سداد الدين أم أداء العمرة؟.. الإفتاء توضح الأصح شرعا
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
قال الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أداء العمرة لا يُعتبر فرضاً على المسلمين وفقاً لرأي جمهور الفقهاء، بل يُعد من السنن المستحبة.
وأوضح وسام أن العمرة يجب تأجيلها إذا كانت نفقاتها ستؤثر على قدرة الشخص المدين على سداد ديونه، مؤكدًا أن تسديد الدين يُعتبر أولى وأوجب من أداء العمرة في هذه الحالة.
وجاءت هذه التصريحات خلال مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها الرسمية على منصة يوتيوب، حيث أجاب الشيخ وسام عن استفسار ورد إليه: "هل يجوز أداء العمرة إذا كان الشخص مدينًا؟" وأشار إلى أنه إذا تعارضت مواعيد سداد الدين مع توقيت أداء العمرة، فإنه يتوجب على الشخص المدين تقديم سداد الدين وتأجيل العمرة حتى يتمكن من سداده.
حكم التعامل مع البنوك
وفي نفس الفيديو، تناول الشيخ وسام سؤالاً آخر حول حكم التعامل مع البنوك، موضحًا أن الاقتراض من البنوك مباح شرعًا إذا كان بغرض التمويل، سواء كان هذا التمويل لشراء سلعة أو سيارة. أما إذا كان القرض للاستهلاك الشخصي، فإن ذلك يُعد قرضًا ربويًا محرمًا، ولا يجوز اللجوء إليه إلا في حالة الضرورة القصوى، على أن تقدر الضرورة بقدرها.
فضل العمرة
وعن فضل العمرة، ذكر الشيخ أحمد وسام مجموعة من الفضائل التي أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة، ومنها:
أولاً: أن العمرة إلى العمرة تعتبر كفارة لما بينهما من الذنوب، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
ثانيًا: أن العمرة إلى جانب الحج تُعد أحد الجهادين في سبيل الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الغازي في سبيل الله، والحاجّ، والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم».
ثالثًا: أن العمرة تساعد في محو الفقر وتكفير الذنوب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة».
رابعًا: أن أداء العمرة في شهر رمضان يعادل في الأجر أداء فريضة الحج، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
خامسًا: أن للمعتمر أجرًا عظيمًا من الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها عند أدائها العمرة: «إنّ لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك». وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: «من طاف بالبيت ولم يرفع قدماً ولم يضع أخرى إلا كتب الله له حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة».
وفي ختام حديثه، دعا الشيخ وسام المسلمين إلى اغتنام فرصة أداء العمرة والحج، مؤكدًا على ضرورة مراعاة الأوضاع المالية وعدم التهاون في سداد الديون قبل القيام بالعبادات الاختيارية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل العمرة دار الإفتاء اداء العمرة سداد الدين النبی صلى الله علیه وسلم أداء العمرة أن العمرة إذا کان
إقرأ أيضاً:
حكم التجارة في المفرقعات واستعمالها.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه: “ما حكم التجارة في المفرقعات واستعمالها؟، ففي هذه الأيام يكثر بين الشباب والأطفال استعمال المفرقعات والألعاب النارية في المواسم المختلفة في الشوارع وبين المحلات والمنازل، حيث تتسبب أحيانًا في اشتعال الحرائق وإتلاف الأموال والأنفس”.
وقالت دار الإفتاء، إنه يَحرُم شرعًا استعمالُ الأفراد المفرقعاتِ والألعابَ الناريَّةَ لأنها وسيلةٌ لإصابة النفس والآخرين بالأذى النفسي والجسدي والمالي، فهي تنشر الذُّعر والضجيج وإزعاج مستحقي الرِّعاية من الأطفال والمُسِنِّين، بل تعدَّى أثرُها وضررُها ليصل إلى إحداث تلفٍ في الأبدان والأعيان، مثل حوادث الحرائق في الأماكن العامة والخاصة، وإصابة مستعملها والمارِّين بالحروق والجراحات، وغيرها مِن الأذى وأنواع الإصابات، فضلًا عما في استعمالها من إهدار الأموال فيما لا نفع فيه.
وأشارت إلى أنه يَحرُم كذلك شرعًا المتاجرةُ في المفرقعات والألعاب النارية باعتبارها إعانةً على الحرام، ومتنافيةً مع تعاليم الإسلام السَّمحة، من رعاية حقوق الناس في السِّلم والأمن على أنفسهم وأموالهم، وحقهم في الطمأنينة وتأمين رَوعاتهم.
ويقول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: «لَا ضَرَر وَلَا ضِرَار» أخرجه الإمامان: أحمد وابن ماجه، وهو أصلٌ في الشريعة الإسلامية، ومُقرِّرٌ للقاعدةِ الكليَّة مِن أنَّ "الضَّرَرَ يُزَال"، كما في "الأشباه والنظائر" للإمام جلال الدين السيوطي (ص: 83، ط. دار الكتب العلمية).
وقد تقرَّر في الشرع الشريف وجوبُ حفظ النفس عن المهلكات والآفات، بل جعله مقصدًا مِن مقاصده الكليَّة التي جاءت الأحكام لتحقيقها، قال الله- تعالى-: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وقال- جَلَّ جَلَالُهُ-: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].
كما أنَّ ترويع الآمنين أذًى مُحرَّمٌ في شرعنا الحنيف، فعن أنس بن مالكٍ- رضي الله عنه-، أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِنًا لَمْ يُؤَمِّنِ اللهُ رَوْعَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، وقال- صلى الله عليه وآله وسلم-: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» أخرجه الأئمة: ابن أبي شيبة، وأحمد، وأبو داود.