اغتيال يحيى السنوار: تأثيره على حماس ومستقبل الاستقرار الإقليمي
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
يمثل مقتل يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حماس، لحظة مفصلية في االحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام على قطاع غزة، مع تأثير أوسع على المنطقة، إذ كان للسنوار دور أساسي في تنظيم هجمات حماس، بما في ذلك الهجوم الذي وقع يوم 7 أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي، وسمته حماس: "طوفان الأقصى".
وأدّت هذه التطورات إلى وضع العديد من المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال، في خطر بسبب مزاعم إسرائيل بأن حماس تنشط في المناطق السكنية المكتظة.
ورغم أهمية موت السنوار لدى أعدائه، فليس ثمة إجماع على أن وفاته تعني النهاية. فهل يعني مقتل السنوار نهاية حماس؟
ما فتئت إسرائيل تؤكد أن هدفها هو القضاء التام على حماس لضمان أمن الإسرائيليين. وقد صرحت حكومة نتنياهو بأن الحملة العسكرية الأخيرة أدت إلى تدمير قدرات حماس بشكل كبير، مع الإشارة إلى مقتل أكثر من 17,000 من مقاتلي حماس الذين يقدر عددهم بما بين 25,000 و35,000. وقد تم تكثيف جهود إسرائيل في استهداف قادة حماس في محاولة لإضعافها.
ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحا حول ما إذا كان مقتل السنوار سيؤدي إلى نهاية حماس؟
تظهر الدراسات المتعلقة باستراتيجيات "قطع الرأس"، التي تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة بقتل قيادتها، أنها لا تكون فعّالة دائمًا مع جماعة توصف بدقة التنظيم والتمرس والرسوخ، مثل حماس. وفوفقًا لدراسات حول تاريخ التنظيمات الإرهابية على مدى 100 عام، فإن المجموعات الصغيرة التي تعتمد على قائد واحد تميل إلى الانهيار عند قتل قائدها، بينما تتمتع المجموعات الأكبر سنًا والأكثر تنظيمًا، مثل حماس، بقدرة على إعادة تنظيم صفوفها والاستمرار.
استمرارية حماسولو كانت حماس تتأثر باستراتيجية "قطع الرأس"، لكانت قد انهارت منذ فترة طويلة. فعلى مدار عقود، ظل قادة حماس هدفا لإسرائيل، بدءًا بيحيى عياش الذي اغتيل عام 1996، مرورًا بأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي في 2004، ووصولًا إلى قادة آخرين قضوا نحبهم هذا العام. فرغم هذه الاغتيالات، استمرت حماس في العمل، وأظهر كل قائد جديد قدرة على استكمال مهام سلفه.
ومن المتوقع أن يؤدي مقتل السنوار إلى تعزيز مكانة شقيقه الأصغر، محمد السنوار، الذي شاع في اللحظات الأولى أنه مرشح لتولي القيادة خلفا لأخيه، قبل أن تعلن الحركة أنها بصدد تشكيل لجنة أو مجلس أعلى للقيادة، بدلا من اختيار شخص واحد لخلافة رئيس المكتب السياسي الذي قضى نحبه دون أن يعرف الجنود الإسرائيليون أنه يقاتلهم في الصفوف الأمامية في مخيم جباليا.
ويرى المراقبون أن أن موت يحيى السنوار سوف يسهم في تعزيز صورة القيادة الجديدة التي قد تستفيد من إرث القائد السابق.
مستقبل المنطقة بعد وفاة السنوارويبقى التساؤل حول ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تمتلك خطة سياسية واضحة للتعامل مع حماس بعد وفاة السنوار. فقبل الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، قضى السنوار 23 عامًا في السجون الإسرائيلية، وهو ما يُعتبر عاملاً مؤثرًا في موقفه المتشدد. وهذا يثير التساؤلات حول الشباب الفلسطينيين الذين قد يكونون اليوم في أوضاع مشابهة.
Related"إم بي سي" السعودية تحترق في بغداد بعد نشرها تقريرا ينعت السنوار ونصر الله والمهندس بـ"الإرهابيين"أبرز ردود الفعل على اغتيال السنوار: ترحيب دولي وصمت عربيباكستان.. المئات يؤدون صلاة الجنازة على يحيى السنواروول ستريت جورنال: المفاوضون العرب عرضوا على السنوار مغادرة غزة.. فرد عليهم "أنا على أرض فلسطينية"كما يمثل مقتل السنوار فرصة لمراجعة الديناميكيات السياسية في المنطقة. فقد تكون هذه اللحظة ملائمة لإعادة التفكير في الحلول السياسية الممكنة للصراع بين إسرائيل وحماس. ويتطلب هذا الأمر جهودًا متضافرة من المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة وقطر ومصر، للوصول إلى حلول تشمل إعادة الرهائن الإسرائيليين، وتقديم مساعدات إنسانية لسكان غزة.
ومع ذلك، يبقى التحدي قائما أمام العثور على قيادة جديدة لحماس يمكن التفاوض معها بشأن وقف إطلاق النار، وهو ما قد يجعل استمرار النزاع أمرًا لا مفر منه.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نائب الأمين العام لحزب الله: "طوفان الأقصى حدث استثنائي ولن نغادر مواقعنا وبنادقنا وستسقط إسرائيل" الإنفاق العسكري الأمريكي لمساعدة إسرائيل يبلغ 17.9 مليار دولار منذ بداية "طوفان الأقصى" كيف خدعت حماس إسرائيل قبل "طوفان الأقصى"؟ معلومات تعرض للمرة الأولى قتل طوفان الأقصى حركة حماس يحيى السنوار الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الأمم المتحدة اقتصاد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الأمم المتحدة اقتصاد قتل طوفان الأقصى حركة حماس يحيى السنوار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة روسيا إسرائيل الأمم المتحدة اقتصاد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة المهاجرين دونالد ترامب حصار أوكرانيا جنوب لبنان السياسة الأوروبية یحیى السنوار مقتل السنوار طوفان الأقصى یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: السنوار يفي بوعده للأسرى بعد 12 عاما
#سواليف
ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن قائد حركة ” #حماس ” #الشهيد_يحيى_السنوار، أوفى بوعده بتحرير جميع #الأسرى من ذوي الأحكام العالية و #المؤبدات من #السجون_الإسرائيلية.
وقالت القناة 7 العبرية إن أكثر من 600 فلسطيني سيتم الإفراج عنهم هذا الأسبوع، من بينهم 445 من سكان قطاع غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر، بعد تسليم جثامين أسرى إسرائيليين قتلوا بسبب قصف إسرائيلي خلال #الحرب على #غزة.
ويوم السبت سيتم الإفراج عن 50 محكوما بالسجن المؤبد، و60 محكوما بعقوبات سجن طويلة الأمد، و47 من الذين تم الإفراج عنهم في صفقة شاليط، وسيتم ترحيل 108 أسرى إلى مصر كمرحلة أولى، قبل نقلهم إلى دول أخرى، ومن بينهم 13 أسيرا يعانون من مشاكل صحية.
مقالات ذات صلة قوات الاحتلال تعتدي على شبان وتمنع آخرين من الوصول للأقصى / شاهد 2025/02/21الجدير ذكره أنه بعد الإفراج عنه في صفقة شاليط، وعد يحيى السنوار بتحرير جميع الأسرى الأمنيين ذوي الأحكام الثقيلة المتبقين في السجون الإسرائيلية، وبعد 12 عاما، وفى بوعده.
ويفترض في المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة أن تنتهي الحرب بشكل كامل في غزة، لكن المفاوضات بشأنها لم تنطلق بعد إذ تتبادل حماس وإسرائيل الاتهامات بانتهاك المرحلة الأولى، أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الاتفاق فتتمحور حول إعادة إعمار قطاع غزة المدمر.
وفي الجانب الإسرائيلي، أعلن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين أنّه تبلغ بموت أربعة أسرى أثناء احتجازهم في غزة، وقال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو: “سيكون هذا يوما بالغ الصعوبة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، يوما مؤلما، يوم حداد. سنعيد إلى الوطن أربعة من رهائننا الأحباء الذين ماتوا”.
وكانت حماس أعلنت في نوفمبر 2023 مقتل شيري بيباس وطفليها في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، وفي الأول من فبراير الجاري أطلقت حماس سراح والد الطفلين، ياردين بيباس (35 عاما).
واليوم، لا يزال هناك 70 أسيرا محتجزا في غزة، بينهم 35 على الأقل لقوا مصرعهم، وفقا للجيش الإسرائيلي.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة ثلاث دول هي قطر ومصر والولايات المتحدة، تم إطلاق سراح 19 أسيرا إسرائيليا من غزة مقابل أكثر من 1100 أسير فلسطيني تحرروا من السجون الإسرائيلية، وذلك بمعدل عملية تبادل واحدة كل أسبوع.