صحيفة المرصد الليبية:
2024-11-07@16:51:17 GMT

حدث أنقذ الأرض من الحرب الأخيرة!

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

حدث أنقذ الأرض من الحرب الأخيرة!

روسيا – لم يكن تفجير الاتحاد السوفيتي قنبلته الهيدروجينية في عام 1953، هينا بكل المقاييس، فقد كسر احتكار الولايات المتحدة لسلاح رهيب كان يمكن أن تبادر إلى استخدامه كما فعلت بالنووي.  

حدث ذلك قي 12 أغسطس 1953 في الساعة 7:30 صباحا، بموقع اختبارات “سيميبالاتينسك”، وكانت القنبلة تحمل اسم “آر دي إس -6 سي”، ويعد ذلك التفجير رابع اختبار سوفيتي للأسلحة النووية.

وسائل الإعلام السوفيتية أعلنت عن التفجير الهيدروجيني الناجح في 20 أغسطس 1953. الانفجار الهائل دمر جميع المباني التي شيدت خصيصا في موقع التجارب من الطوب داخل دائرة نصف قطرها 4 كيلو مترات، وكان يمكن الإحساس بالحرارة المنبعثة من مسافة 25 كيلو مترا.

علماء شاركوا في تلك التجربة أشاروا إلى أن صدمة الانفجار جعلتهم يترنحون على الرغم من أنهم كانوا على مسافة بعيدة من موقع التفجير، فيما وصل الفطر النووي إلى ارتفاع 12 كيلو مترا، وهو ارتفاع تطير عليه طائرات الركاب المدنية.

الولايات المتحدة كانت فجرت في 1 نوفمبر 1952 أول نموذج للقنبلة الهيدروجينية في جرز مارشال في المحيط الهادئ، وأصبحت بذلك الدولة الوحيدة التي امتلكت هذا السلاح الرهيب إلى أن كسر الاتحاد السوفيتي هذ الاحتكار بعد 9 أشهر.

الفيزيائيون السوفييت بقيادة العالم الشهير أندريه ساخاروف بدأوا في تطور مفهوم مختلف عن ذلك الذي اختطه الأمريكيون، واستند المشروع السوفيتي على فكرة “عجين الفطير” واستخدام الليثيوم 6 ديوتريد.

ما هي القنبلة الهيدروجينية؟

فكرة القنبلة الهيدروجينية السوفيتية باختصار تتمثل في استخدام الطاقة المنبعثة أثناء انفجار قنبلة ذرية لتسخين وإشعال الهيدروجين الثقيل، الديوتيريوم، لإحداث تفاعلات نووية حرارية مع إطلاق طاقة قادرة على توفير دعم ذاتي.

لزيادة نسبة مادة الديوتيريوم “المحترق”، اقترح ساخاروف إحاطته بقشرة من اليورانيوم الطبيعي العادي، والتي كان من المفترض أن تبطئ انتشارها، والأهم، زيادة كثافة الديوتيريوم “الهيدروجين” بشكل كبير. لا تزال ظاهرة ضغط التأين* للوقود النووي الحراري، والتي أصبحت أساس أول قنبلة هيدروجينية سوفيتية تحمل اسم العالم السوفيتي ساخاروف.

كان التفجير الناجم عن القنبلة الهيدروجينية السوفيتية هائلا وكان أكبر 20 مرة من انفجار القنبلة النووية الأولى، جرى لاحقا صنع المزيد من قنابل “آر دي إس -6 إس” بحيث يمكن إسقاطها من الطائرات القاذفة.

الردع النووي والهيدروجيني:

هذا السلاح السوفيتي الحيوي بالنسبة للردع، كانت له فوائد أخرى، حيث أنيطت بمكتب تصميم “كوروليف” مهمة تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات لحمل هذا النوع من القنابل إلى الهدف. في وقت لاحق، أطلق الصاروخ المسمى “سيميوركا”، أول قمر صناعي للأرض إلى الفضاء، وبواسطته تحديدا انطلقت المركبة التي حملت يوري غاغارين، أول رائد في تاريخ البشرية إلى الفضاء.

القنبلة الهيدروجينية، السلاح النووي الحراري، تتميز بأن طاقتها عمليا لا حدود لها، ونجاح العلماء السوفييت في صنعها قد يكون ضمنيا قد أنقذ العالم من حرب كان يمكن أن تكون الأخيرة.

حين تحتكر دولة واحدة سلاحا فتاكا مثل القنبلة النووية أو الهيدروجينية، تكون لها سطوة مطلقة على البلدان الأخرى، ما قد يغريها باستخدامه في ضربات استباقية ضد خصومها. وهذا الأمر كان يمكن، في مغامرة غير محسوبة، أن يقضي على الحياة على الأرض.

* التأين يمكن تعريفه على أنه عملية فيزيائية يتم من خلالها تحويل الذرة أو الجزيء إلى أيونات بإضافة أو إزالة الالكترونات أو الأيونات، ويصاحب ذلك أحيانا تغيرات كيميائية أخرى.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: کان یمکن

إقرأ أيضاً:

لهذه الأسباب يجب تجنّب ضرب البرنامج النووي الايراني

قال بنيامين غيلتنر، محلل شؤون الدفاع والسياسة الخارجية الأمريكية، إن الشرق الأوسط يقترب من اندلاع حرب إقليمية شاملة، إذ شنت إسرائيل مؤخراً ضربات انتقامية ضد إيران، ورغم تجنبها استهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، لايزال هناك خطر يتمثل في أن تؤدي الضربات الصاروخية المتبادلة بين إسرائيل وإيران إلى جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط.

نطوي الحكمة على اختيار أقل الخيارات سوءاً

وأضاف أن هناك مجموعة من الأفراد، مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، شجعوا الجيش الإسرائيلي على مهاجمة القدرات النووية الإيرانية.

ومع فشل "خطة العمل الشاملة المشتركة"، يزعم صقور اليمين الإسرائيلي أن الخيار الوحيد المتاح أمام إسرائيل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي هو الحرب.

معطيات الضربة في غير محلها

ومع ذلك، فإن المعطيات المرتبطة بتوجيه ضربة ضد القدرات النووية الإيرانية في غير محلها. فالهجوم لن يؤخر البرنامج بشكل كبير، ومن المرجح أن يقنع إيران بأنها بحاجة إلى الأسلحة النووية لتكون آمنة.

وفي نهاية المطاف، برغم أن امتلاك إيران للقدرات النووية ليس بالأمر المثالي، فإنه لن يعني كارثة لإسرائيل أو الولايات المتحدة.

وبحسب الكاتب يبالغ أنصار توجيه ضربة استباقية لإيران بشكل صارخ في تقدير قدرة إسرائيل على تدمير كل القدرات النووية الإيرانية، فالاستخبارات العسكرية دائماً غير كاملة، مما يجعل من غير المرجح أن تعرف إسرائيل مكان كل القدرات النووية الإيرانية. 

The same isn't true for Iran’s strategic sites, which are still well protected. Iran’s ballistic missile and nuclear sites are heavily fortified and deep underground. Long-range missiles and bombs typically deliver smaller payloads incapable of destroying these sites. (7/13) pic.twitter.com/5GHgPjRwnM

— Naftali Hazony (@nhazony) October 29, 2024

وعلى سبيل المثال، من المرجح أن تكون إيران قد نشرت تكنولوجيا أبحاثها النووية ومراكزها في جميع أنحاء البلاد لجعل الاستهداف أكثر صعوبة.

ورغم أن إيران لا تمتلك سوى موقعين لتخصيب اليورانيوم قادرين على تخصيب اليورانيوم إلى المستويات اللازمة لامتلاك سلاح نووي، فقد عززت إيران منشآتها النووية؛ بحيث يوجد موقع واحد على الأقل مدفون على عمق كبير تحت سطح الأرض لدرجة أن الضربات الجوية الأمريكية لن تكون قادرة على تدميره.

وهذا يجعل اكتشاف هذه القدرات النووية وتدميرها أكثر صعوبة بالنسبة لإسرائيل، وسوف يتطلب مشاركة الولايات المتحدة لزيادة فرص تدميرها.

وحتى في السيناريو غير المحتمل إلى حد كبير الذي قد تدمر فيه إسرائيل كل القدرات النووية الإيرانية، فستظل إيران محتفظةً بالمعرفة اللازمة لبناء الأسلحة النووية.

وهذا هو نفس السبب الذي يجعل الأسلحة النووية لن تختفي أبداً؛ فغياب السلاح النووي لا يلغي قدرة أي دولة على بناء مثل هذا السلاح. وإذا حاولت إسرائيل نزع السلاح النووي عن إيران بالقوة، فسوف تقنع طهران بأن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن الحقيقي هو الحصول على ترسانة نووية، وهو المعادل الأعظم في السياسة الدولية.

سلوك إيران وخطابها

وتابع الكاتب أن إسرائيل تمتلك ما يكفي من الأسلحة النووية لتمكينها من شن ضربة ثانية آمنة ضد إيران.

وهذا الوضع من شأنه أن يعرض بقاء إيران للخطر ويمنعها من شن ضربة نووية ضد إسرائيل.

ويشير سلوك إيران بقوة إلى أنها لن تبدأ حرباً يكون زوالها فيها مؤكداً.

وأخيراً، يزعم أولئك الذين يؤيدون الضربات الاستباقية، أن إيران ستستخدم ترسانتها النووية كابتزاز نووي لردع تغيير النظام، الأمر الذي يسمح لها بالمخاطرة أكثر بقواتها التقليدية ووكلائها.

وكما كتب كينيث والتز "إن السبب الرئيس وراء مقاومة أمريكا لانتشار الأسلحة النووية يتمثل في أن الدول الضعيفة قد تقيّد أسلوبنا إذا امتلكت بعض الأسلحة النووية".

حجة ضعيفة

لكن هذه الحجة تنهار في مواجهة القدرات العسكرية والحقائق على الأرض، حسب الكاتب، فبالنظر إلى الأسلحة التقليدية التي تمتلكها إيران، يتبين لنا أنها غير قادرة على الفوز في حرب طويلة الأمد ضد إسرائيل، ولا تستطيع أن تهيمن على الشرق الأوسط.

كما أن وكلاء إيران لا يقدمون الكثير من المساعدة، حيث تهاجمهم إسرائيل حالياً، والواقع أن قطع رأس زعيمي حزب الله وحماس على يد إسرائيل لا يؤدي إلا إلى تفاقم مخاوف طهران وحوافزها للحصول على سلاح نووي.

حكمة ميكافيللي...الخيار الأقل سوءاً

ويختم الكاتب "لا يشير أي من هذا إلى أن العالم ينبغي له ببساطة أن يتجاهل المخاوف بشأن إيران النووية، فهذه الأسلحة هي الأكثر تدميراً في تاريخ البشرية، وعلينا أن نتوخى الحذر عندما يدخل أي طرف نووي جديد إلى الساحة، ولكن إذا ما أعدنا صياغة مقولة مكيافيلي: "تنطوي الحكمة على اختيار أقل الخيارات سوءاً". وفي هذه الحالة، فإن الخيار الأقل سوءاً بالنسبة لإسرائيل وأمريكا هو تجنب توجيه ضربات استباقية إلى المنشآت النووية الإيرانية".

مقالات مشابهة

  • «مبالغ فيها».. الكرملين يعلق على تصريحات ترامب الأخيرة بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • لهذه الأسباب يجب تجنّب ضرب البرنامج النووي الايراني
  • ترامب: لن نسمح لإيران امتلاك السلاح النووي
  • ترامب بعد الفوز برئاسة أمريكا: أنقذ الله حياتي لسبب ما
  • توشيوكي ميماكي.. ياباني نجا من القنبلة الذرية ويحارب الأسلحة النووية
  • مدير «العربي للدراسات»: لا يمكن حسم مستقبل الأزمة الأوكرانية مع قدوم رئيس جديد
  • 500 متر تحت الأرض..الحرس الثوري: صواريخ إيران لا يمكن قصفها
  • الثلاثاء الأميركي الكبير.. هل يمكن الرهان عليه لطيّ صفحة الحرب؟!
  • إبراهيم عيسى: موقف مصر أنقذ القضية الفلسطينية.. ومن ينتقده "مجموعة غوغاء"
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة تغير نمط قتالها وتخدع الاحتلال بتكتيكات التفجير