فنيا وعلميا.. سوء استخدام عربي للذكاء الاصطناعي وروبوت دردشة يقترح الحال
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
"من المهم لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطوير إطار عمل ولوائح قوية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، لضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة مسؤولة ومستدامة".
تلك كانت إجابة "روبوت دردشة" عن سؤال وجهته إليه سارة الزعيمي، نائبة مدير الاتصالات في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط التابع لـ"المجلس الأطلسي" الأمريكي للأبحاث (Atlantic Council)، بشأن سبل مواجهة سوء استخدام الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضحت سارة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن المستخدم العربي أصبح يمكنه بنقرة واحدة عبر منصات فنية تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي إنتاج أعمال فنية مبهرة والادعاء بأنها من "إبداعه"، وهو "اتجاه إشكالي من وجهة نظر أخلاقية".
وتابعت أن "الفن عموما هو السعي الفكري والتعبيري الواعي إلى الكمال الجمالي أو محاولة لنقل المشاعر والرسائل المعرفية المعقدة (...)، لكن حتى لو كان المجتمع الفني منفتحا على إعادة تعريف معنى الفن، فمن الذي يجب أن يُنسب إليه الفضل كمؤلف لتلك القطع: اليد البشرية التي تكتب المطلوب أم الآلة التي تعالج البيانات أم كلاهما؟".
و"مقاطع الفيديو والبرامج الموسيقية، التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، محيرة أيضا، ففي جميع أنحاء العالم العربي، يوجد تدفق لأغانٍ تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل الجدل الذي أثاره إنتاج الملحن المصري عمرو مصطفى لأغنية جديدة بصوت المطربة (الراحلة) أم كلثوم"، كما أضافت سارة.
وشددت على أنه "من الضروري إدراك أن الفن الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يعرقل العملية الفنية ويهدد سبل عيش مجتمع الفن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وأوضحت أنه "يجب أن يخضع العديد من المبدعين، مثل الكتاب والشعراء والمصممين والموسيقيين والرسامين، لتدريب مطول واستثمار الوقت والمال والبقاء على قيد الحياة في سوق شديدة التنافسية، والآن يتعين عليهم أيضا التنافس مع تقنية علمية غير محدودة وفنانين زائفين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت".
اقرأ أيضاً
غوتيريش: الذكاء الاصطناعي أخطر على العالم من الحرب النووية
نقطة عمياء
كما "يشكل استخدام مساعد "تشات بوت" (chatbot) لإنتاج أوراق بحثية أو عروض تقديمية أو أي محتوى مكتوب آخر تحديا عالميا في السياقات الأكاديمية والمهنية، وهي ظاهرة مقلقة أكثر في العالم العربي، خاصة بعد طرح النسخ العربية من "تشات جي بي تي" (Chat GPT) و"جوجل بيرد" (Google's Bard)"، وفقا لسارة.
وأضافت أن "دول مثل الإمارات سارعت بالفعل للحصول على "زيرو جي بي تي" (Zero GPT)، وهي أداة تكتشف استخدام المساعدين الشخصيين مثل "تشات جي بي تي" و"جوجل بيرد"، لكن العديد من الدول العربية تعاني من ضعف انتشار التكنولوجيا الرقمية".
وأكدت أنه لا ينبغي أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي هي المعيار أثناء مناقشة عيوب الذكاء الاصطناعي في المنطقة، قمن غير العدل مثلا أن يتم وضع دولة مثل اليمن، تواجه آثار حرب أهلية مستمرة منذ 2014، في مجموعة أسواق التكنولوجيا الناشئة مثل السعودية والإمارات.
و"من المهم أخلاقيا حماية حقوق الملكية الفكرية الفردية والجماعية، وهي نقطة عمياء أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، كما تابعت سارة.
وزادت بأنه "على الرغم من أن العديد من البلدان العربية تخطو خطوات كبيرة في تعزيز الإطار القانوني للدفاع عن حقوق التأليف والنشر والعلامات التجارية، إلا أن السلوك والثقافة الشعبية اليومية لا تتوافق في كثير من الأحيان مع لوائح الملكية الفكرية".
وأضافت أن "استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تفاقم هذه الانتهاكات، مما يترك المخترعين والمبدعين والعلامات التجارية دون حماية تذكر".
و"الدول العربية ليست معزولة عن المحادثات الدولية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فمثلا تبنت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في 2021 توصيات اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي"، بحسب سارة.
وتابعت أن "دول مثل مصر كشفت عن استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي مع بعض الإشارات الأولية إلى الآثار الأخلاقية، لكن توجد أسئلة مشروعة حول مدى تنفيذ تلك التشريعات والاستراتيجيات الطموحة في الممارسة العملية".
اقرأ أيضاً
أغنية جديدة لأم كلثوم بالذكاء الاصطناعي تثير جدلا
المصدر | سارة الزعيمي/ المجلس الأطلسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الفن العلم أخلاقيات الشرق الأوسط وشمال أفریقیا بواسطة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
معلومات الوزراء يستعرض أبرز جهوده في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي
أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تبنيه خلال الفترة الحالية تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة؛ لتقديم نماذج تحليلية متقدمة تساعد على التنبؤ بالتوجهات المستقبلية، بما يسهم في دعم صانع القرار، وفقاً لأعلى المستويات التكنولوجية المستخدمة في هذا الإطار.
يأتي في إطار الحرص على مواكبة أحدث التكنولوجيا واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة كجزء من رؤية الحكومة المصرية نحو توطين هذه التقنيات المتقدمة.
وفي تقرير له، أشار المركز إلى أن هذا التوجه يأتي في ظل تقنيات تكنولوجية يشهدها عصرنا الحالي تتطور بشكل مستمر وسريع، وهو ما يجب أن يتواكب معها ويستفيد منها جميع المتعاملين في مجال المعلومات بالشكل الذي يساعد على تقديم خدمة مميزة للمستفيدين وبالصورة التي تخدم مختلف جوانب التنمية.
وأوضح المركز، في تقريره، أن دوره كمركز فكر للحكومة المصرية يفرض ضرورة الاستفادة من كل ما هو جديد من تقنيات تكنولوجية ومعلوماتية يمكن أن يضعها أمام متخذي القرار؛ لمساعدته على أداء دوره بسرعة وكفاءة، وتقديم مختلف التحليلات والمؤشرات المدعومة بالتقنيات والتكنولوجيا الحديثة.
وفي الوقت نفسه، قال المركز إنه في الآونة الأخيرة تمكن من دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف الارتقاء بمستوى مخرجاته، ومنها على سبيل المثال البوابة القانونية للتشريعات المصرية، التي تعد أول قاعدة تشريعات حكومية مصرية وعربية وأفريقية يوطن بها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة كأساس في آلية البحث، كما تحتوي البوابة على روبوت للدردشة (AI Chatbot) بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Open AI – GPT) لتطوير البوابة القانونية للتشريعات المصرية وتمكين الباحثين من البحث في محتوى التشريعات والأحكام والفتاوى.
كما يعد المركز نماذج محاكاة للتنبؤ بعدد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية ذات الأولوية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير لوحات معلوماتية ذكية (Smart Dashboards) تتضمن سيناريوهات ونماذج للتنبؤ بالمؤشرات الاقتصادية بالاعتماد على هذه التقنيات، فضلاً عن تحليل التصنيفات الائتمانية باستخدام الذكاء الاصطناعي لعدد من تقارير الرأي الائتماني لمجموعة من الدول الصادرة عن وكالة "موديز"، من خلال عرض التطور الزمني لأبرز الإيجابيات والسلبيات التي تضمنتها التقارير، وإعداد خرائط تفاعلية تعرض العلاقة بين أهم المتغيرات التي شملتها التقارير.
كما سعى المركز إلى تطوير نظام استخلاص الفرص الاقتصادية بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI)، وتطوير نظام رقمنة مستندات المكتبة وإعداد الملخص والكلمات الدالة بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي (OPEN AI - GPT)، وتطوير نظام إدارة علاقات الخبراء والعملاء، وتحليل مشاركات الخبراء واستخلاص المرئيات بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن ذلك يقوم المركز بتوفير عدد من التطبيقات الذكية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي ؛ لتحليل المحتوى المعرفي لمنصة المشاركة المجتمعية "حوار"، وتعزيز آليات التواصل مع الخبراء والمواطنين.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تطوير مساعد الموظف الذكي (GENIE – AI Chatbot) ؛ للرد على جميع الاستفسارات المعلوماتية للعاملين بالمركز عن اللوائح الداخلية وأدلة الموارد البشرية بالمركز، وذلك لتوفير الوقت والجهد؛ ولضمان بيئة عمل ذكية تساعد على أداء الأعمال بسهولة وإبداع وكفاءة.
وأوضح المركز أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة يأتي كونها هدفا استراتيجيا يسعي من خلاله للتميز، ليكون في مرتبة متقدمة دائما ضمن مراكز الفكر الحكومية على المستوى الإقليمي أو العالمي، مشيراً إلى أنه فاز خلال السنوات الخمس الأخيرة بالعديد من الجوائز الدولية في مجالات عمله كافة؛ حيث فاز في يونيو 2022 بجائزة (SAG Award) الأمريكية الممنوحة لإصدارة المركز الرقمية "وصف مصر بالمعلومات" من بين نحو 100 ألف مؤسسة دولية حول العالم.
كما حصل في مايو 2023 على 6 جوائز في مسابقة درع الحكومة الذكية في دورتها السادسة عشرة والتي عُقدت بإمارة دبي عن فئات: الابتكار الحكومي، والمسؤولية الاجتماعية والحكومية، والعمل عن بُعد، والمواقع الإلكترونية الحكومية، وحسابات التواصل الاجتماعي الحكومية، والتطبيقات الذكية.
كما نال المركز 3 جوائز من مؤسسة "جلوبي" للأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر 2023، التي تُمنَح لأفضل المنظمات على مستوى العالم تقديرًا لإنجازاتها في مختلف الأعمال والمجالات التكنولوجية.
كما حصد المركز 8 جوائز من مؤسسة "ستيفي أووردز العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ففي أبريل 2022 فاز بخمس جوائز من بينها جائزة ذهبية، وذلك بعد منافسة بين أكثر من 700 فريق من 17 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي يناير من العام الحالي حاز المركز ثلاث جوائز منها جائزتان ذهبيتان، وحصل المركز مؤخرا على جائزة الشارقة للاتصال الحكومي لعام 2024 لأفضل محتوى اتصالي وإعلامي.