#دبلوماسية_ما_قبل_الحرب _ #ماهر_أبوطير
تبدو العلاقة الأردنية الإيرانية في أشد لحظات التعقيد هذه الأيام، وهذا يعود لاعتبارات مختلفة، حاول الأردن التخفيف من حدتها وتأثيرها، دون جدوى فعلية وسط شكوك متبادلة بين البلدين.
وزير الخارجية الإيراني يزور المنطقة مجددا بجولة تشمل الأردن، ومصر، وتركيا، وسبق هذه الجولة زيارات شملت كلا من لبنان وسورية والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان، ومن المؤكد هنا أن إيران تريد بكل الوسائل تجنب الحرب الإقليمية، فلا مصلحة لها باستدراجها نحو حرب إقليمية، تؤذي الشعب الإيراني وحياته واقتصاده، فوق العقوبات القائمة حاليا، والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا، وما هو متوقع أيضا خلال الفترة المقبلة.
إسرائيل تهدد إيران ليل نهار، لثلاثة اعتبارات، أولها المشروع النووي الإيراني، وثانيها دعم الجماعات العسكرية في غزة ولبنان واليمن وسورية والعراق التي تطلق صواريخها على إسرائيل، وثالثها الضربات الصاروخية التي وجهتها إيران مرتين نحو الاحتلال الإسرائيلي، والتي عبرت سماء الأردن في المرتين، وكانت الثانية أكثر مشاهدة وتأثيرا وإثارة أيضا.
مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2024/10/20وزير الخارجية الأردني ذهب وزار طهران في شهر آب الماضي بعد ضربة الصواريخ الإيرانية الأولى التي وقعت في نيسان الماضي، وعلى خلفية التهديد بعمليات إيرانية جديدة بعد استهداف إسماعيل هنية في طهران، وكان سقف الزيارة الأردنية يتمحور حول نقطتين، الأولى محاولة تحسين العلاقة السياسية بين البلدين، ورفع مستويات الزيارات المتبادلة، وثانيهما إقناع إيران ألا تستخدم سماء الأردن لأي عمليات عسكرية لاحقة، حتى لا يجد الأردن نفسه وسط ساحة تراشق بالصواريخ بين إيران والاحتلال، بما يعنيه ذلك من تأثير على الأمن الداخلي.
كانت الأجواء بعد زيارة وزير الخارجية الأردني إلى طهران إيجابية، ولم يكن متوقعا أبدا أن تعود طهران لاستعمال سماء الأردن في الضربة الثانية، خصوصا، أن الضربة الثانية سبقها لقاء بين زعامتي البلدين، في نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة، بما أعطى دلالة شبه إيجابية، وكان المحللون جميعا يتحدثون عن وجود مسارات بديلة عن الأردن لأي صواريخ إيرانية، حيث أن العراق وسورية ولبنان أقرب نهاية المطاف لتنفيذ هذه العمليات العسكرية.
التوقيت الحالي أصبح حساسا جدا، لكل الأطراف، بما فيها إيران التي تحاول عبر دبلوماسية الساعة الأخيرة تجنب ضربة إسرائيلية، أو خفض سقفها وعدم استهداف منشآت نووية أو نفطية، وهذا يفسر أن أغلب زيارات وزير الخارجية الإيرانية كانت لدول على علاقة جيدة بالولايات المتحدة، في محاولات لإطفاء الرد الإسرائيلي، أو خفض مستواه على الأقل.
إيران بعيدا عن النظرية التي تقول إنها تخلت عن حلفائها، ليس من مصلحتها الدخول في حرب إقليمية أو دولية، وعلينا أن نلاحظ دوما أن جهودها طوال العقود الماضية تمحورت حول تسليح جماعات عسكرية في دول مختلفة، وليس الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
المعلومات التي تتدفق تتحدث عن احتمال امتلاك إيران لأسلحة نووية دون إعلان، خصوصا، أن وزير الخارجية الأميركي صرح مؤخرا أن طهران بحاجة إلى أسبوع فقط من أجل صنع أسلحة نووية، وهذا يعني أن إيران قد تكون امتلكت بالفعل هكذا أسلحة، وهذا يفسر أن إيران في كل تصريحاتها الرسمية، واتصالاتها السياسية تكرر ذات السياق، أي أنها سترد بقوة هذه المرة في حال قامت إسرائيل بالاعتداء عليها، مما يضع كل المنطقة أمام أخطار متنوعة، تمر بالتفجيرات النووية، أو اندلاع حرب إقليمية واسعة، ودخول الولايات المتحدة طرفا مباشرا في القتال قبيل أسابيع من الانتخابات الأميركية، بما يعنيه ذلك من خلط لكل الأوراق.
الخلاصة هنا أن زيارات الوزير الإيراني تحمل الرسالة ونقيضها، فإيران لا تريد الحرب، وهي تهدد برد قوي إذا وقعت، وهي أيضا تقول للدول العربية وفقا للمعلومات إن أي دولة ستقدم تسهيلات للضربة الإسرائيلية سيتم الرد عليها أيضا واستهدافها، بما يعني أننا أمام دبلوماسية الساعة الأخيرة قبل الحرب، وهي دبلوماسية قد تنجح، وقد تفشل.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة
إقرأ أيضاً:
يبلغ مداه 1700 كيلومتر.. إيران تُزيح النقاب عن صاروخ باليستي جديد
أزاحت إيران، يوم الأحد، النقاب عن صاروخ باليستي جديد يبلغ مداه 1700 كيلومتر، وذلك خلال مراسم أقيمت في العاصم طهران، بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وعرض التلفزيون الرسمي صورا لصاروخ "اعتماد" الذي "يبلغ مداه الأقصى 1700 كيلومتر"، وتم تقديمه على أنه "أحدث صاروخ بالستي" من صنع وزارة الدفاع الإيرانية.
إيران.. الحرس الثوري يكشف عن مدينة صاروخية جديدة
كشفت بحرية الحرس الثوري الإيراني اليوم السبت، عن مدينة صاروخية جديدة تحت الأرض في سواحل إيران الجنوبية.
وقالت وكالة "مهر" للأنباء في ذلك السياق: "استمرارا للكشف عن الإنجازات الدفاعية لبلادنا، تزيح البحرية التابعة للحرس الثوري الستار عن مدينتها الصاروخية على الساحل الجنوبي للبلاد".
وأشارت إلى أن القائد العام للحرس الثوري الإيراني تفقد اليوم الجاهزية القتالية للقاعدة برفقة قائد القوات المتمركزة فيها.
إيران تُلوح بالحرب الشاملة في حالة الاعتداء على منشآتها النووية
وجه عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إنذاراً شديد اللهجة لخصوم بلاده من مغبة الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.
اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
وقال عراقجي، في تصريحاتٍ نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية، :"إذا تعرضت المواقع النووية الإيرانية لهجوم سيقود إلى حربٍ شاملة في المنطقة".
وأضاف بنبرةٍ حازمة :"سنرد فوراً وبحزم على أي اعتداء نتعرض له".
وكان عراقجي قد قال في وقتٍ سباق في تصريحاتٍ نقلتها شبكة سكاي نيوز :"لقد أوضحنا أن أي هجوم على منشآتنا النووية سيُواجه رداً فورياً وحاسماً
وأضاف :"لكنني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، إنه أمر مجنون حقا، وسيحول المنطقة بأسرها إلى كارثة".
الجدير بالذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد تراجع عن دعم الاتفاق النووي مع إيران في ولايته الأولى، والذي كان يقضي بتقييد تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران.
وتتمسك إيران بأن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن طهران قد تكون تسعى لتطوير سلاح نووي.
تتبنى الولايات المتحدة موقفًا صارمًا تجاه البرنامج النووي الإيراني، حيث تعتبره تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وتسعى إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، الذي فرض قيودًا على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، كانت واشنطن أحد اللاعبين الرئيسيين في مراقبة تنفيذ الاتفاق. لكن في عام 2018، انسحبت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق، معتبرةً أنه غير كافٍ لكبح الطموحات الإيرانية، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران في إطار سياسة "الضغط الأقصى". ردت إيران بتقليص التزاماتها النووية وزيادة تخصيب اليورانيوم، مما زاد التوتر بين البلدين ورفع المخاوف من مواجهة عسكرية.
في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، سعت الولايات المتحدة إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق، لكن المباحثات تعثرت بسبب مطالب متبادلة بين الطرفين. واشنطن تشترط على إيران الامتثال الكامل للقيود النووية قبل رفع العقوبات، بينما تصر طهران على ضمانات بعدم انسحاب أمريكا مجددًا. إلى جانب ذلك، تعبر الولايات المتحدة عن قلقها من تطوير إيران لتقنيات الصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات إقليمية، مما يزيد من تعقيد الملف النووي. مع استمرار الجمود الدبلوماسي، تلوّح واشنطن بالخيار العسكري كوسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مما يجعل مستقبل العلاقات بين البلدين مرهونًا بالتطورات السياسية والتوازنات الإقليمية والدولية.