نظم قسم الجمعيات الثقافية بفرع ثقافة الفيوم، ندوة ثقافية بعنوان "أبطال من أكتوبر " بمكتبة الفيوم العامة، ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة.

جاء ذلك تحت إشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، احتفالا بذكرى نصر أكتوبر وتخليدا لذكرى شهداء أكتوبر، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.

ثقافة الفيوم تنظم ندوة بمناسبة ذكرى استشهاد بطل الصاعقة إبراهيم الرفاعي 

شارك في الندوة التي أدارها الشاعر عبد الكريم عبد الحميد، تزامنا مع ذكرى استشهاد القائد العسكري وبطل الصاعقة إبراهيم الرفاعي، الذي استشهد يوم 19 أكتوبر 1973، كل من الأديب الدكتور ابراهيم عبد العليم حنفي، الأستاذ بأكاديمية الفنون، والقاص عويس معوض، والشاعر محمد ربيع.

بدأ " معوض" حديثه عن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر ومنها؛ براعة التخطيط، العلم ودور سلاح المهندسين في تحقيق النصر، السرية التامة قبل الحرب، وإخفاء توقيت ساعة الصفر، الوحدة الوطنية وحب الوطن؛ حيث كان الجميع في الجبهة جنبا إلى جنب، لأن العدو لا يفرق بين أبناء الوطن الواحد.

ثم تحدث عن شخصيات عرفت ببسالتها وبطولاتها في حرب أكتوبر؛ مثل محمد عبد العاطي "صائد الدبابات"، وبطل الصاعقة إبراهيم الرفاعي، موضحا جوانب من حياته منها؛ نشأته في مدينة بلقاس بالدقهلية، وانضمامه لسلاحي المشاة والصاعقة؛ ثم استعرض بطولات "الرفاعي" واشتراكه في كل الحروب منذ العدوان الثلاثي حتى حرب أكتوبر التي استشهد فيها، وعملياته الفدائية في حرب الاستنزاف، ونسف مخازن الذخيرة خلف خطوط العدو، ونسف قطار للعدو في الشيخ زايد، وكيف كان يحارب خلف خطوط العدو.

كما سلط "معوض" الضوء على تكليف القائد عبد المنعم رياض له بإحضار صاروخ من الصواريخ التي أخفاها العدو لضرب عمليات البناء المصرية، لدراستها فذهب ليعود بثلاثة صواريخ وليس صاروخا واحدا.

فيما تحدث "حنفي" عن عزيمة الجيش المصري وبسالته في الثأر من العدو وتحقيق النصر، مؤكدا على بعض الرسائل والمعاني التي بثها نصر أكتوبر في نفوس المصريين منها؛ قيمة وحب الوطن، وأصالة الشخصية المصرية، وأهمية الحفاظ على الهوية، وتنمية القدرات الخاصة بمصريتنا، إلى جانب أهمية تعزيز تلك القيم والمبادئ في الشباب والنشء، واختتم اللقاء بقصيدة في حب مصر وتمجيدا في أبطال أكتوبر بعنوان "أنا والسلاح" للشاعر محمد ربيع.

جاء اللقاء ضمن الفعاليات المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع احتفالا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أكتوبر الفيوم الصاعقة ثقافة إبراهيم الرفاعي حرب اكتوبر ثقافة الفيوم بطل الصاعقة بوابة الوفد جريدة الوفد ثقافة الفیوم

إقرأ أيضاً:

تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي

بقلم : سمير السعد ..

في قصيدته “تماثيل معطوبة”، لا يكتب الشاعر العراقي ناظم كاطع الساعدي من على هامش الحياة، بل من قلبها النابض بالألم، ومن وجدانٍ تشرب من دجلة وميسان ونخيل العمارة. قصيدة تنبض بالصدق، وتحمل بين سطورها نداءً إنسانيًا خالصًا، ينهل من مرارة الحروب ومخلفاتها، ويعيد صياغة المشهد الوطني من زاوية القلب والذاكرة.

“لذلك الغبار الأصفر
لتلك الشناشيل
التي غادرتها قناديلها
وعصافيرها دون رجعة…”

بهذه الصور يفتتح الساعدي نصه، حيث يتحول الغبار إلى ذاكرة، والشناشيل المهجورة إلى رمزٍ لانطفاء الحلم، ولغياب الألفة التي كانت تملأ المدينة ذات زمن. الشعر عنده ليس لغة تجريد، بل مرآة لحياةٍ حقيقية عاشها وشارك أهلها تفاصيلها.

ناظم كاطع الساعدي لم يكن شاعرًا وكاتبًا فحسب، بل كان وما يزال ابنًا بارًا لمدينته العمارة، محبًا لأزقتها، وفياً لنخلها، متماهياً مع نبض أهلها. من أسرة عراقية أصيلة تنتمي إلى قبيلة “السواعد”، إحدى أعرق عشائر الجنوب المعروفة بالكرم، والنخوة، والمواقف الأصيلة. وقد انعكست هذه القيم في شخصيته، حيث اشتهر ببساطته وتواضعه وتعاونه مع الجميع. أبوابه مشرعة، وصدره رحب، وابتسامته تسبق كلماته. كان أخًا حقيقيًا لأصدقائه، ورفيقًا لكل من عرفه، لا يحمل في قلبه سوى المحبة.

رغم انشغاله في مجالات الإدارة والعمل السياسي، لم يتخلّ عن قلمه، ولم يغادر دفاتر الشعر، بل ظل وفياً للقصيدة، لأنها بالنسبة له ليست هواية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ونافذة يُطلّ منها على وجع الناس وهمومهم:

“تلك السيدة التي أهدرت
حياتها بين قدر الباقلاء
على رصيف منحني
كأيامها التي لم تذق
غير وبال الحروب…”

في هذه اللوحة الشعرية، تتحول المرأة إلى أيقونة عراقية خالدة، شاهدة على تاريخٍ من الإنهاك والصبر. المرأة التي تمثل أمهاتنا وأخواتنا، اللائي دفعن ثمناً باهظاً لحروب لم يخترنها. مشهد تقشعر له الروح، حيث تصبح الكلمات نياشين على صدر الحزن.

الساعدي يرسم الوطن بملامح البشر، لا بالخرائط. حتى الجندي في قصيدته لا يُقدّم كرمز للحرب، بل كإنسان منهك، يبحث عن الحياة لا الموت:

“صور الجنود الفارين
من رصاصات الموت
بحثًا عن كسرة خبز…”

هنا تبلغ القصيدة ذروتها الإنسانية. إنها لا تُمجّد الموت، بل تُمجّد النجاة، وتدافع عن حق البسطاء في العيش الكريم. ومن هذا المنطلق، تأتي صرخة الشاعر في نهاية القصيدة، صرخة من يريد استبدال الرموز الحجرية بما هو أصدق وأقرب للناس:

“لذا كان لزامًا علينا
أن نستبدل تلك التماثيل
بما يليق بسيدة أرملة
في ريع طفولتها المنسية…”

الساعدي في هذه القصيدة لا يهجو، بل ينهض، ويُطالب بإعادة الاعتبار للإنسان الحقيقي. يقترح علينا نصباً جديدًا، لا من حجر، بل من حب، من وفاء، من وجعٍ صادق.

إن “تماثيل معطوبة” ليست مجرد نص، بل وثيقة شعرية وشهادة زمن، تحفر في ذاكرة الوطن، وتوقظ فينا أشياء كدنا ننساها. قصيدة تعيد تعريف البطولة، وتنتصر للضعفاء، وتقول: إن الشعر الحقيقي لا يُكتب من الرأس فقط، بل من القلب، ومن حب الناس والمدينة.

وفي زمنٍ صاخب بالكلمات الفارغة، يبقى ناظم كاطع السساعدي واحدًا من القلائل الذين يمنحون للكلمة شرفها، وللمدينة قُدسيتها، وللأصدقاء دفءَ المحبة، وللإنسانية حقّها في أن تُروى شعراً.

عن الشاعر:

ناظم كاطع الساعدي، شاعر وكاتب عراقي من محافظة ميسان، مدينة العمارة، ومن أبناء قبيلة السواعد العريقة، المعروفة بأصالتها وكرمها ونخوتها. برز اسمه في المشهد الثقافي العراقي من خلال قصائد تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا، وتُعبر عن واقع الجنوب بصدق وشفافية.

عرفه أصدقاؤه وأحباؤه ببشاشته، وبساطته، وتعاونه الدائم مع الجميع. تولّى مناصب إدارية وسياسية مهمة، ومع ذلك لم يبتعد يومًا عن القصيدة، فظلّ وفيًا لقلمه، ولأهله، ولمدينته التي أحبها حد التماهي. شاعرٌ ينتمي للكلمة كما ينتمي للأرض… بسيطٌ في هيئته، عظيمٌ في حرفه، ومحبٌّ صادقٌ لكل ما هو جميل.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • أهالي السويداء يحيون ذكرى الجلاء تأكيداً على صون استقلال سوريا ووحدتها
  • بيت العائلة المصرية يُهنىء المسيحيين في مصر والعالم بعيد القيامة المجيد
  • بيت العائلة المصرية يُهنئ المسيحيين في مصر والعالم بعيد القيامة المجيد
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
  • في ذكرى مأساة 15 ابريل 2023 الحزين … يا وطن أصبحت مفجوع بيك
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • ذكرى ميلاد أمينة رزق.. “راهبة الفن” التي كتبت تاريخ الأمومة على المسرح والسينما (بروفايل)
  • (ذكرى ثالثة على أكذوبة سنقضي على الدعم السريع) المذيعة تسابيح خاطر تواصل استفزاز جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينة مثيرة في ذكرى حرب السودان
  • هنو: نجيب محفوظ قامة فكرية وأدبية استثنائية وأعماله تجسد هويتنا المصرية