الدوامة السياسية في العراق: من سيقود البرلمان في ظل الصراعات المستمرة؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
أكتوبر 23, 2024آخر تحديث: أكتوبر 23, 2024
المستقلة/- مع اقتراب مجلس النواب العراقي من تحديد موعد لجلسة انتخاب رئيس جديد، تعود الساحة السياسية إلى المشهد بعد انقطاع دام قرابة أسبوعين. تأتي هذه الخطوة في سياق مطالبات رئاسة الجمهورية والإطار التنسيقي، لكن مسار الانتخابات لا يخلو من التعقيدات والتوترات التي قد تؤثر على سير العملية.
تتزايد الأصوات المطالبة بحسم هذا الملف، حيث دعا الإطار التنسيقي النواب إلى عقد اجتماع يوم السبت المقبل. يتزامن ذلك مع تأكيد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد على أهمية إتمام عملية اختيار رئيس المجلس، مما يعكس الحاجة الملحة للاستقرار السياسي وتعزيز دور البرلمان في مراقبة الحكومة وإصدار القوانين الضرورية.
وفي هذا السياق، تشير تصريحات النواب إلى أن الجلسة الأولى من الأسبوع المقبل ستخصص لانتخاب رئيس المجلس. لكن التأخير في هذا السياق يُحمل مسؤوليات عدة، منها الانتخابات في الإقليم، حيث كانت انشغالات النواب تركزت على تلك الانتخابات.
صراع الكتل السياسيةيظهر من حديث النواب وجود انقسامات وتباين في الآراء حول المرشح المناسب لهذا المنصب. إذ يتحدث بعض النواب، مثل ياسر الحسيني، عن عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن مرشح محدد، مما يثير المخاوف من إمكانية الدخول في جولة ثانية من التنافس، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الشد والجذب بين الكتل السياسية.
يُعبر هذا الوضع عن الارتباك داخل التحالفات، حيث يتمسك كل مكون بحقوقه، لكن السؤال يبقى مطروحًا: هل سيتمكن المكون السني، الذي يعتبر رئاسة المجلس من حصته، من إدارة هذا الملف بكفاءة في ظل التوترات المستمرة؟
الانعكاسات على العملية السياسيةيعكس التأخير في اختيار رئيس مجلس النواب التحديات الكبرى التي تواجه العملية السياسية في العراق. فوجود منصب رئيس مجلس النواب يشكل ضرورة ملحة لديمومة العمل التشريعي، حيث لا يمكن إقرار القوانين أو تفعيل الدور الرقابي دون وجود رأس للهيئة التشريعية. وهذا ما أشار إليه العديد من النواب، الذين يعتبرون أن التأخير في الانتخابات ينعكس سلبًا على محافظاتهم وعلى الاستقرار العام في البلاد.
دعوات للسرعة والتوافقوفي ظل هذه الأجواء، يبرز الحاجة الملحة لسرعة اتخاذ القرارات من قبل الكتل السياسية. حيث يتوجب عليها أن تسرع بعقد الجلسة وتحديد موقفها من المرشحين، بما يضمن عدم تكرار سيناريو الفوضى السياسية الذي شهدته البلاد في الفترات السابقة.
يؤكد النائب المستقل حميد الشبلي على ضرورة إيجاد مخرج سريع لهذه الأزمة، مشددًا على أهمية وجود رئيس للمجلس لضمان استمرار العملية التشريعية وتفعيل دور البرلمان.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس النواب يستقبل وفدًا من الجمعية البرلمانية الأرثوذوكسية
استقبل المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، بمقر المجلس اليوم الإثنين، وفداً من الجمعية البرلمانية الأرثوذوكسية.
وأكد رئيس مجلس النواب في مستهل اللقاء، على الروابط الراسخة التي تجمع مصر مع الجمعية البرلمانية الأرثوذوكسية وشعوبها الصديقة، مؤكداً الدعم التام لأنشطة الجمعية إيماناً بدورها الرائد في خلق مساحات من الحوار، ومُشيداً بدور الجمعية في التأكيد على قيم المسيحية وغاياتها النبيلة التي تحض على المحبة والتسامح.
خلال اللقاء، أشار رئيس مجلس النواب إلى أن العالم يمر بمنعطف خطير جراء تزايد وتيرة الصراعات الجيوسياسية، والتي باتت تعصف بالأمن والسلم والاستقرار العالمي، وهو ما خلق شواغل حقيقية لدى الشعوب إزاء التهديد الجسيم للسلم والتعايش العالمي، مما يُظهر الحاجة الماسة لترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي المُشترك بين الأديان والثقافات المُختلفة.
وأكد المستشار الدكتور حنفي جبالي أن مصر بحضارتها الضاربة في جذور التاريخ قد جسدت دوماً مساحة آمنة للتنوع، حيث تلاقت على أرضها الأديان والثقافات، وهو ما جعل التسامح في مصر سمة متأصلة في نسيج وجينات المجتمع المصري،
كما أشاد رئيس مجلس النواب بالدور الوطني الذي لطالما لعبته وتلعبه الكنيسة المصرية العريقة عبر التاريخ، وما تغرسه من قيم وتعاليم فكرية وروحية تُعزز الانتماء والشعور بالمسئولية بالتكامل مع الجهود الدؤوبة التي يبذلها الأزهر الشريف في نموذج مُلهم للتناغم الوطني الفريد القائم على تعزيز المواطنة وقبول الآخر.
من جانبه، عبر سكرتير عام الجمعية البرلمانية الأرثوذوكسية عن بالغ تقديره لاستقبال مجلس النواب المصري اجتماعات الأمانة الدولية للجمعية، ناقلاً خالص الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، على مبادراته ومُنجزاته والتي أضفت مزيداً من القوة على مصر وجعلت منها واحة للاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكداً ضرورة تدعيم أصوات السلام والاستقرار لتكون درع واقي في مواجهة المآسي الإنسانية والتحديات العالمية.