شهدت الأيام الأخيرة في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية نشاطات مكثفة تهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان والابتكار في المنطقة العربية، حيث اختُتِمَت أعمال الدورة الخامسة والعشرين للجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، بينما انطلقت فعاليات الاجتماع الإقليمي لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار.

حقوق الإنسان العربية

في 21 و22 أكتوبر 2024، اجتمعت لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان لمناقشة التقرير الدوري الثالث لدولة قطر.

وسلط المستشار جابر المري رئيس اللجنة الضوء على أهمية التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة في مجال حقوق الإنسان. وأعرب عن قلقه إزاء الأوضاع في لبنان وفلسطين بسبب الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، واصفًا إياها بأنها "جرائم حرب لا تغتفر" وتنتهك أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني، مما يستدعي اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين.

كما أكد  السفير أحمد رشيد الخطابي على دور اللجنة في تعزيز حقوق الإنسان، مشدداً على ضرورة التعاون بين الدول العربية ومنظمات المجتمع المدني لمواجهة الانتهاكات المستمرة.

فيما قدمت الوزيرة لولوة بنت راشد الخاطر، بعرض شامل للإصلاحات التي قامت بها قطر في مجال حقوق الإنسان، مشيرةً إلى التزام الدولة بمبادئ حقوق الإنسان.

أكد السفير  طلال المطيري رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان أن التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في العالم العربي تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى، فلا يمكن لأي دولة أن تحقق تقدما ملموسا في هذا المجال بمعزل عن دول الجوار.

فيما وصف " المطيري" الآليات الدولية لحقوق الإنسان بالازدواجية للمعايير، الأمر الذي أدى إلى اهتزاز تلك الآليات ووصمها بأنها تكيل بمكيالين إزاء قضايا الانسان في الدول النامية. وشدد على أن التعاون الإقليمي هو السبيل الأمثل لتبادل الخبرات والمعارف، ووضع آليات عمل مشتركة، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكدا أهمية تفعيل دعم الخطة العربية للتربية والتثقيف على حقوق الإنسان لما لها من دور في تكريس المفاهيم الحقوقية وفق قيمنا وثقافتنا العربية.
وتابع السفير طلال المطيري: "لقد شهدنا في السنوات الأخيرة العديد من المبادرات الإيجابية في مجال حقوق الإنسان في دولنا العربي، تتراوح بين إصلاح التشريعات إلى تعزيز دور المجتمع المدني، تستحق أن نستلهم منها ونستفيد من تجاربها.
ودعا الجميع للعمل معا من أجل بناء مستقبل أفضل لحقوق الإنسان في المنطقة العربية.وذكر ان تبادل الخبرات والمعارف فرصة يتوجب علينا اغتنامها واستثمارها.

 

الابتكار داعم للاقتصادي

في سياق موازٍ، تعقد جامعة الدول العربية، بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، الاجتماع الإقليمي لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار يومي 23 و24 أكتوبر 2024. يهدف الاجتماع إلى استعراض التطورات في مجال الابتكار والتكنولوجيا في الدول العربية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين مراكز الدعم.

وأكدت د. مها بخيت، مدير إدارة الشؤون القانونية بجامعة الدول العربية، أن توسيع نطاق مراكز دعم التكنولوجيا من شأنه تعزيز النمو الاقتصادي، خاصةً في ظل التحديات التي تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك أصحاب المصلحة ذوي الصلة، مثل النساء والشباب، لاستخدام أصول الملكية الفكرية الخاصة بهم من أجل تعزيز قدرتهم التنافسية والاستفادة من استراتيجياتهم التجارية، وبالتالي المساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وأشارت أن الاجتماع يهدف إلى استعراض آخر التطورات في مجال شبكات مراكز دعم الابتكار والتكنولوجيا ، والجهود التي تقوم بها المنظمة العالمية للملكية الفكرية من أجل اطلاق الشبكة الإقليمية لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في المنطقة العربية تحت رعاية جامعة الدول العربية، ويعد هذا الاجتماع فرصة مهمة لتبادل الخبرات الوطنية في هذا المجال لأفضل الممارسات والدروس المستفادة والتحديات التي تواجهها الشبكات الوطنية لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في الدول العربية.
 

تنسيق الجهود

تتزامن هاتان الفعاليتان مع ضرورة تعزيز التنسيق بين الجهود الإقليمية والدولية في مجالات حقوق الإنسان والابتكار. بينما تتجه الأنظار نحو نتائج لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان، فإن الاجتماع الإقليمي لمراكز دعم التكنولوجيا يقدم فرصة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات.

تدل هذه الاجتماعات على التزام الدول العربية بمواجهة التحديات المشتركة، سواء في مجال حقوق الإنسان أو الابتكار، مما يعكس رغبتها في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامعة العربية حقوق الإنسان جامعة الدول العربية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فی مجال حقوق الإنسان الدول العربیة لحقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

عضوية جنوب السُّودان في جامعة الدول العربية

بقلم: أتـيـم قـرنـق ديكويك

طالعتُ مقابلة صحفية مع سعادة السفير محي الدين سليم أحمد، رئيس بعثة الجامعة الدول العربية في جنوب السودان، منشورة في صحيفة الموقف الصادرة في جوبا يوم الخميس 12 ديسمبر 2024 العدد (2295)، و أستوقفني سؤال استفساري من الصحفي لسعادة السفير مفاده (هل سيتم منح جنوب السُّودان العضوية الكاملة بالجامعة العربية في المستقبل؟) و هو سؤال لم يأت من الفراغ و انما اراد الصحفي بذكاء وطني سبر غور صدقية ما تداولته وسائل الاعلام المحلية خلال السنوات الماضيه مؤداه ان جنوب السودان تقدم بطلب الانضمام لجامعة الدول العربية، الشئء الذي لم تنفيه او تاكده آنذاك اي جهة حكومية و بقي الموضوع يشغل عقول الكثير من المواطنين.

و اهمية هذه المقابلة الصحفية تكمن في أنها نفت بصورة قاطعة عدم تقديم اي طلب من دولة جنوب السودان لعضوية جامعة الدول العربية. و رد سعادة السفير كان واضحا و صريحا و بلا غموض علي النحو التالي: (حتي الآن العضوية المقترحة هي مراقب فقط و هي مسألة متاحة من خلال ما يعرف بسياسة الجامعة العربية تجاه الدول العربية المجاورة. هناك استراتيجية و سياسة اقترحتها جامعة الدول العربية منذ سنوات للدول المجاورة، لخريطة الدول العربية و جنوب السودان من الدول المجاورة للمنطقة العربية هنالك دول مجاورة للمنطقة العربية مثل تشاد و أثيوبيا و اريتريا سيتم ايضا منح تلك الدول عضوية مراقب) و بهذا الحديث يكون باب الإشاعات المغرضة بان جنوب السودان قد تقدم بطلب عضوية الجامعة العربية قد اغلق لابد الآبدين. فجنوب السودان لم يتقدم باي طلب سواء كان للعضوية او بصفة مراقب. و واضح ان الأمر المتاح لدول الجوار(غير عربية) هو إمكانية طلب صفة المراقب، و حتي هذه الإمكانية ما زالت في مرحلة الاقتراح لدي الجامعة العربية. .

ما نريد ان نشارك به هنا مع مواطنيننا هو ان جامعة الدول العربية هي منظمة تتوفر فيها عناصر الوحدة و القوة لأعضائها، لانها عبارة عن تجمع للدول يؤمن سكانُها بانهم ينتمون لاصل واحد و يتحدثون لغةً واحدة و يعتنقون ديانة واحدة و لديهم تأريخ مشترك، و يتمركزون في جغرافيا مشتركة و مترابطة، و مصيرهم واحد، و غيرها من اسباب الإتحاد و الوحدة. الا أن جامعة الدول العربية هذه، هي واحدة من أضعف و أوهن من بيت عنكبوت ومن أفشل التجمعات الإقليمية. تتميز علاقات الدول فيها بتوتر و تصارع ناتجة عن اختلافات عميقة في انظمة الحكم و الارتباطات الدولية المتعارضة، هذا من جانب، و من جانب اخر فإن الدول الغربيه و علي رأسها الولايات المتحدة الاميركية لن تسمح للدول العربية ان تكون قوية و موحدة لان ذلك تعني زوال اسرائيل؛ و ما يحدث الآن في الشرق الاوسط و ليبيا و السودان و الصومال هو دليل الوهن و الضعف الذي يستحكم في مفاصل جامعة الدول العربية و تستغلها الدول الغربية بصورة مدمرة.

جامعة الدول العربية وقفت ضد تطلعات شعب جنوب السودان منذ إنشائها في ١٩٤٥. كانت تتلغف و تصدق الدعاية العرجاء التي كانت تلوكها و تنشرها الحكومات المتعددة في السودان بان نضالات جنوب السودان هي ضد العروبة و الإسلام و هما عنصران مهمان من ثوابت مبادئ الجامعة. و علي ضوءً ترويج هذه الدعاية الكاذبة ساهمت العديد من الدول العربية في دعم المجهود الحربي ضد شعوب جنوب السودان منذ ١٩٥٥ حتي ٢٠٠٥ و علي رغم من انتهاء الحرب باستقلال دولة جنوب السودان فإن الجامعة لم تساندها علي الخروج من دمار الحرب الذي ساهمت فيه الدول العربية. كما لا يوجد اي استثمار عربي في جنوب السودان. النشاط الاقتصادي العربي في جنوب السودان عبارة عن أعمال تجارية صغيرة تقوم بها بعض المغامرين من مواطني دول الجامعة العربية المتواجدون في جنوب السودان، فهي عبارة عن تجارة مشبوهة لا تحمل صفة الاستثمار الاقتصادي و انما تنطوي علي غسيل اموال (و من المحتمل بعض الاموال المنهوبة من السودان) و و التي لا تساهم في تنمية أقتصاد جنوب السودان باي صفة اقتصادية.

لا أعتقد ان هناك مواطن واحد يريد ان يكون جنوب السودان عضواً في جامعة الدول العربية، و لو وجد من تراودهم مثل هذه الفكرة فهم افراد يعملون ضد وطنهم و يمكن تصنيف هذه الفكرة بأنها خيانة لسيادة الوطن؛ و أصحابها مثلهم مثل الذين وقفوا ضد إستقلال الوطن اثناء حرب التحرير. لا يوجد ما يمكن الاستفادة من عضويتنا في جامعة الدول العربية اقتصاديًا وسياسيا وعسكريا و تكنولجيا او دبلوماسيًا. اين ليبيا و العراق و سوريا و لبنان و الصومال و كيف هي الأوضاع في فلسطين (غزة/الضفة) و السودان و اليمن؟ و سوريا تحت الاحتلال الامريكى و الايراني و الروسي و الاسرائيلي و التركي، أين الجامعة العربية؟

و مَن مِن صفوة اهل جنوب السودان لم يسمع و لم يقرأ موقف جامعة الدول العربية من قضية سد النهضة الإثيوبي الافريقي التنموي؟ الجامعة العربية عبارة عن تجمع تعمل ضد الضعفاء، و نضال شعب جنوب السودان مثال حي علي ذلك. الجامعة ليست لديها وكالات متخصصة لمساعدة الدول، حتي من عضويتها التي تواجه ظروفًا انسانية صعبة، فهي ليست مثل الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر مثال رائع لتجمع قاري متين هادف، و ان تأبط الاستعمار الحديث في ثنايا المنح و الهبات، فهو يقوم بسند ملموس في مجالات الصحة و التعليم و المياه و الطرق و غيرها من مقومات الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تحتاجها الدول اثناء مواجهتها للكوارث.

نحن لا ننكر بعض المجهودات و الهبات النذرة التي قامت و تقوم بتقديمها، لشعب جنوب السودان، بعض الدول العربية بصفتها الفردية و أبرزها مصر. و تتركز تلك المساعدات في بعثات تعليمية و بعض العون الإنساني في مجال الصحة علي نطاق محدود جداً.

هناك الكثير من القضايا التي يمكن ان نتحدث عنها فيما يختص بالدور الهدام للجامعة العربية في حروب جنوب السودان و ما ترتبت علي ذلك الدور من معاناة و تشريد و موت الكثير من البشر.

انا مع التعاون التنموي و بناء علاقات اقتصادية واجتماعية وثقافية و دوبلوماسيه قوية مع كافة الدول العربية، كل دولة علي حدها. نحن شعوب تحتاج لتنمية اقتصادية مستدامة و اكتساب المعرفة و التكنولوجيا الحديثة، و نساهم سوياً في تحقيق السلام و الاستقرار الاقليمين والدولين

anyangjok@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • جابر المري لـ"الوفد" : حقوق الإنسان في الغرب "حبر علي ورق" و عمان تقريرها ممتاز
  • برلماني: قمة الدول الثماني للتعاون الاقتصادي منصة حيوية لتعزيز الأمن والسلام
  • رئيس دفاع النواب: قمة الثماني منصة حيوية عالمية برعاية مصرية لتعزيز الأمن والاستقرار
  • لتعزيز التعاون الأكاديمي.. جامعة اللوتس تستقبل أمين عام اتحاد الجامعات العربية
  • كاتب صحفي: الدول الغربية تتحرك لحماية مصالحها أكثر من حقوق الإنسان
  • وزير التعليم العالي يبحث مع نظيره الماليزي تعزيز التعاون في البحث العلمي والابتكار
  • برلماني: القيادة السياسية حريصة على نشر الوعي ودعم حقوق الإنسان
  • التنسيقية تعقد ندوة موسعة عن تقرير مصر أمام المراجعة الدورية الشاملة.. والمشاركون يؤكدون: مصر حققت طفرة كبيرة في ملف تعزيز حقوق الإنسان
  • شريهان القشاوي: مصر حققت تقدمًا كبيرًا في حقوق الإنسان وملتزمة بمواصلة تعزيز الحقوق
  • عضوية جنوب السُّودان في جامعة الدول العربية