حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل على اقتناص ما اعتبرها فرصة سانحة لإنهاء الحرب بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، زاعما أنه كان العائق الأول أمام مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وقال إن إسرائيل نجحت في تفكيك أغلب قدرات حماس على مدى أكثر من عام من الحرب في قطاع غزة، وبالتالي ضمنت عدم تكرار هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وينبغي لها الآن أن تسعى إلى تحرير 101 رهينة من الإسرائيليين والأجانب وإنهاء القتال، حسب قوله.

وأضاف -في تصريحات للصحفيين لدى استعداده لمغادرة إسرائيل متجها إلى العاصمة السعودية الرياض في إطار جولة بالمنطقة- أنه "حان وقت تحويل هذه النجاحات إلى نجاح إستراتيجي مستدام.. التركيز يجب أن يكون على إعادة الرهائن وإنهاء هذه الحرب ووجود خطة واضحة بشأن ما سيلي ذلك".

وأكد أن بلاده تبذل مساعي دبلوماسية حثيثة مع شركائها العرب والأوروبيين لبلورة فهم واضح بشأن طبيعة الحكم في غزة مستقبلا وإعادة إعمارها.

وشدد على أن الولايات المتحدة رفضت أي احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، مشيرا إلى أنه تلقى تأكيدات من نتنياهو بأن إسرائيل ليس لديها مثل تلك الخطط على الرغم من ضغوط يمارسها الكثير من أعضاء حزبه للسماح للمستوطنين بالعودة.

كما أكد أن "هذه سياسة الولايات المتحدة، وستظل كذلك، وهي أيضا على حد فهمي سياسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ما سمعته من رئيس الوزراء الذي يملك القول الفصل في هذه الأمور".

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) أثناء لقائه بوزير الخارجية الأميركي (وكالة الأناضول) لقاءات ومباحثات في إسرائيل

وكان بلينكن، قد تباحث 3 ساعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفقا لصحيفة "إسرائيل اليوم" حول ملفات اليوم التالي للحرب في غزة، والجبهة الشمالية والتهديد الإيراني.

وقال بلينكن إنه سيتوجه بعد إسرائيل إلى دول أخرى في المنطقة لبحث إنهاء الحرب بغزة وإعادة الرهائن.

كما قال، إنه بحث مع نتنياهو "رسم الطريق إلى السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء"، مؤكدا أنه شدد في إسرائيل على أهمية إيصال المساعدات إلى غزة وإنهاء الحرب بطريقة توفر الأمن والاستقرار الدائمين.

ونقلت سي إن إن -عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية- أن بلينكن سأل نتنياهو مباشرة عمّا إذا كان يتبنى خطة قتل وتجويع في غزة، مشيرة إلى أن نتنياهو تعهد لبلينكن بأن حكومته لا تتبنى ما يعرف بـ"خطة الجنرالات".

كما أفادت الخارجية الأميركية بأن الوزير بلينكن بحث مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الجهود الجارية لتهدئة التوتر في المنطقة، مشيرة إلى أن بلينكن "أكد أهمية إنهاء الحرب بما يضمن إطلاق الرهائن، ويهيئ الظروف لاستقرار إقليمي أوسع".

عزل شمال غزة

هذا وقد نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أميركي اليوم الأربعاء قوله إن واشنطن أبلغت تل أبيب بأن هناك اعتقادا بسعي إسرائيل لعزل شمال غزة، في حين قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه بحث مع الإسرائيليين رسم الطريق إلى السلام وأهمية إيصال المساعدات للقطاع وإنهاء الحرب.

وأفادت واشنطن بوست -نقلا عن مسؤول بالخارجية الأميركية- بإبلاغ واشنطن لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن هناك اعتقادا بسعي إسرائيل لعزل شمال غزة، وأن الإدارة الأميركية ترى أن إستراتيجية إسرائيل هي تهديد سكان شمال غزة بأنهم سيصبحون أهدافا.

وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن طالبت نتنياهو بإعلان موقفه "لكنه رفض تقديم هذا الالتزام"، إذ رد هو ومساعده الرئيسي بأن هذه لم تكن سياستهم على الإطلاق، وفق الصحيفة.

صفقة محدودة

من جهتها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن أنتوني بلينكن "أخبر عائلات الرهائن أن العمل جار لإبرام صفقة محدودة لاختبار وجود طرف آخر للتفاوض"، في حين قالت صحيفة هآرتس إن "عائلات رهائن أميركيين في غزة التقت بلينكن ودعته للضغط من أجل إطلاق سراح أبنائهم".

ويأتي ذلك بعد أن وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب أمس الثلاثاء، في زيارة هي الـ11 له منذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة، في وقت تستمر فيه مطالبات داخل إسرائيل للحكومة بضرورة إبرام صفقة تعيد الأسرى من قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات الخارجیة الأمیرکی أنتونی بلینکن إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: نتنياهو يقامر بالجيش والأسرى بشن الحرب على غزة

قالت صحيفة هآرتس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقامر بإعادة الحرب على غزة مستفيدا من الرياح الداعمة التي يوفرها له الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والانحسار النسبي للضغوط الداخلية التي كانت تكبح جماح حكومته سابقا.

وأكد المحلل العسكري للصحيفة عاموس هرئيل، الذي ناقش السياسات الأخيرة لحكومة نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك الإمكانيات لشن هذه الحرب، فيما يطالب الشعب بتحرير الأسرى قبل اتخاذ هذه الخطوة، وحذر نتنياهو من "المقامرة بمصير الرهائن وجنوده ومستقبل المنطقة بأسرها".

ويقول هرئيل إن أحد أبرز الأمثلة على توجهات نتنياهو هذه يتمثل في المفاوضات حول صفقة الأسرى. ففي حين زعمت الحكومة الإسرائيلية أن (حركة المقاومة الإسلامية) حماس رفضت مقترحا أميركيا لتمديد وقف إطلاق النار، فإن الحقيقة وفقًا لهرئيل، أن إسرائيل هي التي انتهكت الاتفاق. فهي لم تلتزم بالانسحاب من محور فيلادلفيا، ولم تتوقف عن الأعمال العدائية، كما أنها غير مستعدة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن إفراجا إضافيا عن أسرى فلسطينيين.

وبعد ساعات من إعلان مكتب نتنياهو عن رفض حماس للاتفاق، قررت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهي خطوة، حسب هرئيل، من شأنها إثارة انتقادات دولية، خاصة مع دخول شهر رمضان. ومن المتوقع أن تتهَم إسرائيل بمحاولة "تجويع" المدنيين في القطاع، وهو ادعاء يتزايد صداه مع تنامي الغضب الدولي من تداعيات الحرب.

إعلان

ويرى المحلل العسكري أن الوسطاء العرب، مثل مصر وقطر، يفقدون صبرهم تجاه المماطلة الإسرائيلية. ويقول إن "مصر غاضبة بسبب الإخلال بالالتزام بشأن محور فيلادلفيا الذي توليه أهمية كبيرة لمصالحها. ويبدو أيضا أن القطريين بدؤوا يشعرون بالملل من مهمة الوساطة برمتها".

وفي المقابل، يشير المحلل العسكري إلى قوة الدفع التي تقدمها إدارة ترامب لحكومة نتنياهو، من خلال  الاقتراح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار حتى 19 أبريل/نيسان، ليشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين بشروط لم تُحدد بعد.

الجيش سيتكبد خسائر فادحة

وفيما يعتبر أن محاولة دفع حركة حماس لرفض المقترح منحت نتنياهو ذريعة إضافية لاستئناف العمليات العسكرية، فإنه يسلط الضوء في المقابل على أن عودة القتال ستكون على حساب حياة الأسرى الإسرائيليين، الذين سيظل بعضهم محتجزا في أنفاق غزة لفترة أطول، بينما قد يُقتل آخرون خلال العمليات العسكرية.

كما يلفت الانتباه إلى حقيقة مهمة، وهي أن الجيش الإسرائيلي قد يتكبد خسائر كبيرة إن أعاد شن الحرب، إذ يُعتقد أن حماس استغلت فترة الهدنة لتعزيز دفاعاتها وتجهيز قواتها.

ويقول هرئيل في هذا السياق "إن الطموحات الإمبريالية التي أشعلها ترامب في نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين تتعارض مع قضية أخرى، هي أن الجيش الإسرائيلي أصغر حجما من أن يتحمل عبء المهام والجبهات التي يجري النظر فيها الآن. وينبغي لأي شخص يفكر في الاستيلاء على أراض إضافية واستئناف القتال على جبهات إضافية أن يأخذ في الاعتبار أيضا القيود المفروضة على ترتيب قوات جيش الدفاع الإسرائيلي".

ويضيف "بعد القتلى والجرحى والأضرار النفسية التي عانى منها الجيش خلال 16 شهرا من الحرب، فإنه يفتقر إلى القوة البشرية التي تعادل لواءين. وهذا قبل أن نبدأ الحديث عن الأزمة الهائلة التي تعيشها وحدات الاحتياط، التي كان أفرادها يتعاملون مع حجم عمل غير مسبوق خلال هذه الفترة.

إعلان مقامرة بالجيش والأسرى

وبالإضافة إلى الحسابات العسكرية، يبدو أن لنتنياهو اعتبارات سياسية داخلية تدفعه نحو التصعيد. فهو يسعى إلى تمرير ميزانية الدولة دون أزمات، وإنهاء الدورة الشتوية للكنيست دون انهيار حكومته، خاصة مع تزايد الضغوط من التيار الصهيوني الديني الذي يحاول فرض إملاءاته على إدارة الحرب.

ووفقًا لهرئيل، فإنه على الرغم من معارضة بعض العائلات الإسرائيلية التي تحتجز حماس أبناءها، فإن حكومة نتنياهو مستعدة للمضي قدما في هذه السياسة المغامِرة، كما أن حزب الليكود وحلفاءه يقدمون هذه السياسة لجمهورهم على أنها لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل، حيث لم تعد الدولة تتردد في اتخاذ خطوات هجومية، حتى لو أدى ذلك إلى السيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية.

كما يرى المحلل العسكري أن "أي عملية عسكرية جديدة في غزة ستؤدي إلى تصعيد أوسع، قد تشمل حزب الله في لبنان، الذي لوح بتوسيع نطاق المواجهة إذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية. كما أن التوتر في الضفة الغربية يتزايد، مع تصاعد عمليات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مما يرفع مستوى الغليان في الأراضي المحتلة".

ومن ناحية أخرى، يتساءل هرئيل عن تأثير السياسات الإسرائيلية على مصداقيتها في المنطقة، حيث تعمل في غزة أو لبنان دون اعتبار للاتفاقات السابقة، ولا يزال الجيش الإسرائيلي متمركزا في 5 نقاط داخل لبنان، بدعم أميركي، رغم الجدول الزمني المحدد للانسحاب.

أما في سوريا، فيشير هرئيل إلى أن إسرائيل استغلت انهيار النظام السوري جزئيا في بعض المناطق للسيطرة على شريط حدودي في الجولان. ويبدو أن ترامب أعرب عن استغرابه في محادثات مع نتنياهو من عدم استغلال إسرائيل للوضع لتوسيع سيطرتها أكثر.

ويحذر المقال من أن الدعم الأميركي للاعتداءات الإسرائيلية قد لا يكون غير مشروط، خاصة إذا زادت الانتقادات داخل الكونغرس الأميركي، حيث يبدي بعض الديمقراطيين استياء متزايدا من السياسات الإسرائيلية. كما أن دولا أوروبية بدأت تلوح بفرض عقوبات اقتصادية على تل أبيب إذا استمرت الحرب وتفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة.

إعلان

ولذلك فهو يخلص إلى أنه، وفي ظل هذه المعطيات، فإن "قرار نتنياهو بشن الحرب يظل محفوفا بالمخاطر، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل أيضا على مستوى علاقاته مع واشنطن ومكانة إسرائيل الدولية، التي أصبحت محل تساؤلات متزايدة في الأوساط الدبلوماسية العالمية".

كما يختم مقاله بالقول "من يريد الانطلاق في حملات جديدة فمن الأفضل له أن يستفسر مسبقا عما إذا كان الجيش والشعب يدعمانه".

مقالات مشابهة

  • صورة بانورامية عن الرئيس الجديد لطاقم التفاوض الإسرائيلي في صفقة التبادل
  • مسؤول في حماس يؤكد إجراء اتصالات مباشرة مع واشنطن
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل عبرت عن رأيها بشأن المحادثات المباشرة
  • مصدر في حماس يعلن عن محادثات مباشرة مع إدارة ترامب حول صفقة شاملة تنهي الحرب
  • سقوط أوهام الحلفاء.. كيف أسقطت واشنطن زيلينسكي وأربكت نتنياهو؟
  • إعلام الاحتلال يهاجم نتنياهو لانقلابه على اتفاق وقف النار بغزة وينتقد دعم واشنطن له
  • نتنياهو فقد القدرة على اتخاذ القرارات بمفرده
  • هآرتس: نتنياهو يقامر بالجيش والأسرى بشن الحرب على غزة
  • برلماني: خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار يؤكد استمرار سياسة انتهاك الاتفاقيات
  • نائب: بيان الخارجية بشأن قرار نتنياهو يؤكد التزام مصر الثابت بدعم القضية الفلسطينية