هذا موقف الناتو من رغبة تركيا في الانضمام لمجموعة بريكس
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
علّق الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، على رغبة تركيا في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية "بريكس"، وذلك في ظل تأكيد أنقرة أنها تعمل على خطوات بهذا الصدد.
وقال روته خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإستوني كريستين ميشال في العاصمة تالين، الثلاثاء، إن "تركيا لديها حق سيادي في العمل مع شركائها ضمن مجموعة دول بريكس".
وردا على سؤال عما إذا كان طلب أنقرة الانضمام إلى بريكس يشكل "مصدر قلق"، أجاب روته: "نعلم أن تركيا تعمل مع بعض شركائها في بريكس ومن حقها السيادي أن تفعل ذلك".
وشدد روته على أهمية دور تركيا في الحلف، رغم أنه عملها مع دول بريكس "يؤدي من وقت لآخر إلى مناقشات ثنائية، أو داخل الناتو".
وأشار إلى أن تركيا "حليف مهم للغاية"، مؤكدا أنها "تمتلك واحدة من أكثر القوات العسكرية تجهيزا في الناتو، وتلعب دورا حيويا في الجزء الخاص بها من جغرافية الحلف (الجناح الجنوبي الشرقي)، وتوفر كثيرا من القدرات للحلف كله".
وتابع أمين عام الناتو: "نحن سعداء للغاية ومسرورون لأن تركيا جزء لا يتجزأ من الحلف لسنوات عديدة"، مضيفا: "بطبيعة الحال كدول ديمقراطية داخل الحلف، لا يوجد إجماع على هذه القضية أو تلك بين الدول الـ32، ستكون هناك مناقشات دائما".
و"بريكس" تكتل ذو توجه اقتصادي أُسس عام 2006، ويضم الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، قبل أن تنضم إليه مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات مطلع 2024.
وتتولى روسيا رئاسة الدورة الحالية للقمة التي انطلقت الثلاثاء وتستمر حتى 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ويشارك فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتهدف "بريكس" ذات التوجه الاقتصادي إلى إعطاء مزيد من التمثيل في القضايا الدولية للدول النامية، "التي تقاوم هيمنة الدول الغربية"، بحسب التكتل.
وفي موضوع آخر وردا على سؤال عن مزاعم إرسال كوريا الشمالية قوات لدعم روسيا في الحرب مع أوكرانيا، ذكر روته أنه أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول بشأن هذه القضية.
وأكمل أنه طلب من كوريا الجنوبية إرسال خبراء لإبلاغ الناتو الأسبوع المقبل بهذه المزاعم، مشددا بالقول: "بعد ذلك سنرى ما إذا كانت كوريا الشمالية تدعم حقا الحرب الروسية غير القانونية في أوكرانيا".
وأشار إلى أن مثل هذا التطور من شأنه أن "يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة"، وأنه لا يستطيع تأكيد هذه المزاعم حاليا.
وفي 17 أكتوبر الجاري، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للصحفيين في بروكسل بعد اجتماعاته مع قادة الاتحاد الأوروبي، إن روسيا تستعد لنشر نحو 10 آلاف جندي كوري شمالي في ساحة المعارك مع بلاده.
بينما زعمت كوريا الجنوبية، في 18 أكتوبر، أن جارتها الشمالية تخطط لإرسال نحو 10 آلاف جندي إلى أوكرانيا لدعم روسيا.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية الناتو تركيا الاقتصادية بريكس تركيا الناتو الاقتصاد بريكس سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تركيا وسياسة انتهاز الفرص.. لماذا عرضت أنقرة إرسال جنودها إلى أوكرانيا؟
وضعت تركيا نفسها مجددًا في مركز الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، فبعد زيارات رفيعة المستوى إلى أنقرة قام بها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للعب دور الوساطة مشيدًا بمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
قال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن بلاده التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي «الناتو» بعد الولايات المتحدة قد تساهم بجنودها في مهمة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا، إذا اُعتبر ذلك ضروريًا من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا رغبة تركيا في أن تكون جزءًا من أي هيكل أمني أوروبي حال انهيار الحلف العسكري على خلفية العلاقات المتوترة بين أمريكا وحلفائها الغربيين، وفقًا لـ«فرانس 24».
وأضاف المسؤول العسكري التركي خلال إفادة صحافية أسبوعية، الخميس: «نتابع المبادرات الدبلوماسية متعددة الأبعاد الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بالتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة وبوجهة نظر تركية في إمكانية تحقيق السلام العادل والدائم من خلال تمثيل طرفي الصراع على قدم المساواة والإنصاف».
وعبّرت تركيا عن ترحيبها بمبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدةً استعدادها لاستضافة المفاوضات بين الجانبين، كما فعلت من قبل عندما استضافت جولة مباحثات أولية في إسطنبول خلال إبريل 2022، أي بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في كلمة خلال مشاركته في إفطار لسفراء بلاده في أنحاء العالم، إنه لا يمكن تصور أمن القارة الأوروبية من دون تركيا التي تعتبر «جزءاً لا يتجزأ من أوروبا» ترى أن عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي «أولوية استراتيجية».
وفي سياقٍ متصل، أضاف مسؤول الدفاع التركية الذي لم يذكر اسمه، أن «أنقرة» بصفتها عضواً في حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ودولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يصبح التعاون معها أمرًا ضروريًا لكي تصبح أوروبا «لاعباً عالمياً» مستفيدةً بصناعتها الدفاعية المتطورة، وأدوارها المهمة في حل الأزمات الإقليمية، و«جيشها القوي»، خاصةً في هذه المرحلة التي تزداد فيها مخاوف القارة العجوز في مجال الأمن.
فيما أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده تريد أن تكون جزءاً من أي هيكل أمني أوروبي جديد حال تفكك حلف الـ«ناتو»، مشيرًا في تصريحات لصحيفة «فاينانشيال تايمز» على هامش مشاركته في قمة أوروبية بشأن أوكرانيا في لندن، إلى أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها ترامب تمثل «دعوة للأوروبيين كي يستقيظوا ويتحدوا لتصميم مركز ثقل خاص بهم».
وأضاف «فيدان»: «لقد خرج المارد من القمقم، ولا يمكن إعادته، وحتى لو قرر ترامب عدم الانسحاب من أوروبا في الوقت الحالي، فمن الممكن أن يأتي في المستقبل شخص يحمل وجهات نظر وأفكاراً سياسية مماثلة ويفكر في تقليص مساهمات أمريكا في أمن أوروبا».
من جانبها، حللت مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات»، وهي مؤسسة بحثية تابعة للمحافظين الجدد ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن، موقف تركيا الأخير الذي يعبر عن استراتيجيتها الأوسع، ففي المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي، ألقى وزير الخارجية التركي باللوم في تعثر مفاوضات عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي على سياسات الهوية الأوروبية، مشيرًا إلى أن الكتلة كانت مترددة في قبول دولة ذات أغلبية مسلمة.
وقد توقفت عملية ترشيح تركيا للاتحاد الأوروبي، التي بدأت في عام 1999 وشهدت بدء المفاوضات في عام 2005، منذ عام 2016 بسبب المخاوف بشأن التراجع الديمقراطي والنزاعات مع اليونان وقبرص.
وتوضح «الدفاع عن الديمقراطيات»، أنه من خلال تعزيز دورها في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ربما تحاول تركيا الضغط على الاتحاد الأوروبي لحمله على تقديم تنازلات، مثل تحرير التأشيرات وتوسيع اتفاقيات الجمارك، أو ربما تستغل «أنقرة» المخاوف الأوروبية المتزايدة من تضاؤل الوجود الأمني الأميركي، على أمل وضع نفسها كلاعب جيوسياسي رئيسي.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يعرض أردوغان العلاقات مع روسيا للخطر من خلال الدفاع الكامل عن قضية أوكرانيا، بل إن اعتماد أنقرة الاقتصادي على موسكو بدءًا من واردات الطاقة إلى الصادرات الزراعية، يمنح بوتن نفوذًا على تركيا، ومن غير المرجح أن يتغير سلوك أردوغان المتوازن نُصرةً لـ«كييف»، فهو سيواصل تقديم الدعم اللفظي لسيادة أوكرانيا في حين يعمل في الوقت نفسه على تسهيل المحادثات بين موسكو وواشنطن، بحسب تحليل المؤسسة البحثية الأمريكية.
وتتجلى حالة الريبة حول توجهات تركيا وسعيها إلى اللعب على حبلين من وجهة نظر حلفاء الناتو، في تصرفات الرئيس التركي التي تجعله «شريكًا غير موثوق به»، فمن مقاومة بلاده لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي مرورًا برفضه التخلي عن نظام الصواريخ الروسي الصنع «S-400» وصولاً إلى التقرب من خصوم أوروبا خاصةً روسيا والصين، كل هذه الأمور تعزز الشكوك حول نية أردوغان من تدخله على خط المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
المصري اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب