خبراء أميركيون: زيارة بلينكن للمنطقة بدون جدوى
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
واشنطن- بعدما قاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن العديد من الجهود الفاشلة للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مدار الأشهر الماضية، زار خلالها دول المنطقة 10 مرات، وعاد بلينكن في زيارة جديدة عنوانها السعي للتوصل إلى اتفاق يؤدي لإطلاق الأسرى الإسرائيليين المتبقين، مقابل وقف مؤقت للقتال وإنهاء الأعمال "العدائية" نهاية المطاف.
وتمثل زيارة بلينكن الحالية للشرق الأوسط -والذي بدأها بزيارة لإسرائيل- محاولة أخيرة قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يسمح بإطلاق الأسرى الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم حماس (ويقدر عددهم بحوالي 101، ويعتقد أن العديد منهم لم يعودوا على قيد الحياة) وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية.
ووفقا لبيان الخارجية عن اجتماع الوزير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا بلينكن إسرائيل إلى "الاستفادة" من "عمليتها الناجحة بقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار من أجل تأمين إطلاق جميع الرهائن وإنهاء الصراع في غزة بطريقة توفر الأمن الدائم للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
كما دعا بلينكن إسرائيل إلى اتخاذ خطوات إضافية لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة. وحث لبنان وإسرائيل على التوصل إلى "حل دبلوماسي" يتضمن التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والذي ينص على إخراج قوات حزب الله من جنوب لبنان.
وعبّر عدد من الخبراء الأميركيين -تحدثت إليهم الجزيرة نت- عن شكوكهم من تحقيق بلينكن أي نجاحات ذات جدوى في أي من النقاط الخلافية التي لا تتفق فيها إدارة الرئيس جو بايدن في العلن مع حكومة نتنياهو.
وتختلف هذه الزيارة عن زيارات بلينكن السابقة، إذ تأتي قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الأميركية، وفي وقت يرتقب فيه شن إسرائيل هجمات انتقامية على إيران، وفي وقت تشتعل فيه الجبهة الإسرائيلية اللبنانية، وذلك كله في وقت تشتد فيه الأزمة الإنسانية شمال قطاع غزة مع استمرار عرقلة إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
فرصة قتل السنواراعتبرت أسال راد الباحثة المختصة بالعلاقات الدولية وسياسة واشنطن الخارجية -في حديث للجزيرة نت- أن اختلاف زيارة بلينكن عن سابقاتها يكمن "في وفاة يحيى السنوار مؤخرا في غزة، والتي وصفتها إدارة بايدن بأنها فرصة للتفاوض على وقف إطلاق النار".
لكنها استدركت بالقول "في الوقت نفسه، لا يوجد اختلاف كبير عن الزيارات السابقة، لأنه بدون استخدام النفوذ الأميركي للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، يبدو أن هناك رغبة ضئيلة من حكومة نتنياهو في القيام بذلك. وفي الواقع، بينما كان بلينكن في إسرائيل، واصل الجيش الإسرائيلي حصاره لشمال غزة مع تخطيطه لتطهير الشمال عن طريق طرد السكان قسرا".
وعلى نفس المنوال، اعتبر الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي أن "الزيارة مهمة جدا جدا. وبعد وفاة السنوار، الذي تعتبره إسرائيل نجاحا كبيرا، هناك الآن فرصة حقيقية للتوصل لوقف إطلاق النار" وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "هذه قد تكون المبادرة النهائية لإدارة بايدن مع مصر وقطر لإنهاء هذا الصراع المستمر منذ أكثر من عام".
ومن جانبه ذكر غريغوري أفتانديليان خبير ملف سلام الشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة الأميركية في واشنطن أنه وفي أعقاب وفاة السنوار، يأمل بلينكن أن يكون الإسرائيليون الآن أكثر تقبلا لوقف إطلاق النار في غزة مضيفا أنه "مع ذلك ليس لنتنياهو مصلحة في وقف القتال، ولن يقتنع بحجج بلينكن".
ورأى -في حديث للجزيرة نت- أنه علاوة على ذلك، ينتظر نتنياهو نتائج الانتخابات الأميركية "فإذا فاز دونالد ترامب، فهو يعلم أن الضغط من أجل وقف إطلاق النار القادم من الولايات المتحدة سيكون أقل بكثير. أما إذا فازت كامالا هاريس، فسيكون تحت ضغط أميركي أكبر، لكنه ربما يعتقد أنه قادر على تحمل مثل هذه الضغوط لأن الجمهوريين بالكونغرس ما زالوا يدعمونه بشدة".
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة (@aljazeera)
على أعتاب انتخاباتبالإضافة إلى مقتل السنوار، فإن توقيت هذه الزيارة قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية يجعلها ذات أهمية خاصة للإدارة الديمقراطية.
وتطالب إدارة بايدن إسرائيل بالسماح بتدفق المساعدات إلى غزة، حسب رسالة وزيري الخارجية بلينكن والدفاع لويد أوستن إلى نظرائهما الإسرائيليين، والتي اشتملت على ضرورة دفع المفاوضات من أجل وقف النار، نظرا لخطر فقدان دعم الناخبين العرب والمسلمين بسبب موقف واشنطن من قضية غزة، بحسب مراقبين.
وعاد خبير الشؤون الدولية بوستزتاي بالإشارة إلى أن "هذه هي الزيارة الأخيرة لبلينكن إلى المنطقة قبل الانتخابات الرئاسية، وأي زيارة محتملة لوزير الخارجية بعد ذلك لها وزن سياسي أقل بكثير ولن تحقق شيئا على الأرجح".
ونظرا لأن "سجل السياسة الخارجية لإدارة بايدن متواضع للغاية، مع الحروب المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط" فقد رجح الدبلوماسي السابق أن تحسن محاولة إنهاء الحرب في غزة سجلها قليلا، وتساعد أيضا هاريس في سعيها للفوز بالانتخابات.
الهجوم على إيرانومع ترقب تنفيذ إسرائيل تهديداتها بضرب إيران، قال تشارلز دان المسؤول السابق بالبيت الأبيض والخارجية -للجزيرة نت- إن زيارة بلينكن "تأتي في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن منع تصعيد أوسع بين إسرائيل وإيران، والذي ستنجر إليه الولايات المتحدة حتما".
وأضاف دان، وهو خبير بمعهد الشرق الأوسط ومحاضر بجامعة جورج واشنطن، أن إدارة بايدن "تدرك أنها إذا أرادت منع تصعيد أكبر في غزة ولبنان ومع إيران، فقد حان الوقت للتحرك، وقد تكون هناك نافذة صغيرة فقط، إذا لم تكن مغلقة بالفعل".
وفي ختام حوارات الجزيرة نت، اعتبر خبير الشؤون الدولية والسياسة الأميركية آدم شابيرو إلى أن ما يمكن فهمه من زيارات بلينكن المتكررة بدون تحقيق هدف واضح هو أنه ليس لها تأثير كبير على القيادة الإسرائيلية.
ويضيف شابيرو أنه -قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية وعندما يعتمد نتنياهو بوضوح على فوز ترامب- قد تكون رحلة بلينكن بلا هدف، باستثناء سعيه ربما لمحاولة درء هجوم إسرائيلي على إيران، وبالتالي المخاطرة بوضع الولايات المتحدة في موقف الانجرار بشكل أعمق إلى الصراع المسلح. ومع ذلك، من المرجح أن يكون ذلك بدون تأثير.
وخلص إلى القول "لقد تنازلت إدارة بايدن عن نفوذها على إسرائيل منذ بداية الحرب دون سبب وجيه، ولا تحاول حتى استخدام أي من مواقفها لتغيير الحسابات السياسية لحكومة نتنياهو".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسبوعین من الانتخابات الانتخابات الرئاسیة وقف إطلاق النار زیارة بلینکن إدارة بایدن للجزیرة نت فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن: متفائلون بإمكانية وقف النار بغزة في الأسابيع المقبلة
غزة – أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن “تفاؤل” حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة خلال “الأسابيع المقبلة”.
أفاد بذلك متحدث الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الذي تقدم بلاده دعما مطلقا لإسرائيل في عملية الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها بغزة منذ 14 شهرا.
وقال ميلر في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن واشنطن تشعر بخيبة أمل إزاء العقبات التي واجهتها المفاوضات السابقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح أنه يجب التوصل عاجلا إلى وقف لإطلاق النار واتفاق لتبادل الأسرى في غزة.
وأضاف: “نعتقد أننا وصلنا إلى نقطة يمكننا فيها التوصل إلى اتفاق، إذ تقلصت الخلافات بين الطرفين إلى حد كبير، ونعتقد أنه يمكن التغلب على كافة الخلافات المتبقية”، وفق ادعائه.
وأشار إلى أنه “بالنظر إلى الجهود الجارية، فإن التفاؤل الحذر هو طريقة منصفة لوصف الوضع، ونأمل التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة”.
ومؤخرا، ادعى مسؤولون إسرائيليون أن التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى.
وتجري مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة الفصائل في مسعى للتوصل إلى اتفاق بوساطة مصر وقطر.
وأكدت حماس مرارا جاهزيتها لإبرام اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، ووافقت بالفعل في مايو/ أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تراجع عنه وطرح شروطا تعجيزية جديدة، بينها استمرار الحرب وعدم سحب الجيش من غزة.
وتقدر إسرائيل وجود 100 أسير لها محتجزين بقطاع غزة، بينما أعلنت حركة الفصائل مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
الأناضول