الرقابة والاعتماد تعقد جلسة نقاشية حول جودة الرعاية الصحية كركيزة للتنمية البشرية
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن جودة الرعاية الصحية لها مفهوم أعمق من علاج المرضى، بل تعتبر شرطًا أساسيًا للتنمية البشرية، التي تنعكس على رفاهية الفرد والصحة العامة، وهو ما أكدت عليه أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، والتي وضعت جودة الصحة والرفاه كهدف أساسي لتحقيق باقي الأهداف، ومحرك رئيسي لتحقيق رؤية مصر 2030.
وأشار إلى ارتباطها الوثيق بتقليل الفقر، وزيادة فرص التعليم، وتعزيز المساواة بين الجنسين من خلال بناء أنظمة صحية متكاملة تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا، وهي أهداف مبادرة بداية لبناء الانسان المصري بالجمهورية الجديدة.
جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي نظمتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وأدارها الدكتور جاسر جاد الكريم، استشاري النظم الصحية بمنظمة الصحة العالمية بعنوان: "جودة الرعاية الصحية كركيزة للتنمية البشرية".
يأتي ذلك ضمن فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية (PHDC24) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وذلك بحضور الدكتورة آية نصار، نائب رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتورة نانسي عبد العزيز، المدير التنفيذي للهيئة، وكل من الدكتورة ولاء عبد اللطيف، الدكتور خالد عمران، الدكتور وائل الدرندلي، الدكتورة إيمان الشحات، الدكتور السيد العقدة، أعضاء مجلس ادارة الهيئة.
وأضاف رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن الاستثمار في الصحة لا يقتصر على معالجة الأمراض فحسب، بل يتعداه إلى تعزيز الصحة الوقائية والتثقيف الصحي، ما يقلل من الأعباء الصحية على الأفراد والمجتمع من خلال تعزيز الرعاية الصحية الأولية، ويحد من انتشار الأمراض ويسهم في تقليل الفجوة الصحية بين مختلف شرائح المجتمع، وهي الفلسفة الأساسية لمنظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة.
وأشار طه إلى أن تحسين جودة الرعاية الصحية لا يمثل فقط التزامًا أخلاقيًا تجاه الأجيال الحالية، بل هو أيضًا استثمار طويل الأمد في رأس المال البشري، الذي يمثل الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار المجتمعي.
ولفت إلى أن اعتماد المنشآت الصحية وفقًا لمعايير الجودة الصادرة عن جهار يمهد الطريق أمام التنمية البشرية وهو ما يتوافق مع تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة الذي يعتبره أساس بناء الانسان، مؤكدًا أن الجودة تستهدف خفض الأخطاء الطبية التي تعد، وفقًا للدراسات الحديثة، السبب الثالث من أسباب الوفاة في العالم إلى جانب حسن استخدام الموارد ومنع الهدر.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد لطيف، الرئيس التنفيذي لمجلس الصحي المصري، أن التعليم والتعلم المستمر يعد هدفًا عالميًا لتحقيق التنمية المتطورة بكافة القطاعات وعلى رأسها القطاع الصحي، باعتبار أن العنصر البشري هو القوة المحركة والدافعة لكامل النظم الصحية العالمية بما يستدعي الاهتمام بالتعليم والتطوير المستمر للأطقم الطبية لضمان توفير رعاية صحية آمنة وتتماشى مع معايير الجودة العالمية، مشيرًا إلى دور المجلس الصحي المصري في بناء قدرات العاملين في المجال الصحي، وإصدار الأدلة الاسترشادية لمختلف التخصصات الطبية.
وأشارت الدكتورة مها الرباط، أستاذ الصحة العامة بجامعة القاهرة ووزير الصحة والسكان الأسبق، إلى التعقيد المتزايد في نظم الرعاية الصحية العالمية في ظل المتغيرات المتسارعة سواء الاقتصادية، أو الطبيعية، أوالتكنولوجية، أو الصحية، والعلاجية، وطرق الحصول على الخدمة الصحية سواء التقليدية أو عن بعد، مؤكدةً على ضرورة الاستغلال الامثل لتلك المتغيرات وتحويل التحديات إلى فرص بما يسهم في ضمان جودة الرعاية الصحية.
وأضافت الرباط، أن نشر ثقافة الجودة بالرعاية الصحية يحتاج إلى وضع آليات تنظيمية تساعد على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة مع وضع سلامة المرضى في الأولوية والتحفيز لعملية التعليم والتعلم المستمر للأطقم الطبية، إلى جانب الاستفادة من التطور التكنولوجي الهائل بهدف ضمان حصول المريض على خدمة صحية تتماشى مع أعلى مستويات الجودة.
وأكدت على ضرورة دعم المؤسسات الصحية لتصبح قادرة على الصمود أمام الأزمات مع ضرورة توافر المرونة اللازمة بالمنشآت الصحية وتأهيلها للاستجابة لتطبيق معايير الجودة والوصول إلى رضا المنتفعين.
وفي ذات السياق، أشار اللواء دكتور سعيد النجار، رئيس قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية، أن جودة وسلامة الرعاية الصحية حق أصيل من حقوق الإنسان في الحياة، لافتًا إلى التزام المستشفيات التابعة للقطاع الطبي بالشرطة بتنفيذ كافة الآليات والإجراءات التي تضمن أمن وسلامة المرضى ومقدمي الخدمة الصحية، مشيدًا بالتعاون الوثيق مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في مجال تأهيل المستشفيات للاعتماد.
فيما أثنى الدكتور جاسر جاد الكريم، مسؤول النظم الصحية بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، على التقدم الملحوظ الذي حققته منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر، والجهود التي تبذلها الجهات المعنية لضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة، مشيرًا إلى أن الجمهورية الجديدة تضع على رأس أولوياتها تطوير القطاع الصحي وتوفير رعاية صحية متكاملة وفقًا لأعلى مستويات الجودة العالمية، وننتقل الآن لمرحلة جديدة تعتمد على تنمية العنصر البشري للوصول إلى التنمية الشاملة والمستدامة.
وأوضح الدكتور ناصر لوزة، مدير مستشفى بهمن رئيس لجنة تطوير معايير الصحة النفسية بالهيئة العامة للاعتماد و الرقابة الصحية، أن معايير الصحة النفسية الصادرة عن "جهار" والمعتمدة من منظمة الاسكوا الدولية تساهم بقوة في توفير منشآت صحة نفسية متطورة وقادرة على مواجهة التحديات التي يعاني منها الطب النفسي بسبب عدم استيعاب المجتمع للمريض النفسي، لافتًا إلى أهمية تغيير نظرة المجتمع للمريض النفسي إلى جانب الالتزام بتطبيق معايير الجودة التي تضمن توافر احتياجات المريض خلال فترة اقامته بالمستشفى.
واستعرضت الدكتورة ميهي التحيوي، عضو مجلس ادارة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، من خلال عرض تقديمي العلاقة بين جودة الرعاية الصحية والتنمية البشرية، مؤكدةً على أن الجودة هي أساس التنمية البشرية و"الاعتماد" هو ما يضمن وضع النظام وبالتالي استدامة الجودة في مختلف مكونات الخدمة الصحية، موضحة اختلاف الثقافة على أرض الواقع داخل المنشآت الصحية الحاصلة على الاعتماد.
IMG-20241023-WA0063 IMG-20241023-WA0062 IMG-20241023-WA0061 IMG-20241023-WA0060 IMG-20241023-WA0059 IMG-20241023-WA0058 IMG-20241023-WA0057 IMG-20241023-WA0056المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أهداف التنمية المستدامة الاعتماد والرقابة الصحية الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية الدكتور احمد طه الهیئة العامة للاعتماد والرقابة الصحیة منظمة الصحة العالمیة جودة الرعایة الصحیة معاییر الجودة IMG 20241023
إقرأ أيضاً:
جلسة نقاشية بين «تريندز» ومكتبة الإسكندرية حول دور مراكز الفكر في نشر الثقافة ومواجهة التطرف
أبوظبي – الوطن:
عقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات، عبر مكتبه الافتراضي في مصر، جلسة نقاشية مع الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، استعرضت دور المراكز الفكرية والمؤسسات البحثية والثقافية والعلمية في نشر الثقافة والمعرفة، وذلك على هامش توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين لتعزيز التعاون البحثي والعلمي بين الجانبين.
وأكد المشاركون في الجلسة أن مراكز الفكرية والثقافية من الركائز الأساسية لتقدم وارتقاء المجتمعات والشعوب، حيث تلعب دوراً محورياً في نشر الثقافة والمعرفة الهادفة على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال الفعاليات المعرفية والأنشطة الثقافة والمبادرات التوعوية والتثقيفية، مما يساهم في تطوير الفكر الإنساني وتعزيز الوعي المجتمعي الثقافي والعلمي.
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إن مراكز الفكر والمؤسسات الثقافية والعلمية تعمل على إنتاج المعرفة، من خلال الأبحاث والدراسات المتعمقة التي تساهم في إثراء المحتوى العلمي والثقافي للشعوب، مما يعزز الفهم العام لمختلف القضايا والأزمات المحيطة.
وذكر أن المراكز البحثية تساهم بشكل كبير في تطوير التعليم والتعلم والتدريب من خلال برامج متخصصة وورش عمل، تهدف إلى تطوير المهارات وتوفير المعرفة الأكاديمية للباحثين والمتخصصين، ما يعزز من نشر الثقافة والمعرفة العلمية، ويحفز التفكير النقدي والإبداعي.
وأشار الدكتور محمد العلي إلى أن مراكز الفكر والثقافة تلعب دوراً مهماً في تعزيز تبادل الرؤى والأفكار باعتبارها منصات فكرية هادفة، مما يدعم بيئة الحوار ويعزز الفكر الجماعي، مضيفاً أن هذه المؤسسات منوط بها تصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الأفكار الهدامة، ومجابهة التيارات والجماعات المتطرفة، ويأتي على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، التي تسعى إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن واستقرار الدول، وبث الأفكار المتشددة في عقول الشباب.
واعتبر الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» المراكز الفكرية محركاً رئيسياً في تحفيز الابتكار والإبداع وتثقيف المجتمعات، من خلال توفير المعرفة اللازمة والهادفة، وخلق بيئة تعليمية محفزة تساهم في دفع عجلة التقدم والتطور بعيداً عن الأفكار الهدامة، إلى جانب دورها المهم في تحصين الشباب من السموم الفكرية التي تبثها جماعات وتيارات الإسلام السياسي.
وأكد الدكتور محمد العلي أن توقيع مذكرة التفاهم مع مكتبة الإسكندرية يأتي في وقت تحتاج فيه المنطقة والعالم إلى تضافر الجهود لمواجهة التحديات الفكرية ومجابهة الخطابات المتطرفة والتيارات والتنظيمات الإرهابية من خلال البحث العلمي والابتكار، مضيفاً أن السبيل الأمثل لتفكيك هذه المفاهيم الخاطئة والأفكار المغلوطة هو مواجهة الفكر بالفكر.
بدوره، قال الأستاذ الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إن المنطقة العربية تمر بمنعطف تاريخي يتمثل في تصاعد موجات العنف والتحديات التي تواجهها الشعوب العربية من أجل التقدم والحداثة، الأمر الذي أدى إلى وجود أزمة فكر، تستلزم إنتاجاً فكرياً غزيراً ومتلاحقاً يجابه التطرف من جانب، ويدفع المجتمع دفعاً إلى طريق الاستنارة والتقدم من جانب آخر.
وأكد الدكتور أحمد زايد أن العديد من المؤسسات الثقافية والفكرية والعلمية في العالم العربي قد وضعت في صدارة اهتماماتها قضايا مواجهة التطرف، وتعزيز حرية التعبير، والتنوع، والتفكير النقدي، وهو ما يتطلب مد جسور التعاون البناء المشترك بين هذه المؤسسات بغية تبادل الخبرات، والاستفادة من الموارد البشرية والتقنية والمادية المتاحة.
وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات اتفقا على تطوير التعاون الثقافي المشترك في مجالات الأنشطة الثقافية ذات الاهتمام المشترك، بما يتضمن تنظيم الفعاليات، وتبادل الخبرات والمطبوعات، والقيام بأنشطة بحثية مشتركة، على نحو يعزز الاستنارة، ويدعم حركة التنوير والثقافة العلمية، والعلوم والآداب.
إلى ذلك، وقع «تريندز» مذكرة تفاهم مع مكتبة الإسكندرية، بهدف تعزيز التعاون البحثي والعلمي والثقافي والمعرفي بين الجانبين، وجرى توقيع المذكرة في مقر مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، التابع لمكتبة الإسكندرية، حيث وقع المذكرة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، والأستاذ الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور عدد من رؤساء القطاعات والخبراء والباحثين ومديري الإدارات من الجانبين.
وتسعى مذكرة التفاهم إلى التعاون البناء في إجراء البحوث العلمية المشتركة، وتنظيم المؤتمرات والندوات المتخصصة، إضافة إلى تطوير مشروعات بحثية تساهم في تقديم حلول عملية لأهم التحديات والقضايا التي تواجه العالم، فضلاً عن تطوير مشروعات وبرامج أكاديمية وبحثية وتدريبية مشتركة.