د. أشرف سنجر يكتب: إصلاح دور الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
الأمم المتحدة مثلها مثل عصبة الأمم، وتنظيم المجتمع الدولى يعانى من مشكلة فكرة فرض الإلزام، ومن يملك السلطة على فرض الإلزام، إذا ما خرجت دولة مثل دولة الاحتلال عن قواعد القانون الدولى، وبالتالى للأسف المجتمع الدولى فى إطار البحث عن آلية تنظيمية لجعل المجتمع الدولى كأنه دولة لها سلطة ولها سيادة، لكن يعانى من عدم وجود سلطة الإلزام على الدولة المارقة وغير المنضبطة، وتظل القوة هى الأساس فى تشكيل المجتمع الدولى.
عصبة الأمم المتحدة انفضت بقيام الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث لم تمنع الحرب، وبعدها اقترح المجتمع الدولى إنشاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان إطار تشكيلها يشمل مجلس الأمن، الذى يعتبر إطار قوة الأمم المتحدة.
وبدأ الآن الحديث عن فكرة الفيتو وضرورة أن يكون القرار بالأغلبية، وليس لمن يمتلك حق الفيتو، حيث تتدخّل أمريكا بالفيتو لحماية إسرائيل وضياع مجهودات دبلوماسية كبيرة.
وتعبر الجمعية العامة للأمم المتحدة عن نبض المجتمع الدولى، لذلك تجدها تدين دولة الاحتلال وتعترف بالدولة الفلسطينية، ولكن حينما يكون الكلام عند مجلس الأمن نجد حق النقض الفيتو، الذى يُسبّب مشكلة ويمثل الدور الغائب للمجتمع الدولى، حيث ينظر المستضعفون لهذا الدور الغائب.
والأمم المتحدة غير قادرة على هذا الدور، لأن المجتمع الدولى ليست له سلطة الإلزام على أحد إلا حال اتفاق الدول الكبرى ووقتها يستعينون بالفصل السابع، الذى يشمل استخدام القوة العسكرية ضد الدولة المعتدية ويحدث ذلك فقط عند اتفاق الدول الخمس الكبرى فى مجلس الأمن.
وحدث ذلك إبان غزو العراق للكويت وضربوا العراق، وأيضاً استُخدم هذا فى البوسنة وقت حدوث المجازر، حيث إن الإصلاح المنشود يواجه مشكلة هى كيفية عمل إصلاح وهناك دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية ترفض هذا الإصلاح، بينما ينبغى للأمم المتحدة أن تنفق على وكالاتها، مثل الأونروا واليونيسف واليونيفيل، وهناك أجهزة منبثقة تحتاج إلى نفقات، حيث تنفق قوات اليونيفيل الموجودة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية نصف مليار دولار سنوياً وتحصل عليها من مساهمات الدول.
وأذكر مثلاً يقول إن الأمم المتحدة من مصلحتها وجود نزاعات، لأنها تحصل على أموال مقابل هذه النزاعات، ويحصل أفرادها على مرتبات.
والدور المنشود سيكون بالإصلاح، وسبق أن هدّدت أمريكا بالانسحاب من «يونيسكو» إبان فترة جورج بوش بسبب انتقادات أمريكا.
والإصلاح المنشود يكون بتوسيع مجلس الأمن وضم دول إقليمية جديدة فى أفريقيا مثلاً، مع انتقاد عدم حصول قارة أفريقيا أو أى دولة فيها على حق الفيتو، وكذلك أمريكا الجنوبية، بينما تتمتع أمريكا الشمالية بفيتو الولايات المتحدة الأمريكية، وتتمتع أوروبا بحق الفيتو بوجود فرنسا وبريطانيا، وكذلك روسيا والصين.
ولماذا لا تحصل الهند على حق النقض الفيتو، وهى دولة كبيرة فى آسيا؟، وبدأت بالفعل بعض الدول فى طلب أن يكون لها حق النقض مثل الدول الأخرى، وهناك مطالبات بتوسيع قاعدة عضوية مجلس الأمن، واستبعاد استخدام الفيتو، وهذا هو الإصلاح المنشود للأمم المتحدة بشكل أساسى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأمم المتحدة مجلس الأمن فلسطين غزة الاحتلال لبنان أمريكا إسرائيل المجتمع الدولى الأمم المتحدة للأمم المتحدة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
أشرف سنجر: الرئيس السيسي يوسع قنوات الاتصال مع العالم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية ، إنّ التناغم والتوافق بين مصر وإندونيسيا يشمل العديد من المحاور، مثل قضايا السياسة الخارجية، والتبادل التجاري، والاتفاقيات الدفاعية، والصناعات العسكرية، وقطاعي الاستيراد والتصدير، موضحًا أن الميزان التجاري بين مصر وإندونيسيا يبرز كأحد الملفات المهمة والملفتة للنظر.
وأضاف سنجر، خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أن مصر تُعد دولة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لإندونيسيا، مشيرًا إلى أن إندونيسيا تسعى لتعزيز وجودها في المنطقة التجارية الحيوية المحيطة بقناة السويس.
وتابع: "إندونيسيا تُعد دولة مهمة للغاية في سياق السياسات الدولية، فهي لم تعترف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، بناءً على قناعتها بأن الاعتراف يجب أن يرتبط بإقامة الدولة الفلسطينية، كما أن إندونيسيا تدعم الموقف المصري في تقديم المساعدات ودعم غزة والقضية الفلسطينية".
وأردف: "الرئيس عبدالفتاح السيسي يعمل على توسيع قاعدة التعامل مع العالم وفتح قنوات اتصال مع مختلف قارات العالم، بما يسهم في تعزيز الاقتصاد المصري ودعم السياسة الخارجية للبلاد".