صحيفة البلاد:
2025-02-23@04:47:26 GMT

نادي “الكروشيه”..  قصة نجاح وإبداع نسائية

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

نادي “الكروشيه”..  قصة نجاح وإبداع نسائية

جدة : البلاد

 

شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بالأنشطة اليدوية والفنية، ومن بين هذه الهوايات التي اكتسبت شعبية واسعة، هواية حياكة “الكروشيه” التي ساهمت البوابة الوطنية للهوايات “هاوي” في تعزيزها من خلال توفير بيئة داعمة لها وتأسيس أندية متخصصة بها، ومن أبرز هذه الأندية نادي “الكروشيه” الذي حقق نجاحاً ملحوظاً.

في محافظة الخبر، تأسس نادي “الكروشيه” على بوابة “هاوي”، بهدف جمع عشاق هذه الحرفة في مكان واحد وتوفير فرصة لتبادل الخبرات والمهارات، حيث قالت مريم الدوسري، قائدة نادي “الكروشيه”: “إن حياكة الكروشيه شبيهة بحياكة الصوف التقليدية التي نعرفها، لكن في الكروشيه نستخدم إبر خاصة ذات أحجام مختلفة، إضافة إلى خيوط الكروشيه الملونة التي تنتج مع الإبر مشغولات يدوية رائعة الجمال، مثل: الملابس الصغيرة، والبطانيات، والألعاب، والقبعات، والكثير من الأشياء”.

راحة نفسية ومصدر دخل

وحول انطلاقة نادي “الكروشيه”، بيّنت الدوسري “أن النادي بدأ بأربعة أعضاء فقط، ولكنه سرعان ما تطور ليصبح مجتمعاً متكاملاً يضم 27 عضواً، مما يعكس النمو الكبير والاهتمام المتزايد بهواية الكروشيه”، مضيفة أن هذه الهواية “لها تأثير إيجابي على صحة الفرد النفسية والجسدية، حيث تساهم في تخفيف التوتر والقلق وتعزيز التركيز والذاكرة، بالإضافة إلى تحسين المهارات الحركية الدقيقة”.

وأكدت الدوسري أن هواية الكروشيه شهدت انتشاراً واسعاً في السعودية، خاصة مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في مشاركة الهواة والمحترفين لتصاميمهم وأعمالهم، كما أن إنشاء متاجر إلكترونية مخصصة لبيع منتجات الكروشيه ساهم في تحويل هذه الهواية إلى مصدر دخل لبعض السيدات.

“هاوي” تقدّم التسهيلات

وأكدت مريم الدوسري أن بوابة “هاوي” لعبت دوراً حيوياً في دعم نادي الكروشيه، حيث قدمت البوابة كافة التسهيلات اللازمة لتنظيم اللقاءات والورشات التدريبية، فضلاً عن إسهامها في زيادة الوعي بهذه الهواية وجذب المزيد من الأعضاء.

وأشارت الدوسري إلى أن النادي ينظم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى تعزيز مهارات الأعضاء وتشجيعهم على الإبداع، من ورش عمل تعليمية للمبتدئين والمحترفين، وجلسات تبادل الأفكار والتصاميم، وتنفيذ المشاريع الجماعية التي تشجع على التعاون بين الأعضاء، إضافة إلى تنظيم مسابقات تحفّز الأعضاء على تقديم أفضل التصاميم.

 

أنشطة وفعاليات مستقبلية

يسعى نادي “الكروشيه” إلى تحقيق العديد من الأهداف في المستقبل، من بينها تنويع الأنشطة وتقديم ورش عمل متخصصة في تقنيات الكروشيه الجديدة، والمشاركة في الفعاليات العامة للترويج لهواية الكروشيه، وتعزيز الفعاليات الاجتماعية لتعزيز الترابط بين الأعضاء.

وخلال الفترة الماضية أبرز نادي “الكروشيه” على بوابة “هاوي” أهمية الدعم المجتمعي في تطوير الهوايات والأنشطة الإبداعية، وأثبت أن هواية الكروشيه ليست مجرد هواية حرفية، بل هي وسيلة للتعبير عن الذات وتعزيز الثقة بالنفس.

وتلعب البوابة الوطنية للهوايات “هاوي”، إحدى مبادرات برنامج جودة الحياة، ضمن برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، دوراً محورياً في دعم أندية الهواة مثل نادي الكروشيه، حيث توفر البوابة بيئة محفزة وممكنة لممارسة الهوايات المختلفة، فمن خلال “هاوي”، يمكن للهواة تأسيس أنديتهم الخاصة، والتواصل مع أعضاء آخرين، والوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد والخدمات، كما تساهم البوابة في رفع مستوى الوعي بأهمية الهوايات ودورها في تعزيز جودة الحياة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بوابة هاوي نادي الكروشيه

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)

فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن

في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.

منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.

ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.

البداية: قصة حب ملهمة

تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.

ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع

تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.

ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.

من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:

ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.

جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.

سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.

سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.

هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.

وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة

تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.

ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟

الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:

تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.

توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.

انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.

جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.

وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ومن الامثلة على ذلك:

شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.

شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.

شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.

هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة

ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.

الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة

باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.

 

مقالات مشابهة

  • إيران.. نجاح عمليتين لإطلاق صواريخ طوربيد من الغواصة “فاتح” والمروحية SH
  • رئيس الجمهورية “هذه هي الجزائر التي نحبها ويحبها جميع الجزائريين.. جزائر رفع التحديات”
  • “التعاون الإسلامي” تشارك في ندوة دولية حول تعليم اللغة العربية عالميًا
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • المنتدى السعودي للإعلام يستعرض قصة نجاح التطبيق الوطني “توكلنا”
  • المنتدى السعودي للإعلام يستعرض قصة نجاح التطبيق الوطني الشامل “توكلنا”
  • الإعلامي “سليمان السالم”: المنتدى السعودي للإعلام فرصة لاكتشاف أحدث الابتكارات والتقنيات التي تشكل مستقبل الإعلام (خاص)
  • شقيق سالم الدوسري: توقعت فوز الهلال على الاتحاد بثلاثية وسالم “عود أزرق”
  • بعد مراسم القرعة.. “رومانتيك واريور” ينطلق من البوابة رقم (3) في كأس السعودية
  • “غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب