المئات يفرون من منازلهم بعد احتدام القتال في جنوب دارفور
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
فرانس 24
قال شهود إن العنف احتدم في مدينة نيالا بغرب السودان ومناطق أخرى بولاية جنوب دارفور الأحد مما يهدد باكتواء المنطقة بنيران الحرب المستعرة في السودان منذ شهور. وتسبب الصراع في اندلاع معارك يومية في شوارع العاصمة الخرطوم وتجدد الهجمات العرقية في ولاية غرب دارفور ونزوح أكثر من أربعة ملايين شخص داخل السودان وعبر حدوده إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول أخرى.
فرانس24
فر مئات السودانيين الأحد من مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، بعدما تعرضت لهجوم من قوات الدعم السريع التي تحارب منذ أربعة أشهر الجيش السوداني وخصوصا في العاصمة وإقليم دافور، بحسب ما أفاد سكان.
وقال أحد السكان إن مئات من أهالي نيالا، أكبر مدن السودان بعد المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم (أم درمان، الخرطوم، بحري)، غادروا منازلهم "بعدما سقطت القذائف عليها".
وقال شهود آخرون إن قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو هاجمت نيالا "بعشرات العربات العسكرية"، فيما "فر مئات السكان على وقع نيران المدفعية التي كانت تتزايد كثافتها بمرور الوقت".
ويعتبر دارفور، وهو إقليم سبق أن شهد حربا أهلية في العقد الأول من القرن الحالي، معقل قوات الدعم السريع.
وتركزت المعارك لفترة طويلة في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث يُعتقد أن "جرائم ضد الإنسانية" قد وقعت، وفق الأمم المتحدة.
وتحدثت مصادر عديدة عن مجازر بحق المدنيين واغتيالات ذات طابع إثني يعتقد أن قوات الدعم السريع والميليشيا العربية المتحالفة معها تقفان وراءها.
وفي مطلع الألفية، انتهج الفريق دقلو الذي كان حينذاك قائد ميليشيا الجنجويد العربية الموالية للرئيس السابق عمر البشير، سياسة الأرض المحروقة في دارفور لقمع التمرد.
ووفق مركز بحثي تابع لجامعة وايل في الولايات المتحدة، تم إحراق 27 بلدة في دارفور على الأقل من قوات الدعم السريع والمليشيات العربية منذ اندلاع الحرب الراهنة قبل 4 أشهر.
وقال مدير هذا المركز ناتانيال ريموند لوكالة الأنباء الفرنسية إن "شراسة وكثافة أعمال العنف مماثلة على الأقل لتلك التي شهدها إقليم دارفور إبان الابادة الجماعية في عامي 2003 و2004".
وأضاف الباحث الذي يعمل منذ فترة طويلة على الشأن السوداني أن "قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها تتقدم بطريقة ممنهجة وسريعة وبدون أي عراقيل. إنهم يختارون اليوم والساعة ويشنون هجومهم لتصفية المدنيين".
كما وقعت معارك الأحد في أم درمان، حيث أفاد أحد السكان باستخدام المدفعية في القتال.
وسقط 3900 قتيل على الأقل نتيجة الحرب المشتعلة بين قوات دقلو والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان. كما اضطر نحو 4 ملايين شخص إلى فرار من منازلهم.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يقصف مخيم أبو شوك بالفاشر ويجبر السكان على الفرار
قالت مصادر محلية في ولاية شمال دارفور للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت، اليوم الاثنين، مخيم أبو شوك شمالي مدينة الفاشر بالمدفعية الثقيلة.
وفيما يتواصل تدفق النازحين من مخيمي أبو شوك وزمزم إلى داخل الفاشر والمناطق المجاورة هربا من القصف، قال الجيش السوداني إن الأوضاع في المدينة تحت السيطرة.
وأضاف الجيش أنه قصف مواقع الدعم السريع شرقي مدينة الفاشر وكبدها خسائر بشرية ومادية.
وكشف الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة الفاشر باتجاهات مختلفة، ما أسفر عن مقتل عدد من سكان المدينة وإصابة آخرين وإلحاق أضرار بالمنازل والبنية التحتية.
ويعد مخيم زمزم ملجأ لأكثر من مليون نازح، معظمهم ممن فروا من مناطقهم الأصلية منذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور عام 2003. ويعاني سكان المخيم من أوضاع إنسانية قاسية، تشمل نقصا حادا في الغذاء والمياه والدواء.
⚠️⚠️⚠️
فيديو آخر يوثق عمليات الإغت.يال والتصفيات الجسدية التي قامت بها مليشيا الجنجويد نهار اليوم بحق مواطني مخيم زمزم للنازحين. https://t.co/59YZD6ChXA pic.twitter.com/kefXXVJzmY
— أخبار شرق كردفان (@EastKordofan) April 11, 2025
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن العالم لا يحتاج لأدلة إضافية لإدانة الدعم والسريع وداعميه، وإن المطلوب هو إعلان دولي بأن الدعم السريع "تنظيم إرهابي"، وقادته يجب أن يطاردوا.
إعلانوأضاف مناوي، في منشور له على منصة "إكس"، أن إحراق مخيم زمزم للنازحين جنوبي مدينة الفاشر، وقتل أهله، لا يعني انتصارا، بل هي معركة وانجلت، وأن الجيش والقوات المتحالفة معه سينتصرون.
لا يحتاج العالم لأدلة إضافية لإدانة الدعم والسريع والدولة الراعية له . فقط المطلوب هو إعلان دولي ، بان الدعم السريع تنظيم أرهابي وقادته يجب ان يطاردوا ، اما احراق زمزم وقتل أهله بإمكانات دولة الغاز والبترول لا يعني انتصار ، فقط هي معركة وانجلت . وسننتصر بالإرادة .
— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) April 13, 2025
وفجر أمس الأحد، أعلنت "منسقية مقاومة الفاشر"(لجنة شعبية) أن حصيلة ضحايا هجمات قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بما فيها مخيما "زمزم وأبو شوك" للنازحين، بولاية شمال دارفور غربي السودان تجاوزت السبت 320 قتيلا وجريحا.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش و"الدعم السريع" رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لمصلحة الجيش.
النواحي الإنسانيةعلى الجانب الإنساني، قالت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سالامي إن حجم المعاناة في البلاد كبير ويتزايد يوما بعد آخر.
وجددت المسؤولة الأممية دعوتها إلى وقف الأعمال العدائية واتاحة وصول المساعدات المُنقذة للحياة دون عوائق.
وأضافت، في منشور على منصة "إكس"، أن ملايين السودانيين سيواجهون عواقب وخيمة دون اتخاذ ما سمتها إجراءات عاجلة.
إعلانبدورها، قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إيغر، إن الصراع في السودان انتشر بكافة أنحاء البلاد، وإن المدنيين يعيشون كابوسا من الموت والدمار.
جاء ذلك في بيان مكتوب نشرته إيغر، الاثنين، بشأن الاشتباكات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، أكدت فيه أن الصراع المدمر المستمر منذ أبريل/نيسان 2023 قد أثر في حياة ملايين السودانيين.
وأضافت "اشتعل الصراع في جميع أنحاء البلاد، واجتاح المناطق الحضرية ومراكز المدن. وأصبح المدنيون يعيشون كابوسا من الموت والدمار". وأكدت أنهم شهدوا خلال العامين الماضيين صراعات "غير إنسانية"، حيث قُتل وأصيب مدنيون، ونهبت منازلهم ودمرت سبل عيشهم.
وأشارت إلى تعرض العاملين في المجال الإنساني والإسعافات الأولية في السودان لهجمات متعمدة، لافتة إلى أن الأهوال التي يتعرض لها المدنيون في السودان لا ينبغي النظر إليها على أنها "عواقب حتمية للحرب"، مضيفة أن وقف إطلاق النار من شأنه أن يمنح الناس فرصة لتلبية ما يحتاجون إليه.
ودعت إيغر إلى احترام قوانين الحرب قبل وقف إطلاق النار، مضيفة "كان من الممكن تجنب الكثير من معاناة العامين الماضيين لو اتُبعت قواعد الحرب".