عقدت وزارة الصحة والسكان جلسة حوارية بعنوان «تمويل التنمية البشرية» ضمن فعاليات من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية "PHDC 24"، الذي يُعقد في نسخته الثانية تحت شعار «التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام»، خلال الفترة من 21 إلى 25 أكتوبر الجاري، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، في العاصمة الإدارية الجديدة.

جبران خلال المؤتمر العالمي للسكان: توفير الحماية الاجتماعية للعمال وخلق بيئة عمل آمنة تنظيم 8 ورش عمل متخصصة خلال اليوم الأول لمؤتمر السكان


وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الجلسة تناولت أهمية الاستثمارات الحكومية بدعم من الشركاء الدوليين والمنظمات الدولية في حل مشكلة سد الفجوات التمويلية ،لافتا إلى أن تمويل التنمية البشرية يشير إلى الاستثمارات المالية التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة وتعزيز القدرات البشرية في المجتمعات، متضمنًا مجموعة من المجالات مثل التعليم، والصحة، والتمكين الاقتصادي.


وفي السياق ذاته ‎ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الرئيسية خلال الجلسة، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث أوضحت أن التنمية البشرية تعد من المحاور الرئيسية التي تحقق التنمية الاقتصادية، مؤكدة أن الدول النامية تواجه العديد من التحديات، مما يعوق التنمية ويزيد من صعوبة الحصول على تمويلات ميسرة، وهو ما يؤكد الحاجة إلى ضرورة هيكلة النظام المالي العالمي لتقوم المؤسسات التمويلية بدورها في سد الفجوات التمويلية وتلبية احتياجات هذه الدول.

‎وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن التمويل يعد محورًا رئيسا من أجل تعزيز جهود وأهداف التنمية البشرية، ولذا فإن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تعمل من خلال أدواتها على حشد التمويلات المحلية والخارجية لدعم جهود الدولة في مجال التنمية البشرية، لافتة إلى أن قطاع التنمية البشرية يستحوذ على نحو 42.3% من الاستثمارات الحكومية ضمن الخطة الاستثمارية للعام المالي 2024/2025، موضحة أن الاستثمارات الموجهة للقطاع قد بلغت 118 مليار جنيه، كما تُسجل المحفظة الجارية للتمويلات الميسرة للقطاع نحو 7 مليارات دولار، حيث تسهم تلك الجهود في دعم مستهدفات الدولة لتنفيذ العديد من المشروعات مثل حياة كريمة، ومبادرات الصحة العامة، وتنظيم الأسرة، وبرامج التغذية المدرسية، ومشروعات.

‎وأوضحت أن إطلاق وزارة الصحة والسكان لاستراتيجية الصحة الوطنية يعد خطوة مهمة تدعم جهود البلاد في تنمية الصحة وتحقيق الرفاهية الصحية لجميع المواطنين، مشيرة إلى أن بنود الاستراتيجية تم تحديد أولوياتها بوضوح وربطها بمشروعات محددة تتضمن استثمارات وتمويلًا ميسرًا لتنفيذها، كما أكدت على أهمية المشاركة، حيث لا تستطيع الحكومات تنفيذ كافة المشروعات التنموية بمفردها بل تحتاج إلى جميع الجهود الدولية لتحويل الفجوات المالية إلى استثمارات تعود بالنفع على البلاد، مضيفة أن جميع التدخلات والبرامج التي تنفذها الدولة بالتعاون مع المنظمات الدولية، مثل اليونيسيف تركز على عناصر تنموية مهمة، بما في ذلك التعليم والصحة.

ومن جانبها، أشارت أديل خضر المديرة الإقليمية لمكتب اليونيسيف في الشرق الأوسط وإفريقيا، إلى أهمية التعليم في الطفولة المبكرة، حيث إن حوالي 35 مليون طفل محرومون من التعليم،وأضافت أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة مثل زواج القاصرات في سن 11 عامًا وزيادة نسبة البطالة، بالإضافة إلى غياب سياسات رأس المال البشري.

ونوهت خضر إلى أهمية الاستثمارات الحكومية بدعم من المنظمات الدولية وتيسير القروض لسد فجوات التمويل، خاصةً في الدول النامية، مشددة على أن تنمية رأس المال البشري اقتصاديًا واجتماعيًا ليست مسؤولية الحكومة فقط بل تتطلب مشاركة المجتمعات.

وأشارت خضر إلى أن التوترات الجيوسياسية قد حرمت العديد من الدول من فرصة تطوير نفسها، كما أن أزمة التغيرات المناخية قد زادت من هشاشة ومشكلات الأطفال،ولفتت الانتباه إلى أن الأمراض والأوبئة في العالم تزداد، حيث تعاني 29 دولة من الكوليرا، منها 4 دول في الشرق الأوسط، مع عدم كفاية اللقاحات المتاحة عالميًا للمرض.

بدوره، قال السيد سكوت ستاندلي خبير اقتصادي بمكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، إن مناقشة تمويل التنمية البشرية أمر بالغ الأهمية، حيث يسهم في سد الفجوات ومساعدة الدول في تيسير القروض، وأشار إلى أن الأمر يتطلب دراسة وأدوات مختلفة، مؤكدًا أن النقاش ثري فيما يتعلق بتمويل المجالات الأساسية مثل الصحة والتعليم، ولفت إلى أن أهم بندين هما حشد الموارد وكيفية إنفاقها.


وأضاف ستاندلي أن زيادة عبء الدين تمثل واحدة من أكبر المشكلات والتحديات التي تواجه الدول، والتي تؤثر سلبًا على وضعها، حيث إن 40% من البلدان الإفريقية تنفق على الدين أكثر مما تنفقه على مجالي الصحة والتعليم، مما يعوق الاستثمار البشري ويخلق دائرة مفرغة، وأكد على أهمية مشاركة المنظمات الدولية إلى جانب الحكومة في حل مشكلة الدين ومساعدة الدول على النهوض والتنمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصحة المؤتمر العالمي التنمية البشرية جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي إلى أن

إقرأ أيضاً:

«الصحة» تعقد جلسة حوارية تحت عنوان «قوة الثقافة والإعلام.. تشكيل التصورات الصحية والسلوكيات الإنسانية»

عقدت وزارة الصحة والسكان، جلسة حوارية تحت عنوان «قوة الثقافة والإعلام.. تشكيل التصورات الصحية والسلوكيات الانسانية» بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وذلك اليوم الإثنين، ضمن فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC24)، وذلك لإلقاء الضوء على دور الثقافة في دعم جهود الدولة بالقطاع الصحي والسكاني والتنمية البشرية.

شهدت الجلسة محاضرات لكل من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والدكتور حسام عبدالغفار، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون التطوير المؤسسي والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، والدكتور عمرو سيف، مدير شركة فايزر مصر، والمخرج طارق رفعت.

وخلال الجلسة أكد الدكتور خالد عبدالغفار، أهمية دور الثقافة الفعال والقوي في تغيير المعتقدات المجتمعية خاصةً لدى فئة الشباب، مؤكداً أن وزارة الثقافة، شريك أساسي لوزارة الصحة والسكان، في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع من خلال مختلف الأعمال الدرامية والبرامج الحوارية.

ولفت الدكتور خالد عبدالغفار، إلى أهمية التعاون المشترك بين الوزارتين لزيادة البرامج الحوارية التوعوية الصحية غير المدفوعة وغير الدعائية، فضلاً عن الأعمال الدرامية التي تستهدف تعزيز الوعي الصحي لدى المواطنين حول مختلف الأمراض والقضايا الصحية.

وأشار الدكتور خالد عبدالغفار، إلى أن تضمين كافة القضايا الصحية والسكانية والمجتمعية في الأعمال الدرامية له تأثير مباشر على تحسين سلوكيات ومعتقدات المواطنين، بما يتناسب مع معتقدات وأفكار المجتمع الحالية، وبما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة لإثراء حياة المجتمع في مختلف التحديات والقضايا التي تواجه الدولة والمجتمع، لتحقيق أهداف الدولة ودعم رؤيتها في التنمية البشرية وبناء الإنسان وخلق مجتمعات تمتاز بالرفاه.

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، خلال الجلسة، إن الثقافة جزء أصيل وأساسي في مكون الشخصية والمجتمع المصري، فهي مجموعة من المعارف القادرة على تشكيل الأفكار، التي تساهم بدورها في تشكيل هوية المجتمعات، مؤكداً أن التعاون المشترك مع وزارة الصحة والسكان يرتكز على رفع الوعي لدى المواطن المصري تجاه القضايا الهامة ومن بينها قضايا الصحة والسكان والتنمية البشرية.

وأكد الدكتور أحمد هنو، أن الثقافة والفن قادرين على زيادة المدارك المعرفية لدى الإنسان، من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمع والمواطن عن طريق الأعمال الفنية من بينها الأعمال الدرامية المختلفة، والفنون التشكيلية، والموسيقي والأداء الحركي، مما له دور أساسي في رفع درجة الوعي والمعرفة تجاه الجمهور المتلقي.

ولفت الدكتور أحمد هنو، إلى العمل الدائم من خلال مشروعات تكاملية مع مختلف الوزارات المعنية بتحقيق أهداف التنمية البشرية وبناء الإنسان المصري، تحقيقاً لأهداف الدولة في في هذا الشأن وخلق مجتمعات تمتاز بالرفاه من خلال الأعمال الفنية باختلاف أشكالها.

وأضاف الدكتور أحمد هنو، أن وزارة الثقافة تعمل على الانتشار بشكل أفقي في كافة الأقاليم بمحافظات الجمهورية من خلال نشر القصور الثقافية والتي تستهدف تقديم كافة الفنون والثقافة، والوصول لأكبر كم من الجمهور بشكل توسعي أفقي قوي، لما من شأنه تعزيز الوعي الصحي والاجتماعي للمجتمع، مؤكداً حرصه على تعزيز التعاون بين الوزارتين وتبني القضايا والتحديات الصحية والسكاني التي تواجه المجتمع في الأعمال الدرامية لرفع الوعي لديهم وتحسين سلوكياتهم ودعم رؤية الدولة في التنمية البشرية وتحقيق الرفاه للمجتمع.

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، خلال الجلسة على دور الثقافة والدراما في رفع التوعية والتثقيف ونشر المعلومات المرتبطة بالقطاع الصحي، من خلال الرسائل الموجهة في الوسائط الثقافية المختلفة، لافتاً إلى أن هناك عدداً من الدراسات أثبتت تأثير الدراما في رفع الوعي العام لدى المتلقيين بنسبة 50% من بينهم 36% قاموا باتخاذ قرارات فعلية تجاه صحتهم العامة.

وأكد «عبدالغفار» أهمية رفع كفاءة وقدرات الإعلاميين الصحيين، بما يمكنهم من توصيل الرسائل المطلوبة بشكل علمي حقيقي قادر على تحقيق الأهداف المرجوة منها، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والجهات الإعلامية.

وأضاف «عبدالغفار» أن هناك عدداً من الدراسات التي أثبتت دور التسلية والمتعة في التعلم، مشيراً إلى أهمية العمل ضمن مشروع عمل مشترك بين الوزارتين لزيادة ضخ الأعمال الدرامية التي تتبنى مثل هذا النوع من التعلم، لما لها من تأثير حقيقي على السلوكيات الصحية، فضلاً عن أهمية التعاون مع شركة فايزر لوضع برنامج تدريبي مشترك للإعلاميين الصحيين.

ومن جانبه، أشار الدكتور عمرو سيف، مدير شركة فايزر مصر، إلى أن رؤية «مصر 2030» ترتكز على التنمية البشرية وتطوير الإنسان ليصبح قادراً على مواجهة التحديات ويصبح عضوا فعالا في المجتمع، ودور الثقافة جزء لا يتجزأ من تحقيق هذا الهدف، مؤكداً الاستعداد لتقديم كافة سبل التعاون لوزارتي الصحة والسكان، الثقافة، لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة وبناء الإنسان، مؤكداً التنسيق مع وزارة الصحة، لإقامة ورش عمل مشتركة ببرامج تدريبية لرفع الوعي لدى الإعلاميين الصحيين، بما يضمن رفع كفاءة المحتوى الطبي المقدم للجمهور.

وقال المخرج طارق رفعت، إن الدولة المصرية لديها تاريخ حافل من الأعمال الدرامية التي تلقي الضوء على العديد من القضايا الصحية والسكانية الهامة، ولابد من استكمال تلك المسيرة لرفع الوعي لدى المواطنين في مختلف القضايا التي تواجه المجتمع، فضلاً عم مواجهة المعلومات المغلوطة التي لا تستند على خلفية صحيحة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يكون للأعمال الدرامية دور محوري في مواجهة مثل هذا النوع من الشائعات.

مقالات مشابهة

  • جلسة حوارية في المؤتمر العالمي للسكان والصحة حول تعزيز التنمية البشرية من خلال الابتكار والذكاء الاصطناعي
  • المؤتمر العالمي للسكان.. جلسة حوارية حول تعزيز التنمية البشرية من خلال الابتكار والذكاء الاصطناعي
  • المؤتمر العالمي للسكان .. «الصحة» تعقد جلسة حوارية حول تمويل التنمية البشرية
  • الصحة تعقد جلسة حوارية حول مستقبل خدمات الرعاية الطبية من خلال الابتكار والتكنولوجيا
  • المؤتمر العالمي للسكان.. الصحة تنظم جلسة حوارية حول التنمية البشرية وتعزيز العمل الجماعي
  • «الصحة» تنظم جلسة حوارية تحت عنوان «التنمية البشرية وتعزيز العمل الجماعي»
  • الصحة تنظم جلسة حوارية بعنوان «التنمية البشرية وتعزيز العمل الجماعي»
  • الصحة تنظم جلسة حوارية تحت عنوان «التنمية البشرية وتعزيز العمل الجماعي»
  • «الصحة» تعقد جلسة حوارية تحت عنوان «قوة الثقافة والإعلام.. تشكيل التصورات الصحية والسلوكيات الإنسانية»