حمص-سانا

منذ نعومة أظافرها طوعت الشابة شيماء رختوان ريشتها، لتجسد من خلالها لوحات من الجمال المدهش، مستخدمة كل الأدوات التي تمكنها من التعبير عن أفكارها وواقعها المحيط.

الفنانة الموهوبة بالفطرة آثرت أن تطور موهبتها بالدراسة، حيث انتسبت إلى كلية الفنون الجميلة بجامعة تشرين، متجاوزة العديد من الصعوبات، ومتسلحة بالعزيمة والإصرار لصوغ تجربة جديرة بالاهتمام في ميدان الفن التشكيلي.

وفي حديث لنشرة سانا الشبابية بينت رختوان أن أسلوبها في الرسم يعتمد على نوع الخامات التي تستخدمها مثل (الألوان المائية أو الزيتية، الخشبية والفحم)، فلكل خامة أسلوب يغاير الآخر، إلا أنها تسعى دائما لتجربة مختلف الأساليب مع وضع بصمتها وإحساسها الخاص.

وتطرح رختوان في لوحاتها جميع المواضيع المتعلقة بالمشاعر الإنسانية حتى لو لم تكن بشكل مباشر فقد تختار البورتريه، لتعكس من خلال الوجوه ما يعتمل في العمق الداخلي للإنسان من مشاعر وانفعالات متضاربة، وقد تدمج في لوحاتها ما بين التعبيرية والسريالية كنموذج خاص، لأن جميع المدارس الفنية من وجهة نظرها تحمل تنوعاً بصرياً وفكرياً واسعاً.

تصور رختوان المرأة في لوحاتها بخطوط وحركات انسيابية، وبما أن المرأة ليست مجرد جسد جميل إنما هي مزيج من المشاعر والقوى والإحاسيس الجياشة، فهي تصورها في حالات مختلفة تعكس تنوعها الأنثوي الغني ومناخها الانفعالي بين الحزن والفرح والتجدد والعطاء حسب موضوع اللوحة.

يذكر أن الشابة رختوان شاركت بعدة معارض منها، معرض كهرمان 2 – معرض ربيع اللاذقية – معرض الجيل الجديد – معرض تابع لكلية الهندسة المدنية في جامعة البعث – معرض ملتقى أورنينا الثقافي.

لارا أحمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل

في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟

التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.

لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟

وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.

في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.

وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟

عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟

في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • شجاعة شرطي تنقذ امرأة جرها قطار … فيديو
  • الإعلان عن موعد افتتاح حديقتي الحيوان والأورمان في معرض برلين الدولي للسياحة
  • إبداع من قلب التراث .. افتتاح معرض ببيت السناري باليوم العالمي للمرأة
  • محافظ القاهرة: الدفع بالكوادر الشابة وتمكين المرأة في الوظائف القيادية
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • المفوضية: مستمرون في دعم جميع النساء الليبيات لنيل حقوقهن في المشاركة الانتخابية
  • الرئيس سليمان في يوم المرأة العالمي: رمزُ تجدّد الإنسانية من الأمومة إلى البنوّة
  • من بينهم ليبيا .. الوكالة الأمريكية للتنمية تبلغ شركاءها الرئيسيين في شمال أفريقيا بانسحابها من جميع المشاريع التي شاركت فيها
  • «أمهات مصر»: المرأة المصرية أثبتت مكانتها وتميزها في جميع المناصب
  • البديوي: دول مجلس التعاون تقف مع جميع الجهود والإجراءات التي تتخذها سوريا لحفظ أمن واستقرار شعبها