روسيا تكثّف هجماتها على أوديسا وأوكرانيا تتحدث عن عقبة خطيرة تعترض هجومها المضاد
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
صعّدت روسيا هجماتها على منطقة أوديسا (جنوبي أوكرانيا) باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، وأعلنت كييف صدّ عدد منها. وفي حين كشفت موسكو عن تزويد غواصات نووية جديدة بالصواريخ فرط صوتي، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن حقول الألغام الروسية تشكل عقبة خطيرة أمام قواته التي تواصل شن هجومها المضاد على القوات الروسية.
وقالت قيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكراني -عبر تليغرام- إن روسيا هاجمت منطقة أوديسا 3 مرات خلال الليل، باستخدام 15 طائرة مسيرة قتالية، و8 صواريخ من طراز كاليبر أطلقت من البحر، وتم التصدي لجميع الهجمات من قبل قوات الدفاع الجوي، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم) اليوم الاثنين.
وأضافت أن "موجة الانفجارات ألحقت أضرارا في نوافذ وشرفات عدة أبنية، وبسيارات متوقفة في مكان قريب"، مشيرة إلى أن عناصر الإطفاء يحاولون إخماد حريقين.
وأظهرت صور وتسجيلات نشرها الجيش عبر تليغرام عناصر الإطفاء أثناء محاولتهم إخماد حريق اندلع في متجر تسوّق من عدة طوابق، في حين تصاعدت أعمدة الدخان من الموقع.
هجمات وسياقات
وتأتي الهجمات الصاروخية وبالمسيّرات بعد يوم على إعلان موسكو عن طلقات تحذيرية صادرة من سفينة حربية روسية تجاه سفينة شحن كانت متوجّهة إلى إزمايل (مدينة مطلة على نهر الدانوب في أوديسا).
ورصدت السفينة الروسية سفينة الشحن "سوكرو أوكان" التي كانت ترفع علم بالاو وأطلقت الطلقات التحذيرية بعد عدم استجابة القبطان للأوامر بالتوقف. وبعد تفتيشها، سُمح لها بمواصلة رحلتها.
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط مسيرة أوكرانية قالت إنها حاولت شن هجوم على مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية، وهو الهجوم الأوكراني الثاني خلال يوم واحد.
وأوضحت الوزارة -في بيان- أنها أحبطت محاولة جديدة لارتكاب ما وصفته بهجوم إرهابي، مشيرة إلى أن القوات الروسية كشفت المسيرة ودمرتها فوق أراضي المقاطعة من دون إصابات أو أضرار مادية. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت إسقاط 3 مسيرات فوق بيلغورود.
وفي سياق متصل بالتطورات على جبهات القتال، قال وزير الدفاع الأوكراني إن حقول الألغام الروسية تشكل عقبة خطيرة أمام قواته التي تواصل شن هجومها المضاد على القوات الروسية.
وتحدث ريزنيكوف -في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، نشرت أمس الأحد- عن حقول ألغام بعرض كيلومترات وملايين العبوات الناسفة على طول خط الجبهة. ووفقا لريزنيكوف، فإن هناك ما يصل إلى 5 ألغام لكل متر مربع في بعض أجزاء خط المواجهة.
وذكرت الصحيفة أن ريزنيكوف مقتنع بأنه يمكن عبور حقول الألغام الضخمة. ومع ذلك، شدد وزير الدفاع على أنه من الأهمية بمكان أن يوسع الحلفاء ويسرعوا تدريب مزيلي الألغام الأوكرانيين الذين تقدمهم بالفعل بعض الدول.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شدد بالفعل السبت الماضي على أهمية المساعدة الدولية في إزالة الألغام.
وبسبب الألغام والذخائر غير المنفجرة، يقال إن نحو 174 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية تشكل حاليا خطرا على السكان.
ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل في الوقت الحاضر.
وفي المقابل، قال الرئيس التنفيذي للشركة الروسية المتحدة لبناء السفن أليكسي رخمانوف -في مقابلة أجرتها معه وكالة الإعلام الروسية، ونشرت اليوم الاثنين- إن روسيا ستزود غواصاتها النووية الجديدة بصواريخ "تسيركون" فرط صوتية.
وأضاف أن "الغواصات النووية متعددة الأغراض لمشروع "ياسن-إم" ستكون مجهزة بمنظومة صواريخ تسيركون على أساس دائم.. العمل جار في هذا الاتجاه بالفعل".
والغواصات من فئة "ياسن-إم" هي غواصات مسلحة بصواريخ كروز وتعمل بالطاقة النووية، وتم بناؤها لتحل محل الغواصات الهجومية النووية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية في إطار برنامج لتحديث الجيش والأسطول.
ويبلغ مدى صواريخ "تسيركون" فرط صوتي 900 كيلومتر، ويمكن أن تتجاوز سرعتها سرعة الصوت بعدة أضعاف؛ مما يجعل من الصعب التصدي لها.
وفي وقت سابق هذا العام، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ستبدأ إنتاج صواريخ تسيركون فرط صوتية بكميات ضخمة في إطار جهود البلاد لتعزيز قواتها النووية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ذي إيكونوميست: أوروبا تتحدث “اللغة الأردوغانية”
أنقرة (زمان التركية) – نشرت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية مقالا سلطت خلاله الضوء على العلاقات بين تركيا وأوروبا.
واستهلت ذي إيكونوميست مقالها بعبارة “أمريكا تتراجع والتهديد الروسي يتزايد وأوكرانيا نتنقل إلى الدفاع…” مشيرة إلى أهمية تركيا في ظل العجز الأمني المتزايد في أوروبا.
وذكرت ذي إيكونوميست أن تركيا تحصد أكثر مما تنفق فيما يخص الدفاع مشددةعلى التطور الكبير الذي أحرزته في الصناعات الدفاعية.
وأشارت ذي إيكونوميست إلى اكتساب المدرعات والمسيرات والسفن الحربية والأسلحة الخفيفة والذخيرة التركية صنع مكانة مهمة بالسوق الدولية.
وتطرقت ذي إيكونوميست إلى مشاريع دبابة القتال التركية “ألتاي” وطائرة المقاتلة الشبح “كآن” مفيدة أنه من المنتظر أن يُنفذ المشروعان خلال عشرة سنوات على الرغم من التأخيرات وأن هذه التطورات ستعزز القدرة العسكرية لتركيا.
وأضافت ذي إيكونوميست أن حجم الجيش التركي المؤلف من 400 ألف جندي لا يمكن مقارنته بأي جيش أوروبي باستثناء أوكرانيا مؤكدة أن تركيا تتمتع بقوة وخبرة تمكنها من لعب دور حساس في هندسة أمن أوروبا داخل وخارج الناتو.
وشددت ذي إيكونوميست على حاجة أوروبا لدعم أردوغان في عدد من القضايا مثل الأزمة الأوكرانية مفيدة أن المسؤولين الأتراك يرون أن موقع تركيا الجيوسياسي ودورها كبوابة استراتيجية على الشرق الأوسط والبحر الأسود والقوقاز يجب أن يكون سببا كافيا لنيلها عضوية الاتحاد الأوروبي، غير أن أوروبا تواصل انتقاداتها لسجل تركيا فيما يتعلق بحقوق الإنسان ودولة القانون.
هذا واختتمت ذي إيكونوميست مقالها بقولها إن أوروبا أصبحت تتحدث “اللغة الأردوغانية” وبدأت تتقبل هذا التوازن الجديد في العلاقات.
Tags: الصناعات الدفاعية التركيةالعلاقات التركية الأوروبيةرجب طيب أردوغانعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي