سواليف:
2024-10-23@07:18:56 GMT

دبلوماسية ما قبل الحرب

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

#دبلوماسية_ما_قبل_الحرب _ #ماهر_أبوطير


تبدو العلاقة الأردنية الإيرانية في أشد لحظات التعقيد هذه الأيام، وهذا يعود لاعتبارات مختلفة، حاول الأردن التخفيف من حدتها وتأثيرها، دون جدوى فعلية وسط شكوك متبادلة بين البلدين.

وزير الخارجية الإيراني يزور المنطقة مجددا بجولة تشمل الأردن، ومصر، وتركيا، وسبق هذه الجولة زيارات شملت كلا من لبنان وسورية والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان، ومن المؤكد هنا أن إيران تريد بكل الوسائل تجنب الحرب الإقليمية، فلا مصلحة لها باستدراجها نحو حرب إقليمية، تؤذي الشعب الإيراني وحياته واقتصاده، فوق العقوبات القائمة حاليا، والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا، وما هو متوقع أيضا خلال الفترة المقبلة.

إسرائيل تهدد إيران ليل نهار، لثلاثة اعتبارات، أولها المشروع النووي الإيراني، وثانيها دعم الجماعات العسكرية في غزة ولبنان واليمن وسورية والعراق التي تطلق صواريخها على إسرائيل، وثالثها الضربات الصاروخية التي وجهتها إيران مرتين نحو الاحتلال الإسرائيلي، والتي عبرت سماء الأردن في المرتين، وكانت الثانية أكثر مشاهدة وتأثيرا وإثارة أيضا.

مقالات ذات صلة مبتدأ وخبر 2024/10/20

وزير الخارجية الأردني ذهب وزار طهران في شهر آب الماضي بعد ضربة الصواريخ الإيرانية الأولى التي وقعت في نيسان الماضي، وعلى خلفية التهديد بعمليات إيرانية جديدة بعد استهداف إسماعيل هنية في طهران، وكان سقف الزيارة الأردنية يتمحور حول نقطتين، الأولى محاولة تحسين العلاقة السياسية بين البلدين، ورفع مستويات الزيارات المتبادلة، وثانيهما إقناع إيران ألا تستخدم سماء الأردن لأي عمليات عسكرية لاحقة، حتى لا يجد الأردن نفسه وسط ساحة تراشق بالصواريخ بين إيران والاحتلال، بما يعنيه ذلك من تأثير على الأمن الداخلي.

كانت الأجواء بعد زيارة وزير الخارجية الأردني إلى طهران إيجابية، ولم يكن متوقعا أبدا أن تعود طهران لاستعمال سماء الأردن في الضربة الثانية، خصوصا، أن الضربة الثانية سبقها لقاء بين زعامتي البلدين، في نيويورك خلال اجتماعات الأمم المتحدة، بما أعطى دلالة شبه إيجابية، وكان المحللون جميعا يتحدثون عن وجود مسارات بديلة عن الأردن لأي صواريخ إيرانية، حيث أن العراق وسورية ولبنان أقرب نهاية المطاف لتنفيذ هذه العمليات العسكرية.

التوقيت الحالي أصبح حساسا جدا، لكل الأطراف، بما فيها إيران التي تحاول عبر دبلوماسية الساعة الأخيرة تجنب ضربة إسرائيلية، أو خفض سقفها وعدم استهداف منشآت نووية أو نفطية، وهذا يفسر أن أغلب زيارات وزير الخارجية الإيرانية كانت لدول على علاقة جيدة بالولايات المتحدة، في محاولات لإطفاء الرد الإسرائيلي، أو خفض مستواه على الأقل.

إيران بعيدا عن النظرية التي تقول إنها تخلت عن حلفائها، ليس من مصلحتها الدخول في حرب إقليمية أو دولية، وعلينا أن نلاحظ دوما أن جهودها طوال العقود الماضية تمحورت حول تسليح جماعات عسكرية في دول مختلفة، وليس الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل.

المعلومات التي تتدفق تتحدث عن احتمال امتلاك إيران لأسلحة نووية دون إعلان، خصوصا، أن وزير الخارجية الأميركي صرح مؤخرا أن طهران بحاجة إلى أسبوع فقط من أجل صنع أسلحة نووية، وهذا يعني أن إيران قد تكون امتلكت بالفعل هكذا أسلحة، وهذا يفسر أن إيران في كل تصريحاتها الرسمية، واتصالاتها السياسية تكرر ذات السياق، أي أنها سترد بقوة هذه المرة في حال قامت إسرائيل بالاعتداء عليها، مما يضع كل المنطقة أمام أخطار متنوعة، تمر بالتفجيرات النووية، أو اندلاع حرب إقليمية واسعة، ودخول الولايات المتحدة طرفا مباشرا في القتال قبيل أسابيع من الانتخابات الأميركية، بما يعنيه ذلك من خلط لكل الأوراق.

الخلاصة هنا أن زيارات الوزير الإيراني تحمل الرسالة ونقيضها، فإيران لا تريد الحرب، وهي تهدد برد قوي إذا وقعت، وهي أيضا تقول للدول العربية وفقا للمعلومات إن أي دولة ستقدم تسهيلات للضربة الإسرائيلية سيتم الرد عليها أيضا واستهدافها، بما يعني أننا أمام دبلوماسية الساعة الأخيرة قبل الحرب، وهي دبلوماسية قد تنجح، وقد تفشل.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأردني يصل دمشق للقاء الرئيس السوري

وصل نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي -اليوم الأحد- إلى دمشق في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن الصفدي سينقل رسالة شفوية من ملك الأردن عبد الله الثاني حول جهود حل الأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها، وعدد من القضايا الثنائية والأوضاع في المنطقة.

كما من المقرر أن يجري وزير الخارجية الأردني خلال زيارته مباحثات مع وزير الخارجية والمغتربين السوري بسام الصباغ.

وفي الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، أجرى وزير الخارجية الأردني اتصالا هاتفيا مع فيصل المقداد نائب الرئيس السوري، بحثا خلاله العلاقات الثنائية والتصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة.

وتأتي الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا في وقت تشهد فيه المنطقة ظروفا استثنائية، تتمثل باستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وتوسيع إسرائيل هجماتها تجاه لبنان.

وتعد زيارة الصفدي إلى سوريا الثالثة له منذ فبراير/شباط 2023، حيث أجرى الثانية في يوليو/تموز من العام نفسه.

ويرتبط الأردن وسوريا بحدود برية يصل طولها إلى 375 كيلومترا، مما جعل المملكة من أكثر الدول تأثرا بما تشهده جارتها الشمالية، إذ تستضيف على أراضيها نحو 1.3 مليون سوري، قرابة نصفهم يحملون صفة "لاجئ" ويعيش معظمهم في مخيمات أكبرها مخيم الزعتري.

واختار الأردن، منذ بداية اندلاع الثورة السورية في عام 2011، الحياد في مواقفه "المعلنة" إزاء ما يجري، مُطالبا في كل المحافل الدولية بحل سياسي يضمن أمن سوريا واستقرارها.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأردني يشدد على وجوب إنهاء الكارثة التي تفاقمها إسرائيل في شمال غزة
  • وزير الخارجية الإيراني يتحدث عن الأكل المصري.. خصص كلامه عن طبق معين (شاهد)
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإيراني العلاقات الثنائية والتطورات التي تشهدها المنطقة
  • وزير الخارجية الإيراني: طهران تنتهج سياسة حسن الجوار
  • وزير الخارجية الإيراني: احتمال توسع رقعة الحرب وارد.. جاهزون لأي سيناريو
  • طهران: الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية في حال هجوم إسرائيل على إيران
  • بعثة إيران بالأمم المتحدة: واشنطن تحرض إسرائيل على ضرب طهران مع تحملها المسئولية
  • عاجل - هجوم إسرائيل على طهران.. القناة 14 الإسرائيلية: منازل كبار المسؤولين في إيران أضيفت كأهداف محتملة
  • وزير الخارجية الأردني يصل دمشق للقاء الرئيس السوري