(مني اركوي) حاكم دارفور الجريحة يكتفي بالعزلة المجيدة ويطالب بوقف حرب الجنرالين دون ان يحرك ساكناً وعنده دبابات كانت علي الاقل ستحمي الجنينة ولكن من تعود تاجير البندقية لن تطاوعه نفسه علي البذل والعطاء الوطني ولن تكون بندقيته وطنية !!..

يامني يا اركوي عينوك حاكماً لدارفور بمقتضي اتفاقية جوبا التي زادت من بلاوي السودان واضافت مسارا لا لزوم له ظهر من خلاله التوم هجو وزملاء له من النكرات كانت مهمتهم السير في ركاب العسكر علي حسب الطقس والمناخ فتارة هم في القصر تفتح لهم ساحاته الرحبة ينهلون من العصائر والبطيخ والموز وياكلون كبدة الإبل والمحشي واللوز والجوز ويستظلون تحت الأشجار الوارفة تحرسهم الشرطة وتخاف عليهم من الهوي الطائر .

.. باختصار إن هذه الشرزمة الداجنة المدجنة تم طبخها علي نار هادئة لتكون حاضنة ومرتبة ومخدة للبرهان ينام عليها مليء جفونه مادام حاكم دارفور يترك أهله للشقاء والعذاب في المعسكرات ولا يعيرهم نظرة ولم تتعفر قدماه بالتراب ولم يتفقد منهم من توفر له الطعام والشراب أو من مات جوعا وفي حلقه غصة من ظلم ذوي القربى الذي هو أشد مضاضة من وقع الحسام المهند!!..
إذن إن منصب حاكم دارفور اتي لمني اركوي محاصصة وتقسيم كعكات وليس عن طريق الرضا والقبول من أهل الشأن يعني من غير انتخابات وطعون ومنافسات ومن هنا نقول إن هذا التعيين باطل لا يقدم بل يؤخر هذا الإقليم العملاق الذي يحتاج لمسؤول يفهم في الإدارة ويتحلي بقدر عال من الكفاءة المهنية والخبرة العملية والشفافية والنزاهة ... فهل مثل هذه المؤهلات موجودة عند مني اركوي بل هل هي موجودة عند من عينوه وارسلوه الي الفاشر تصحبه الطائرات المحملة بالسجاجيد العجمية وأدوات الزينة والبهرجة وكل مايلزم لتدشين الحاكم الجديد واصطحبه نفر من المسؤولين مجاملة للعريس ( ما اصلو المسألة كلها هيصة تنتهي بنهاية مراسم الحفل ) الذي لن تجرؤ أي جهة لتحدثك كم كلف فهذه اسرار من أسرار الدولة وحتي الصحافة ممنوعة من الجرد والحساب ولكن مسموح لها بالتصوير وبث الأغاني الوطنية والقصائد التي تبرز مناقب المحتفي به في النضال والعمل والتفاني من أجل البلاد !!..
مني اركوي من ابطال شق قوي الحرية والتغيير بتحريض من العسكر وكونوا جناحاً مناوئا سموه الحرية والتغيير المجلس الديمقراطي ... هذا المجلس وقف مع الانقلاب المشؤوم الذي جعل غزل البلاد انكاثا وشتت الشمل في جميع الجهات وفقدنا علي أثره حكومة حمدوك التي أرجعت البلاد الي سيرتها الأولي في احترام الذات واحترام بقية الدول ومن أجل ان يحيا المواطن حياة كريمة !!..
وصار مني اركوي وهو طبعا من كبار حاضنة البرهان وأحبابه من التنظيم الجديد المسمي زورا وبهتانا بالديمقراطي صاروا بحكم الموقع المستحدث احباب لمصر تتم دعوتهم للتنزه في أرض الكنانة وفي القناطر الخيرية يأكلون الموز والمحشي والبطيخ ولكن ياخسارة توحشهم كبدة الإبل وعصير القونقليس !!..
يامني يا اركوي الا تخجل من نفسك وانت معين كحاكم لاجمل أقاليم الوطن قال عنه عالم جيلوجيا القمر فاروق الباز أن تحته نهرا يعادل نهر النيل وبه جبل مرة وكل الفواكه خاصة البرتقال ابو صرة وبه الانعام والمراعي الخضراء والمعادن وبه اليورانيوم الذي كادت بسببه فرنسا أن تجن عديل بعد إنقلاب النيجر وتاني يافرنسا مفاعلاتك إلا تشغيلها بالفحم الحجري !!..
كنت يامني اركوي ستكون في الابهة مثل لويس السادس عشر وانت تحكم إقليم تعادل مساحته فرنسا ويتفوق عليها في الموارد والخيرات في سطح الارض وباطنها ... ولكنكم كلكم يا أمراء الحرب ترسلون جنودكم لدنيا الارتزاق وتفضلون الإقامة في الخرطوم في كافوري والاحياء الراقية ولا تعرفون عن وظيفتكم شيئا إلا آخر الشهر مع الماهية الدولارية والبدلات والعلاوات والسفريات السياحية والظهور في التلفزيون والتصريحات بين الفينة والاخري لزوم نحن هنا سيداتي انساتي سادتي !!..
الحرب يامني يا اركوي لن تقف بالرسم بالكلمات ومن انت حتي توقف الحرب وليس عندك ما تقدمه لنفسك او غيرك غير المتاجرة بالبشر !!..
حتي بايدن وحكام أوروبا والعرب والعجم والمنظمات الدولية والإقليمية كلها يقولون مثلك يجب ان تقف الحرب وهذه شفاهية ومتي كان الكلام الذي يلقي علي عواهنه له أثر غير الحسرة في قلوب السودانيين المنكوبين وقد تخلي عنهم العالم وحتي اخت بلادي صارت تعاملهم كسياح وتفرض تجديد الإقامة بالشيء الفلاني واي متخلف تفرض عليه غرامة وما فيش دولة احسن من دولة وكله عند العرب صابون غير صافي ونوم دافئ تصبح متعافي ياعبد الحليم المتعافي !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

استراتيجية الحركة الإسلامية .. لتصفية الثورة واغتيال الدولة تحت غطاء الحرب (1-3)!!

Mohammedabdalluh2000@gmail.com

اليوم يدخل السودان يومه الـ745 في أتون حرب عبثية مزقت أوصاله ودفع فيها المدنيون كلفة لا تحتمل من القتل والدمار والتشريد، ولم تعد هذه الحرب مجرد صراع بين طرفين، بل حرب شاملة تستهدف الإنسان والذاكرة والمستقبل، وتحولت إلى مشروع منظم لتدمير حلم السودانيين في الحرية والسلام والعدالة، واختلطت فيها أدوات القمع بوسائل التصفية العرقية، وغلفت الجرائم ضد الإنسانية بخطابات زائفة عن الوطنية والسيادة.

هذه الحرب لم تكن صدفة، وإنما مخطط طويل الأمد تقوده الحركة الإسلامية، التي عادت إلى المشهد من الظلال مستندة إلى إرثها في تفكيك الدولة وسحق إرادة الشعب، فمنذ سقوط نظام البشير في 2019، تلقت قوى الإسلام السياسي صفعة لم تتوقعها، فالثورة السودانية المجيدة باغتتهم وأطاحت بمشروعهم السلطوي المتجذر في مفاصل الدولة، ولأنهم لم يتقبلوا الهزيمة، اختاروا طريق الحرب والتآمر والتخريب والانتقام، ولم تهدأ مخططات الحركة الإسلامية التي رأت في الثورة الشعبية تهديداً وجودياً لمشروعها الإسلامي، فبينما كان أنصار النظام يراهنون على وأد ثورة ديسمبر المجيدة في 2019، كما فعلوا في سبتمبر 2013، باغتتهم الإرادة الشعبية، وأطاحت بعرشهم، ودفعتهم صدمة السقوط إلى التواري والاختفاء مؤقتاً، خاصة بعد اعتقال قياداتهم، الا انهم لم يغادروا المشهد، وبدأوا في إعادة تنظيم صفوفهم، وشنوا حرباً باردة ومؤامرات ضد الحكومة الانتقالية، عبر حملات إعلامية ممنهجة لتشويه قوى الثورة، وخلق تشويش وتأجيج خلافاتها، واخترقوا مؤسسات الدولة، وحركوا خلاياهم في الجيش والشرطة وجهاز الأمن، استعداداً لساعة العودة.

كانت الحركة الإسلامية تعرف جيداً أن معركتها لن تخاض في الشوارع وحدها، بل داخل أجهزة الدولة نفسها، حيث تنام خلاياها النشطة بدعم خفي من ضباط المجلس العسكري، الذين تبنوا أجندتها، وشرعت في تفكيك الشراكة بين المكونين المدني العسكري الذي قام عليه الانتقال، وحاكت المؤامرات وصنعت الأزمات الاقتصادية والأمنية في البلاد، وفي قلب هذا المخطط، كان انقلاب 25 أكتوبر 2021 النقطة الفاصلة، ولم يكن مجرد انقلاب "كلاسيكي"، بل كان تحرك مخطط ومدعوم من الإسلاميين، لإستهدف وتفكيك الفترة الانتقالية، وضرب وحدة قوى الثورة، وتمهيد الأرضية لإعادة النظام القديم بثوب جديد، وعلى الرغم من فشل الانقلاب في تحقيق أهدافه، الا انهم نجحوا في شيء واحد فقط، وهو إدخال البلاد في نفق مظلم من الأزمات والانقسامات.
ومع فشل الانقلاب في تحقيق أهدافه وتشكيل الحكومة، ومع اشتداد الحراك الشعبي الرافض له، تحركت الحركة الإسلامية خطوة أخرى إلى الأمام، لـ “تعطيل الاتفاق الإطاري"، الذي كان يمثل تهديداً حقيقياً لطموحاتهم، كونه يفتح الباب مجدداً لعودة قوى الثورة، فكان لا بد من قطع الطريق عليه، لذلك دفعوا نحو المواجهة العسكرية بين "الجيش والدعم السريع"، وأشعلوا فتيل الحرب في 15 ابريل 2023، وكانوا حسب مخططاتهم، ظنوا أن الجيش سيحسمها خلال اربعة او خمسة أيام، وهم يدعمونه بتوفير الغطاء السياسي والشعبي، وكتائب إسلامية مدربة، ولم تكن تقديراتهم وليدة لحظتها، بل امتداداً لعقود من التمكين العقائدي داخل المؤسسة العسكرية، ولكن حساباتهم كانت خاطئة ولم تصب، وحولت البلاد إلى ساحة حرب مفتوحة تحول فيها المدنيون إلى ضحايا في معركة ليست لهم.

إن جذور مشروعهم الاسلامي يعود لانقلاب 1989، حين استولى عمر البشير على الحكم بدعم مباشر من الحركة الإسلامية، التي حولت السودان إلى مختبر لأفكارها المتشددة، وفرضت رؤيتها على التعليم والقضاء والمجتمع واخترقت المؤسسة العسكرية بالكامل، وخضعت القوات النظامية من "الجيش والأمن والشرطة"، لعملية "أسلمة وأدلجه" ممنهجة، وتحول الولاء العقائدي إلى شرط للترقي، ولم يعد الالتحاق بالكليات العسكرية مسألة كفاءة، بل ولاء مطلق للمشروع الإسلامي، وأصبحت بوابة لتخريج ضباط يعتنقون أيديولوجيا الإسلام السياسي، وما تزال قيادة المؤسسة العسكرية الى اليوم تحت قبضة الحركة الإسلامية، وإن حالوا التبرؤ منها.

ان أدلجة الدولة لم تتوقف عند المؤسسات الرسمية فقد امتد تأثير الحركة الإسلامية إلى النسيج الاجتماعي والثقافي، حيث أُعيد تشكيل التعليم والإعلام والثقافة لتكون انعكاساً لرؤية أيديولوجية ضيقة أفرزت أجيالاً مشوهة، وتم تسليحهم ليكونوا أدوات قتل في الحروب السودانية، وادلجت الحركة الإسلامية مجتمع بكامله وأعاده تشكيله ليخدم مشروعاً أيديولوجياً مغلقاً لا يقبل التعدد ولا يعترف بالآخر.

ومع اندلاع الحرب الحالية، سقط القناع تماماً، ولم تعد الحرب صراعاً على نفوذ أو موارد، بل تحولت إلى أداة انتقام شامل ضد الشعب السوداني، لا سيما هنالك عشرات الفيديوهات المتداولة توثق جرائم تقشعر لها الأبدان، "قتل على الهوية واغتصاب وتعذيب وإعدامات ميدانية وانتهاكات لا تحصى"، وتقف البلاد على حافة الهاوية تحاصرها كتائب الارهاب، التي لا تسعى فقط إلى إسكات صوت الثورة، بل إلى اقتلاع جذورها من الوعي الجمعي، وتحويل السودان إلى مسلخ مفتوح لكل من يجرؤ على المطالبة بوقف الحرب، او عودة الحكم المدني الديمقراطي.

يتبع ..  

مقالات مشابهة

  • استراتيجية الحركة الإسلامية .. لتصفية الثورة واغتيال الدولة تحت غطاء الحرب (1-3)!!
  • واشنطن تهدد روسيا وأوكرانيا بوقف وساطتها وتشترط للاستمرار
  • برلماني عراقي يحرك دعوى قضائية ضد الرئيس السوري احمد الشرع
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • عماد السنوسي يوضح حقيقة الحرب الدائرة في السودان نافضًا عنها غبار الروايات المتداولة دوليًا
  • من يحرك موجة الكراهية في فرنسا ويستهدف المسلمين؟
  • البلد دي ماشة وين
  • بوتين يأمر بوقف إطلاق النار مع أوكرانيا بشكل مفاجئ
  • تعليقا على مقالة االاستاذ/جلبير الاشقر : الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان
  • مصر تعرب عن تعازيها لايران في ضحايا الانفجار الذي وقع جنوب البلاد