عدد مصطفى الخلفي، القيادي في حزب العدالة والتنمية (معارضة)، مناقب التجربة السياسية لحزبه، مبشرا بعودة محتملة إلى المناصب الحكومية.

وقال الخلفي، أحد منظري التوجهات الفكرية للحزب، إن ما أنجز سياسيا واقتصاديا، واجتماعيا أثناء فترة تدبير حزبه شؤون البلاد، يفسر لماذا المستقبل الآن يوفر كل العوامل المواتية لعودة جديدة لتجربة العدالة والتنمية في الحكم.

بالنسبة للخلفي الذي كان يتحدث في ندوة حول « الراديكالية الدينية العنيفة: الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية » في موسم أصيلة، إن إدماج الإسلاميين بالمغرب ليس قضية دولة بل هي قضية دولة ومجتمع، ولا حديث هنا عن فتح قوس أو إغلاقه، بل هو مسار دولي فيه حالة صعود وأفول، ومد وجزر.

 

فيديو: عبد المالك العاقل

وكشف الوزير الأسبق في الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، على عهد كل من ابن كيران والعثماني، إن ما يميز التجربة المغربية هو التعامل مع التيارات الدينية، داخل الحقل السياسي، عوض النظر إليها بأنها مشكلة، يمكن أن تكون حلا. الانتقال بها من كونها تجربة تخلق مشكلة ينبغي أن تحاصر وتمنع وتستأصل، إلى تجربة يمكن أن تعتبر حلا يمكن أن تؤطر وتستثمر وتستوعب.

وباعتباره شاهدا على التحولات في الحالة الإسلامية المغربية، أوضح أن إرادة الاستيعاب والسعي إلى الاندماج وتبني خيار المشاركة، هي عملية مزدوجة بين النخبة والمجتمع وبين الدولة، وبين هذه الحركة.

وقال الخلفي، إن ما ميز الحركة الإسلامية المشاركة في الحقل السياسي، وجعل منها فاعلا سياسيا مهما في البلاد هو أنها قامت بمراجعات، لأنها اختارت وفضلت الاشتغال ضمن نسق سياسي قائم على إمارة المؤمنين، واستطاعت أن تحسم في إشكاليات سببت تشويشا.

هذه المراجعة أفضت حسب عضو الأمانة العامة لـ »البيجيدي »، إلى تبني الحركة الإسلامية التي ينتمي إليها عدة مقولات، منها أن الدولة الإسلامية قائمة، لأن هناك إمارة المؤمنين، كما أن الدستور ينص على أن الإسلام دين الدولة، ومن ثم فحركته تعتبر نفسها اجتهادا داخل هذه الدولة، مستدلا بمقال لعبد الإله ابن كيران، قال فيه « الإسلام هو الحق وفيه الحل لمن آمن به ».

وشدد الخلفي على أن شعار الإسلام هو الحل، يخلق تشويشا وفيه إشكالية، ومن ثم  فالتيار الإسلامي الذي ينتمي إليه يعتبر اجتهادا بشريا يصيب ويخطئ، ولذلك عندما انهزم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة، لعوامل ذاتية وموضوعية، لم يؤد هذا الأمر إلى اتخاذ موقف من الإسلام، بل على العكس ظلت المساجد ممتلئة، وحفظ القرآن الكريم منتشر، وظل الإقبال على العمرة والحج قائما، والحركية مستمرة.

وأضاف الخلفي في هذا السياق، متحدثا عن المرجعية الفكرية  للتجربة السياسية للعدالة والتنمية، أنها أحدثت مفاصلة بين خيار معتدل مؤمن بالمشاركة، وبين خيار آخر متطرف، مع الزمن بدأ هذا الخيار الثاني ينحصر، لذلك ورغم تفجيرات 16 ماي والمجموعات التي ظهرت بقينا أمام حالات معزولة وهامشية، متأثرة بما يقع في الشرق، أكثر مما يقع في البلاد.

وقال الخلفي أيضا، وهو يتحدث عن أسرار تبني التيار الإسلامي الذي ينتمي إليه، لقرار التمايز بين ما هو سياسي ودعوي، إنه لا مستقبل لأي طرح علماني بالمغرب، ومن ثم نبذ الدين وعزله لا يمكن، لكن في المقابل يعتبر الخلفي، أنه يمكن تبني تصور يقوم على التمايز، ليس الوصل، وليس الدمج، على اعتبار وجود حقل ديني وسياسة دينية يشرف عليها الملك، كأمير للمؤمنين، فهناك أكثر من 80 مجلسا علميا.

وأضاف الخلفي، إن الحاجة الفطرية للتدين والتعبد وممارسة الشعائر الدينية أمر تؤطره إمارة الدولة، والدعوة باتت تمارس في المساجد، ولذلك يشدد الخلفي على أن حزبه اختار، الامتناع عن ترشيح خطباء المساجد في الانتخابات، أو القيام بالحملات الانتخابية في المساجد أو المناطق القريبة منها.

بالنسبة للخلفي الجمعيات التي تريد أن تشتغل لها ذلك، لكن مع تمييز بينها وبين الحقل السياسي.

من الأسس الفكرية التي ميزت التيار الإسلامي الذي ينتمي إليه، كذلك هو دفاعه عن الإصلاح في ظل الاستقرار، باعتباره حركة إسلامية تدافع عن الإصلاح، لكنها لا يمكن في المقابل من ذلك أن تفرط في مكسب الأمن والاستقرار، وهو المبدأ الذي أطر موقف حزب العدالة والتنمية أثناء فترة الربيع العربي، حين رفض المشاركة في 20 فبراير، وفي الوقت نفسه طرح الحزب مبادرة إصلاحية تحفظ للبلد مقومات استقراره وأسسه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية الانتخابات الحكم العدالة والتنمية مصطفى الخلفي

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الانتخابات الحكم العدالة والتنمية مصطفى الخلفي العدالة والتنمیة

إقرأ أيضاً:

تمكين الشباب وتأهيلهم للمشاركة السياسية والمجتمعية.. ندوة بمركز إعلام الداخلة

نظم مركز إعلام الداخلة بالوادي الجديد صباح اليوم جلسةحوارية بعنوان:
"تمكين الشباب وتأهيلهم للمشاركة السياسية والمجتمعية"، وذلك بمدرسة الثانوية التجارية بمدينة موط، حاضر فيها   أيمن حنفي مدير الإدارة التعليمية بالداخلة.

وشارك فيها مدير عام التعليم العام بمديرية التربية والتعليم بالوادى الجديد سمير طاهر، ومدير الاتصال السياسى بالمديرية نصر شرقاوى،  ومدير العلاقات الثقافية بادارة تعليم الداخلة الدكتور فرحان كامل، ومدير المدرسة محمود رفاعى،وعدد من القيادات التنفيذية والتعليمية ، وطلاب المدرسة واعضاء هيئةالتدريس.

أهمية دور  الإعلام في دعم قضايا الشباب

افتتح الجلسة  مدير مركز اعلام الداخلة  محسن محمد الذي أكد  على أهمية دور  الإعلام في دعم قضايا الشباب، مشيرًا إلى أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في بناء وعي الشباب وتعريفهم ببرامج التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة وأهمية مشاركتهم في صياغة المستقبل من خلال الاندماج في العمل العام والمبادرات الوطنية المختلفة.

الشباب في مقدمة الصفوف من خلال تبني سياسات واضحة تستهدف تأهيلهم

من جانبه اوضح أيمن حنفي  مدير عام الادارة التعليمية بالداخلة أن الدولة المصرية تسعى منذ سنوات إلى وضع الشباب في مقدمة الصفوف من خلال تبني سياسات واضحة تستهدف تأهيلهم وتمكينهم سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، مشيرًا إلى أن الشباب أصبحوا يشغلون مناصب قيادية في مختلف المواقع، وهو ما يعكس نجاح الرؤية التي تتبناها القيادة السياسية تجاههم.
و أشار إلى أن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة والبرنامج القومي لتنمية الريف المصري (حياة كريمة)، مثالان بارزان على سعي الدولة لتمكين الشباب، سواء من خلال التدريب أو توفير فرص العمل أو إشراكهم في إدارة المشروعات القومية والمحلية.

وأكد ايمن حنفي  أن المشاركة السياسية للشباب أصبحت أكثر فاعلية في السنوات الأخيرة، حيث يمثل الشباب نسبة كبيرة من المشاركين في الاستحقاقات الانتخابية إضافة إلى تواجدهم في المجالس المحلية والشعبية، مما يعكس حجم الثقة التي تحظى بها هذه الفئة داخل المجتمع المصري.

أهمية ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة

واكد ايمن حنفي  أهمية ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة كوسيلة حيوية لتمكين الشباب اقتصاديًا، مشيرًا إلى أن الدولة تدعم رواد الأعمال الشباب من خلال توفير برامج التمويل وحاضنات الأعمال والتدريب الفني مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة  وتحقيق التنمية المستدامة.

وعلي صعيد متصل دعا أيمن حنفي الشباب إلى الاستفادة من التطور التكنولوجي والتحول الرقمي الذي تبنته الدولة من خلال المشاركة في المنصات التعليمية الرقمية والاستفادة من برامج التدريب عن بُعد والتي توفر للشباب فرصًا حقيقية للتأهيل المهني والقيادي.

وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة العمل الجماعي والتطوع والانخراط في المبادرات المجتمعية التي تسعى إلى خدمة الوطن، مشددًا على أن الشباب هم صُنّاع التغيير الحقيقي وأن دورهم في بناء مصر الحديثة لا غنى عنه في مختلف المجالات. 
شهدت الجلسة الحوارية توجيه عدد من الاسئلة والاستفسارات من قبل الحضور تناولت اهمية المشاركة السياسية ودور الشباب فى العملية السياسبة،  ومفهوم الديمقراطية، وابرز التحديات التى تواجهها مصر حاليا. 
وقدمت الجلسة الحوارية عددًا من التوصيات أبرزها:
دعم برامج التأهيل السياسي للشباب داخل المدارس والجامعات.
التوسع في برامج ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة.
تشجيع المشاركة المجتمعية والعمل التطوعي لتعزيز روح الانتماء.
الاستفادة من منصات التحول الرقمي في تنمية مهارات الشباب.
تعزيز ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر كركيزة للحياة السياسية السليمة.

مقالات مشابهة

  • برنامج «أنوار الإسلام» يوضح الفرق بين الزبانية وخزنة الجنة.. فيديو
  • هل يمكن توجيه الزكاة لمجالات جديدة؟.. مفتي الجمهورية يجيب «فيديو»
  • ألماني يقضي شهر العسل في مكة بعد اعتناقه الإسلام .. فيديو
  • تمكين الشباب وتأهيلهم للمشاركة السياسية والمجتمعية.. ندوة بمركز إعلام الداخلة
  • رئيس جامعة الأزهر: الصيام قائم على اليقين والوضوح لا على الظن والتخمين | فيديو
  • مسودة الإعلان الدستوري.. مصادر سورية تكشف أبرز بنودها
  • الوزير الشيباني يلتقي بوزير الدولة في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني
  • برلمانية: التصالح في مخالفات البناء يحقق العدالة الاجتماعية
  • وهبي ينفي "تبخيس الإسلام" في ديباجة مشروع المسطرة الجنائية ردًا على تساؤلات البيجيدي
  • البديوي: اندماج المؤسسات يدعم مسيرة الاستقرار والتنمية في سوريا