موقع 24:
2025-03-29@14:12:16 GMT

تحوّل مزلزل في سياسة لبنان بعد اغتيال نصرالله

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

تحوّل مزلزل في سياسة لبنان بعد اغتيال نصرالله

لبنان دولة ديمقراطية توافقية، يحكمها نظام وصفه العالم السياسي أريند ليبهارت بأنه نموذج لتقاسم السلطة مصمم خصيصاً للانقسامات العرقية أو الدينية في البلاد.

قد يؤدي اغتيال نصر الله إلى صعود زعيم أكثر تطرفاً

ويمكن لهذا النظام أن يساعد في الحفاظ على الاستقرار في المجتمعات المتنوعة من خلال تنفيذ سياسات مثل الائتلافات الكبرى وقوة النقض المتبادلة والتمثيل النسبي والحكم الذاتي اللامركزي.


ومع ذلك، كافح هذا النظام في لبنان للعمل بشكل فعال بسبب التوترات الطائفية العميقة وعدم القدرة على صياغة الإجماع السياسي.

ونشأ حزب الله داخل هذا النظام في عام 1982، مما أدى إلى تغيير جذري في المشهد السياسي في لبنان، حسبما أفاد المحرر السياسي كيفورك يعقوبيان في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي.

صعود حزب الله إلى السلطة

ونما نفوذ حزب الله منذ الثمانينيات، في أعقاب رسالته المفتوحة حول معارضته للصهيونية وإسرائيل في عام 1985.

ودعم الحزب على المستوى المحلي الابتعاد عن النظام السياسي الذي يهيمن عليه المسيحيون الموارنة، لصالح إجماع أوسع. 

Israel eliminated Hassan Khalil Yassin, who replaced Hassan Nasrallah hours ago.

This breaks the shortest tenure as 'caliph' in the tenure in the 1400 history of Islam.

The whole Hezbollah chain of command are now a bunch of people that a week ago were not important enough to… pic.twitter.com/blOMExc71Q

— Imtiaz Mahmood (@ImtiazMadmood) September 28, 2024

وبعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1990، شكل اتفاق الطائف النظام التوافقي في لبنان ولكنه فشل في نزع سلاح الميليشيات بالكامل، إذ ادعى حزب الله أنه "جماعة مقاومة" تقاتل إسرائيل وليس ميليشيا وتحول- بدعم من سوريا وإيران- إلى فئة شاذة ضمن النظام السياسي في لبنان: كيان سياسي وجماعة مسلحة جيدة التسليح.
وتطور الرأي العام حول حزب الله في أعقاب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، حيث تم الاحتفال بنجاح حزب الله العسكري وترسيخ حسن نصر الله، الأمين العام للجماعة، كشخصية شعبية.

ومع ذلك، أدى تورط حزب الله في حرب عام 2006 مع إسرائيل وفي وقت لاحق الحرب الأهلية السورية إلى انتقادات متزايدة لأنشطته العسكرية التي لم تعد تركز على إسرائيل بل أصبحت تتمحور أكثر حول تعزيز طموحات الحزب الإقليمية.

الهيمنة السياسية لحزب الله

وتوسع دور حزب الله في النظام السياسي اللبناني بشكل كبير على مر السنين، إذ أصبح شخصية محورية في تحالف 8 مارس ( آذار)، وهي كتلة مؤيدة لسوريا، تنافس تحالف 14 مارس المناهض لسوريا.

وتم تعزيز نفوذ حزب الله بشكل أكبر من خلال اتفاقيات تقاسم السلطة مع الفصائل غير الشيعية، بما في ذلك السُنة والمسيحيين والدروز.

ومع ذلك، اتُهمت الجماعة باستخدام قوتها العسكرية للهيمنة على السياسة اللبنانية. 

A great explanation of what is happening in Lebanon after Nasrallah’s death, by an (anonymous) Shiite writer in @newlinesmag. https://t.co/rxBjL9kDVq

— Yaroslav Trofimov (@yarotrof) October 22, 2024

وكانت نقطة التحول الرئيسية في مايو (أيار) 2008، وفق الكاتب، عندما استخدم حزب الله القوة لتنفيذ انقلاب ضد محاولات الحكومة تفكيك البنية التحتية للاتصالات.

وأدى هذا إلى اتفاق الدوحة، الذي منح حزب الله حق النقض في الحكومات اللبنانية المستقبلية.

وكان هناك مثال آخر على قوته السياسية في عام 2011، عندما تسبب حزب الله في انهيار حكومة سعد الحريري لتجنب مواجهة اتهامات باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وتأثرت الحكومة اللاحقة بشدة بحزب الله، وفي عام 2020، أدين أعضاء حزب الله باغتيال رفيق الحريري.

اغتيال حسن نصر الله

وفرض تأييد حزب الله لهجوم حماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تحديات جديدة على لبنان.

ففي 27 سبتمبر (أيلول) 2024، اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله حسن نصر الله، مما شكل لحظة محورية في السياسة اللبنانية، حيث دعا القادة اللبنانيون إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي يطالب بنزع سلاح حزب الله.

ومع ذلك، يقول الكاتب إنه من الصعب تطبيق مثل هذا القرار في ظل وجود حكومة تصريف أعمال وبرلمان متعثر وغياب رئيس.

ولكن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة، حسب الكاتب، حول الاتجاه الذي ستسلكه السياسة الداخلية في لبنان:

السيناريو الأول: تطرف الطائفة الشيعية يتمتع حزب الله بولاء قوي من الطائفة الشيعية في لبنان، وقد يؤدي اغتيال نصر الله إلى صعود زعيم أكثر تطرفاً، مما سيؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية وتعزيز هيمنة حزب الله على النظام السياسي في لبنان وإعاقة الجهود الرامية إلى معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. السيناريو الثاني: انسحاب حزب الله الجزئي من السياسة

لم يرغب حزب الله في أن يكون كياناً سياسياً وقد يخلق انسحابه الجزئي مساحة تتحرك فيها الفصائل السياسية الأخرى للوصول إلى توافق، وهي نتيجة غير مؤكدة نظراً لأن النظام السياسي في لبنان منقسم بشدة، وخاصة بين المسيحيين والسُنة.

كما أن المجتمع الشيعي بلا زعيم، إذ أن نبيه بري، رئيس مجلس النواب البالغ من العمر 86 عاماً، هو الشخصية البارزة الوحيدة المتبقية بعد وفاة نصر الله. وبالتالي، فإن انسحاب حزب الله قد لا يؤدي إلى وحدة سياسية أكبر.

السيناريو الثالث: تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701

يتصور السيناريو الثالث نزع سلاح حزب الله على النحو المبين في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

ودعا سمير جعجع، زعيم القوات اللبنانية ومعارض حزب الله الصريح، الجماعة إلى التخلي عن أسلحتها والاستمرار كحزب سياسي.

ومن الممكن أن يهمد تنفيذ القرار 1701 الطريق أمام حزب الله للانتقال إلى كيان سياسي بحت، الأمر الذي سيكون له آثار عميقة في لبنان والمنطقة الأوسع. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو محفوف بالتحديات، بالنظر إلى الروابط العميقة بين حزب الله وإيران وقوته العسكرية.

حالة من انعدام اليقين

وقد يكون نزع سلاح حزب الله بموجب القرار 1701 هو المسار الأكثر فائدة للبنان، مما يسمح بنظام سياسي أكثر توازناً مع الحفاظ على الطبيعة التوافقية للحكومة.

ومع ذلك، فإن نتيجة اغتيال نصر الله والمسار المستقبلي لحزب الله ستؤثر بشكل كبير ليس فقط في لبنان ولكن أيضاً في السياسة الإقليمية، وخاصة بالنسبة لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة.

وستشكّل خسارة إيران لحزب الله كوكيل ضربة قوية لها بينما تعطي إسرائيل والولايات المتحدة فرصة لمزيد من الاختراقات الدبلوماسية، ربما من خلال جولة جديدة من الاتفاقيات.

وفي الوقت نفسه، يواجه لبنان عواقب مجهولة في سعيه إلى التعامل مع هذا التحول المزلزل في المشهد السياسي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل عام على حرب غزة السیاسی فی لبنان النظام السیاسی حزب الله فی اغتیال نصر نصر الله ومع ذلک فی عام

إقرأ أيضاً:

حماس تكشف سبب عدم تعيين بديل بعد اغتيال الدعليس

كشف مصدر قيادي في حركة حماس ، مساء اليوم الخميس 27 مارس 2025 ، سبب عدم قيام الحركة بتعيين بديل بعد اغتيال عصام الدعليس رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة .

وقال المصدر للتلفزيون العربي إن حركة حماس قررت بعد اغتيال الدعليس عدم تعيين بديل له في رئاسة لجنة متابعة الحكومة.

وأضاف أن قرار عدم تعيين بديل للدعليس يمهد لتولي لجنة الإسناد المجتمعي إدارة شؤون قطاع غزة.

وأوضح أن الشأن الحكومي يدار الآن لمتابعة الخدمات الأساسية فقط منعا للفراغ في ظل الحرب ، مشيرا الي أن حركة حماس طالبت بالإسراع في تسلم لجنة الإسناد المجتمعي عملها وفق ما تم التوافق عليه.

وفي الثامن عشر من مارس الجاري نعت حركة حماس، قادة استشهدوا بالتصعيد الإسرائيلي للإبادة الجماعية في قطاع غزة فجر الثلاثاء، بينهم أعضاء مكتبها السياسي ياسر حرب ومحمد الجماصي وعصام الدعليس.

وقالت الحركة في بيان: "ننعى ثلة من القادة الشهداء الكبار، من رموز العمل الوطني في قطاع غزَّة، الذين ارتقوا إلى الله شهداء فجر اليوم، إثر قصف صهيوني همجي وغادر، استهدفهم وعائلاتهم بشكل مباشر ومتعمّد".

وأوضحت أن أعضاء مكتبها السياسي "حرب والجماصي والدعليس الذي يتقلد أيضا منصب رئيس متابعة العمل الحكومي" استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية الأغذية العالمي : سكان غزة يواجهون خطر الجوع الحاد الأونروا تحذر من تزايد معدلات الجوع في غزة محدث: 40 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الخميس الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة طقس فلسطين : موعد انحسار المنخفض الجوي بالصور: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون رفضا لقرارات نتنياهو شاهد: ماذا تفعل الحائض في ليلة القدر- 10 أعمال مهمة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • سوريا .. القبض على عبد الله الكيصوم المتهم بارتكاب جرائم لدى النظام المخلوع في دير الزور
  • ابنة «حسن نصرالله»: لبنان لن يصبح إسرائيلياً أبداً ومستمرون في طريق المقاومة
  • عقلية الساسة السودانيين والمآلات القادمة- قراءة في أزمة النظام السياسي
  • حماس تكشف سبب عدم تعيين بديل بعد اغتيال الدعليس
  • إسرائيل تعلن اغتيال 3 عناصر بحزب الله اللبناني
  • إسرائيل تعلن اغتيال المتحدث باسم حماس
  • الأمن السوري يعلن القبض على خلية تابعة لحزب الله قبل تنفيذ عمليات إجرامية
  • الشيخوخة السياسية والانقلاب الداخلي.. مرحلة جديدة نحو تغيير النظام السياسي
  • اغتيال المتحدث باسم حركة حماس بقصف إسرائيلي
  • عيد الفطر الـ13.. لماذا غلب التصنيف السياسي على دعوات الإفراج عن معتقلي مصر؟