أديب فلسطيني: إسرائيل تدمر الذاكرة والتاريخ
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أكد وزير الثقافة الفلسطيني السابق، الأديب عاطف أبو سيف، إن هدف إسرائيل هو تدمير الذاكرة والقضاء على التاريخ الفلسطيني، وأي دليل يربط الشعب الفلسطيني بأرضه.
وأضاف مؤلف كتاب "أريد أن أكون مستيقظًا عندما أموت: يوميات الإبادة الجماعية في غزة" (2024) "إنهم يدمرون متاحف ومسارح ومراكز ثقافية، إنهم يحاولون القضاء على تاريخنا"، وذلك أثناء مشاركته بمعرض أدبي، في البرازيل.وبيّن أحدث تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أنه من بين 120 موقعًا ترصدها من خلال صور الأقمار الصناعية في فلسطين، تضرر 69 موقعًا منذ 7 أكتوبر (تشرين أول) 2023، يوم الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل.
وتتضمن المواقع المتضررة، مواقع دينية، ومبان ذات أهمية تاريخية وفنية، ومخازن ثقافية، ومعالم أثرية ومواقع أثرية.
وتابع أبوسيف، أن من إحدى الخسائر الرئيسية التي تكبدها الشعب الفلسطيني، كانت تدمير الأرشيف المركزي لمدينة غزة، الذي كان يحتوي على وثائق تاريخية يزيد عمرها على 150 عامًا.
ولفت الأديب والسياسي، الذي كرس نفسه لكتابة القصص منذ نعومة أظفاره، إلى أن "الثقافة في فلسطين ليست ترفًا وتسلية"، بل "أداة نضال ومقاومة".
وأضاف أن هذا الحدث التاريخي سيبقى في الذاكرة باعتباره "أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين"، واللحظة التي "ظل فيها المجتمع الدولي صامتاً".
ويرى أن الحديث عن معاناة شعب فلسطين مسؤولية تقع على عاتقه، كأحد أبناء مخيم جباليا للاجئين.
وتابع : " يود أن يتحدث عن الحب والحياة والآمال والأحلام، ولكنه لا يستطيع أن يتجنب، على سبيل المثال، عندما أصف شخصياتي، حقيقة أن لا أحد منهم يستطيع الخروج من غزة عبر نقاط العبور، أود ألا أتحدث عن ذلك، ولكن أي نوع من الحياة الطبيعية التي يمكن أن تعيشها إذا لم يُسمح لأحد بمغادرة المكان".
ويتناول كتابه الأخير "أريد أن أكون مستيقظًا عندما أموت: يوميات الإبادة الجماعية في غزة" سرد لأيامه في قطاع غزة بعد 7 أكتوبر.
وقد حقق الكتاب انشارا واسعا وتُرجم إلى 10 لغات، وعُرضت نسخته البرتغالية مؤخرًا في مهرجان باراتي الأدبي الدولي (Flip)، وهي أكبر فعالية أدبية في البرازيل.
وكان أبو سيف في غزة برفقة ابنه عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي، وحوصر لمدة 3 أشهر مع أقاربه وأكثر من مليوني نسمة من سكان غزة، فلم يجد مخرجاً سوى الكتابة لسرد القصص.
وقال الكاتب الذي نزح من منزله "الحرب آلة تختزلنا إلى أرقام؛ نحن لسنا أرقامًا؛ نحن قصص؛ نحن جزء من عائلة؛ نحن ماضٍ وحاضر ومستقبل".
واختتم بقوله ”عندما يسألني الناس أين أعيش، لا أعرف ماذا أقول. أحيانًا أقول إنني أعيش في العالم، بينما أنتظر انتهاء الحرب، حتى أتمكن من العودة إلى غزة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فلسطين عام على حرب غزة
إقرأ أيضاً:
وسام العباسي زعيم خلية سلوان الذي حاكمته إسرائيل بـ26 مؤبدا
وسام العباسي أسير مقدسي انضم عام 2001 إبان انتفاضة الأقصى إلى خلية سلوان التابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تحت قيادة وائل قاسم أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية في القدس أثناء الانتفاضة.
شارك في تنفيذ عمليات فدائية وتفجيرات عدة ألحقت أضرارا بشرية ومادية كبيرة بإسرائيل، اعتقل عام 2002 وحكمت عليه المحكمة المركزية في القدس بالسجن 26 مؤبدا و40 عاما، وهدمت سلطات الاحتلال بيته بعد 5 أشهر من اعتقاله، ثم سحبت منه الإقامة وبطاقة هويته المقدسية.
الولادة والنشأةوُلد وسام سعيد موسى العباسي في 24 مارس/آذار 1977 في بلدة سلوان بالقدس.
توفي والده وعمره لم يتجاوز 13 سنة، مما اضطره إلى مغادرة مقاعد الدراسة للمساهمة في إعالة عائلته المكونة من 6 أفراد.
كان عمره 15 عاما عندما اعتقل لأول مرة، وسجن 5 أشهر بتهمة التخطيط لإلقاء قنبلة.
تزوج عام 2001 ورزق بابنته الوحيدة إيمان، وكان يعمل في مصنع "شيروت" للزجاج بمنطقة "ريشون ليتسيون" في تل أبيب.
المسار الدراسي
تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة دار الأيتام، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة راس العامود، ترك الدراسة في المرحلة الثانوية للعمل من أجل مساعدة عائلته.
تقدم بطلب استكمال دراسته في السجن، فدرس التوجيهي ثم التحق بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية والمهنية في غزة وحصل منها على دبلوم في الفقه، ثم اتجه لدراسة التاريخ في الجامعة نفسها.
التجربة النضاليةانضم إلى خلية سلوان القسامية عام 2001، ولم يتردد عندما عرض عليه وائل قسام أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية في القدس أثناء انتفاضة الأقصى الانضمام إلى مجموعة عسكرية بهدف تنفيذ عمليات داخل إسرائيل ووافق فورا.
إعلانأوكلت له مهمة اختيار أماكن تنفيذ العمليات والاستطلاع والاستكشاف، نظرا لمعرفته بالداخل المحتل بحكم سنوات عمله في أحد مصانع الزجاج بتل أبيب.
الأسير المقدسي وسام العباسي مع والدته (مواقع التواصل الاجتماعي)
كانت أول عملية شارك فيها هي تفجير "مقهى مومنت" في تل أبيب، والذي لم يكن يفصله سوى 75 مترا عن بيت رئيس وزراء إسرائيل حينها أرييل شارون.
كان دور وسام هو استكشاف مكان العملية والطريق المؤدي إليه، قبل أن يفجر الاستشهادي فؤاد الحواري نفسه داخل المقهى في 9 مارس/آذار 2002، مما أدى إلى مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 65 آخرين.
بعدها اقترح وسام على مسؤول الخلية وائل قاسم تنفيذ عملية في أحد نوادي منطقة "ريشون ليتسيون" حيث كان يعمل، وشرع في رصد النادي واستطلاع محيطه برفقة الأسير علاء الدين العباسي، واستمر ذلك أياما عدة.
وفي 7 مايو/أيار 2002 نقل وسام منفذ العملية الاستشهادية محمد جميل معمر بسيارته إلى النادي وهناك فجّر نفسه، وأسفرت العملية عن مقتل 17 إسرائيليا وإصابة 60 آخرين.
بعد ذلك فكرت الخلية في تنفيذ عمليات تعتمد على التفجير عن بعد عوض التدخل البشري المباشر، وكان وائل قاسم قد طور في تلك الفترة تكنولوجيا للتفجير عن بعد بالهاتف المحمول.
نفذت المجموعة أول عملية بالمرحلة الجديدة في مايو/أيار 2002 عندما استهدفت صهاريج الوقود الإسرائيلية بالعبوات الناسفة وفجرتها عن بعد بهاتف محمول، وكان وسام العباسي ورفيقه محمد عودة مسؤولين عن تتبع هذه الصهاريج.
انتقلت الخلية بعدها إلى التخطيط لتفجير القطارات وسكة الحديد الإسرائيلية، وكان وسام يذهب مع أحد رفاقه إلى موقع السكة للاستطلاع وفحص مكان زرع العبوة، ثم يعطي الإشارة لتفجيرها عن بعد عند اقتراب القطار من مكان زرع العبوة.
وهكذا فجرت الخلية سكة الحديد في مدينة اللد في يونيو/حزيران 2002، وأسفرت العملية عن جرح 4 إسرائيليين وتخريب السكة والقطار، كما نفذت عملية مماثلة في منطقة "كفار غبيرون" الواقعة شمال بلدة "يبنا" جنوب الرملة في يوليو/تموز من العام نفسه.
إعلان الاعتقال والتبادلاعتقل وسام العباسي عند حاجز عسكري في بلدة بيت أكسا فيما كان في طريق عودته إلى منزله بالقدس في 18 أغسطس/آب 2002، وفي اليوم نفسه اعتقل أعضاء خليته وائل قاسم وعلاء الدين العباسي، وبعدها بيومين اعتقل محمد عودة، وتعرضوا أثناء التحقيق معهم في مركز المسكوبية لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.
وُجهت إلى وسام العباسي تهمة الضلوع في أعمال المقاومة بمدينة القدس المحتلة، والمشاركة في تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، وبعد 5 أشهر من اعتقاله هدمت السلطات الإسرائيلية منزله في بلدة سلوان.
أصدرت المحكمة المركزية في القدس حكما في حقه بالسجن 26 مؤبدا و40 عاما، كما أصدرت سلطات الاحتلال في القدس قرارا بسحب إقامته وبطاقة هويته المقدسية.
تعرّض في السجن لوعكة صحية فماطلت سلطات الاحتلال في علاجه، قبل أن تنقله إلى مستشفى الرملة وتسمح له بإجراء عملية جراحية في عينه.
رفض الاحتلال الإسرائيلي إدراج اسمه وأسماء أفراد خليته في قائمة التبادل بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 حين بادل الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا.
وبعد اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل بداية 2025 تم الإفراج عن وسام العباسي وأُبعد إلى خارج فلسطين.