عربي21:
2025-03-17@23:50:25 GMT

هل تستطيع إسرائيل القضاء على المقاومة؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

ربما ظن نتنياهو ومن معه من القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية والغربية التي تقوم بعملية الابادة الجماعية في غزة منذ أكثر من عام، بأنهم بمقتل الشهيد يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد قضوا على الحركة وجناحها العسكري (كتائب عز الدين القسام) والمقاومة!!

وهذا في الحقيقة وهم كبير، ومخالف للتجارب التاريخية التي تثبت العكس.

فإن تاريخ حركات المقاومة والتحرير تخبرنا بأن دماء الشهداء والقادة وقود يحرك الهمم، ويفجر الطاقات، ويشجع الأتباع، ويشعل نار الثأر، ويديم المقاومة حتى تحقق أهدافها كاملة بدحر المحتل وتطهير الأرض من دنسه.

وهنا نستحضر كلمات الاستاذ سيد قطب: "إن كلماتنا ستبقى عرائس ميتة من الشموع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح، وكتبت لها الحياة". وكذلك تكون، وتابعنا كيف نفخت النهاية البطولية للسنوار والتي أخرجها الاحتلال الإسرائيلي دون قصد منه؛ الروح في كلماته وكتبت بموته حياة أمة واستمرارية مقاومة.

المحتل والمستعمر يسكب الوقود بجرائمه ومجازره وانتهاكاته على نار الشعوب والأراضي المحتلة فتشتعل نار الثورة والانتفاضة، ويساعد على صنع ميدان التضحية والمقاومة والبسالة والشجاعة، ردا مضادا على إجرامه ووحشيته ومجازره، وكذلك يفعل كل استعمار، ويُقاوم كل شعب حر
ربما تُغرس أفكار المقاومة والشجاعة والتضحية بالنفس والنفيس من أجل الأوطان والأعراض والعقائد أولا، وتتمكن من قلوب ونفوس الشعوب، وتظل كامنة حتى تجد الفرصة السانحة، والميدان المناسب التي تستحيل فيه إلى حقائق، ووقائع وتجارب وقصص تتناقلها الأجيال بشرف، ويحفظها التاريخ في سجل الخالدين، كما تصنع أبطالها، وتكشف المنافقين والمنهزمين والعملاء سواء بسواء.

والمحتل والمستعمر يسكب الوقود بجرائمه ومجازره وانتهاكاته على نار الشعوب والأراضي المحتلة فتشتعل نار الثورة والانتفاضة، ويساعد على صنع ميدان التضحية والمقاومة والبسالة والشجاعة، ردا مضادا على إجرامه ووحشيته ومجازره، وكذلك يفعل كل استعمار، ويُقاوم كل شعب حر.

وبالتالي مهما فعل الاحتلال فإن المقاومة لن تيأس، ولن تستسلم أيا كانت التضحيات، ولن تتخلى عن واجبها بهذه السهولة. فالمقاومة ماضية في طريقها في مقاومة المحتل بكل ما تملك من وسائل المقاومة، ولن تسقط رايتها، ولن تنتهي أجيالها حتى تتحرر فلسطين، كل فلسطين مهما طال الزمن، وقل الرفيق، وخان القريب، وعظمت الأثمان.

إن إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب يعملون بكل جهد إلى قتل روح المقاومة، وفكر المقاومة والتضحية والجهاد، لأنهم يدركون جيدا أن يقظة هذه الروح هي الخطر الأكبر عليهم الذي يتوعدهم ويتهددهم. يقول الأستاذ سيد قطب: "وما يزالون يضللون هذه الأمة عن دينها ويصرفونها عن قرآنها كي لا تأخذ منه أسلحتها الماضية، وعدتها الوافية، وهم آمنون ما انصرفت هذه الأمة عن موارد قوتها الحقيقية وينابيع معرفتها الصافية. وكل من يصرف هذه الأمة عن دينها وعن قرآنها فإنما هو من عملاء يهود، سواء عرف أم لم يعرف أراد أم لم يرد، فسيظل اليهود في مأمن من هذه الأمة ما دامت مصروفة عن الحقيقة الواحدة المفردة التي تستمد منها وجودها وقوتها وغلبتها".

إنهم يعلمون جيدا أن الخطب والمقالات والتصفيق والهتافات والصياح والحماسة، والحرب الافتراضية على مواقع التواصل، لا تهز قواعدهم، ولا تهدد جيوشهم، ولا تكسر إجرامهم. إنهم فقط يخافون أن تستيقظ روح المقاومة وأخلاق التضحية والفداء في نفوس الشعوب المقهورة والمحتلة. ذلك هو الخطر الحقيقي، والخطر الوحيد والخطر الأكيد.

لذلك حرصت أمريكا وإسرائيل على إبقاء الجيوش العربية ضعيفة، تقتات على المعونات العسكرية والمالية الأمريكية السنوية، التي تشتري بها صمتها، وعمليات التدريبات لضباطها والمنح التعليمية العسكرية فتضمن بها ولاءهم، وتكدس المعدات والأسلحة القديمة، وتمنع عنها التقنيات الحديثة فتضمن تفوق الجيش الإسرائيلي عليها جميعا.

بهذا نفهم حجم الحملة الغربية الأمريكية الرهيبة على أهل غزة عامة والمقاومة خاصة التي تريد أن تحطمها تحطيما، وتقتل روح المقاومة ورجالها، وتقضي على أخلاق الفداء والتضحية، واستبدالها بأخلاق الهزيمة والاستسلام والخيانة وحب الدعة والراحة والخوف. فكانت حرب الإبادة التي لا تزال تطحن في غزة، وهذه الوحشية في إبادة شعب بكل وسائل القتل دون رحمة ودون تفريق بين الأطفال والنساء والرجال وكبار السن، وهدم البيوت، والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد وكل وسائل الحياة، واستخدام سلاح التجويع والحرمان من الطعام والمياه والعلاج.

نفهم حجم الحملة الغربية الأمريكية الرهيبة على أهل غزة عامة والمقاومة خاصة التي تريد أن تحطمها تحطيما، وتقتل روح المقاومة ورجالها، وتقضي على أخلاق الفداء والتضحية، واستبدالها بأخلاق الهزيمة والاستسلام والخيانة وحب الدعة والراحة والخوف. فكانت حرب الإبادة التي لا تزال تطحن في غزة، وهذه الوحشية في إبادة شعب بكل وسائل القتل
حرب ضروس رهيبة وعقاب جماعي لشعب بأكمله لأنه الحاضنة الشعبية للمقاومة، ولأنه اختار طريق الحرية والتحرر والتحرير والتضحية والفداء والمقاومة. لذا تمنوا أن تخبو هذه الشعلة في نفوسه، وأن يغيب هذا الإيمان من قلوبه واستبداله بالكفر بالمقاومة وطريقها. بل يجب أن يصبح مثلا وعبرة لكل من تحدثه نفسه يوما بأن يسلك طريق المقاومة والتحرير، ويرفع رأسه في وجه إسرائيل أو يواجها ويقاومها.

واليوم نرى روح الانهزامية وقتل روح النخوة والمروءة والنجدة والغيرة على أعراض النساء في نفوس الأشقاء العرب الذين تركوا أهل غزة يلاقوا مصيرهم وحدهم، وسط مجازر ومحارق ومآس تذيب القلوب الحرة وتدميها، وإذا هان العرض فقد هان الوطن وهانت الكرامة وهانت المقدسات التي تدافع عنها الجيوش.

وهؤلاء الشباب الذين مرغوا أنف إسرائيل في تراب غزة، رفعوا في الوقت نفسه رؤوس الأمة، وأثبتوا بكل فخر بأن الجيش الإسرائيلي قابل للكسر والردع والهزيمة، وأن التحرير ممكن ودحر المحتل وتطهير المسجد الأقصى ليس ببعيد.

والطريق يبدأ أولا من داخل النفس، الميدان الأول فإذا انتصرنا عليها كنا على المحتلين أقدر، بغرس قيم المقاومة والتضحية والشجاعة وحب الأوطان والعقيدة والدفاع عنهم. يقول الأستاذ سيد قطب: "إن كل شاب ينضم إلى المقاومة هو شاب كسبته الرجولة وكسبته الفضيلة. هو شاب قد استنفدت روحه من الترف ومن الرخاوة ومن الميوعة، هو شاب قد تطهر من الرذيلة ومن الدنس ومن القذارة، هو شاب قد استعدت روحه للبذل والتضحية فتخلصت من الأنانية ومن ظلام الأثرة، ومن لعنة الفردية، فإن عاش بعد المعركة فهو رجل تعتز به الأمة، وإن كتبت له الشهادة لاقى ربه على خير ما يلقاه عبد مؤمن وهب نفسه لغاية أسمى من ذاته وأكبر من حياته. إن علائم النصر تلوح من وراء الشدائد التي تواجهنا من هذه الأيام، ومتى انتصرنا على أنفسنا وعلى شهواتنا وعلى مطامعنا الغريبة في هذه الأرض، ومتى تطلعت أبصارنا إلى أهداف أعلى من منافع الأفراد ولذائذ الأفراد. متى يتم هذا كله فالنصر قريب والشدة لا تصنع شيئا إلا أن تصهر، وإلا أن تطهر، وإلا أن تخلق الرجال والأبطال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة الاحتلال غزة الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة روح المقاومة هذه الأمة هو شاب

إقرأ أيضاً:

وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه

 

الثورة / متابعة / محمد الجبري
في ظل استمرار ارتكاب العدو الصهيوني خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي لم يلتزم به جيش العدو ببنوده منذ اليوم الأول لسريانه، حيث تم رصد أكثر من ألف و300 خرق، كما أن ضبابية الموقف الصهيوني من المرحلة الثانية من الاتفاق؛ جعل جرائم العدو مستمرة مخلفة العشرات من الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين العزل كشهداء ومصابين الذين أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وفي هذا الصدد استشهد 4 فلسطينيين، أمس الجمعة، إثر قصف العدو الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين جنوب شرق مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 مواطنين، إثر تعرضهم لقصف العدو الإسرائيلي خلال جمعهم الحطب في محيط مدرسة صبحة الحرازين.
كذلك أصيب، ثلاثة مواطنين فلسطينيين بينهم سيدة بجروح متفاوتة، أمس، إثر قصف دبابات العدو الصهيوني شرق مدينة رفح ووسطها جنوب قطاع غزة.
وذكرت مصادر محلية أن مواطنين أصيبا في قصف دبابات العدو الصهيوني وسط رفح، فيما أصيبت مواطنة جراء سقوط قذائف مدفعية في شارع عائد البشيتي بحي الجنينة شرقا.
وبدعم أمريكي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023م إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
بالمقابل أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أمس الجمعة، توجه وفدها برئاسة القيادي خليل الحية إلى العاصمة المصرية القاهرة، لمتابعة تطورات ملف مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان، “توجه الوفد المفاوض في الحركة برئاسة خليل الحية إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين ومتابعة تطورات ملف المفاوضات، واتفاق وقف إطلاق النار”.
كما أفادت “حماس” بأن وفد قيادتها تسلّم يوم الخميس الماضي، مقترحًا من الوسطاء لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، “وقد تعاملت مع المقترح بمسؤولية وإيجابية، لافتة إلى أنها سلمت ردّها عليه فجر أمس”.
وأضافت أن الرد تضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية.
وأكدت “حماس” جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام العدو الصهيوني بتنفيذ التزاماته كاملة.
من جهته، طالب المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حازم قاسم في تصريحات الوسطاء، بعد هذا الطرح الإيجابي من “حماس”، بإلزام العدو الصهيوني بما هو مطلوب منه وإطلاق مفاوضات المرحلة الثانية.
وقال حازم قاسم إن “على الوسطاء الضغط على الاحتلال لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار”، لافتًا أن الحركة وضعتهم في صورة خروقات العدو الصهيوني للاتفاق، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية مسؤولة عن ممارسة الضغط على العدو الصهيوني، لإلزامه بالاتفاق.
وفي سياق متصل قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، إن العدو الصهيوني يتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار، بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وشدد معروف في تصريحات صحفية، أمس الجمعة، على أن الواقع الإنساني ينذر بتفاقم معاناة أهالي القطاع، مع نفاد المواد الغذائي، مشيرًا إلى أن ستة مخابز من أصل 25 توقفت عن العمل، مع شح كبير في مياه الشرب.”، لافتًا إلى أن أكثر من 90% من سكان القطاع لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب.
وأوضح معروف أن هناك عودة حقيقية لمؤشرات المجاعة في كامل القطاع، مضيفًا: “لا نستبعد أن تعلن بلديات القطاع توقف تشغيل الآبار العاملة بالوقود”.
وتغلق سلطات العدو معبر كرم أبو سالم لليوم الثالث عشر على التوالي، مما تسبب بتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية والغذائية في القطاع، الذي يعاني منها بسبب حرب الإبادة الصهيونية ، التي استمرّت 15 شهرًا.
فيما قال برنامج الأغذية العالمي، إنه لم يتمكن من نقل أي إمدادات غذائية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الجاري، نتيجة إغلاق العدو الصهيوني لجميع المعابر أمام الإمدادات الإنسانية والتجارية.
وأوضح البرنامج الأممي في بيان، أمس الجمعة، أن أسعار المواد الغذائية التجارية آخذة في الارتفاع منذ إغلاق المعابر.
وأكد أن أسعار بعض المواد الأساسية ارتفعت مثل الدقيق والسكر والخضراوات، بأكثر من 200%، موضحا أن بعض التجار المحليين حجبوا البضائع بسبب عدم اليقين بشأن وصول إمدادات جديدة.
وذكر البرنامج أن لديه حاليا مخزونات غذائية كافية لدعم المطابخ والمخابز العاملة في القطاع لمدة تصل إلى شهر، إضافة إلى طرود غذائية جاهزة للأكل لدعم 550 ألف شخص لمدة أسبوعين.
وأشار إلى دعمه حاليا 33 مطبخا في جميع أنحاء غزة، تقدم 180 ألف وجبة ساخنة يوميا، إلى جانب 25 مخبزا، اضطرت 6 منها للإغلاق بسبب نقص غاز الطهي.

مقالات مشابهة

  • محمية الدندر الاتحادية تدعم لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية بمحلية الدندر
  • بن عطية لـ”الدبيبة”: إذا لم تستطع حماية حدود المنطقة الغربية فلن تستطيع حماية ليبيا
  • وزير الأوقاف: المرأة المصرية رمز للعطاء والفداء والتضحية
  • وزير الأوقاف: المرأة المصرية رمز للعطاء والتضحية على مستوى الأسرة والمجتمع
  • الحجيري: للوقوف إلى جانب أهلنا والمقاومة في الدفاع عن سيادتنا وأرضنا
  • بري: كمال جنبلاط خاض معركة الحرية والمقاومة ضدّ إسرائيل
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصادر: إسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التي تساعد الفلسطينيين
  • إفطارهم فى الجنة.. عمر منازع شهيد خلد اسمه فى سماء الشجاعة والتضحية
  • وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه