حاملة طائرات صينية تبحر قرب تايوان وتايبيه تشكو الترهيب
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
اعتبرت الصين إبحار حاملات طائراتها بالقرب من تايوان "أمرا طبيعيا تماما" وذلك بعد أن أعلنت الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي اليوم أن سفينة لياونينغ التابعة لبكين عبرت المضيق الذي يفصلها عن البر الرئيسي معتبرة ذلك "عملا حربيا".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في إفادته الصحفية اليومية إن "تايوان أرض صينية.
وأبحرت حاملة طائرات صينية في مضيق تايوان، وفق ما أعلن وزير الدفاع التايواني ويلينغتون كو، في وقت سابق اليوم وذلك غداة إجراء بكين مناورات بالذخيرة الحية قرب الجزيرة.
وقال كو للصحفيين في تايبيه اليوم الأربعاء إن "حاملة الطائرات الصينية "لياونينغ" تمر عبر مضيق تايوان الآن، وتبحر شمالا على طول غرب الخط الأوسط ونحن نراقبها من كثب".
وحذر كو من أن فرض حصار فعلي على تايوان سيكون "عملا حربيا، وسيحمل تداعيات خطرة جدا على الاقتصاد العالمي".
وأعلنت تايبيه أمس أن المناورات بالذخيرة الحية قد تكون جزءا من تكتيكات بكين "لتكثيف الترهيب الذي تمارسه بالتزامن مع الديناميكيات في مضيق تايوان".
وشاركت لياونينغ، أقدم حاملة طائرات صينية، في التدريبات العسكرية واسعة النطاق التي أجرتها بكين حول تايوان الأسبوع الماضي، ونددت بها تايبيه وحليفتها الرئيسية واشنطن. وشملت المناورات تدريبا على تنفيذ عملية تطويق للجزيرة.
وتمتلك الصين حاملتي طائرات في الخدمة الفعلية، وثالثة تخضع لتجارب بحرية. وسبق لحاملة الطائرات لياونينغ أن عبرت المضيق.
ونهاية الأسبوع، عبرت سفينتان أميركية وكندية مضيق تايوان الممتد على 180 كيلومترا، كجزء من عمليات العبور الدورية من قبل واشنطن وحلفائها من أجل تعزيز وضعها في الممر البحري الدولي. وأدانت بكين عملية العبور على اعتبار أنها تقوض "السلام والاستقرار" في المضيق.
وأرسلت بكين عددا قياسيا من الطائرات العسكرية، بينها طائرات مقاتلة ومسيّرات، إضافة إلى سفن حربية لتطويق تايوان في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في إطار ما قالت بكين إنه "تحذير شديد اللهجة بشأن الأعمال الانفصالية لقوى الاستقلال في تايوان".
وجاء ذلك ردا على خطاب الرئيس التايواني لاي تشينغ تي بمناسبة العيد الوطني قبل أسبوعين، والذي تعهد فيه "بمقاومة" مساعي الصين لـ"ضم" الجزيرة، وشدد على أن بكين وتايبيه غير تابعتين لبعضهما بعضا.
وتبنى لاي الذي تولى السلطة في مايو/أيار الماضي لهجة أكثر حدّة من الرئيسة السابقة تساي إنغ-وين في الدفاع عن سيادة تايوان، مما أثار حفيظة قادة بكين الذين يصفونه بأنه "انفصالي".
وتُحكم كل من الصين وتايوان بشكل منفصل منذ عام 1949، بعدما فرّت القوى القومية بقيادة شيانغ كاي-شيك إلى الجزيرة إثر هزيمتها من قبل القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، وكثّفت أنشطتها العسكرية في محيط الجزيرة خلال السنوات الأخيرة للضغط على تايبيه ورفضت استبعاد اللجوء للقوة للسيطرة عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مضیق تایوان
إقرأ أيضاً:
كيف تغيّر طائرات تيكاد وسماش دراغون مفهوم القتال في غزة؟
قال شهود عيان في غزة إن الجيش الإسرائيلي استخدم طائرات مسيرة مثبت عليها سلاح لتنفيذ هجمات تستهدف المدنيين، وفقا لتقرير نشرته الإذاعة الوطنية العامة الأميركية "إن بي آر".
والأسبوع الماضي عاد الجراح البريطاني نظام محمود من عمله في مستشفى وسط قطاع غزة وأدلى بشهادته أمام لجنة في البرلمان البريطاني، وقد جاء فيها "أعتقد أن ما أزعجني بشكل خاص هو أن قنبلة تسقط على خيم مكتظة ثم تظهر طائرة مسيرة تحمل سلاحا وتبدأ بإطلاق النار على المدنيين والأطفال، والأمر المزعج أن هذا لا يحدث كل فترة بل كان يحدث كل يوم".
ومن جانبه قال الدكتور أحمد المغربي وهو جراح رئيسي في مجمع ناصر الطبي في وسط غزة إنه عالج العديد من المصابين الذين وقعوا ضحية الطائرات المسيرة القناصة.
وفي أوائل فبراير/شباط الماضي كان مجمع ناصر الطبي محط أنظار الجيش الإسرائيلي، لأنه ادعى بأن مقاتلي حماس كانوا يختبئون هناك.
وأفاد المغربي بأنه خرج في أحد الأيام مع زميلته الممرضة إلى إحدى الشرف بعد الانتهاء من عملية جراحية طويلة، ولكنهم تفاجؤوا بطائرة مسيرة تطلق النار عليهم، ولسوء الحظ أصابت إحدى الرصاصات الممرضة.
وأضاف "لقد سارعنا بنقل الممرضة إلى غرفة العمليات بينما كانت تنزف بشدة نتيجة جرح في صدرها، وبفضل الله والطاقم الطبي نجت الممرضة من الموت".
وبالمقابل قال الجيش الإسرائيلي لـ "إن بي آر" إنه لم يكن على علم بهذه الحادثة.
وقالت مراسلة الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" جوانا سامرز "إنه على مدى الأشهر السابقة، كانت الإذاعة تجمع روايات شهود عيان من غزة تدعم شهادة الدكتور نظام محمود، التي تقول إن الجيش الإسرائيلي يستخدم تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة وإنهم يطلقون النار على المدنيين"، وفقا لتقرير كات لونسدورف من "إن بي آر".
وذكر تقرير كات لونسدورف أن فاطمة داما البالغة من العمر 37 عاما وهي صحفية مستقلة من جباليا في شمال غزة أرسلت رسائل صوتية إلى "إن بي آر" من منزلها في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول داما في إحدى رسائلها الصوتية "هذه الطائرات رباعية المراوح يسميها الكثيرون في غزة بالطائرات المسيرة الصغيرة التي تحمل سلاحا مثبتا تحتها" وتضيف "عندما أقترب من الباب للحصول على تغطية أفضل، تبدأ الطائرة المسيرة بإطلاق النار عليّ فاضطر للعودة للداخل، إنه أمر خطير للغاية".
وتذكر أيضا أن المدينة محاصرة بطائرات مسيرة رباعية المراوح ولا أحد يستطيع التحرك.
الطائرات القناصة "تكنولوجيا حرب تستهدف المدنيين"وعلى مدى أشهر، جمعت "إن بي آر" روايات أكثر من 12 شخصا في غزة يقولون إنهم شاهدوا هذه الطائرات المسيرة القناصة تطلق النار على المدنيين وتقتلهم في بعض الأحيان.
وقالت لونسدورف "ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن إسرائيل كانت حتى وقت قريب تعمل على تطبيق قانون يمنع وسائل الإعلام من الإبلاغ عن أي استخدام للطائرات المسيرة المسلحة، وهذا أمر لا يستطيع معظم الصحفيين أن يشهدوه بأعينهم".
وأضافت "إسرائيل منعت الصحفيين الخارجيين من الوصول المستقل إلى غزة منذ بدء الحرب، ورغم ذلك نحن نعلم أن تكنولوجيا الطائرات المسيرة القناصة موجودة وأن الجيش الإسرائيلي يمتلكها منذ عام 2018 من إنتاج شركة دوك روبوتيكس (Duke Robotics)".
ونشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية مقطع فيديو يُظهر تكنولوجيا جديدة، بما في ذلك جنود يتحكمون عن بُعد في إحدى الطائرات المسيرة القناصة التابعة لشركة "دوك روبوتيكس" ويطلقون النار على أهداف في ميدان رماية.
وفي عام 2021، انضمت شركة "دوك روبوتيكس" إلى الشركة الإسرائيلية "إيلبت سيستم" (Elbit Systems) خصيصا لتطوير طائرة مسيرة قناصة أصبحت تُعرف باسم "تيكاد" (TIKAD).
وفي عام 2022 أعلنت شركة "سمارت شوتر" (SMARTSHOOTER) التي يقع مقرها في شمال إسرائيل عن طائرة مسيرة قناصة تدعى "سماش دراغون" (SMASH Dragon)، وعرضت مقطع فيديو على يوتيوب يُظهر قدرات هذه الطائرة.
ولكن شركة "سمارت شوتر" نفت استخدام طائراتها من قبل الجيش الإسرائيلي، ولكن القوات الإسرائيلية أشادت باستخدام هذه التكنولوجيا في الماضي، كما أن منتجات أخرى من الشركة تُموّلها جزئيا وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ورغم قلة التقارير التي تناولت هذه الطائرات المسيرة القناصة، فإن الناس في غزة يتحدثون عنها كثيرا، ومن الواضح أن هذه الطائرات أصبحت شائعة جدا في الحرب.
ويقول سيث جونز رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن "بمجرد وجود التكنولوجيا، فإنها نادرا ما تنطمس"، مشيرا إلى أن الطائرات المسيرة القناصة لن تختفي بل ستتطور.