الجامعة العربية ترصد اقتراعًا هادئًا رغم تحديات التقنية
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
بعد تأجيل لمدة عامين تقريبا، شهد إقليم كردستان العراق، إجراء انتخابات برلمان الإقليم السادسة، وسط مراقبة دقيقة من قبل جهات دولية وإقليمية.
اجتماعات حيوية في الجامعة العربية لتعزيز حقوق الإنسان والابتكار أبو الغيط يستقبل المبعوث الأممي لليمن ويؤكد دعم الجامعة العربية لجهود خفض التصعيدوقد أرسلت جامعة الدول العربية بعثة رفيعة المستوى لرصد العملية الانتخابية، ترأسها وزير المفوض مالك موصلي، ضمت خبراء من الأمانة العامة للجامعة.
وأكدت البعثة، في تقريرها، على سير العملية الانتخابية بشكل عام بِسلاسة وهدوء، مشيرة إلى تنظيم جيد لمراكز الاقتراع، وتوفر كافة المستلزمات اللازمة. وقد التقت البعثة برئيس وأعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بالإضافة إلى مسؤولين من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI)، لبحث جوانب الدعم المقدم للمفوضية.
فيما حثت وزارة الخارجية الأمريكية الأحزاب السياسية في إقليم كردستان على الانخراط في حوار سريع لتشكيل حكومة مستقرة وتمثيلية، مؤكدةً على أهمية تعزيز القيم الديمقراطية.
ورغم الإشادة العامة بسير العملية، أشارت البعثة إلى بعض الأعطال الفنية في أجهزة التحقق الإلكتروني، مما أدى إلى زيادة عدد الحالات التي لم تتم قراءتها بشكل صحيح. لكنها لفتت إلى وجود عدد كبير من وكلاء المرشحين والمراقبين الدوليين والمحليين، مما ساهم في ضمان نزاهة العملية. كما أثنى التقرير على دور قوات الأمن في توفير بيئة آمنة.
وقد سجل إقبال كبير على التصويت، بمشاركة ملحوظة من كبار السن والنساء، مع جهود تنظيمية فعّالة لتسهيل عملية التصويت. وقد أغلقت مراكز الاقتراع في الوقت المحدد، وسارت عملية العد والفرز بدقة، على الرغم من بعض التحديات التقنية في أجهزة
أعربت بعثة جامعة الدول العربية عن ارتياحها للتنظيم الجيد والأجواء الهادئة التي سادت العملية الانتخابية، موجهة الشكر للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وكافة الجهات المعنية.
يشار إلى أن هذه الانتخابات هي الأولى التي تشرف عليها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التابعة لبغداد، بمشاركة منظمات دولية للمراقبة، وأعلنت المفوضية خلال مؤتمر صحفي اليوم الاثنين أن الحزب الديموقراطي الكردستاني تصدر الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق بحصوله على 809.197 صوتا، وأن نسبة المشاركة بين الناخبين المسجلين بلغت 72 بالمئة وأنّ النتائج النهائية ستعلن بعد مراجعة بعض الشكاوى
من جانبها، أكدت السفيرة الأمريكية لدى العراق، إلينا رومانسكي، أن واشنطن تراقب انتخابات إقليم كردستان عن كثب، حيث حضر متطوعون من البعثة الأمريكية في العراق، برفقة خبراء دوليين وممثلين عن بعثات دبلوماسية أخرى، لمراقبة سير العملية.
بعد إعلان النتائج الأولية لانتخابات دعا رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني في بيان صحفي، إلى تشكيل حكومة جديدة في إقليم كردستان قادرة على تعزيز الاستقرار وبناء اقتصاد أقوى، لمواجهة التحديات الحالية وبناء مستقبلنا المشترك، وتحقيق ذلك يتطلب التمتع بروح التلاحم والتضامن والتعاون بين جميع الأطراف السياسية والمكونات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العراق كردستان العراق برلمان الإقليم انتخابات برلمان الإقليم جامعة الدول العربية العملية الانتخابية إقلیم کردستان
إقرأ أيضاً:
كشف لإستراتيجية إيران البعيدة في الدول العربية الأربع!
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:- نعود ونكرر ان التشبث بالكلاسيكية السياسية القديمة أفقدت إيران موقعاً ريادياً في المنطقة. فإيران وعندما لم تؤمن بالتجديد والمراجعة اسوة بتركيا أصبحت مثل العجوز الشمطاء في المنطقة.حيث لم يعرف عنها إلا اثارة المشاكل والتدخل في شؤون الدول والشعوب. وتأخذ ولا تعطي . فصحيح ان لدى ايران موروث سياسي منذ القدم وهو إيهام الشعب الإيراني دوماً بأن هناك عدو متربص بايران وبهم ليُدمرهم لكي يفرضوا اتحاد قوميات الشعب الإيراني واستنفار الشعب الإيراني خلف النظام الحاكم في جميع المراحل التاريخية وصولا للنظام الإيراني الحالي !
ثانياً:-فبعد رحيل السيد الخميني كان يفترض بالثنائي ” رفسنجاني وخامنئي “الشروع بالمراجعة ثم تجديد الخطاب السياسي وتجديد التعاطي مع دول وشعوب المنطقة لكي تندمج إيران مع الدول العربية والخليجية وتأسيس سوق مشتركة وتكامل اقتصادي لتكون تجربة فريدة على غرار الاتحاد الأوربي.ولكنهم لم يفعلوا وأصروا على تصدير الثورة . فالسيد أربكان على سبيل المثال كان بمثابة الخميني في تركيا. ولكن عندما شاخ أربكان وشاخت أفكاره وتراجع حزبه وتراجع مؤيديه مباشرة قفز من مركبه ( اردوغان +غول) ليؤسسوا حزباً اسلامياً جديدا بافكار اسلامية وسطية ” إسلام علماني” فحكموا تركيا ولازالوا، وحولوا تركيا إلى دولة عصرية مقبولة. مع العلم ان لدى تركيا طموح لا يختلف عن الطموح الإيراني وهو الحنين نحو اعادة احياء الدولة العثمانية مثلما لدى الإيرانيين الحنين نحو احياء الدولة الفارسية!
ثالثا: بحيث حتى حلفاء إيران الذين فرضتهم في العراق وأعطتهم الحكم منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الآن وبمقدمتهم حزب الدعوة واحزاب الإسلام السياسي الأخرى والجهات التي تحالفت معهم رفضوا ويرفضون المراجعة والتجديد في الخطاب السياسي والتعاطي مع الآخرين. وبسبب ذلك كانوا ولازالوا سببا في تقهقر الدولة العراقية وانهيار مؤسساتها وميادينها ،وجعلوا من العراقيين ( ركاب طائرة مخطوفة ) وهم القراصنة !
رابعا: لذا عندما بقيت ايران على مشروعها القديم ” مشروع السيد الخميني ” وهو تصدير الثورة والتمدد في الدول العربية مثل العراق كانت عند النظام الإيراني استراتيجية بعيدة من خلال هذه الدول الاربع .. وهي :
١-التدخل في شؤون الدول العربية وبمقدمتها ( العراق وسوريا ولبنان واليمن ) ونخرها وإضعافها من الداخل ونشر انعدام الثقة بين مكوناتها ثم نشر الطائفية لتكون بديلا عن الاحياء القومي العربي وبديلا عن العلمانية والليبرالية والمدارس الأخرى والسبب لان الطائفية تضعف البلدان وتفرق الشعوب لتصبح الدول ضعيفة ومستسلمة وهذا ما حصل في العراق !
٢-اعداد (اليمن )ليكون دولة رديفة بإيران لها مهام استراتيجية محددة وهي ( ترهيب السعودية، والسيطرة على باب المندب ، والتحكم في البحر الأحمر ، ورويدا رويدا جعل دول الخليج تحت رحمة سلاحها ) لحين ساعة الصفر الكبرى. وبالفعل صارت السعودية والإمارات تحت رحمة صواريخ الحوثي !
٣-واعداد( العراق )ليكون ملتصقا بإيران وفي نفس الوقت يكون حائط الصد لحماية إيران وسوق استهلاكي لها وتجهيزه مستقبلياً ليكون جاهزاً بالضد من السعودية والكويت والأردن في حال نجحوا بنقل تجربة الحرس الثوري في العراق . ويكون العراق ممرا استراتيجيا نحو سوريا ولبنان بالنسبة للسلاح والغاز الايرانيين …الخ !
٤-ورسم رؤية تخص (سوريا ) لتتحول إلى مجمع كبير للحركات العقائدية والراديكالية المدعومة من إيران وبقيادة إيرانية لتفتح بها جبهة الجولان ضد إسرائيل وتجعلها ورقة استراتيجية بيدها اي ايران. ومن هناك وانطلاقا من سوريا نحو لبنان !
٥- اما الاستراتيجية الإيرانية الموضوعة إلى( لبنان ) فهي متقدمة وأكثر من العراق واليمن وسوريا فمهمتها خنق وإقلاق إسرائيل ( استنزاف إسرائيل وترهيبها) بدليل سنة كاملة ” اثناء حرب غزة ” كان باستطاعة حزب الله قضم شمال إسرائيل والتوغل داخل فلسطين المحتلة وتهجير مئات الآلاف وتطويق إسرائيل .ولكن إيران رفضت ذلك حتى جاء موعد البيع لتبيع إيران حزب الله وبضغط أميركي وبريطاني ودولي .وهكذا باعت سوريا. وقبلهما غزة والدور قادم على العراق واليمن !
خامسا:- الخلاصة :
كل ماحدث ويحدث وسيحدث ضد ايران سببه الغطرسة الإيرانية والتعامل الفوقي والمجحف مع الدول العربية الاربع ومع شعوبها. بحيث اصبحت ايران تتصرف في العراق على سبيل المثال بانه اقليم إيراني خاضع للهيمنة الإيرانية ودون اي اكتراث للعراقيين. ولم يكترثوا حتى للأصوات العراقية الرافضة للتدخل الإيراني والرافضة للسياسات الإيرانية في العراق .. فالمهم سقطت استراتيجية إيران البعيدة في الدول العربية الاربع وانقلبت عليها. وسوف تخبرنا الايام بالمزيد!
سمير عبيد
١٧ ديسمبر ٢٠٢٤