الجزيرة:
2025-01-19@17:11:18 GMT

خبراء أميركيون: زيارة بلينكن للمنطقة بدون جدوى

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

خبراء أميركيون: زيارة بلينكن للمنطقة بدون جدوى

واشنطن- بعدما قاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن العديد من الجهود الفاشلة للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مدار الأشهر الماضية، زار خلالها دول المنطقة 10 مرات، وعاد بلينكن في زيارة جديدة عنوانها السعي للتوصل إلى اتفاق يؤدي لإطلاق الأسرى الإسرائيليين المتبقين، مقابل وقف مؤقت للقتال وإنهاء الأعمال "العدائية" نهاية المطاف.

وتمثل زيارة بلينكن الحالية للشرق الأوسط -والذي بدأها بزيارة لإسرائيل- محاولة أخيرة قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يسمح بإطلاق الأسرى الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم حماس (ويقدر عددهم بحوالي 101، ويعتقد أن العديد منهم لم يعودوا على قيد الحياة) وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية.

ووفقا لبيان الخارجية عن اجتماع الوزير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا بلينكن إسرائيل إلى "الاستفادة" من "عمليتها الناجحة بقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار من أجل تأمين إطلاق جميع الرهائن وإنهاء الصراع في غزة بطريقة توفر الأمن الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

كما دعا بلينكن إسرائيل إلى اتخاذ خطوات إضافية لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. وحث لبنان وإسرائيل على التوصل إلى "حل دبلوماسي" يتضمن التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والذي ينص على إخراج قوات حزب الله من جنوب لبنان.

وعبّر عدد من الخبراء الأميركيين -تحدثت إليهم الجزيرة نت- عن شكوكهم من تحقيق بلينكن أي نجاحات ذات جدوى في أي من النقاط الخلافية التي لا تتفق فيها إدارة الرئيس جو بايدن في العلن مع حكومة نتنياهو.

وتختلف هذه الزيارة عن زيارات بلينكن السابقة، إذ تأتي قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الأميركية، وفي وقت يرتقب فيه شن إسرائيل هجمات انتقامية على إيران، وفي وقت تشتعل فيه الجبهة الإسرائيلية اللبنانية، وذلك كله في وقت تشتد فيه الأزمة الإنسانية شمال قطاع غزة مع استمرار عرقلة إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

فرصة قتل السنوار

اعتبرت أسال راد الباحثة المختصة بالعلاقات الدولية وسياسة واشنطن الخارجية -في حديث للجزيرة نت- أن اختلاف زيارة بلينكن عن سابقاتها يكمن "في وفاة يحيى السنوار مؤخرا في غزة، والتي وصفتها إدارة بايدن بأنها فرصة للتفاوض على وقف إطلاق النار".

لكنها استدركت بالقول "في الوقت نفسه، لا يوجد اختلاف كبير عن الزيارات السابقة، لأنه بدون استخدام النفوذ الأميركي للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، يبدو أن هناك رغبة ضئيلة من حكومة نتنياهو في القيام بذلك. وفي الواقع، بينما كان بلينكن في إسرائيل، واصل الجيش الإسرائيلي حصاره لشمال غزة مع تخطيطه لتطهير الشمال عن طريق طرد السكان قسرا".

وعلى نفس المنوال، اعتبر الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي أن "الزيارة مهمة جدا جدا. وبعد وفاة السنوار، الذي تعتبره إسرائيل نجاحا كبيرا، هناك الآن فرصة حقيقية للتوصل لوقف إطلاق النار" وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "هذه قد تكون المبادرة النهائية لإدارة بايدن مع مصر وقطر لإنهاء هذا الصراع المستمر منذ أكثر من عام".

ومن جانبه ذكر غريغوري أفتانديليان خبير ملف سلام الشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة الأميركية في واشنطن أنه وفي أعقاب وفاة السنوار، يأمل بلينكن أن يكون الإسرائيليون الآن أكثر تقبلا لوقف إطلاق النار في غزة مضيفا أنه "مع ذلك ليس لنتنياهو مصلحة في وقف القتال، ولن يقتنع بحجج بلينكن".

ورأى -في حديث للجزيرة نت- أنه علاوة على ذلك، ينتظر نتنياهو نتائج الانتخابات الأميركية "فإذا فاز دونالد ترامب، فهو يعلم أن الضغط من أجل وقف إطلاق النار القادم من الولايات المتحدة سيكون أقل بكثير. أما إذا فازت كامالا هاريس، فسيكون تحت ضغط أميركي أكبر، لكنه ربما يعتقد أنه قادر على تحمل مثل هذه الضغوط لأن الجمهوريين بالكونغرس ما زالوا يدعمونه بشدة".

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

على أعتاب انتخابات

بالإضافة إلى مقتل السنوار، فإن توقيت هذه الزيارة قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية يجعلها ذات أهمية خاصة للإدارة الديمقراطية.

وتطالب إدارة بايدن إسرائيل بالسماح بتدفق المساعدات إلى غزة، حسب رسالة وزيري الخارجية بلينكن والدفاع لويد أوستن إلى نظرائهما الإسرائيليين، والتي اشتملت على ضرورة دفع المفاوضات من أجل وقف النار، نظرا لخطر فقدان دعم الناخبين العرب والمسلمين بسبب موقف واشنطن من قضية غزة، بحسب مراقبين.

وعاد خبير الشؤون الدولية بوستزتاي بالإشارة إلى أن "هذه هي الزيارة الأخيرة لبلينكن إلى المنطقة قبل الانتخابات الرئاسية، وأي زيارة محتملة لوزير الخارجية بعد ذلك لها وزن سياسي أقل بكثير ولن تحقق شيئا على الأرجح".

ونظرا لأن "سجل السياسة الخارجية لإدارة بايدن متواضع للغاية، مع الحروب المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط" فقد رجح الدبلوماسي السابق أن تحسن محاولة إنهاء الحرب في غزة سجلها قليلا، وتساعد أيضا هاريس في سعيها للفوز بالانتخابات.

الهجوم على إيران

ومع ترقب تنفيذ إسرائيل تهديداتها بضرب إيران، قال تشارلز دان المسؤول السابق بالبيت الأبيض والخارجية -للجزيرة نت- إن زيارة بلينكن "تأتي في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن منع تصعيد أوسع بين إسرائيل وإيران، والذي ستنجر إليه الولايات المتحدة حتما".

وأضاف دان، وهو خبير بمعهد الشرق الأوسط ومحاضر بجامعة جورج واشنطن، أن إدارة بايدن "تدرك أنها إذا أرادت منع تصعيد أكبر في غزة ولبنان ومع إيران، فقد حان الوقت للتحرك، وقد تكون هناك نافذة صغيرة فقط، إذا لم تكن مغلقة بالفعل".

وفي ختام حوارات الجزيرة نت، اعتبر خبير الشؤون الدولية والسياسة الأميركية آدم شابيرو إلى أن ما يمكن فهمه من زيارات بلينكن المتكررة بدون تحقيق هدف واضح هو أنه ليس لها تأثير كبير على القيادة الإسرائيلية.

ويضيف شابيرو أنه -قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية وعندما يعتمد نتنياهو بوضوح على فوز ترامب- قد تكون رحلة بلينكن بلا هدف، باستثناء سعيه ربما لمحاولة درء هجوم إسرائيلي على إيران، وبالتالي المخاطرة بوضع الولايات المتحدة في موقف الانجرار بشكل أعمق إلى الصراع المسلح. ومع ذلك، من المرجح أن يكون ذلك بدون تأثير.

وخلص إلى القول "لقد تنازلت إدارة بايدن عن نفوذها على إسرائيل منذ بداية الحرب دون سبب وجيه، ولا تحاول حتى استخدام أي من مواقفها لتغيير الحسابات السياسية لحكومة نتنياهو".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أسبوعین من الانتخابات الانتخابات الرئاسیة وقف إطلاق النار زیارة بلینکن إدارة بایدن للجزیرة نت فی غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن منقسمة حول اليمن.. بايدن يترك القضية لترامب

شمسان بوست / متابعات:

هناك تقييمان للسياسة الأميركية تجاه الحوثيين باليمن، في ظل الرئيس الحالي جو بايدن، وما تتركه هذه الإدارة للرئيس المقبل دونالد ترامب هو مشكلة تزداد تعقيداً.

فقد حاولت إدارة بايدن أن تعيد الحوثيين إلى طاولة التفاوض والتعاون، من خلال رفع اسمهم عن قائمة التنظيمات الإرهابية.

وانخرط الحوثيون في مفاوضات طويلة ومعقدة، لكن إدارة بايدن أصيبت بالإحباط، ونستطيع القول إنها غضبت من الحوثيين، أولاً لأنهم تابعوا عمليات التهريب من إيران وطوروا أسلحتهم، ثم بدأوا الهجمات على الملاحة الدولية.

ما تسبب بانعطافة كاملة لدى الأميركيين، فقرر بايدن أولاً مواجهة الهجمات ثم ضرب البنى التحتية الحوثية.

التقييم الأول
وفي السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ”العربية/الحدث” إن “القوات الأميركية العاملة في ظل القيادة المركزية تشن هجمات في أي وقت ممكن، حسب الفرصة المتاحة”. وشدد على أن المهمة الأساسية هي الردع وتدمير القدرات لدى الحوثيين وحماية الملاحة في المياه الدولية.

كما أشار إلى العمليات العسكرية بالقول: “إننا نفعل كل ما هو ممكن وندمر قدراتهم كلما كان ذلك ممكناً”.

التقييم الثاني
فيما قال مسؤول آخر في الإدارة الاميركية لـ”العربية/الحدث”، وكانت لهجته مختلفة، إن “هذا النوع من العمليات يشترط إرسال قوات ضخمة، وهذا ما فعلناه، كما يتطلب الوقت ليفهم الحوثيون ما نحن بصدده وقد مرّ وقت، كما يتطلب الأمر إرادة من قبلنا يلمسها الحوثيون”.

وأضاف بشيء من السخرية أن “الحوثيين لا يرون أن لدينا هذه الإرادة، ولم يشعروا أننا تهديد وخطر حقيقي عليهم، وهم ربما يعتبرون أنهم تمكنوا من تخطي مصاعب سابقة، وأنهم سيتمكنون من تخطي ما يواجهونه الآن”.

يكشف هذا التقييم مرارة لدى بعض العاملين في الإدارة الحالية، فهناك الكثير من الموظفين والعاملين في الحكومة الأميركية الذين يكرهون أن تنخرط القوات الأميركية في مهمة ولا تحقق نجاحاً كاسحاً.

قدرات الحوثيين مجهولة
ولعل إحدى الإشكاليات التي واجهت الأميركيين هي “قدرات الحوثيين”، فعند بدء العمليات العسكرية لم يملك الأميركيون معلومات استخباراتية واضحة عن كميات الأسلحة، أي الصواريخ والمسيرات التي بحوزة الحوثيين، وهم يعرفون أن عمليات التهريب من إيران إلى مناطق سيطرة الحوثيين كانت كثيفة وما زالت مستمرة.

ونظر أحد المسؤولين الأميركيين إلى علبة على طاولته وفتحها أمامي وسألني عن عدد القطع الصغيرة في العلبة، وتابع بالقول: “إننا لا نعرف ما عدد القطع لديهم، وعندما تسمع تصريحات تقول إننا ندمر قدراتهم، هذا صحيح، لكن الأهم هو نسبة التدمير في قدراتهم، وهذا ما لا نعرفه!”.

فشل الحوثيين والأميركيين
ومع نهاية عهد بايدن في البيت الأبيض تشير تقديرات الأميركيين إلى بعض النتائج الإيجابية، ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن القوات الأميركية مع بعض الدول المشاركة نجحت في حماية بعض السفن التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، ويشدد هؤلاء المسؤولون لدى التحدث لـ”العربية/الحدث” على أن الهدف الاستراتيجي للحوثيين كان إقفال المضيق ومنع السفن من الإبحار، وهذا ما فشلوا في تحقيقه.

لكن التقديرات السلبية للمسؤولين الأميركيين عددها أكبر، فهم يعتبرون أن المهمة الحالية غير قابلة للاستمرار، وقال أحد المسؤولين لـ”العربية/الحدث”: “لا شركاء لدينا، ولا شركاء يقومون بما نقوم به” وشدد على أن المهمة تتطلب الكثير من العتاد الأميركي فيما يحتفظ الحوثيون بالكثير من العتاد.

معضلة اليمن
هنا يبدأ طرح الأسئلة الصعبة على الرئيس المقبل دونالد ترامب وإدارته، ويعتبر مسؤولو الإدارة الحالية الذين تحدثوا لـ”العربية/الحدث” أن عليه أولاً أن يحدد مهمة القوات الأميركية بوضوح، ولا يختلف المسؤولون الحاليون في تقديرهم للوضع عن الإدارة المقبلة، فالطرفان يعتبران أن اليمن يعاني من الفوضى، وأن التهريب البري والبحري مستمران.

أما الإحباط الآخر لدى الأميركيين فناجم من أن الحكومة الحالية في عدن ليست بنظر الأميركيين شريكاً كاملاً من الممكن الاعتماد عليه وتجارب التعاون العسكري السابقة بين الحكومتين لم تكن ناجحة.

وفيما يكشف بعض المسؤولين الأميركيين عن أن الحكومة اليمنية تريد أن تقوم الولايات المتحدة بحملة كاملة للقضاء على الحوثيين بما في ذلك نشر قوات برية، سيكون ترامب متردداً جداً في شن حرب وهو لا يريد أصلاً أية حروب.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية التشيك: وقف إطلاق النار خطوة مهمة نحو خفض العنف وجلب الاستقرار للمنطقة
  • اليوم الأخير.. هذا ما يفعله بايدن كرئيس لأميركا قبل الوداع
  • بلينكن: لا ضمان بأن ترامب سيتابع جهود بايدن في الشرق الأوسط وأوكرانيا
  • بلينكن: فريق ترامب قد يتخلى عن سياسات بايدن الخارجية
  • واشنطن منقسمة حول اليمن.. بايدن يترك القضية لترامب
  • إرث بايدن: ما وراء الجولة الأخيرة لـ”بلينكن” إلى شرق آسيا؟
  • كيف دفع تشاك شومر الرئيس الأمريكي «بايدن» للانسحاب من الانتخابات الأمريكية؟
  • بايدن يتحدث عن كواليس الصفقة وأنفاق حماس
  • خبراء لـ "الفجر": زيارة الرئيس السيسي إلى الإمارات تحمل العديد من رسائل والدلالات
  • عاجل | بايدن: الطريق نحو اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لم يكن سهلا