الشابة شيماء رختوان… تجربة تشكيلية ترصد المشاعر الإنسانية بخامات وأساليب متنوعة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
حمص-سانا
منذ نعومة أظافرها طوعت الشابة شيماء رختوان ريشتها، لتجسد من خلالها لوحات من الجمال المدهش، مستخدمة كل الأدوات التي تمكنها من التعبير عن أفكارها وواقعها المحيط.
الفنانة الموهوبة بالفطرة آثرت أن تطور موهبتها بالدراسة، حيث انتسبت إلى كلية الفنون الجميلة بجامعة تشرين، متجاوزة العديد من الصعوبات، ومتسلحة بالعزيمة والإصرار لصوغ تجربة جديرة بالاهتمام في ميدان الفن التشكيلي.
وفي حديث لنشرة سانا الشبابية بينت رختوان أن أسلوبها في الرسم يعتمد على نوع الخامات التي تستخدمها مثل (الألوان المائية أو الزيتية، الخشبية والفحم)، فلكل خامة أسلوب يغاير الآخر، إلا أنها تسعى دائما لتجربة مختلف الأساليب مع وضع بصمتها وإحساسها الخاص.
وتطرح رختوان في لوحاتها جميع المواضيع المتعلقة بالمشاعر الإنسانية حتى لو لم تكن بشكل مباشر فقد تختار البورتريه، لتعكس من خلال الوجوه ما يعتمل في العمق الداخلي للإنسان من مشاعر وانفعالات متضاربة، وقد تدمج في لوحاتها ما بين التعبيرية والسريالية كنموذج خاص، لأن جميع المدارس الفنية من وجهة نظرها تحمل تنوعاً بصرياً وفكرياً واسعاً.
تصور رختوان المرأة في لوحاتها بخطوط وحركات انسيابية، وبما أن المرأة ليست مجرد جسد جميل إنما هي مزيج من المشاعر والقوى والإحاسيس الجياشة، فهي تصورها في حالات مختلفة تعكس تنوعها الأنثوي الغني ومناخها الانفعالي بين الحزن والفرح والتجدد والعطاء حسب موضوع اللوحة.
يذكر أن الشابة رختوان شاركت بعدة معارض منها، معرض كهرمان 2 – معرض ربيع اللاذقية – معرض الجيل الجديد – معرض تابع لكلية الهندسة المدنية في جامعة البعث – معرض ملتقى أورنينا الثقافي.
لارا أحمد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الشفاء النفسي.. تحويل الحيل الدفاعية إلى قوة داخلية
د. خلود بنت أحمد العبيدانية **
يمُرُّ كُل مِنَّا بمواقفَ كثيرةٍ وتحدياتٍ تجعلنا نستخدم حيلًا دفاعية نفسية للتشافي، تُعرف بأنها استراتيجيات نفسية يستخدمها العقل الباطن لحماية الفرد من التوتر والقلق، الناتج عن المواقف الصعبة أو المشاعر غير المرغوب فيها.
وتشمل هذه الحيل التبرير؛ حيث يجد الشخص أسبابًا منطقية للسلوكيات أو المشاعر غير المقبولة لتجنب الشعور بالذنب أو الخجل، والإسقاط، حيث ينقل الشخص مشاعره أو أفكاره غير المقبولة إلى شخص آخر. كما تشمل الكبت، وهو محاولة دفن أو إخفاء الأفكار أو المشاعر المؤلمة من الوعي والإنكار؛ حيث يرفض الشخص الاعتراف بوجود مشكلة أو حقيقة مؤلمة، والتعويض. ويُركِّز الشخص على نقاط القوة لتعويض نقاط الضعف أو الفشل في مجالات أخرى. استخدام هذه الحيل بشكل معتدل يمكن أن يكون مفيدًا، ولكن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى مشاكل نفسية وصعوبات في التكيف مع الحياة اليومية.
واستخدام الحيل الدفاعية جزءٌ طبيعيٌ من التجربة الإنسانية، ولكن من المهم أن يكون الفرد واعيًا بها ويعمل على تطوير طرق صحية للتعامل مع الضغوط النفسية. ويمكن أن يكون له آثار إيجابية وسلبية على الجانب الإيجابي، تساعد هذه الحيل في تقليل القلق والحفاظ على التوازن النفسي. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي إلى تجنب مواجهة المشاكل الحقيقية وتأخير الحلول الفعالة، مما يزيد من تعقيد المشكلات على المدى الطويل.
وتحسين الوعي الذاتي يتطلب التزامًا وجهدًا مُستمريْن. ويمكن أن تبدأ بتخصيص وقت يومي للتأمل والتفكير في مشاعرك وأفكارك؛ مما يساعدك على فهم نفسك بشكل أعمق. كتابة اليوميات تعد وسيلة فعَّالة للتعبير عن مشاعرك وتحليلها. بالإضافة إلى ذلك، طلب الملاحظات من الأشخاص المقربين يمكن أن يوفر لك وجهات نظر جديدة تساعدك على رؤية نفسك من زاوية مختلفة. لا تنسَ أهمية التعلم المستمر من خلال قراءة الكتب والمقالات حول النمو الشخصي. وإذا كنت تشعر بالحاجة إلى دعم إضافي، فإن التحدث مع مختص نفسي أو مدرب حياة يمكن أن يكون خطوة مفيدة. وممارسة التأمل يمكن أن تساعدك في تهدئة العقل وزيادة التركيز على اللحظة الحالية، مما يعزز من وعيك الذاتي.
أما التشافي من الاضطرابات النفسية فيتطلب مزيجًا من الجهد الشخصي والدعم الروحي. ومواجهة هذه المشاعر والضغوط بشكل مباشر والعمل على معالجتها بطرق صحية. ويمكن أن يبدأ الشخص بالبحث عن السلام الداخلي من خلال الصلاة والتأمل في آيات القرآن الكريم. على سبيل المثال، يمكن أن يجد الشخص الراحة في قول الله تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28)؛ حيث يشير إلى أن ذكر الله يبعث الطمأنينة في النفس. والجمع بين الدعم الروحي والعلاج النفسي، يُمكِن أن يكون وسيلة فعّالة لتحقيق الشفاء والتوازن النفسي.
الحيل الدفاعية النفسية والتشافي يمكن أن يكونا مرتبطيْن بشكل وثيق بعملية التعامل مع الضغوط النفسية. والحيل الدفاعية مثل الإنكار، والإسقاط، والتبرير، تعمل كآليات مؤقتة لحماية النفس من المشاعر السلبية والضغوط. ومع ذلك، الاعتماد المفرط على هذه الحيل يمكن أن يمنع الشخص من مواجهة مشاكله بشكل فعال بهذا الشكل يمكن أن تكون الحيل الدفاعية خطوة أولى في عملية التشافي، ولكن من المهم أن يتبعها خطوات أكثر عمقًا لمعالجة الجذور الحقيقية للمشاكل النفسية. وأخيرًا، حاول دائمًا تحليل تصرفاتك وأفكارك بشكل نقدي لتفهم الأسباب الكامنة وراءها.
** باحثة تربوية في مجال علم النفس والإرشاد، وعضو المجلس الاستشاري الأسري العُماني