شاهد: فصوص الزمن والمعارف بمخطوطات موريتانيا في معرض بكتارا
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
الدوحة – وكأنها فصوص من الزمن والمعارف محمولة من بلاد المليون شاعر على ظهور الإبل عبر الصحاري الشنقيطية الخصبة بفنون الشعر والنحو والبلاغة والفقه والسيرة والحديث وعلوم القرآن والفلسفة لتستقر في الحي الثقافي كتارا، الذي استضاف معرضا يحتفي بمجموعة متميزة من المخطوطات الأدبية والتاريخية الموريتانية.
تمثل تلك المخطوطات سجلا كتابيا يختزن التاريخ والأفكار والمشاعر والمعارف، ويزخر بكنوز حضارة القلم التي تركت مادة كتابية هائلة دونت على مر العصور في قارات العالم القديم حتى أقصاها غربا في موريتانيا التي يتغنى بها الشعراء قائلين:
نحن ركب من الأشراف منتظم أجلُّ ذا العصر قدرًا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العيس مدرسةً بها نبيّنُ دين الله تبيانا
. الإصلاح الذهبي للعلاقات المدمرةlist 2 of 2أمينة مؤسسة “فونسي” بإسبانيا: “مجريط” عاصمة أوروبية أسسها المسلمونend of list
وقال رئيس جمعية المخطوط العربي والمحافظة على التراث في موريتانيا عبد الله ولد محمد بلال إن المخطوطات المعروضة لديهم "ملك للأمة"، معتبرا أن مهمتهم هي الحفاظ على المخطوطات وحراستها وتوصيلها للأجيال المقبلة وإتاحتها للباحثين بوصفها موروثا ثقافيا لا يقدر بثمن.
واستعرض ولد محمد بلال بعض المخطوطات المختارة، وبينها مخطوطات عثمانية وفارسية ومخطوطات عربية قديمة، منها مخطوط يعود زمنه لقرابة 8 قرون مضت، وهو تفسير ابن عطية الأندلسي (481هـ-541 هـ)، الذي قال عنه ابن خلدون "وجاء أبو محمد بن عطية من المتأخرين بالمغرب، فلخص تلك التفاسير كلها، وتحرى ما هو أقرب إلى الصحة منها، ووضع ذلك في كتاب متداول بين أهل المغرب والأندلس حسن المنحى وتبعه القرطبي في تلك الطريقة على منهاج واحد في كتاب آخر مشهور بالمشرق".
وتوقف ولد محمد بلال عند مخطوط العلامة الموريتاني حبيب الله بن القاضي، وهو شخصية بارزة في الفقه الإسلامي والقضاء في موريتانيا. والمخطوط النادر هو "شرح على معين والده حبيب الله"، وهو عبارة عن طُرَّة (حاشية) على مختصر خليل، وهو من الكتب المهمة في الفقه المالكي. هذا الكتاب يعد امتدادا لعمل والده حبيب الله، مما يشير إلى استمرارية العلم والمعرفة في هذه الأسرة العلمية.
ومن المخطوطات كذلك مخطوط عثماني يعود لعالم القراءات مصطفى الإزميري، الذي عاش في مدينة إزمير التركية في القرن الـ12 الهجري وأصبحت كتبه مرجعا في علم القراءات بعد ابن الجزري. ومن المخطوطات كذلك رسم دقيق ونادر للحجرة النبوية الشريفة والمسجد النبوي قبل ثلاثة قرون.
ولكل واحد من المخطوطات قصة وحكاية، ومنها قصة الشيخ سيدي ولد عبد الله الموريتاني الذي أهداه حاكم مصر محمد علي باشا فرسا سوداء نفيسة (تسمى كحيلات مصر) لكنه من فرط حبه للعلم والمخطوطات باع الفرس واشترى بها كتابا يسمى "الحطاب"، ولا تزال عائلته تتوارث الكتاب في موريتانيا.
وتوجه مسؤول العلاقات العامة بالجمعية محمد الهاشمي بالشكر لكتارا على استضافة معرض المخطوط العربي بموريتانيا، منوها بتنوع المخطوطات النادرة في شتى الفنون والعلوم والمجالات بينها الفقه وعلوم اللغة والفلك والسيرة.
وأشار الهاشمي إلى صعوبة الحصول على المخطوطات والسفر والجهد المضني الذي يبذله جامع المخطوطات للحصول عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اجتماعي من المخطوطات فی موریتانیا
إقرأ أيضاً:
محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
جعلت قدرته على المراوغة وقيادته لكتائب القسام من محمد الضيف رمزًا للكفاح المسلح الفلسطيني حتى طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣.
وعلى مدى العقود، تمكنت إسرائيل من اغتيال العشرات من قادة المقاومة الفلسطينيين، بمن فيهم العديد من قادة كتائب القسام مثل صلاح شحادة وعماد عقل ويحيى عياش، إلا أن الضيف نجا من محاولات الاغتيال وواصل القتال.
تحت قيادته، تحولت الجناح العسكري لحركة حماس من مجموعات صغيرة من المقاتلين ضعيفي التسليح إلى قوة شبه عسكرية. ورغم أن الضيف كان متمركزًا في غزة، إلا أن الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية كانوا يهتفون باسمه في السنوات الأخيرة طلبًا للمساعدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأصبحت هتافات عربية مقفاة بدأت في القدس المحتلة شائعة بشكل خاص خلال الحرب على غزة: "حُط السيف جنب السيف، إحنا رجال محمد الضيف".
يُعرف بلقب "الشبح" نظرًا لقدرته الفائقة على التواري عن الأنظار والنجاة من محاولات الاغتيال المتكررة التي استهدفته على مدار عقود. ورغم السرية التي تحيط بشخصيته، إلا أن تأثيره لا يمكن إنكاره.
وُلد محمد الضيف، واسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري، في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة عام 1965 لعائلة فلسطينية هجّرت من قريتها الأصلية خلال نكبة 1948. نشأ في بيئة تعاني من الفقر والقمع الإسرائيلي، مما عزز لديه الوعي السياسي والميل إلى الكفاح المسلح.
درس الضيف العلوم في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث بدأ نشاطه في صفوف الجماعة الإسلامية التي شكلت لاحقًا النواة الأولى لحركة حماس. في أواخر الثمانينيات، انضم إلى كتائب القسام، وأثبت قدراته العسكرية والتنظيمية، ليصعد سريعًا في صفوف المقاومة.
بعد اغتيال القائد صلاح شحادة عام 2002، تولى الضيف قيادة كتائب القسام، ومنذ ذلك الحين، شهدت الكتائب تطورًا نوعيًا في قدراتها العسكرية. كان له دور محوري في تطوير الأنفاق الهجومية، الصواريخ بعيدة المدى، والطائرات المسيرة، مما عزز قدرة المقاومة على مواجهة إسرائيل.
ورغم خسارته أفرادًا من عائلته في إحدى الغارات، بما في ذلك زوجته وابنه عام 2014، ظل الضيف متمسكًا بخياره العسكري، موقنًا بأن النصر لن يتحقق إلا عبر المقاومة.