جاء في تقرير ﻧﺷرﺗﮫ ﻣﺟﻠﺔ “ھﺎ ﻣﺎﻛوم” الصادرة في الكيان الاسرائيلي، في تاريخ  20 تشرين الثاني / اﻛﺗوﺑر الحالي، ان ستة جنود فقط، من مجموعة كبيرة من الجنود، تابعين للواء “ناحال”، وهو أحد ألوية ما تسمى بـ”النخبة” بجيش الاحتلال الإسرائيلي، نفذوا امر الاستدعاء للخدمة في غزة. وتمرد الجنود الصهاينة على اوامر الاستدعاء، جاء بعد عام كامل على حرب الابادة التي ينفذها الكيان الاسرائيلي بدعم امريكي مطلق ومفتوح، وهو تمرد لم يكن محصورا بعناصر لواء “ناحال”، فقد استشرى في بقية الالوية الاخرى، ومنها لواء “ﺟﻔﻌﺎﺗﻲ”، وهو أحد ألوية المشاة في جيش الاحتلل الإسرائيلي، التابع لقيادة المنطقة الجنوبية.

هذا التمرد الذي وصفه آباء وامهات الجنود الهاربين من الخدمة، بـ”الرفض الصامت” او “الرفض الرمادي”، نظرا لمحاولات الجنود التهرب من الخدمة، بطريقة هادئة لا تلفت الانتباه، بسبب استدعائهم لمرات متعددة، للمشاركة في معارك في مناطق داخل غزة، تم الاعلان في اكثر من مرة، انه تم السيطرة عليه، كما نقلت مجلة “هاماكوم” عن بعض الجنود وذويهم. وهو ما اصابهم بالارهاق والاكتئاب. من اهم اسباب الشعور ﺑﺎﻹﺣﺑﺎط لدى قوات الاحتلال، كما نقلته مجلة “هاماكوم”، عن الجنود انفسهم، هو دخولهم المتكرر الى غزة، وتكبدهم خسائر فادحة من دون تحقيق اي هدف يذكر. فالمناطق التي يعودون اليها، تذكرهم، كما ذكروا للمجلة، بـ”رفاقهم” الذين قتلوا او اصيبوا اصابات خطيرة، لذلك لم يجدوا من ذريعة للتهرب من الخدمة، سوى الحالة النفسية المتردية التي يعانون منها. نقلت المجلة عن أم احد الجنود الهاربين قولها، ان ابنها سخر من مخطط قادة قوات الاحتلال، لغزو لبنان بريا، وقال لها:”ﻻ اعرف ﻣﺎ ھو اﻟﺟﯾش اﻟذي ﯾﻔﻛرون ﻓﻲ دﺧول ﻟﺑﻧﺎن به، لكنني لن ﻋود إﻟﻰ الخدمة”. ويبدو ان هذا الجندي كان اعقل بكثير من الثلاثي نتنياهو وغالات وهاليفي، فقوات الاحتلال ورغم مرور وقت طويل على هجومهم البري على لبنان، لم يسيطروا على متر واحد من ارضه وتكبدوا خسائر فادحة بالارواح والمعدات. رغم ان الرفض او التمرد الرمادي او الصامت، بدأ يميل لونه الى السواد، او يخرج من دائرة الصمت الى ما يشبه الصياح، فقد ذكرت وسائل اعلام في كيان الاحتلال ،ومنها “هيئة البث الاسرائيلية”، انه تم اخطار الجنود الذين رفضوا العودة للقتال في قطاع غزة، بالخضوع لمحاكمة عسكرية في حال عدم عودتهم، وهو ما يؤكد ان هناك ازمة كبيرة باتت تلوح بالافق. نظرة سريعة الى الخسائر التي تكبدتها قوات الاحتلال خلال الفترة الماضية، في غزة وعلى الحدود مع لبنان، تجعل كل مستوطن اسرائيلي يفكر الف مرة قبل دخول غزة، او التفكير بغزو لبنان. فقد وصل عدد المعاقين والذين يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية وصدمات، وفقا لوزارة الحرب في كيان الاحتلال الى نحو 11 الف جندي، وقد يصل هذا الرقم الى اكثر من 20 ألف جريح ومعاق، بحسب تقديرات وزارة الحرب. استنزاف جيش الاحتلال وتآكل قدراته، دفع وزارة الحرب الاسرائيلية الى استدعاء جنود احتياط سبق أن تم إعفاؤهم من الخدمة في السنوات الماضية. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن القرار يشمل إعادة 15 ألف شخص. اما موقع “والا” فقد نقل تحذير”المؤسسة الأمنية من أن عدم تمديد سن الخدمة قد يؤدي إلى صعوبات في استكمال المهام الأمنية الروتينية في الحرب”. عندما ينقل الاعلام عن وزارة الحرب، من ان 35% من الجنود الجرحى يعانون من القلق والاكتئاب والاضطراب العقلي أو اضطراب ما بعد الصدمة، بينما يعاني 37% من إصابات الأطراف، وأن أكثر من 2800 جندي يشكلون 28% من المصابين يعانون من عدم قدرتهم على التأقلم مع إصابتهم، ويعانون من اضطرابات نفسية تزيد من صعوبات التكيف والتواصل مع المجتمع، ويعاني أكثر من 3700 من الجنود والضباط الجرحى من إصابات بالأطراف، من دون ان تكون هناك نهاية لهذه الحرب في الافق، عندها ستطفو على سطح المشهد داخل كيان الاحتلال، فضائح بالجملة منها رفض اعداد كبيرة من الجنود الاحتياط، العودة للخدمة في غزة حتى لو تعرضوا للعقاب. وهروب المئات من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال شهريا إلى الخارج بدون إبلاغ قادتهم، في ظل استمرار العدوان على غزة، كما كشف عن ذلك موقع “كالكاليست” الإسرائيلي. ان فضيحة هروب مئات الجنود خارج فلسطين المحتلة، ورفض الخدمة العسكرية، كشفا عن حقيقة لطالما حاول المحتل وحماته الغربيين طمسها، وهو حقيقة عدم وجود اي رابط روحي ومعنوي بين المستوطن القادم من الغرب وبين ارض فلسطين، فهو يعلم انه يقاتل صاحب الارض الحقيقي، لذلك يفضل الهرب في اول فرصة، اذا ما استشعر بالخطر، وإلا فان “الجندي الإسرائيلي” لا ينقصه سلاح ولا عتاد ولا دعم غربي، إنما تنقصه المعنويات وروح التضحية من اجل الهدف، وهذه الحقيقة باتت اكثر وضوحا بعد معركة طوفان الاقصى.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: من الجنود من الخدمة یعانون من

إقرأ أيضاً:

انتهاك للسيادة وتحديات دبلوماسية.. الاحتلال الإسرائيلي يفرض شروطًا جديدة لإنهاء الحرب في لبنان

تتجه الأوضاع في لبنان نحو مزيد من التعقيد في ظل الحرب المستمرة مع إسرائيل، حيث تسعى تل أبيب لفرض شروط جديدة لحل النزاع، تتعارض بشكل صارخ مع سيادة لبنان وتناقض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

وتبرز الوثيقة التي سلمتها إسرائيل للولايات المتحدة، والتي تتضمن مطالب محددة تتعلق بوقف القتال، وتطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الجانبين وتأثير ذلك على الوضع الإقليمي.

تفاصيل الوثيقة الإسرائيلية

وفقًا لمصادر أمريكية وإسرائيلية، سلمت الحكومة الإسرائيلية الولايات المتحدة وثيقة تتضمن مجموعة من الشروط لإنهاء الحرب في لبنان، والسماح بعودة المدنيين النازحين.

وقد أعدت الوثيقة من قبل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي يعتبر من المقربين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتم تقديمها إلى البيت الأبيض قبل زيارة مبعوث الرئيس بايدن، عاموس هوكشتاين، إلى بيروت.

المطالب الإسرائيلية

تتضمن الوثيقة مطالب تتعلق بتعزيز السيطرة العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.

ومن بين أبرز هذه المطالب السماح للجيش الإسرائيلي بالمشاركة الفعالة في "الإنفاذ النشط" للعمليات العسكرية، وهو ما يتضمن الانتشار عند الحاجة للتأكد من عدم إعادة تسليح حزب الله أو إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية.

كما تطالب إسرائيل بحرية عمل قواتها الجوية في الأجواء اللبنانية، مما يتعارض مع ما ينص عليه القرار 1701 الذي ينظم حالة "اللاحرب" في المنطقة.

ردود الأفعال والمواقف الدولية

فيما يتعلق بتلك المطالب، أعرب مسؤولون أمريكيون عن شكوكهم في إمكانية قبول لبنان والمجتمع الدولي لهذه الشروط، التي قد تقوض سيادة الدولة اللبنانية.

وتأتي زيارة هوكشتاين في هذا السياق، حيث يهدف إلى الاجتماع مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، بما في ذلك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لمناقشة المطالب الإسرائيلية.

وقد شدد بري على وجود إجماع في لبنان حول الالتزام بالقرار الأممي 1701، مؤكدًا رفض أي تعديلات قد تطرأ عليه بناءً على الشروط الإسرائيلية.

تحركات المبعوث الأمريكي

يبدو أن هوكشتاين يركز على تعزيز وجود القوات اللبنانية في الجنوب كجزء من الحل الدبلوماسي، حيث يسعى لنشر ما لا يقل عن 8000 جندي لبناني في المنطقة، مع رفع مستوى تفويض قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لتتمكن من دعم الجيش اللبناني في مواجهة الجماعات المسلحة.

العمليات العسكرية الإسرائيلية

في السياق العسكري، نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان قبيل زيارة هوكشتاين، حيث استهدفوا ما يعرف بـ "بنك حزب الله" الذي يتلقى تمويلًا من إيران.

وذكر مسؤول استخباراتي إسرائيلي أن البنك يعمل بشكل مستقل عن النظام المالي اللبناني، مما يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين حزب الله والدولة اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • قائمة المهددين برفض الخدمة في جيش الاحتلال تتوسع.. انضمام 15 إلى 138 سابقين
  • 15 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا يرفضون مواصلة الخدمة حتى استعادة الأسرى بغزة
  • «معلومات الوزراء» يستعرض في تقرير جديد حقائق وأرقام ومؤشرات عن التنوع البيولوجي
  • لهذا السبب.. جنود الاحتلال الإسرائيلي يلوحون بـ”العصيان العسكري”
  • رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي يطالب بالتخفيف عن قوات الاحتياط: الحرب أنهكتهم
  • الصدمة والانتحار يلاحقان الجنود الإسرائيليين بعد عودتهم من غزة
  • انتهاك للسيادة وتحديات دبلوماسية.. الاحتلال الإسرائيلي يفرض شروطًا جديدة لإنهاء الحرب في لبنان
  • ما الذي نعرفه عن مؤسسة القرض الحسن التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان؟
  • ما الذي نعرفه عن مؤسسة القرض الحسن التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي بلبنان؟