تاريخ طويل مرت به واحدة من أفضل اختراعات البشرية في القرن العشرين، تلك الفكرة التي بدأت من أحد شواطئ ميامي، لتغزو العالم في غضون سنوات قليلة، وهو نظام «الباركود» الذي يستخدم في متاجر البقالة وغيرها، والذي أحدث ثورة في عالم البيع والشراء، رغم التاريخ العجيب له، وفق ما ورد بموقعي «slate» و«smithsonianmag».

تاريخ الباركود العجيب

في الثامنة صباحًا من يوم 26 يونيو عام 1974، وفي مدينة أوهايو الأمريكية، جرى مسح أول منتج يحمل «الباركود» في العالم، ليغزو العالم وقتها، ولنعرف تفاصيل هذه القصة، نحتاج للعودة إلى أواخر أربعينيات القرن الـ20، وتحديدًا في عام 1948، في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان برنارد سيلفر ونورمان جوزيف وودلاند يدرسان في جامعة دريكسل في فيلادلفيا، وفي أحد الأيام، لفت انتباههما أن مالك سلسلة متاجر فود فير، وهي سلسلة سوبر ماركت، اتصل بعميد الجامعة على أمل إيجاد حل لتحسين تتبع مخزونه، وجذب المتسوقين إلى متجره، لتبدأ من هنا القصة الحقيقية لأحد أهم اختراعات البشرية.

رسمة بالرمال غيرت العالم

تجاهل عميد معهد دريكسل للتكنولوجيا كلام مدير السوبر ماركت، ولكن وودلاند الذي كان طالبًا في الصف الثالث أخذ الأمر على محمل الجد، إذ تعهد على نفسه أن يحل هذه المعضلة، حتى أنه ترك الكلية وتقاعد ليتفرغ لاختراع نظاما لتشفير معلومات المنتجات في المتجر.

وفي أحد أيام، وعلى أحد شواطئ ميامي، وبينما كان وودلاند يلعب في الرمال، وجد نفسه بالصدفة يرسم رمزا دائريا مثيرا يمكن طباعته على البقالة ومسحه ضوئيًا بحيث تتحرك طوابير الخروج من السوبر ماركت بشكل أسرع ويتم تبسيط جرد المخزون، ليتقدم بعدها للحصول على براءة اختراع في 20 أكتوبر 1949، ويحصل عليها رسميًا في 7 أكتوبر 1952.

أولى استخدامات الاختراع

كانت جمعية السكك الحديدية الأمريكية (AAR) من أوائل الجمعيات التي استخدمت الباركود، حيث طبقته في ستينيات القرن العشرين لتحديد عربات السكك الحديدية تلقائيًا، وتضمنت الخطة استخدام سلسلة من الخطوط الملونة على صفائح فولاذية، تم تركيبها على جوانب السيارات، وكان يلزم لقراءتها أن يضيء القراء شعاعًا من الضوء على الخطوط لتحديدها، وهي الفكرة التي طبقها ديفيد جاريت كولينز.

بداية دخول «الباركود» للمتاجر

طرح كولينز فكرة إصدار نسخة بالأبيض والأسود من هذه التقنية على رؤسائه في العمل، وعندما رفضوا، استقال وبدأ عمله الخاص الذي ركز على دمج تكنولوجيا الليزر المتاحة حديثًا في نظام مسح الترميز، واستبدل كولينز مصباح وودلاند عالي القدرة بأشعة الليزر التي تعمل بالهيليوم والنيون، والتي تمسح الرموز من عدة أقدام.

ومن خلال المسح ذهابًا وإيابًا عبر الرموز الشريطية مئات المرات في الثانية، يمكن لأشعة الليزر أيضًا قراءة الرموز من زوايا متعددة لفك رموز الملصقات المخدوشة أو الممزقة بشكل أفضل.

في عام 1969، قامت شركة كولينز بنشر أول أنظمة الباركود بشكلها الحالي، وفي سبعينيات القرن العشرين، كان الاهتمام المتجدد بمسح الباركود في جميع أنحاء صناعة البقالة مفيدًا في تعزيز الحل بشكل أكبر، من خلال إنشاء لجنة فرعية لتوحيد تطوير الباركود، وتعاونت الجمعية الوطنية لسلاسل الأغذية (NAFC) مع شركة McKinsey & Co. الاستشارية لإنشاء رمز مكون من 11 رقمًا لتحديد المنتج، وذلك بعد أن كان مكونا من 9 أرقام فقط.

وباعتبارها مالكة براءة اختراع تصميم الباركود الأصلية، أجرت شركة RCA مشروعًا تجريبيًا لمدة 18 شهرًا لاختبار استخدام أكواد Bullseye في سوبر ماركت Kroger. وبعد اكتشاف أن الدوائر المتحدة المركز في الكود غير قابلة للقراءة إذا استخدمت آلة الطباعة الكثير من الحبر ولطخت الخطوط، قررت الشركة أن العملية تتطلب تنسيق ترميز مختلف.

أول منتج يستخدم «الباركود» عليه

وفي 26 يونيو 1974، باع أحد المتاجر الكبرى في تروي بولاية أوهايو أول منتج يحمل الرمز على الإطلاق، والذي كان عبارة عن عبوة علكة، لتغزو هذه الرموز السحرية المتاجر العالمية، وتستخدم بشكل مكثف كل دقيقة، ففي اليوم الواحد، يتم استخدام «الباركود» أكثر من 6 مليارات مرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الباركود المتاجر

إقرأ أيضاً:

شهادتي لسجل التاريخ

مشكلة النخبة مع كيكل إنّه ما “قعد معاهم وادّاهم الكلمة الطيبة” على قول خالد سلك، وإنّما أخد رصيده مباشرة من خلال المشاركة الفاعلة في محاربة الدعم السريع والمساهمة في قلب الميزان العسكري؛

بل وحنقهم عليه مضاعف باعتبار تسجيل نقطتين في التأثير المباشر على الميزان دا: مرّة مع الدعم السريع، ومرّة ضدّه؛
والظريف إنّه ما اتصنّف جنجويدي إلّا بعد سابهم ????!

الناس البتلعن كيكل دي ما عندها مشكلة مع حمدوك الداير يودّيهم معسكرات لجوء، ولا مع علاء الدين نقد البسبّح بحمد الجنجويد، ولا حتّى مع فارس النور الراجينّه يعتذر ليهم عن “سوء التفاهم” الحصل؛

ما عندهم مشكلة مع زول بتكلّم لغتهم وبدّيهم إحساس بأهمّيّتهم؛
مشكلتهم إنّك يكون عندك رصيد سياسي واجتماعي خارج قواعد النادي النخبوي؛
ودي ما بس مشكلتهم مع كيكل براه، وإنّما مع البرهان وكبّاشي والعطا والجيش كلّه؛
ما دايرين يمنحوهم أيّ رصيد للوجود ككائنات مستقلّة؛

دايرين يشوفوا البرهان دمية في يد علي كرتي، والجيش كلّه ميليشيا تأتمر بأمر زولة نكرة إسمها سناء زعمت الدايرة تزعمه؛

أيّ وجود مستقل للبرهان ورفاقه بيمثّل للنادي النخبوي تهديد وجودي أكبر من تهديد الحرب تفسها!
لكن يظل كيكل حالة خاصّة، مختلف عن العساكر النظاميّين؛

حيث يمثّل الجمرة التي ترمي عليها النخبة حصايات عجزها أمام حميدتي؛
لأنّهم مضطرّين للقبول بحميدتي والتعامل معه باحترام غير متوفّر لديهم، وإنّما فرضته الأطراف الخارجيّة “الما بقولوا إسمها”؛

فبقوا يتفشّوا في كيكل ويكيلوا ليه اللعنات المفروض تمشي لحميدتي؛
وما بشفع لكيكل مساهمته الفاعلة في دحر الجنجويد، ولا التفاف الجزيرة والبطانة حوله ونظرتهم ليه كبطل؛

ذاته خرب عليهم بكائيّة الجزيرة الدايرين يمسكوا بيها زمن ويتاجروا بقضيّتها!!

عبد الله جعفر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ترامب: الصين أكثر دولة أساءت معاملتنا في التاريخ
  • تعلّم الرومانسيّة ودع عنك التاريخ
  • تقارير: أفريقيا تدفع أثقل أعباء تغير المناخ عالميا
  • مدبولي: تطوير منطقة الوزارات في وسط البلد دون تغير المباني التراثية
  • تراجع أسعار النفط إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل
  • شهادتي لسجل التاريخ
  • من يقتل الحقيقة لا يستطيع أن يكتب التاريخ
  • الرمال المُتحركة في التجارة العالمية
  • بالفيديو.. بلدية الكوفة تغير اسم حي ميثم التمار الى (حي 17 تموز )
  • ثورة طبية تغير مسار علاج تلف الدماغ بعد الجلطات