منصة "عين" بوزارة الإعلام العُمانية تدشن ستة كتب صوتية جديدة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
دشنت منصة عين التابعة لوزارة الإعلام اليوم ستة كتب صوتية جديدة، وذلك ضمن مشروع الكتاب الصوتي الذي بدأ منذ عام 2021، ليصل عدد الكتب في المنصة منذ انطلاق المشروع حتى الآن واحدًا وخمسين كتابًا متنوعة بين الأدب والفكر والسياسة والتاريخ وشتى صنوف المعرفة.
أول هذه الكتب الجديدة هو كتاب بعنوان "نداء الحق" لسماحة الشيخ العَلّامة أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام لسلطنة عُمان، والصادر عن مؤسسة الكلمة الطيبة بمسقط عام 2018.
أما الكتاب الثاني فهو "أحاديث جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مع وسائل الإعلام العربية والأجنبية"، وهو من إصدارات وزارة الإعلام لعام 2022، ويوثق أكثر من مائة حديث إعلامي أُجريَ مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد - رحمه الله - على مدى نحو خمسين عامًا من حكمه لعُمان، عبّر خلالها عن سياسات سلطنة عُمان ومواقفها الداخلية والخارجية، ورؤى جلالته في مجريات السياسة العالمية. ويُعَدُّ هذا الكتاب مصدرًا مهمًّا للباحثين والمهتمين بالتاريخ والسياسة العُمانية.
الكتاب الثالث هو "ظل يسقط على الجدار" للأديبة العُمانية منى حبراس، الصادر عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع دار الرافدين عام 2023. وهو كتاب يجمع بين السيرة الذاتية والنصوص التأملية، حيث تتناول المؤلفة محطات من حياتها وتفاصيل دقيقة من طفولتها وعلاقاتها بالأشخاص والأماكن، متمترسة بالكتابة كوسيلة لمحاولة فهم الحياة وتعقيداتها.
أما الكتاب الرابع فهو عبارة عن قصة أطفال بعنوان "حرائق الجنة" للكاتب السوري جيكار خورشيد، صادرة عن مكتبة الثعلب الأحمر في مسقط عام 2022. تناقش هذه القصة التي وضع لها رسومًا معبِّرة الفنان عمر لافي، قضايا التلوث البيئي وعمل الأطفال، من خلال حكاية صبي يعمل في ظروف قاسية لتوفير لقمة العيش لأسرته، وتحث على العودة إلى الطبيعة والزراعة.
الكتاب الخامس هو "كلنا مريم" للإعلامي محمد المرجبي، الصادر عن مكتبة قراء المعرفة بمسقط عام 2024. وهو عبارة عن يوميات تروي تفاصيل معاناة الفتاة مريم مع المرض، وتكشف بصدق وألم عن حياة عائلتها خلال هذه التجربة. الكتاب يجمع بين الحزن النبيل والأمل، ويعرض مشاعر الأبوة والإنسانية بعمق، محولًا القارئ من مشاهد إلى مشارك في الألم.
أما الكتاب السادس والأخير فهو "العتمة تفرّ من ظلالها" للشاعر عوض اللويهي، وهو مجموعة شعرية صادرة عن دار مسعى للنشر والتوزيع عام 2018، وفازت في العام نفسه بجائزة الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء في الشعر. تحتوي المجموعة على قصائد نثر تحتفي بالعتمة كحالة فلسفية تتضمن نورًا روحانيًا مختبئًا، وتُقدِّم صورًا متنوعة للّيل الذي يمثل رحلة تأملية عميقة في الذات والعالم، مفعمة بالاغتراب والبحث عن المعنى، وتحضر الطبيعة العُمانية في هذه المجموعة بأشجارها وحقولها وعصافيرها وينابيعها. جدير بالذكر أنه جارٍ العمل حاليًّا على تسجيل كتب صوتية أخرى ستدشنها منصة عين في الأسابيع القليلة القادمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منصة عين وزارة الإعلام كتب صوتية جديدة مشروع الكتاب الصوتي المنصة الع مانیة کتاب ا
إقرأ أيضاً:
هل نحتاج الكتاب اليوم؟
عندما دُعيتُ إلى معرض مسقط للكتاب لتأثيث فعالية على هامش المعرض حول شعر الرَّاحل زاهر الغافري، وقبلها كنتُ في معرض تونس للكتاب، تداعت في ذهني أسئلة تخصُّ منزلة الكتاب والشَّغف به، هل ما زلنا نحتاج الكتاب، وتلك العبارات التي مُلِئْنا بها في صغرنا، واعتمدناها تواقيع في كتبنا، من نوع "رحيق الكتب"، و"خير جليس في الزمان كتاب" "وخير جليس في الأنام كتاب"، وتراكُمٌ من الشعارات سادت زمن العقّاد والرافعي والزيّات وانتشرت في أجيال لاحقة آمنت بما آمنت به من وَفْرَةِ الأصنام التي تداعت عبر الزّمان. تذكّرت مقولات الكتاب والحثّ على القراءة والعمل على امتلاك الكتاب ورقيّا (فلم تكن لدينا بدائل، سوى الامتلاك ليسير الحال، والاستعارة لعسير الحال)، والشَّغف والفرح الذي كان يعترينا عندما نظفر بكتاب، فوجدتُ عملا هائلاً على إعادة مكانة الكتاب، واستعادة أثره، ولكن هنالك أمرين على غاية من الأهميّة في ظنّي، الأمر الأوّل لاحظته في بعض الشباب الذين يهتمّون بالكُتَّاب عمومًا، ويتتبَّعونهم ويعملون على طرح الأسئلة عليهم، ولقد لاحظت اليوم في عينيّ طفلٍ أسئلةً عن التّاريخ وعن عنوان المحاضرة التي سأل فيها الولد الصّغير الدكتور أحمد الرحبي عن عنوان المحاضرة "أوَّل إطلالة أوروبيّة على عُمان" فأبان له الدكتور أحمد الرحبي أنّ الرَحّالة الروسي أفاناسي نيكيتين هو أوّل رحّلة تحدّث عن عُمان وأظهر له أنّ الأستاذ ديمتري ستريشنيف صاحب المحاضرة، هو من المهتمّين بهذا الموضوع ومن متتبِّعيه علميّا، وبدأ من ذلك حديث عن التاريخ ومنزلته وقيمته، ولعلَّ أهمّ ما في هذا الأمر غير شغف الولد وقدرتَه وحبَّه المعرفيّ، أنَّ أباه هو الذي تعهَّده وشجّعه على سؤال مدير الجلسة، وأنّه هو الذي طلب برفق السّؤال، ثمَّ ترك ابنه وانصرف، وهذا ملمحٌ رأيته يتعاود مع كلّ مبدعٍ أمرُّ معه أو ألتقيه، ترى الأطفال والشبابَ يقفون مع هذا وذاك. قيمة المعرض ليست في إحياء الكتب وتعهُّد القراءة فحسب، بل أيْضًا في تدريب الناشئة على التواصل مع كتّابهم، في مناسبات حفلات التوقيع، أو في المحاضرات، أو في أروقة المعرض. الأمرُ الثاني الذي يُحسَب لمعْرض مسْقَط هو توفير أرضيَّة لتلاقي المبدعين والنُقَّاد والكُتّاب على اختلاف أعمارهم وشرائحهم وأرضيّاتهم وأهوائهم وأمزجتهم، فتجد المستشرق والمستغرب والعربيّ والمستعرب، وتوفَّرت جلسات كانت على هامشها حوارات بنَّاءة ونُظِّمت فعاليّات ونقاشات أثارت الرّاكد وحرَّكت السّاكن، وإن كان يُطلَب أكثر من ذلك، فإنّي أعتقد أنّ الأرضيّة قد تهيَّأت لفعل الأحسن، من مآثِر هذه اللِّقاءات أن التقيت بالمترجمة والمحقّقة الألمانيّة المستعربة كلاوديا أوت، التي أبهرتني بوفرة أسئلتها وبعمق رغبتها في معرفة كلّ ما هو عربيّ، وكانت تسأل بدقّة وتسمع بإنصات ورقّة، لا تتباهى زهْوًا بعلمٍ لها، ولا تبثّ ممكن معرفتها بثَّ مسْتعْرِضٍ، وإنّما تنساب باحثة عن إكمال الصّورة المشهديّة التي تكوِّنها عن الأدب العربيّ، الذي بدأته دارسةً، وانتهت معه مترجمةً، ناقلةً لقسم من أدبنا إلى اللّغة الألمانيّة. هذا الاحتفاء بالعلم والعلماء له تقديرٌ عميقٌ وأثرٌ في الأنفس، وصانعٌ لأجيالٍ تُقَدِّرُ المعرفة، والعلم، وتُجلُّ فعل القراءة، ونحن أمَّةٌ دينُها يدعو إلى القراءة، إلى الاطّلاع، إلى البيان وكشفَ الغمّة. لابدّ أن يُقدِّر أهل الفعل والحزم والعزم والحلّ والعقد أنّ هذه النماذج الأدبيّة والعلميّة تصنع اقتداءً واحتذاءً أفضل بكثير من الفراغ وشطحات الأهواء. لقاءُ أديبٍ أو عالمٍ أو فنّانٍ أو رسّام أو كاتبِ تجربته، هو شعورٌ بامتلاء الذات وبعضٌ من التوازن الذي تحتاج إليه الناشئة والشباب، ويحتاجه الكبار أيضًا لتعميق التواصل ولتقريب الأفكار، يحتاج الكاتب أن يرى ناشره، أن يُعاتبه، أن يذكر له المحاسن والأضداد، والعكس صحيح. يحتاج الصحفيّ والإذاعي أن يجد أرضيَّة ثقافيّة علميّة يُمكن أن ينتعش بها وفيها، يحتاج الأديب والكاتب عامَّة أن يُلاقي وجْهًا من قُرّائه، وأن يُدرك أثره في هذه الذّوات، كلّ هذا يكون في محفلٍ يحتفي بالكتاب مهما كان نوعه، فالبقاء للكتاب، ومزيدًا من الألق والتألُّق لكلّ من أثّثه وساهم في نجاحه. بقي أمرٌ بسيطٌ حتّى لا أغرق في الإطراء، وهو تركيمُ الفعاليّات وتزامنها في الوقت ذاته أحيانًا، وهو أمرٌ أثَّر بنسبة على أعداد الحاضرين، فكانت بعض الندوات شبه فراغ تقريبًا، ولذلك لابدّ من العمل على التفكير في كيفيّة نجاح هذه الفعاليّات على أهمّيتها وضرورة المحافظة عليها، يعني مثلاً، لمَ لا تكون حفلات التوقيع لبعض الكتّاب المتحقّقين مصحوبة بحوارٍ حقيقيّ، ينتهي إلى التوقيع، لمَ لا تُدَارُ نقاشاتٌ عميقة حول بعض الكتب التي ترشِّحها لجان قراءة. من حقّنا أن نزهو بعرْض الكتاب وتعمّقه لندفع ما اتُّهمنا به من أميّة قرائيّة ظالمة!