مكروه أم مباح.. ما حكم النذر وكفارته؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
النذر في الشريعة الإسلامية يعد التزاما خاصا من المسلم حينما يعاهد الله على القيام بعمل معين إن تحقق له أمر أو رغبة أو حتى دون شرط مسبق، بينما يعتبر البعض أن النذر هو نوع من التقرب إلى الله تعالى، ولذا، هناك تساؤلات حول حكمه وهل هو مكروه أم مباح؟.
هل النذر حلال أم حرام؟وحول الحديث عن حكم النذر حلال أم حرام، أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، أنّ النذر يختلف في حكمه بحسب طبيعته، فإن كان النذر متعلقا بطاعة لله تعالى، فهو واجب الوفاء به عند أهل العلم؛ لقوله تعالى: «وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ» (الحج: 29)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه».
واستكمالا للحديث عن حكم النذر، حذر المجمع من النذر المعلق على شرط مثل شفاء مريض أو نجاح طالب، وذلك استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل» (رواه البخاري)، إذ أن هذه الصيغة قد تكون غير مرغوبة شرعًا لأنها تعتمد على المعاوضة بين الأعمال والطاعات.
ما هي كفارة النذر؟من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن من نذر ذبحًا لله دون تحديد للفقراء أو المساكين ولم ينوِ ذلك عند نذره، يجوز له الأكل منه وفقًا للمذهب المالكي والشافعي، وفي حال تعلق النذر بشرط أو نسي الناذر تفاصيل نذره، فعليه أن يُكفر كفارة يمين، كما ورد في قوله تعالى: «لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ» (المائدة: 89).
وتابعت:«الوفاء بالنذر واجب إذا كان مقدورا، أما إذا لم يكن الناذر قادرًا أو كان في الوفاء مشقة، فعليه كفارة يمين، مستشهدا بما ورد في حديث النبي : «من نذر نذرا ولم يطقه، فكفارته كفارة يمين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: النذر الأزهر الأزهر الشريف حكم النذر من نذر
إقرأ أيضاً:
حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة
قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة للعالمين، وهو العهد الأخير الذي عهد به الله إلى خلقه، ولذلك فهو يصلح لكل الأسقف المعرفية، ويتناغم مع جميع الحقائق العلمية.
حكم الإيمان بالغيبياتوأضافت الإفتاء أن المسلمون يعتقدون أن الوحي هو كتاب الله المسطور، وأن الكون هو كتابه المنظور، وكلاهما صدر من عند الله؛ الوحي من عالم الأمر، والكون من عالم الخلق، وما كان من عند الله تعالى لا يختلف ولا يتناقض؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]، ومن هنا كان للمعرفة في الإسلام مصدران هما: الوحي، والوجود، وليس الوحي فقط.
وأوضحت أن الإسلام يقرر أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 76]، ويقرر أن المؤمن بهذا الدين ينبغي أن يكون في بحث دائم عن الحقائق، وإذا وجدها فهو أحق الناس بها؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» "سنن الترمذي".
كما أن الإسلام دين علمي يشتمل على قواعد الفهم وأسس الاستنباط ومناهج التطبيق، كما أنه يتسق مع المفاهيم العقلية؛ لأن العقل من خلق الله تعالى، فهو يؤمن بكل وسائل العلم المختلفة ما دام أنها توصل إلى اليقين، فإذا حصل اليقين فهو مقدم على النتائج الظنية، ولكنه في نفس الأمر لا يقصر العلم على التجريبيات فقط، بل يتعداها إلى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة صحيحة حتى لو لم تكن حسية، ويعتقد المسلمون أن الإيمان بالغيب لا يخالف العقل؛ لأنه جاء بما يفوق العقل، ولم يأتِ بما يستحيل في العقل.
وأكدت الإفتاء أن هناك فارقًا بين المستحيل العقلي وهو الجمع بين النقيضين، وبين الأمر الخارق للعادة وهو معجزات الرسل مثلًا.
فالإسلام يشكل منظومةً متكاملةً بين العلم والإيمان، تبدأ من دلالة هذا الكون على وجود الله تعالى، وأنه لم يخلقهم عبثًا، بل أرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الوحي الذي يطبقون به مراده من الخلق، ثم ختم هؤلاء الرسل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل لرسله من المعجزات والخوارق شديدة الوضوح ومن النصر والتأييد ما يقيم به الحجة والدليل على أنهم من عند الله.