سلط موقع "فوكس" (VOX) الأميركي الضوء على ملف فقدان الحزب الديمقراطي لدعم الناخبين السود الرجال، وتطرقت للأسباب الكامنة وراء التغير في مواقف هذه الفئة الديموغرافية والجندرية التي كانت تعتبر جزءا لا يتجزأ من التحالف الديمقراطي.

وكتبت المراسلة السياسية للموقع لي تشو أنه:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بايدن يحذر من ترامب ويدعو لـ"إيقافه سياسيا"list 2 of 2ما قصة 5 “سنترال بارك” الذين يقاضون ترامب؟end of list عام 2012، دعم 87% من الرجال السود الرئيس السابق باراك أوباما.

عام 2016، دعم 82% وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. عام 2020، دعم 79% الرئيس جو بايدن.

ووفقا لاستطلاع حديث من "نيويورك تايمز/سيينا" قال 70% من المشاركين من الرجال السود إنهم يدعمون المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، لكن -حسب فوكس- يبدو أن ولاءهم بدأ يتلاشى، وهو تحول لوحظ خلال الحملات الانتخابية الأخيرة.

ويعود هذا التآكل إلى المرشحين أنفسهم، ولكن أيضا إلى خيبة أمل الناخبين الطويلة الأمد من الحزب الديمقراطي، ورغم كونهم من أكثر الكتل الانتخابية ولاء للديمقراطيين، فقد شعر بعض الناخبين السود بالتجاهل والتهميش حيث كانت وعود الحملات الانتخابية والتغيير بطيئة في التحقيق.

ويقول ديفيد تشايلدز أستاذ التاريخ ومدير برنامج الدراسات السوداء جامعة شمال كنتاكي إن "الناس يشعرون بخيبة أمل من الديمقراطيين، والكثير منهم يشعر بالتهميش وبأنه ليس لديهم صوت يمثلهم".

ويمكن أن يعزى التآكل الذي شهده الديمقراطيون إلى عدد من الأسباب، ولكن بشكل عام، هناك 3 نظريات تفسر لماذا يشعر بعض الرجال السود بالبرود تجاه هذا الحزب بانتخابات 2024، وهي التالية:

1- التفاوت العرقي في الثروة

في السنوات الأربع الماضية، واجه الأميركيون السود نفس التحديات الاقتصادية كغيرهم من المواطنين، لكنهم ظلوا يشتكون من فجوات التفاوت العرقي في الثروة والأجور، مما يعني أن العديد من العائلات السوداء تشعر بآثار التكاليف المتزايدة للمعيشة والتضخم بشكل أكثر حدة من نظرائهم البيض.

ورغم أن نسب البطالة والفقر بين السود بلغت أدنى مستوى لها على الإطلاق خلال إدارة بايدن، إلا أن نسبها لا تزال مضاعفة لدى السود مقارنة بالبيض.

وفي السياق، قالت نيويورك تايمز في تقرير إن "السود اشتكوا مرارا وتكرارا من أن ظروفهم المادية ظلت دون تغيير تحت إدارات الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين" ومع ارتفاع التكاليف خلال إدارة بايدن -إلى حد كبير بسبب التضخم- أصبح هذا الشعور بالركود أكثر وضوحا.

ودفعت مثل هذه المشاعر بعض الناخبين إلى التفكير فيما إذا كان التصويت لخيارات بديلة -مثل المرشح الجمهوري دونالد ترامب– يمكن أن يساعد في تحقيق نتيجة مختلفة.

ترامب في لقاء مع بعض الناشطين مطلع العام الحالي (رويترز)

2- موقف الديمقراطيين من حقوق المثليين

مثلت مسألة تغير موقف الديمقراطيين -من معارضة إلى دعم حقوق المثليين- نقطة تحول أيضا، فقد عرف الديمقراطيون دائما بتبني أفكار محافظة> وخلال ولايته قبل 10 سنوات، كان الرئيس السابق باراك أوباما مثلا مترددا في دعم زواج المثليين.

وفي حملة هذا العام، كثف الجمهوريون انتقاداتهم للمثليين، وخاصة تلك التي تستهدف المتحولين جنسيا، مما قد يكون مؤثرا على بعض الناخبين، بمن فيهم الرجال السود، حسب فوكس.

ويمكن أن تمتد هذه الآراء الاجتماعية المحافظة أيضا إلى الجانب الجندري، فعندما يتعلق الأمر بترشيح هاريس على وجه الخصوص، قد تكون قضية التحيز الجندري للمرأة (هاريس) على حساب الرجل (ترامب) حقيقية لبعض الناخبين، بمن فيهم الرجال السود.

3- المعلومات المضللة والتزييف

مشكلة أخرى تزيد من معاناة الديمقراطيين وهي ارتفاع المعلومات المضللة والمزيفة. وهنا يشير أستاذ التاريخ تشايلدز إلى أن المؤثرين من اليمين قد استغلوا المخاوف الحقيقية التي قد تكون لدى الرجال السود -مثل الإحباط الاقتصادي- لترويج رسائل زائفة عن فشل هاريس وبايدن في مساعدة السود.

وتبدأ هذه الادعاءات المضللة غالبا مع المحللين من اليمين أو حتى ترامب نفسه، ثم يتم تضخيمها عبر منصات التواصل الاجتماعي من قِبَل المشاهير والمؤثرين. على سبيل المثال، نشرت المغنية الشهيرة جانيت جاكسون مؤخرا ما قالت إنها أكاذيب روجها ترامب تشكك في جنسية هاريس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرجال السود بعض الناخبین

إقرأ أيضاً:

عرض ترامب المرفوض .. لماذا رفض بيض جنوب إفريقيا اللجوء الأمريكي؟

  أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بإعلانه عن خطة لمنح الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا “وضع اللاجئ” وإعادة توطينهم في الولايات المتحدة، مستندًا إلى مزاعم بانتهاكات حقوقية يتعرضون لها.

لكن المفاجأة كانت في رفض تلك الفئة للعرض الأمريكي، مؤكدين تمسكهم بالبقاء في بلادهم رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهونها.  

جاء الإعلان الأمريكي ليشعل موجة من الانتقادات الحادة من الحكومة الجنوب إفريقية، التي اتهمت إدارة ترامب بنشر معلومات مضللة والتدخل في شؤونها الداخلية. 

ترامب يجمد المساعدات إلى جنوب إفريقيا بسبب إدعاء مثير للجدل | تقريرترامب: سأقطع جميع المساعدات عن جنوب أفريقيا حتى إشعار آخرترامب يوقع عقوبات على جنوب أفريقيا بسبب مصادرة الأراضي الزراعيةترامب يوقع أمرًا بخفض المساعدات المالية لجنوب أفريقيا
جنوب إفريقيا ترفض التدخل الأمريكي

وقال المتحدث باسم الرئيس سيريل رامافوزا:  جنوب إفريقيا دولة ديمقراطية تحترم جميع مواطنيها، ولا يوجد اضطهاد ممنهج ضد أي فئة من السكان."  

وأوضحت الحكومة أن الإصلاحات الزراعية المثيرة للجدل، التي تزعم واشنطن أنها تستهدف البيض، تهدف إلى تصحيح إرث الفصل العنصري والاستعمار، وليس التمييز ضد أي مجموعة سكانية.  

من هم الأفريكانيون؟

تعود أصول “الافريكانيين”، الذين يشكلون غالبية البيض في جنوب إفريقيا، إلى المستوطنين الهولنديين والفرنسيين والألمان الذين استقروا في المنطقة قبل أكثر من 300 عام. 

وعلى الرغم من انتهاء نظام الفصل العنصري منذ ثلاثة عقود، لا يزال البيض يتمتعون بمستوى معيشي مرتفع مقارنة بالسود، إذ يملكون 70% من الأراضي الزراعية في البلاد، بينما يعيش 64% من السود تحت خط الفقر، وفقًا لتقرير لجنة حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا لعام 2021.  

الأقلية البيضاء ترفض اللجوء الأمريكي

وفي رد مباشر على مبادرة ترامب، أعلنت أبرز المنظمات الممثلة لـ الأفارقة، مثل "التضامن" و"أفريفورم"، عن رفضها للعرض الأمريكي، مشددين على التزامهم بالبقاء في وطنهم.  

وقال ديرك هيرمان، الرئيس التنفيذي لنقابة التضامن “نحن نعمل هنا وسنبقى هنا، لن نذهب إلى أي مكان.”  

فيما أكدت كالي كرييل، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أفريفورم":  “لا نريد الانتقال إلى أي مكان آخر.” 

سر اهتمام ترامب بمصير البيض بجنوب افريقيا

ويرى محللون أن اهتمام ترامب المفاجئ بمصير البيض في جنوب إفريقيا قد يكون مرتبطًا بأجندته السياسية الداخلية، حيث يسعى إلى كسب دعم اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، في ظل تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة.  

وفيما يواجه السود في جنوب إفريقيا تحديات اقتصادية واجتماعية كبرى، يرى البعض أن واشنطن اختارت التركيز على مجموعة لا تزال تتمتع بامتيازات، متجاهلة الأزمات التي يعاني منها غالبية السكان.  

ما بين حقوق الإنسان والسيادة الوطنية

ووصفت وزارة الخارجية الجنوب إفريقية مبادرة ترامب بأنها “حملة تضليل” تهدف إلى تبرير سياسات الهجرة الأمريكية الانتقائية، حيث تمنح اللجوء لفئات معينة بينما تواصل طرد اللاجئين والمهاجرين الفقراء من مناطق أخرى حول العالم.  

وتعليقًا على ذلك، قالت سيثابيل نجيدي، وهي تاجرة في سوق جوهانسبرج “لم أرَ أي شخص أبيض يتعرض لسوء المعاملة هنا، ترامب يحتاج إلى زيارة جنوب إفريقيا بنفسه، بدلًا من الاعتماد على معلومات مشوهة.” 

معركة تصحيح المسار
 

وبينما تستمر التحديات الاقتصادية والاجتماعية في جنوب إفريقيا، تؤكد الحكومة أن إصلاحاتها القانونية ليست اضطهادًا للبيض، بل محاولة لمعالجة الفجوة الاقتصادية التي خلفها الفصل العنصري، مشددة على أن العدالة الاجتماعية لا تعني التمييز ضد أي طرف.  

وفي ظل هذه المعركة بين التدخل الأمريكي والسعي الجنوب إفريقي للحفاظ على سيادته الوطنية، يبقى التساؤل: هل كانت مبادرة ترامب خطوة إنسانية صادقة، أم مجرد ورقة سياسية لخدمة أجندته الداخلية؟

مقالات مشابهة

  • لماذا يثير مقترح ترامب حول غزة قلق المنطقة؟
  • نظريات التضليل الجماهيري وآليات تشكيل الرأي العام المزيف
  • لماذا قرر ترامب فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم؟
  • كيف تحمي المنصات الرقمية الناخبين الألمان من الأخبار الكاذبة؟
  • ارتفاع أسعار الذهب.. النواب يوضح الأسباب.. وتوقعات متفاوتة حول مستقبله
  • لماذا يهين ترامب حكاما عربا؟
  • لماذا يركز ترامب على قطاع غزة بطرح خطة للتهجير؟
  • لماذا لا تنجح محاولات إنقاص الوزن.. الأسباب الرئيسية للسمنة
  • عرض ترامب المرفوض .. لماذا رفض بيض جنوب إفريقيا اللجوء الأمريكي؟
  • كاتب إسرائيلي: لماذا لا يستقبل ترامب سكان غزة في أميركا؟