وكالة الصحافة الفلسطينية:
2024-10-23@13:33:52 GMT

موسم زيتون مغمّس بالدم

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

موسم زيتون مغمّس بالدم

الضفة الغربية - خاص صفا

في استراحة الصباح القصيرة، وبعد بضع ساعات من العمل في قطف ثمار الزيتون، اجتمعت العائلة تحت ظل الشجرة، واحتسوا القهوة متكئين على جذعها العريض لبضع دقائق، قبل ارتقاء الأم حنان أبو سلامة (59 عاماً) برصاص الاحتلال، في قرية فقوعة شمال شرق جنين.

"لحظات الوداع الأخير"، هكذا وصف فارس أبو سلامة نجل الشهيدة، الدقائق القليلة التي حظي بها مع والدته قبيل استشهادها، مضيفاً "كانت أكثرنا حماساً لموسم العام، وأكثرنا اشتياقاً لزيتوناتنا اللاتي لم نزرهن منذ عامين".

وكان مجلس قرية فقوعة أعلن الأربعاء الماضي، عن تنسيق الارتباط المدني الفلسطيني مع الاحتلال على السماح لأصحاب الأراضي التي تبعد الجدار 100 متر فأكثر، بالذهاب لقطف ثمار الزيتون.

وأفاد أبو سلامة في حديثه لوكالة "صفا"، بأن عائلته وأصحاب الأراضي توجهوا فجراً إلى أراضيهم في اليوم المقرر حسب التنسيق، ولم تمض إلا بضع ساعات حتى أمطرهم جنود الاحتلال بالرصاص، رغم التزامهم بالمسافة التي اشترطها الاحتلال.

وقال "تواصل إطلاق النار بعد تراجع العائلات إلى مسافات أبعد، لذا بدأ الجميع بالاستعداد للمغادرة ورفع والدي قبعته البيضاء ولوح بها للجيش أثناء مغادرتنا".

وأوضح أن والدته أصيبت برصاصة في الظهر أدت إلى استشهادها، أثناء تواجدها في منطقة تبعد عن جدار نحو 200 متر.

وتابع "أوشك الجنود على ارتكاب مجزرة في حق الأهالي، ولا أعلم كيف نجوت من وابل الرصاص الكثيف المنهال على رؤوسنا".

الموسم الأخطر

ومنذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الحالي، تصاعدت اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في كافة محافظات الضفة، بالتزامن مع دخول موسم قطف الزيتون، الذي وصف بالموسم الأخطر بسبب القيود المفروضة على الوصول والهجمات التي يشنّنها المستوطنون لمنع جمع المحصول.

وأفاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، بأن موسم العام من أخطر المواسم التي مرت على المزارع الفلسطيني، بسبب إجرام وإرهاب جيش الاحتلال ومستوطنيه في كل مناطق الضفة.

وبيّن شعبان في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يعلن مساحات شاسعة مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة مناطق عسكرية، ويمنع وصول المزارعين إليها، ناهيك عن قطع مئات أشجار الزيتون وسرقة الثمار والاعتداء المباشر على المزارعين أثناء القطاف.

وقال إن زيتون العام مغمس بالدم، إذ يتزامن الموسم مع حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال في غزة، والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة.

وخلال النصف الأول من العام 2024، اقتلع الاحتلال 800 شجرة زيتون، بحسب شعبان، مضيفاً أن الاحتلال يستهدف شجرة الزيتون على مدار العام كاملاً كونها جزءاً من التراث والتاريخ والرواية الفلسطينية، ولتعبيرها عن صمود وتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.

وأكد "على أن الرابط الوثيق بين المزارع الفلسطيني غير قابل للاجتثاث، وكنا نرى المزارعين كيف يقبلون بشوق على الشجرة التي لم يتمكنوا من رؤيتها منذ عامين".

وأشار شعبان إلى ضرورة التواجد الشعبي الكثيف لحماية المزارعين من اعتداءات المستوطنين، فضلاً عن تواجد ممثلين دوليين عن مؤسسات حقوق الإنسان في المناطق الأكثر عرضة لجرائم وإرهاب المستوطنين.

وبيّن أن المتضامنين الأجانب لم يسلموا من اعتداءات المستوطنين في قصرى ومسافر يطا والأغوار، وجرى اقتحام أماكن سكنهم والاعتداء عليهم بالضرب المباشر، كما تم ترحيل بعضهم إلى بلدانهم.

ولفت شعبان إلى أن موسم العام رغم وفرته تحفه الكثير من المخاطر، لاسيّما بعد موسم العام الماضي الذي انخفض انتاجه إلى الثلث، إذ تم انتاج ثمانية أطنان من الزيت من أصل 20 ألف طن.

وخلال موسم عام 2023، بقي أكثر من 96 ألف دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في جميع أنحاء الضفة، دون قطاف بسبب قيود الاحتلال التي فرضت على تنقل المواطنين والعنف الذي مارسه جيش الاحتلال ومستوطنيه تجاه المزارعين، وفق تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

وقدّرت خسارة المزاعين الفلسطينيين بأكثر من 1,200 طن من زيت الزيتون، ما أدى إلى خسارة مالية بلغت 10 ملايين دولار، تحديداً في محافظات طولكرم، ونابلس وقلقيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: موسم العام

إقرأ أيضاً:

صور| انطلاق فعاليات موسم التمور بسوق المزارعين بمحافظة العلا

انطلقت فعاليات موسم التمور بسوق المزارعين بحي المنشية في محافظة العلا؛ التي تأتي ضمن فعاليات مهرجان العُلا للتمور، وتهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال السوق؛ إلى تسليط الضوء على التراث الغني للعُلا، واستكشاف طرق مبتكرة لاستخدام التمور في صناعة منتجات متعددة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وشهد السوق هذا العام إضافة جديدة، تتمثل في استضافته جلسات تفاعلية مع نخبة من أشهر الطُّهاة؛ بهدف تسليط الضوء على إرث العُلا، واستكشاف طرق مبتكرة لاستخدام التمور في صناعة منتجات وأطباق متنوعة.
أخبار متعلقة وصول الطائرة السعودية التاسعة لإغاثة الشعب اللبنانيبسبب إعصار أوسكار.. السفارة في كوبا تحذر المواطنين وتعلن رقم الطوارئوانتعش مزاد مهرجان العلا للتمور في أسبوعه السادس، عبر بيع كميات كبيرة من أنواع التمور، وسط حضور من التجار والمستهلكين، في الوقت الذي يكتسب فيه مزاد العلا للتمور أهمية خاصة؛ لدوره الفاعل في دعم الفرص التجارية للمزارعين والمشترين، عبر مساهمته في زيادة مبيعات التمور سنوياً.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
ويحظى المزاد الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة، باهتمام من قبل تجار التمور وعدد من ملاك شركات الصناعات التحويلية للتمور، حيث تستمر فعالياته حتى التاسع من نوفمبر المقبل خلال يومي الجمعة والسبت بجوار ملعب الإسكان (جنوبي العلا).
كما ستقام على هامش المهرجان (جائزة مزاد العُلا للتمور 2024) للمزارعين المشاركين في مزاد المهرجان، حيث سيحصل صاحب المركز الأول على 75.000 ريال، والثاني 50.000 ريال، والثالث 30.000 ريال، وسيتم اختيار الفائزين ضمن معايير محددة؛ وهي كمية المبيعات وقيمتها.

مقالات مشابهة

  • موسم زيتون مغمّس بالدم في الضفة الغربية
  • «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال يمنع المزارعين الفلسطينيين من قطف ثمار الزيتون
  • مستوطنون يقطعون 30 شجرة زيتون شرق سلفيت
  • القدس للدراسات: الاحتلال يوجه رسالة للفلسطينيين بقتل مزارعي الزيتون
  • القدس للدراسات: قوات الاحتلال توجه رسالة للفلسطينيين من خلال قتل مزارعي الزيتون
  • «القدس للدراسات»: شجر الزيتون يمثل الهيبة والثروة والقداسة للفلسطينيين
  • صور| انطلاق فعاليات موسم التمور بسوق المزارعين بمحافظة العلا
  • الفلسطينيون يعانون لقطاف الزيتون بين الحرب في غزة والاعتداءات في الضفة
  • إصابة 3 أطفال بنابلس ومنع مزارعين ومتضامنين من قطف الزيتون برام الله