحاب الأراضي توجهوا فجراً إلى أراضيهم في اليوم المقرر حسب التنسيق، ولم تمض إلا بضع ساعات حتى أمطرهم جنود الاحتلال بالرصاص، رغم التزامهم بالمسافة التي اشترطها الاحتلال.

وقال "تواصل إطلاق النار بعد تراجع العائلات إلى مسافات أبعد، لذا بدأ الجميع بالاستعداد للمغادرة ورفع والدي قبعته البيضاء ولوح بها للجيش أثناء مغادرتنا".

وأوضح أن والدته أصيبت برصاصة في الظهر أدت إلى استشهادها، أثناء تواجدها في منطقة تبعد عن جدار نحو 200 متر.

وتابع "أوشك الجنود على ارتكاب مجزرة في حق الأهالي، ولا أعلم كيف نجوت من وابل الرصاص الكثيف المنهال على رؤوسنا".

الموسم الأخطر

ومنذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الحالي، تصاعدت اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في كافة محافظات الضفة، بالتزامن مع دخول موسم قطف الزيتون، الذي وصف بالموسم الأخطر بسبب القيود المفروضة على الوصول والهجمات التي يشنّنها المستوطنون لمنع جمع المحصول.

وأفاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، بأن موسم العام من أخطر المواسم التي مرت على المزارع الفلسطيني، بسبب إجرام وإرهاب جيش الاحتلال ومستوطنيه في كل مناطق الضفة.

وبيّن شعبان في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يعلن مساحات شاسعة مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة مناطق عسكرية، ويمنع وصول المزارعين إليها، ناهيك عن قطع مئات أشجار الزيتون وسرقة الثمار والاعتداء المباشر على المزارعين أثناء القطاف.

وقال إن زيتون العام مغمس بالدم، إذ يتزامن الموسم مع حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال في غزة، والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة.

وخلال النصف الأول من العام 2024، اقتلع الاحتلال 800 شجرة زيتون، بحسب شعبان، مضيفاً أن الاحتلال يستهدف شجرة الزيتون على مدار العام كاملاً كونها جزءاً من التراث والتاريخ والرواية الفلسطينية، ولتعبيرها عن صمود وتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.

وأكد "على أن الرابط الوثيق بين المزارع الفلسطيني غير قابل للاجتثاث، وكنا نرى المزارعين كيف يقبلون بشوق على الشجرة التي لم يتمكنوا من رؤيتها منذ عامين".

وأشار شعبان إلى ضرورة التواجد الشعبي الكثيف لحماية المزارعين من اعتداءات المستوطنين، فضلاً عن تواجد ممثلين دوليين عن مؤسسات حقوق الإنسان في المناطق الأكثر عرضة لجرائم وإرهاب المستوطنين.

وبيّن أن المتضامنين الأجانب لم يسلموا من اعتداءات المستوطنين في قصرى ومسافر يطا والأغوار، وجرى اقتحام أماكن سكنهم والاعتداء عليهم بالضرب المباشر، كما تم ترحيل بعضهم إلى بلدانهم.

ولفت شعبان إلى أن موسم العام رغم وفرته تحفه الكثير من المخاطر، لاسيّما بعد موسم العام الماضي الذي انخفض انتاجه إلى الثلث، إذ تم انتاج ثمانية أطنان من الزيت من أصل 20 ألف طن.

وخلال موسم عام 2023، بقي أكثر من 96 ألف دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في جميع أنحاء الضفة، دون قطاف بسبب قيود الاحتلال التي فرضت على تنقل المواطنين والعنف الذي مارسه جيش الاحتلال ومستوطنيه تجاه المزارعين، وفق تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

وقدّرت خسارة المزاعين الفلسطينيين بأكثر من 1,200 طن من زيت الزيتون، ما أدى إلى خسارة مالية بلغت 10 ملايين دولار، تحديداً في محافظات طولكرم، ونابلس وقلقيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: موسم الزيتون الضفة الغربية موسم العام

إقرأ أيضاً:

«جوتيريش» يعرب عن قلقه الشديد جراء تصاعد العنف في الضفة الغربية

أعرب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، عن قلقه الشديد جراء تصاعد العنف في الضفة الغربية، ودعوات ضمها لإسرائيل.

وقال «جوتيريش» أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف: في وقت من الأوقات أصدرت إسرائيل قرارا بإخلاء 3 مخيّمات للاجئين فلسطينيين متواجدين بالضفة الغربية من سكانها ومنعت عودتهم.

وتابع: لذلك أعربت عن قلقلي الشديد للغاية جراء تصاعد أعمال العنف والانتهاكات، وما يفعله المستوطنون في الضفة الغربية، والدعوات المستمرة لضمها.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة الهدنة المتفق عليها بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأنها «هشة»، مشددًا على ضرورة تجنب تجدد الأعمال القتالية بأي ثمن.

اقرأ أيضاًجوتيريش يدين اقتحام الشرطة الإسرائيلية مدارس تابعة للأونروا في القدس

«جوتيريش» يشيد بجهود الوسطاء للحفاظ على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

«جوتيريش» يطالب بإجلاء 2500 طفل من غزة فورا

مقالات مشابهة

  • "عيب، عيب": كيف احتلت "شات كولا" الساحة وأصبحت الكوكاكولا من المحرمات في الضفة الغربية؟
  • محافظ طوباس: الاحتلال الإسرائيلي جعل الضفة الغربية ساحة عمليات عسكرية
  • وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها
  • «جوتيريش» يعرب عن قلقه الشديد جراء تصاعد العنف في الضفة الغربية
  • الاحتلال يعلن تهجير 40 ألف فلسطيني من 3 مخيمات بالضفة الغربية
  • عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال تقتحم مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية
  • إعلام إسرائيلي: الضفة الغربية هي الجبهة الرئيسية بحسب وزير الدفاع
  • إسرائيل تعلن إخلاء (3) مخيمات للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة
  • جيش الاحتلال يعلن توسيع عمليته العسكرية في شمالي الضفة الغربية
  • الاحتلال يعتزم الدفع بدبابات في الضفة الغربية للمرة الأولى منذ 25 عاما