الشباب الهندي يتحدى المخاطر في سعيهم نحو الحلم الأمريكي: "طريق الموت أو الحرية"
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
كارنال، الهند – في ظل حرارة الشمس الحارقة، تتجلى مأساة حقيقية في كارنال، إحدى مدن ولاية هاريانا شمال الهند. هنا، حيث تتناثر المنازل المهجورة، يُعتبر هذا الواقع شاهداً على أزمة متفاقمة تدفع الشباب الحالمين بحياة أفضل إلى اتخاذ مخاطر غير مسبوقة.
النائبة هالة أبو السعد: مصر تواجه الهجرة غير الشرعية بخطة وطنية شاملة مدبولي يُلقي كلمة بحفل إطلاق خطة العمل الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعيةالجدير بالذكر أن هؤلاء الشباب، الذين يفتقرون إلى الفرص في بلادهم، يدفعون آلاف الدولارات للتهريب عبر دول متعددة للوصول إلى الولايات المتحدة.
تشودري، الذي دفع أكثر من 50,000 دولار لوكالة تهريب، فقد كل شيء عندما تم القبض على وكيله. ومع ذلك، فإن هذا الموقف المأساوي يعكس زيادة ملحوظة في أعداد الهنود الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، حيث ارتفع الرقم من 8,027 في السنة المالية 2018-2019 إلى 96,917 في 2022-2023.
وفي تقرير حديث من مركز بيو للأبحاث، وُجد أن الهنود كانوا ثالث أكبر مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة بعد المكسيكيين والسلفادوريين. وتعكس هذه الأرقام اليأس الذي يعيشه المواطنون الهنود، في تباين صارخ مع الصورة القوية التي يسعى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لترويجها على الساحة الدولية.
مودي، الذي يهدف إلى تحويل الهند إلى قوة عظمى بحلول عام 2047، يؤكد أن "الهند المتطورة" هي بلد يتيح لكل شخص فرصة لتحقيق أحلامه، بغض النظر عن ظروفه الاجتماعية. لكن، على ما يبدو، فإن الواقع يختلف عن هذه الصورة المثالية.
وعن هذه الأوضاع، يوضح تشودري: "الناس هنا لا يجدون مصدر دخل، وبعضهم يعاني من الجوع. ليس لدي خيار سوى الهجرة." وتظهر أرقام البطالة في ولاية هاريانا، حيث سجلت نسبة 6.1%، أعلى من المعدل الوطني، مما يضاعف المخاوف بين الشباب.
في جولة قام بها مراسلو CNN في كارنال، بدت الأزقة خالية من الشباب، بينما كان الرجال المسنون يجلسون على عتبات منازلهم، يشربون الشيشة ويلعبون الورق. المنازل التي يسكنها ذوو المهاجرين كانت واضحة، حيث تبدو فاخرة مع سيارات الدفع الرباعي والجرارات المزينة بعلم الولايات المتحدة، تم شراؤها من الأموال المرسلة من الخارج.
وفي حالة مماثلة، يقول راجيش كومار إن شقيقه مالكيت، مزارع الأرز، حاول الوصول إلى الولايات المتحدة بعد أن اقترضت العائلة 30,000 دولار لتمويل رحلته. وقد انطلقت رحلة مالكيت عبر عدة دول قبل أن يختفي.
تظهر الأرقام أن الهند تمتلك واحدة من أصغر متوسطات الأعمار في العالم، لكنها لم تستطع بعد الاستفادة من طاقات شبابها. وفي تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، أُشير إلى أن الهنود المتعلمين بين 15 و29 عاماً هم أكثر عرضة للبطالة من أولئك غير المتعلمين.
وحول هذا الموضوع، أوضح المحلل موظف شستي من معهد سياسة الهجرة في نيويورك أن "عوامل الطرد هي التي تحفز الناس على اتخاذ قرار الهجرة". وقد انتشرت مقاطع الفيديو على منصات مثل يوتيوب، حيث يعرض المهاجرون تجاربهم ويدعون الشباب لتحقيق "الحلم الأمريكي".
ومع ذلك، لم تنجح جميع المحاولات. فقد توفي مالكيت أثناء رحلته، مما ترك عائلته في حزن عميق، لكنهم لم يتخلوا عن أحلامهم. يقول كومار: "يعلم الناس أنهم قد يموتون من البطالة، لذا يفضلون المخاطرة". وفي النهاية، أصبحت هذه الرحلة مسألة حياة أو موت للكثيرين.
بينما يستعد الجميع لمتابعة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يظل مصير هؤلاء الشباب معلقًا على أمل الهجرة نحو حياة أفضل، حتى لو كانت هذه الطريق محفوفة بالمخاطر والمآسي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشباب الهندي الأمريكي ولاية هاريانا الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
السلطات الأمريكية تبدأ اعتقال «المهاجرين غير الشرعيين» وعشرات الولايات تطعن بقرار لـ«ترامب»
أعلن مسؤول أمن الحدود في إدارة الرئيس دونالد ترامب، توماس هومان، إن “إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية بدأت عمليات اعتقال المهاجرين غير الشرعيين على الأراضي الأمريكية تمهيدا لترحيلهم”.
وقال هومان لشبكة “CNN”: “إن إدارة الهجرة والجمارك باتت تطبق القانون اليوم”،وأضاف: “كما قلت، إننا نركز على التهديدات التي تواجه الأمن العام”.
وتابع: “سوف تكون هذه أولويتنا، لذا فإن ضباط إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك عادوا إلى العمل”.
يذكر أن “ترامب”، كان أعلن سابقا أنه “سيوقع في يوم تنصيبه، على حزمة من الأوامر التنفيذية لإغلاق الحدود الأمريكية أمام المهاجرين غير الشرعيين، ووعد بأن “يتم ترحيل وإبادة كل عضو في عصابة أجنبية، وكذلك كل مهاجر غير شرعي على الأراضي الأمريكية”.
22 ولاية أمريكية تطعن بقرار “ترامب” حول “حق الجنسية بالولادة“
قدم عدد من الولايات الأمريكية، “طعونا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن فرض قيود على منح الجنسية الأمريكية بالولادة، وقد وصل عددها إلى 22 ولاية حتى مساء أمس الثلاثاء”.
وأعلنت النيابة العامة في ولاية نيوجيرسي، أن :سلطات 18 ولاية أمريكية ومقاطعة كولومبيا التي تضم العاصمة واشنطن، ستقدم طعونا بقرار “ترامب” أمام المحكمة في ولاية ماساتشوستس، وبعد ذلك قدمت 4 ولايات أخرى طعونا مماثلة أمام محكمة في العاصمة واشنطن، وهي ولايات واشنطن وأوريغون وأريزونا وإيلينوي”.
وحسب بيان صادر عن المدعي العام الأمريكي، فإن الطعون تنص على أن “الرئيس لا يمتلك صلاحيات الالتفاف على الدستور، ولا يوجد أي بند في الدستور يمنحه صلاحية تحديد من هم الذين يمكن أو لا يمكن منحهم الجنسية الأمريكية بالولادة”.
ووصفت سلطات الولايات المقدمة للطعون مرسوم “ترامب”، بأنه “غير دستوري”، واعتبرت أنه “سيحرم آلاف الأطفال من إمكانية المشاركة في حياة المجتمع الأمريكي كمواطنين رغم الضمانات الدستورية”.
وكان ترامب، “وقع فور توليه منصب الرئاسة يوم 20 يناير مرسوما، حول فرض قيود على “منح الجنسية الأمريكية بالولادة”، وخصوصا على منحها لأطفال المهاجرين غير الشرعيين”.