تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الأزمات المتعاقبة التى عصفت بالعالم، خلال السنوات الماضية، قد أوضحت بما لا يدع مجالا للشك، عجز النظام الدولى عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم فضلا عن حالة الاستقطاب والانتقائية، التى أضحى النظام الدولى يتسم بها.

وأضاف "السيسي" في كلمته خلال قمة تجمع دول بريكس، اليوم الأربعاء، إن التطورات الدولية أظهرت القصور الذى يعانى منه النظام الدولى الحالى، لا يقتصر فقط على القضايا السياسية والأمنية، بل يمتد إلى الموضوعات الاقتصادية والتنموية، حيث تعانى الدول النامية من تصاعد إشكالية الديون، وعدم توافر التمويل اللازم، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلا عن ارتفـاع تكلفـة التمويل والاقتراض".

وتابع: "مصر تولي أولوية كبرى لاتخاذ خطوات ملموسة، تضمن اضطلاع المجتمع الدولى بدوره، فى توفير التمويل الميسر لتحقيق التنمية فى الدول النامية، عبر استحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية، وآليات شاملة لضمان الإدارة المستدامة لديون الدول النامية".

وتُعقد قمة تجمع دول "بريكس"، بمدينة "قازان"، وهي القمة التي تشهد - للمرة الأولى - مشاركة مصر كعضو في التجمع، منذ انضمامها رسمياً له مطلع العام الجاري.

فيما اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع عدد من الاجتماعات الثنائية على هامش قمة البريكس، أمس الثلاثاء، تلتها مأدبة عشاء غير رسمية مع القادة الذين وصلوا للمشاركة في القمة، حيث تحدث مع معظمهم بشكل منفرد. 

وبدأت قمة البريكس في قازان في وقت لاحق من اليوم الأربعاء باجتماع يضم عددا محدودا من المشاركين، يتبعه اجتماع موسع.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي النظام الدولي بريكس التنمية المستدامة الدول النامية

إقرأ أيضاً:

الاستراتيجيات الدولية تجاه الصراعات في إفريقيا, السودان نموذجا

زهير عثمان

إفريقيا، القارة التي تكتنز موارد طبيعية هائلة، تُعَدّ ساحة للتنافس بين القوى الكبرى، خاصة في ظل الصراعات الداخلية التي تُعيد تشكيل الخارطة السياسية والجيوسياسية لدولها. الصراع السوداني الأخير يبرز كحالة دراسية نموذجية لتفكيك استراتيجيات الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، والصين تجاه القارة، ومدى تأثير تلك السياسات على مستقبل الاستقرار.
الاستراتيجيات الغربية: الحشد للتدخل الدولي

الولايات المتحدة , تركز واشنطن على منع توسع النفوذ الروسي والصيني في إفريقيا، خاصة في الدول ذات المواقع الاستراتيجية مثل السودان. سياسة الولايات المتحدة تعتمد على دعم الانتقال الديمقراطي عبر العقوبات الاقتصادية على القوى العسكرية، مثل قوات الدعم السريع (RSF) والجيش السوداني، وتعزيز المساعدات الإنسانية. تهدف هذه السياسات إلى تقويض قدرة الفاعلين غير الديمقراطيين على السيطرة وإجبارهم على الانخراط في عملية سياسية شاملة. مع ذلك، تُظهر الولايات المتحدة تحفظًا تجاه التدخل العسكري المباشر، حيث تعطي الأولوية للضغوط الدبلوماسية والشراكات الإقليمية.

الاتحاد الأوروبي يتبنى الاتحاد الأوروبي استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل تقديم الدعم الإنساني، تمويل عمليات حفظ السلام الإفريقية، ومحاربة الهجرة غير النظامية. السودان، الذي يشكل نقطة عبور رئيسية للهجرة إلى أوروبا، يكتسب أهمية خاصة في سياسات الاتحاد الأوروبي. ورغم التزامه بالسلام، يظل الاتحاد محدود التأثير بسبب التباينات بين أعضائه حيال كيفية التعامل مع الفاعلين العسكريين مثل قوات الدعم السريع.
الاستراتيجيات الروسية والصينية: المصالح الاقتصادية والجيوسياسية
روسيا وتعتمد روسيا على بناء شراكات مع القوى العسكرية المحلية لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، مثل الوصول إلى البحر الأحمر. تسعى موسكو إلى إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان، التي ستشكل أول قاعدة عسكرية لها في إفريقيا. إلى جانب ذلك، تركز على استغلال الموارد الطبيعية مثل الذهب عبر علاقات وثيقة مع قوات الدعم السريع. هذه الاستراتيجية تعزز من قدرة روسيا على مواجهة العقوبات الغربية عبر تأمين مصادر بديلة للدخل.
الصين تري الصين علىها حماية استثماراتها الاقتصادية، خاصة في قطاعي النفط والبنية التحتية. السودان يُعد جزءًا مهمًا من مبادرة الحزام والطريق، وتسعى بكين إلى ضمان استقرار الأوضاع للحفاظ على تدفق التجارة والمشاريع التنموية. رغم عدم التدخل المباشر في الصراعات، تدعم الصين سياسات عدم التدخل وتُعارض العقوبات الدولية التي قد تؤثر على مصالحها الاقتصادية.
إفريقيا بين الصراع والحياد الإيجابي
في ظل التنافس بين القوى الكبرى، تقف إفريقيا أمام خيارات صعبة. الحكومات الإفريقية غالبًا ما تُوازن بين المصالح المتضاربة للقوى الكبرى لتأمين دعم سياسي واقتصادي. إلا أن هذه الاستراتيجيات تُعرض القارة لخطر التحول إلى مسرح للصراعات الدولية بالوكالة.
تقرير مجموعة الأزمات الدولية عن السودان
وفقًا لتقرير حديث صادر عن مجموعة الأزمات الدولية، فإن الصراع في السودان يعكس تعقيدات متعددة تشمل النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وانعكاساته على الأمن الإقليمي. التقرير يشير إلى أن غياب تسوية سياسية شاملة يزيد من احتمال تصاعد العنف وانتقاله إلى دول الجوار. يدعو التقرير إلى ضرورة تدخل دولي فاعل لدعم مفاوضات السلام وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

المستقبل: التدخل أم الحياد؟
التدخل الدولي أتوقع أن يزداد الحشد للتدخل في إفريقيا مع استمرار الصراعات وزيادة تأثيرها على الأمن الإقليمي والعالمي. التدخل قد يأخذ أشكالاً متنوعة، مثل إرسال قوات حفظ السلام أو فرض مناطق حظر جوي لحماية المدنيين.
الحياد الإيجابي يبقي تسأؤل هل يمكن لإفريقيا أن تتبنى سياسات حياد إيجابي تعتمد على تعزيز المؤسسات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي لتسوية النزاعات داخليًا ومنع التدخلات الخارجية.

الصراع في السودان يعكس تعقيدات الاستراتيجيات الدولية تجاه إفريقيا، حيث تتشابك المصالح الاقتصادية والجيوسياسية مع تحديات إنسانية وأمنية. مستقبل القارة يعتمد إلى حد كبير على قدرتها على تعزيز التعاون الإقليمي واتخاذ مواقف مستقلة تجاه القوى الكبرى

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • متى تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم.. تفاصيل
  • نائب رئيس وزراء باكستان يصل إلى القاهرة للمشاركة في قمة مجموعة الثماني النامية
  • قمة الثماني النامية.. مصر بقيادة السيسي ترسخ دورها وحضورها الفاعل في الإطار المتعدد الأطراف
  • غدًا.. رئيس وزراء باكستان يزور مصر للمشاركة في قمة الدول الثماني النامية
  • رئيس وزراء باكستان يشارك في قمة مجموعة الثماني النامية بالقاهرة لتعزيز التعاون الاقتصادي
  • وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولى بضمان نفاذ المساعدات لغزة دون عراقيل
  • رئيس وزراء باكستان يزور مصر للمشاركة في قمة الدول الثماني النامية
  • السيسي: نسير في الطريق الصحيح الأمر الذي انعكس في ثقة مؤسسات التمويل الدولية
  • الاستراتيجيات الدولية تجاه الصراعات في إفريقيا, السودان نموذجا
  • رئيس البرلمان العربي: آن الأوان أن تنتهي معاناة الشعب اليمني المستمرة منذ سنوات