وكالة الصحافة الفلسطينية:
2025-01-02@22:38:56 GMT

موسم زيتون مغمّس بالدم

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

موسم زيتون مغمّس بالدم

الضفة الغربية - خاص صفا

في استراحة الصباح القصيرة، وبعد بضع ساعات من العمل في قطف ثمار الزيتون، اجتمعت العائلة تحت ظل الشجرة، واحتسوا القهوة متكئين على جذعها العريض لبضع دقائق، قبل ارتقاء الأم حنان أبو سلامة (59 عاماً) برصاص الاحتلال، في قرية فقوعة شمال شرق جنين.

"لحظات الوداع الأخير"، هكذا وصف فارس أبو سلامة نجل الشهيدة، الدقائق القليلة التي حظي بها مع والدته قبيل استشهادها، مضيفاً "كانت أكثرنا حماساً لموسم العام، وأكثرنا اشتياقاً لزيتوناتنا اللاتي لم نزرهن منذ عامين".

وكان مجلس قرية فقوعة أعلن الأربعاء الماضي، عن تنسيق الارتباط المدني الفلسطيني مع الاحتلال على السماح لأصحاب الأراضي التي تبعد الجدار 100 متر فأكثر، بالذهاب لقطف ثمار الزيتون.

وأفاد أبو سلامة في حديثه لوكالة "صفا"، بأن عائلته وأصحاب الأراضي توجهوا فجراً إلى أراضيهم في اليوم المقرر حسب التنسيق، ولم تمض إلا بضع ساعات حتى أمطرهم جنود الاحتلال بالرصاص، رغم التزامهم بالمسافة التي اشترطها الاحتلال.

وقال "تواصل إطلاق النار بعد تراجع العائلات إلى مسافات أبعد، لذا بدأ الجميع بالاستعداد للمغادرة ورفع والدي قبعته البيضاء ولوح بها للجيش أثناء مغادرتنا".

وأوضح أن والدته أصيبت برصاصة في الظهر أدت إلى استشهادها، أثناء تواجدها في منطقة تبعد عن جدار نحو 200 متر.

وتابع "أوشك الجنود على ارتكاب مجزرة في حق الأهالي، ولا أعلم كيف نجوت من وابل الرصاص الكثيف المنهال على رؤوسنا".

الموسم الأخطر

ومنذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الحالي، تصاعدت اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين في كافة محافظات الضفة، بالتزامن مع دخول موسم قطف الزيتون، الذي وصف بالموسم الأخطر بسبب القيود المفروضة على الوصول والهجمات التي يشنّنها المستوطنون لمنع جمع المحصول.

وأفاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، بأن موسم العام من أخطر المواسم التي مرت على المزارع الفلسطيني، بسبب إجرام وإرهاب جيش الاحتلال ومستوطنيه في كل مناطق الضفة.

وبيّن شعبان في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال يعلن مساحات شاسعة مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة مناطق عسكرية، ويمنع وصول المزارعين إليها، ناهيك عن قطع مئات أشجار الزيتون وسرقة الثمار والاعتداء المباشر على المزارعين أثناء القطاف.

وقال إن زيتون العام مغمس بالدم، إذ يتزامن الموسم مع حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال في غزة، والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة.

وخلال النصف الأول من العام 2024، اقتلع الاحتلال 800 شجرة زيتون، بحسب شعبان، مضيفاً أن الاحتلال يستهدف شجرة الزيتون على مدار العام كاملاً كونها جزءاً من التراث والتاريخ والرواية الفلسطينية، ولتعبيرها عن صمود وتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.

وأكد "على أن الرابط الوثيق بين المزارع الفلسطيني غير قابل للاجتثاث، وكنا نرى المزارعين كيف يقبلون بشوق على الشجرة التي لم يتمكنوا من رؤيتها منذ عامين".

وأشار شعبان إلى ضرورة التواجد الشعبي الكثيف لحماية المزارعين من اعتداءات المستوطنين، فضلاً عن تواجد ممثلين دوليين عن مؤسسات حقوق الإنسان في المناطق الأكثر عرضة لجرائم وإرهاب المستوطنين.

وبيّن أن المتضامنين الأجانب لم يسلموا من اعتداءات المستوطنين في قصرى ومسافر يطا والأغوار، وجرى اقتحام أماكن سكنهم والاعتداء عليهم بالضرب المباشر، كما تم ترحيل بعضهم إلى بلدانهم.

ولفت شعبان إلى أن موسم العام رغم وفرته تحفه الكثير من المخاطر، لاسيّما بعد موسم العام الماضي الذي انخفض انتاجه إلى الثلث، إذ تم انتاج ثمانية أطنان من الزيت من أصل 20 ألف طن.

وخلال موسم عام 2023، بقي أكثر من 96 ألف دونم من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في جميع أنحاء الضفة، دون قطاف بسبب قيود الاحتلال التي فرضت على تنقل المواطنين والعنف الذي مارسه جيش الاحتلال ومستوطنيه تجاه المزارعين، وفق تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

وقدّرت خسارة المزاعين الفلسطينيين بأكثر من 1,200 طن من زيت الزيتون، ما أدى إلى خسارة مالية بلغت 10 ملايين دولار، تحديداً في محافظات طولكرم، ونابلس وقلقيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: موسم العام

إقرأ أيضاً:

كارثة بيئية في الضفة الغربية.. الأشجار لم تسلم من مجازر الاحتلال بـ 2024

كشف مركز أبحاث فلسطيني، الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين قاموا باقتلاع أكثر من 59 ألف شجرة، وصادروا نحو 50 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية المحتلة خلال عام 2024.

ووصف "أبحاث الأراضي"  في تقريره لعام 2024 بأنه كان عامًا يشهد "جنون الاستيطان الإسرائيلي ونزيف الأرض الفلسطينية"، في إشارة إلى التصعيد الكبير في العمليات الاستيطانية.

وذكر التقرير أن الانتهاكات التي طالت البيئة الفلسطينية خلال العام الماضي شملت اقتلاع 59,163 شجرة والاعتداء عليها، من بينها 52,373 شجرة تم إعدامها بالكامل، في عملية ممنهجة لتهجير الفلسطينيين وتدمير مصادر رزقهم.

كما أفاد المركز بأن سلطات الاحتلال بمصادرة نحو 50 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية، وهي المساحة التي تتجاوز بكثير مساحة بعض المدن الفلسطينية، ما يعكس سياسة الاستيطان الممنهج على مدار عام كامل.

في هذا السياق، قال المشرف العام لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات، إن "مستوطنين أتلفوا يوم الأربعاء أشجار زيتون وطاردوا رعاة الأغنام في منطقة قواويس، بمسافر يطا جنوب مدينة الخليل، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة في حقول المواطنين الفلسطينيين".


وأوضح مليحات، أن المستوطنين أطلقوا ماشيتهم في الأراضي الزراعية الفلسطينية، ما أسفر عن تدمير عدد من أشجار الزيتون في المنطقة.

وفي تقريرٍ صادر عن منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، أشارت إلى أن حوالي 700 ألف مستوطن يعيشون في مستوطناتٍ في أراضي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة.

وتعتبر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 هو "غير قانوني"، حيث يحذرون من أن هذا النشاط يقوض فرص التوصل إلى حل عادل ومستدام للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لمبدأ "حل الدولتين".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تستعد تدريجيا لإنهاء عمل الأونروا في الضفة وغزة 
  • قبل موسم عمرة شعبان.. الداخلية تضبط 14 شركات للسياحة بدون ترخيص
  • إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس وسط الضفة
  • كارثة بيئية في الضفة الغربية.. الأشجار لم تسلم من مجازر الاحتلال بـ 2024
  • الضفة.. أبرز التطورات وانتهاكات الاحتلال عام 2024
  • اقتحامات واعتقالات يومية لا تتوقف في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم قرى شمال الضفة الغربية
  • اقتحامات إسرائيلية واسعة لمناطق الضفة واعتقال نحو 9 آلاف في عام
  • الرئيس الفلسطيني: وقف العدوان على غزة أولوية لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة
  • فتح: الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وتوحيدها مع الضفة