موقع 24:
2025-01-22@05:13:25 GMT

تحوّل مزلزل في سياسة لبنان بعد اغتيال نصرالله

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

تحوّل مزلزل في سياسة لبنان بعد اغتيال نصرالله

لبنان دولة ديمقراطية توافقية، يحكمها نظام وصفه العالم السياسي أريند ليبهارت بأنه نموذج لتقاسم السلطة مصمم خصيصاً للانقسامات العرقية أو الدينية في البلاد.

قد يؤدي اغتيال نصر الله إلى صعود زعيم أكثر تطرفاً

ويمكن لهذا النظام أن يساعد في الحفاظ على الاستقرار في المجتمعات المتنوعة من خلال تنفيذ سياسات مثل الائتلافات الكبرى وقوة النقض المتبادلة والتمثيل النسبي والحكم الذاتي اللامركزي.


ومع ذلك، كافح هذا النظام في لبنان للعمل بشكل فعال بسبب التوترات الطائفية العميقة وعدم القدرة على صياغة الإجماع السياسي.

ونشأ حزب الله داخل هذا النظام في عام 1982، مما أدى إلى تغيير جذري في المشهد السياسي في لبنان، حسبما أفاد المحرر السياسي كيفورك يعقوبيان في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي.

صعود حزب الله إلى السلطة

ونما نفوذ حزب الله منذ الثمانينيات، في أعقاب رسالته المفتوحة حول معارضته للصهيونية وإسرائيل في عام 1985.

ودعم الحزب على المستوى المحلي الابتعاد عن النظام السياسي الذي يهيمن عليه المسيحيون الموارنة، لصالح إجماع أوسع. 

Israel eliminated Hassan Khalil Yassin, who replaced Hassan Nasrallah hours ago.

This breaks the shortest tenure as 'caliph' in the tenure in the 1400 history of Islam.

The whole Hezbollah chain of command are now a bunch of people that a week ago were not important enough to… pic.twitter.com/blOMExc71Q

— Imtiaz Mahmood (@ImtiazMadmood) September 28, 2024

وبعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1990، شكل اتفاق الطائف النظام التوافقي في لبنان ولكنه فشل في نزع سلاح الميليشيات بالكامل، إذ ادعى حزب الله أنه "جماعة مقاومة" تقاتل إسرائيل وليس ميليشيا وتحول- بدعم من سوريا وإيران- إلى فئة شاذة ضمن النظام السياسي في لبنان: كيان سياسي وجماعة مسلحة جيدة التسليح.
وتطور الرأي العام حول حزب الله في أعقاب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، حيث تم الاحتفال بنجاح حزب الله العسكري وترسيخ حسن نصر الله، الأمين العام للجماعة، كشخصية شعبية.

ومع ذلك، أدى تورط حزب الله في حرب عام 2006 مع إسرائيل وفي وقت لاحق الحرب الأهلية السورية إلى انتقادات متزايدة لأنشطته العسكرية التي لم تعد تركز على إسرائيل بل أصبحت تتمحور أكثر حول تعزيز طموحات الحزب الإقليمية.

الهيمنة السياسية لحزب الله

وتوسع دور حزب الله في النظام السياسي اللبناني بشكل كبير على مر السنين، إذ أصبح شخصية محورية في تحالف 8 مارس ( آذار)، وهي كتلة مؤيدة لسوريا، تنافس تحالف 14 مارس المناهض لسوريا.

وتم تعزيز نفوذ حزب الله بشكل أكبر من خلال اتفاقيات تقاسم السلطة مع الفصائل غير الشيعية، بما في ذلك السُنة والمسيحيين والدروز.

ومع ذلك، اتُهمت الجماعة باستخدام قوتها العسكرية للهيمنة على السياسة اللبنانية. 

A great explanation of what is happening in Lebanon after Nasrallah’s death, by an (anonymous) Shiite writer in @newlinesmag. https://t.co/rxBjL9kDVq

— Yaroslav Trofimov (@yarotrof) October 22, 2024

وكانت نقطة التحول الرئيسية في مايو (أيار) 2008، وفق الكاتب، عندما استخدم حزب الله القوة لتنفيذ انقلاب ضد محاولات الحكومة تفكيك البنية التحتية للاتصالات.

وأدى هذا إلى اتفاق الدوحة، الذي منح حزب الله حق النقض في الحكومات اللبنانية المستقبلية.

وكان هناك مثال آخر على قوته السياسية في عام 2011، عندما تسبب حزب الله في انهيار حكومة سعد الحريري لتجنب مواجهة اتهامات باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وتأثرت الحكومة اللاحقة بشدة بحزب الله، وفي عام 2020، أدين أعضاء حزب الله باغتيال رفيق الحريري.

اغتيال حسن نصر الله

وفرض تأييد حزب الله لهجوم حماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تحديات جديدة على لبنان.

ففي 27 سبتمبر (أيلول) 2024، اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله حسن نصر الله، مما شكل لحظة محورية في السياسة اللبنانية، حيث دعا القادة اللبنانيون إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي يطالب بنزع سلاح حزب الله.

ومع ذلك، يقول الكاتب إنه من الصعب تطبيق مثل هذا القرار في ظل وجود حكومة تصريف أعمال وبرلمان متعثر وغياب رئيس.

ولكن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة، حسب الكاتب، حول الاتجاه الذي ستسلكه السياسة الداخلية في لبنان:

السيناريو الأول: تطرف الطائفة الشيعية يتمتع حزب الله بولاء قوي من الطائفة الشيعية في لبنان، وقد يؤدي اغتيال نصر الله إلى صعود زعيم أكثر تطرفاً، مما سيؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية وتعزيز هيمنة حزب الله على النظام السياسي في لبنان وإعاقة الجهود الرامية إلى معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. السيناريو الثاني: انسحاب حزب الله الجزئي من السياسة

لم يرغب حزب الله في أن يكون كياناً سياسياً وقد يخلق انسحابه الجزئي مساحة تتحرك فيها الفصائل السياسية الأخرى للوصول إلى توافق، وهي نتيجة غير مؤكدة نظراً لأن النظام السياسي في لبنان منقسم بشدة، وخاصة بين المسيحيين والسُنة.

كما أن المجتمع الشيعي بلا زعيم، إذ أن نبيه بري، رئيس مجلس النواب البالغ من العمر 86 عاماً، هو الشخصية البارزة الوحيدة المتبقية بعد وفاة نصر الله. وبالتالي، فإن انسحاب حزب الله قد لا يؤدي إلى وحدة سياسية أكبر.

السيناريو الثالث: تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701

يتصور السيناريو الثالث نزع سلاح حزب الله على النحو المبين في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

ودعا سمير جعجع، زعيم القوات اللبنانية ومعارض حزب الله الصريح، الجماعة إلى التخلي عن أسلحتها والاستمرار كحزب سياسي.

ومن الممكن أن يهمد تنفيذ القرار 1701 الطريق أمام حزب الله للانتقال إلى كيان سياسي بحت، الأمر الذي سيكون له آثار عميقة في لبنان والمنطقة الأوسع. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو محفوف بالتحديات، بالنظر إلى الروابط العميقة بين حزب الله وإيران وقوته العسكرية.

حالة من انعدام اليقين

وقد يكون نزع سلاح حزب الله بموجب القرار 1701 هو المسار الأكثر فائدة للبنان، مما يسمح بنظام سياسي أكثر توازناً مع الحفاظ على الطبيعة التوافقية للحكومة.

ومع ذلك، فإن نتيجة اغتيال نصر الله والمسار المستقبلي لحزب الله ستؤثر بشكل كبير ليس فقط في لبنان ولكن أيضاً في السياسة الإقليمية، وخاصة بالنسبة لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة.

وستشكّل خسارة إيران لحزب الله كوكيل ضربة قوية لها بينما تعطي إسرائيل والولايات المتحدة فرصة لمزيد من الاختراقات الدبلوماسية، ربما من خلال جولة جديدة من الاتفاقيات.

وفي الوقت نفسه، يواجه لبنان عواقب مجهولة في سعيه إلى التعامل مع هذا التحول المزلزل في المشهد السياسي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل عام على حرب غزة السیاسی فی لبنان النظام السیاسی حزب الله فی اغتیال نصر نصر الله ومع ذلک فی عام

إقرأ أيضاً:

احتفالات في رام الله بتحرير الاسرى الفلسطينيين

أعلنت هيئة السجون في إسرائيل إطلاق سراح 90 أسيرا فلسطينيا من سجن عوفر، وذلك بعد إطلاق سراح 3 أسيرات إسرائيليات من قطاع غزة.

الصحة العالمية:  تلبية الاحتياجات الهائلة في غزة مهمة معقدة للغاية رئيس الهلال الأحمر بسيناء: ثلثي المساعدات المرسلة إلى غزة مصرية بالكامل

وقد شهدت رام الله احتفالات المواطنين بخروج الاسرى الفلسطينيين. 

ووصلت الحافلات التي تقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى بلدة بيتونيا غرب رام الله قبل أن يتوجهوا إلى بلداتهم في الضفة الغربية.

وقد بدأت إجراءات الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن المرحلة الأولى من سجن عوفر وذلك بعد إطلاق سراح 3 أسيرات إسرائيليات من قطاع غزة.

ووصلت الأسيرة المقدسية زينة بربر إلى منزل عائتها في القدس بعد الإفراج عنها من سجن المسكوبية. 

فيما قالت منظمة الصحة العالمية، إن تلبية الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي في غزة ستكون مهمة معقدة للغاية، وأكدت استعدادها لتوسيع نطاق الاستجابة في القطاع.

وأضافت المنظمة أن هناك حاجة لاستثمارات بالمليارات لدعم تعافي النظام الصحي في غزة ما يتطلب التزاما ثابتا من المانحين. 

وحذرت منظمة الصحة العالمية من زيادة هائلة في انتقال الأمراض المعدية ومن أن خطر المجاعة لا يزال قائما في غزة، وأعلنت أن 25 في المئة من المصابين في غزة، أي حوالي 30 ألفا، يحتاجون لإعادة تأهيل.

وطالبت المنظمة بإزالة العقبات الأمنية وتهيئة ظروف ميدانية تسمح بالوصول للناس في جميع أنحاء غزة، مؤكدة أنها ستنفذ بالتعاون مع شركائها خطة لمدة 60 يوما في غزة بغية دعم استعادة النظام الصحي وتوسيع نطاقه. 

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تسريع عمليات الإجلاء الطبي لأكثر من 12 ألف مريض ومرافقيهم يحتاجون للعلاج.

مقالات مشابهة

  • لبنان.. اغتيال مسؤول في حزب الله بهجوم مسلح
  • ثأراً منه..اغتيال مسؤول في حزب الله
  • محاولة اغتيال مسؤول حزب الله في البقاع الغربي.. إليكم ما حصل
  • العمل انطلق... في هذا المكان سيُدفن نصرالله (صور)
  • الـBusiness Insider :ماذا يعني المشهد السياسي المتغير في لبنان بالنسبة لحزب الله؟
  • السفير نبيل فهمي: خطاب ترامب يعكس تحولا في النظام السياسي الأمريكي
  • مختص: قانون الحوافز الانتخابية يدل على خشية النظام السياسي من فقدان الشرعية
  • مختص: قانون الحوافز الانتخابية يدل على خشية النظام السياسي من فقدان الشرعية - عاجل
  • احتفالات في رام الله بتحرير الاسرى الفلسطينيين
  • بالفيديو.. ابنة «نصر الله» تحسم الجدل حول بقاء والدها على قيد الحياة