كيف انشق القمر لسيدنا محمد ؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق، إن من شواهد محبة الكائنات لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استجابة الكائنات له، وتأييدها له بأمر ربها سبحانه وتعالى، ومن هذا ما حدث من انشقاق القمر لإشارته المباركة صلى الله عليه وآله وسلم عندما طلبت قريش منه ذلك.

كيف انشق القمر لسيدنا محمد؟

جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه : « أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يريهم آية؛ فأراهم انشقاق القمر » ، وفي حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه : « اشهدوا. اشهدوا » .

وقد ذكر القرآن الكريم معجزة انشقاق القمر لإشارته المباركة صلى الله عليه وآله وسلم فقال عز وجل : ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴾.

وتابع علي جمعة: لم تكن استجابة القمر هي الشهادة الوحيدة على محبة الكائنات واستجابتها لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل استجاب السحاب له صلى الله عليه وآله وسلم وتجمع من كل مكان محبا وطاعة له بأمر ربه سبحانه وتعالى، ثم تساقط مطرا فسقى الناس، وهذا ما رواه أنس رضي الله عنه قال : « أصاب الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فبينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة، قام أعرابي فقال : يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادع لنا أن يسقينا، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه، وما في السماء قزعة، قال : فثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، قال : فمطرنا يومنا ذلك، وفي الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي، أو رجل غيره فقال : يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه وقال : « اللهم حوالينا لا علينا » قال : فلما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلى تفرجت، حتى صارت المدينة مثل الجوبة، حتى سال الوادي ـ وادي قناة شهرا، قال : فلم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود ». فها هو السحاب يستجيب لإشارته الشريف ويتفرج لها كما كان حال القمر كذلك.

سبب اهتزاز جبل أحد وكيف سيطر عليه النبي؟.. علي جمعة يوضح علي جمعة يفسر قوله تعالى {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}

وبين خلال حديثه عن كيف انشق القمر لسيدنا محمد؟: قد استجاب التراب كذلك لرغبته وقصده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم عندما حمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفا من التراب أو من الحصباء، ورمى بها في وجوه الكفار، فلم يبق منهم واحد إلا دخل التراب في عينيه وفمه، فانهزموا جميعا، فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : « غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حنينا فلما واجهنا العدو، تقدمت فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من العدو، فأرميه بسهم فتوارى عني، فما دريت ما صنع، ونظرت إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى، فالتقوا هم وصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فولى صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأرجع منهزما، وعلي بردتان، متزرا بأحدهما، مرتديا الأخرى، فاستطلق إزاري، فجمعتهما جميعا، ومررت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهزما ـ أي سلمة بن الأكوع ـ وهو على بغلته الشهباء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لقد رأى ابن الأكوع فزعا. فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب، ثم استقبل به وجوههم، فقال : شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة ، فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل، وقسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غنائمهم بين المسلمين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة أهل مكة رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم له صلى الله علیه وآله وسلم علی جمعة

إقرأ أيضاً:

الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه

أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن هناك نقطة عجيبة في بداية سورة الإسراء، وهي أن الله سبحانه وتعالى بدأ السورة بالتسبيح فقال: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ". 

وقال الدكتور هاني تمام، خلال تصريحاته، "ما كان ينبغي أن نغفل عن هذا التبديع من الله في الحديث عن هذه الرحلة العظيمة التي تمت في جزء من الليل، وهي رحلة الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم، رحلة تخرق نواميس الكون، حيث طوى الله سبحانه وتعالى الزمان والمكان لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم".

وأضاف "ربنا بدأ السورة بالتسبيح بدلًا من الحمد لسبب عجيب، العرب كانوا يستخدمون التسبيح للتعبير عن التعجب، وهو ما نجده حتى الآن في قولنا 'سبحان الله' عندما نُصاب بدهشة أو استغراب من أمر ما، فالله سبحانه وتعالى بدأ بهذه الطريقة ليثبت للناس أن هذه الرحلة هي منحة إلهية محضة، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم أي تدخل فيها، هو فقط عبد لله سبحانه وتعالى، ولذلك بدأ سبحانه وتعالى بالتسبيح الذي يعني التنزيه، أي تنزيه الله عن أي نقص أو عيب".

وتابع: "هذه الرحلة المباركة تدل على قدرة الله المطلقة، وأنه لا يعجزه شيء، فالله سبحانه وتعالى يخرق نواميس الكون متى شاء، ولذلك ما من شيء يستحيل على الله، في الوقت الذي كان العرب فيه يسافرون المسافة بين مكة والقدس في شهر كامل، جاء الله سبحانه وتعالى ليُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم في جزء من الليل. وهذا درس آخر نتعلمه من هذه الرحلة: أن حسابات البشر لا تُقاس بحسابات الله".
وأضاف: "ما يُستغرب أو يُستحيل بالنسبة للبشر هو ممكن على الله سبحانه وتعالى، فلا يجب أن نتوقع أي شيء عجز أو مستحيل من قدرة الله."

أكد الدكتور هاني تمام أن هذه الرحلة هي حدث فاق عقول البشر، ومع ذلك كان القرآن الكريم ثابتًا في إثباتها كحدث حقيقي حدث للنبي صلى الله عليه وسلم، بما لا يدع مجالًا للشك.

مقالات مشابهة

  • فوائد بقاء الإنسان متوضئًا طوال الوقت
  • ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف
  • أوقاف الفيوم تحيي ذكرى الإسراء والمعراج بمسجد التقوى
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • حكم بيع قائمة بأرقام الهواتف لمساعدة الآخرين في التواصل مع أصحابها.. دار الافتاء توضح
  • حكم أداء ركعتين سنة قبل صلاة المغرب
  • عدد ركعات صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك
  • هل راجع النبي الله في عدد الصلوات برحلة الإسراء والمعراج.. الإفتاء تجيب
  • هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟
  • الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه