هدم قبة مستولدة محمد علي باشا... ومتخصصون يعلقون: القبة تراثية
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أثارت صور لهدم إحدى القباب في منطقة الإمام الشافعي الكثير من الجدل على صفحات التواصل الاجتماعي، ما بين مصدق ومكذب للمشهد، وما بين قائل إن الهدم لدواعي الترميم، والقائل إن الهدم لتوسعة إحدى الطرق التي ستوصل ما بين ميدان السيدة عائشة وطريق الأوتوستراد.
هدم قبة مستولدة محمد علي باشا... ومتخصصون يعلقون: القبة تراثيةومن ناحيته نشر الدكتور مصطفى الصادق وهو أحد أشهر المهتمين بالمباني التراثية التي ترجع إلى فترة أسرة محمد علي باشا عدد من الصور للقبة التي تم هدمها والتي قال عنها إنها ترجع إلى يوم الاثنين 21 أكتوبر 2024، وكانت القبة سليمة لم تمس، ثم أشار إلى أن عمليات الهدم بدأت في اليوم التالي مباشرة وهو أمس الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 بعد نقل التركيبات الداخلية للقبة، وأن القبة صارت ركامًا في الفترة ما عصر وعشاء أمس الثلاثاء.
ومن ناحيتها نشرت الدكتورة سهير زكي حواس أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، ورئيس الإدارة المركزية للدراسات بجهاز التنسيق الحضاري ومقررة اللجنة العلمية العليا، إن القبة مسجلة كطراز معماري خاص أي أنها ضمن التراث، وذلك عبر صفحتها على الفيس بوك.
وعن وزارة السياحة والآثار فكان الرد من أحد المصادر بداخل المجلس الأعلى للآثار أن القبة ليست مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية وبالتالي فهي ليست تحت ملكية أو تصرف الوزارة.
ومن ناحيته قال الدكتور مصطفى الصادق إن القبة كانت رائعة للغاية وكانت تمثل امتدادًا للطراز المملوكي فهي تتشابه إلى حد كبير مع قبة السلطان قنصوة أبو سعيد والتي تم ترميمها وافتتاحها عام 2022م، والتي ترجع إلى العصر المملوكي الجركسي أي إلى ما يزيد عن 500 عام مضت، أما القبة التي تم هدمها فهي تخص نام شاذ قادين المتوفية سنه 1286 هـ الموافق 1869 م وهي في الأغلب تم بناءها قبل هذا التاريخ أي أن عمرها يجاوز الـ 155 عامًا مضت.
ونال هدم القبة حملة انتقادات واسعة من جميع أطياف وطبقات المجتمع المصري، حيث سجل الاعتراض على الهدم بعض الفنانيين والمنتجين، بخلاف الآثاريين والمهتمين بالتراث المصري بشكل عام، وهو ما عكس حالة عدم الرضى عن هذا القرار الذي لم يجد له البعض مبررًا سوى أن المبنى غير مسجل كأثر.
ومن ناحيتها أوضحت الدكتورة سهير حواس في منشور منفصل لها عبر صفحات التواصل الاجتماعي أن القبة حتى وإن لم تكن مسجلة أثرًا إلا أنها تحمل تفاصيل معمارية وزخرفية قيمة للغاية كفيلة للتأريخ الفني والمعماري لهذه الفترة، ونشرت عدد من الصور والرسوم التوضيحية «اسكتشات» وقالت عنها إنها ليست للقبة ولكنها تماثل ما كان فيها وهي توضح مدى ما كانت تزخر به من زخارف.
رسوم توضيحية 462541469_1046665803606954_6416520180218479309_n 462543235_914254487252225_3556115100972802972_n 462543681_569850842368599_5274495585096170268_n 462554394_1084824443428200_4885738746778669613_n 462560092_911941176937498_6919660981313114553_n 462560864_488377457585305_6227492374746014821_n 462561532_1206591387299922_4895237746565654857_n 462562809_611403801316442_255051382470230096_n 462563371_563186292783051_1915889508251253285_n 462567031_8473667922702570_4194747396922190622_n 462575838_1301744161249610_1596605925421701444_n 463485403_1907203603099489_8657542902302022722_n 464193243_10161313381166348_164977212385761445_n 464203081_10161313381151348_3778821829328745915_n 464225673_10161313380981348_2624302595739096967_n 464295317_10161313381106348_6645252140017686547_n 464295568_10161313381066348_205694005628632353_n 464387804_10161313381001348_3600841266009238442_n 464478194_10161313381041348_5931071647622783857_nالمصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
الجامعة الأمريكية بالقاهرة ترمم قصرها التاريخي بحرم ميدان التحرير
بدأت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية، في ترميم واجهة قصرها التاريخي بحرم الجامعة في ميدان التحرير.
ويُعد هذا المبنى الأيقوني أقدم مبنى في الحرم الجامعي ويمتد تاريخه إلى أكثر من 150 عامًا.
وعلّق الدكتور خالد طرابيه، المهندس المعماري للجامعة والأستاذ المشارك للتصميم المستدام على هذا المشروع قائلاً: "شهد القصر تطور الجامعة ونموها على مر الزمن، فضلًا عن أحداث محورية منذ تأسيسها في عام 1919.وبمرور الوقت، تدهورت العديد من أجزاء الواجهة الرئيسية وفقدت مظهرها الأصلي وألوان طلاءها. يهدف المشروع إلى ترميم واجهة القصر والنوافذ والطلاء وإصلاح أي مناطق متضررة بالتعاون مع استشاريين ومقاولين متخصصين وبالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار المصرية."
كان هذا المبنى التاريخي القديم - الذي بُني في الأصل كقصر لخيري باشا في الفترة من منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر – قد تم استخدامه مقراً لوزارة المعارف أثناء جهود التحديث في فترة حكم الخديوي إسماعيل، وتم إدراجه في السجل القومي للمباني التراثية في مصر منذ عام 2007. وتتميز واجهاته المعقدة وديكوراته الداخلية الفخمة بدمج الطرز المعمارية الأوروبية والمحلية التي اشتهرت بها مساكن النخبة في القرن التاسع عشر.
يشير طرابية أن مشروع الترميم يشمل إصلاح الواجهات الخارجية المطلة على الشوارع يليها بقية الواجهات. "على مدار العقود، تعرضت الواجهة لتدهور مثل وجود فراغات وفجوات على السطح تتطلب حشواً مناسباً، واختفاء الألوان والمواد الأصلية للمبنى، مثل الزخارف الإطارية المصنوعة من الفسيفساء التي دفنت تحت طبقات من الطلاء، بالإضافة إلى الزخارف المكسورة التي يتم ترميمها باحترافية."
كما يجري حاليًا تحليل أنماط الطلاء والحجر المستخدم في الواجهة باستخدام صور فوتوغرافية تاريخية لإعادة القصر إلى حالته الأصلية، مصحوبًا بعملية توثيق إلكترونية شاملة هي الأولى من نوعها للمبنى.
وصرّحت الدكتورة دليلة الكرداني، المهندس الاستشاري للمشروع والأستاذ بجامعة القاهرة والأستاذ غير المتفرغ بقسم العمارة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة: "يُعرف قصر خيري باشا ليس فقط بقيمته المعمارية ولكن أيضًا بأهميته التاريخية والرمزية."
وأضافت: "لعب القصر دورًا محوريًا في تاريخ التعليم في مصر، ويعتبر رمزًا لدمج الطرز المعمارية الأوروبية والمحلية في القرن التاسع عشر."
وأكّدت الكرداني على الصلات التاريخية للقصر بقطاع التعليم، مشيرة إلى أنه كان مقرًا لوزارة المعارف، ومصنعًا للسجائر، ثم مكانًا لاستضافة الدروس في أول جامعة بمصر، والتي أصبحت الآن جامعة القاهرة. وأضافت: "وهكذا، ارتبط قصر خيري باشا دائمًا بالمراحل الأولى من حركة التعليم العالي في مصر. ومع انضمامه لاحقًا إلى الجامعة الأمريكية، حافظ القصر على إرثه التاريخي كمركز للتعليم والتبادل الفكري، استمراراً لتقاليد الجامعة كمركز للتميز الأكاديمي."
لمزيد من المعلومات عن قصر خيري باشا التاريخي، يرجى زيارة صفحة قصر الجامعة التاريخي.