أول مشروع لتعدين الليثيوم في صربيا يواجه احتجاجات معارضة
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
مقالات مشابهة أكبر 10 دول مصدرة للغاز المسال في العالم.. البلدان العربية تقود تغيّرات القائمة
ساعة واحدة مضت
ساعتين مضت
ساعتين مضت
ساعتين مضت
3 ساعات مضت
3 ساعات مضت
تجددت الاحتجاجات الشعبية ضد مشروع تعدين الليثيوم في صربيا، الذي تنفّذه شركة أسترالية، ويعدّ الأول في البلاد؛ بسبب مخاوف من أضراره البيئية المتوقعة في المنطقة المحيطة، رغم أهميته لإنتاج السيارات الكهربائية.
ووضع محتجّون يمثّلون تحالفًا لمجموعة منظمات بيئية حواجز في موقعين غرب البلاد، بالقرب من مشروع “جادار” لتعدين الليثيوم، لمدة ساعة، يوم الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وتنفّذ مشروع تعدين الليثيوم في صربيا شركة “ريو تينتو” الأسترالية، وهي ثاني أكبر شركة تعدين في العالم، ويشمل استخراج المعدن ومحطة معالجة، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت شركة ريو تينتو، التي انتظرت أكثر من عامين لتحريك الوضع المتجمد بشأن المشروع بسبب المعارضة في البلاد، قد أشارت إلى أن مشروع تعدين الليثيوم في صربيا يمكن أن يحفّز تطوير صناعات أخرى، ويوفر عشرات الآلاف من الوظائف، مع إنتاج كربونات الليثيوم بصورة مستدامة.
المعارضة تحشدحذّر نشطاء بيئيون معارضون لمشروع تعدين الليثيوم في صربيا من احتجاجات حاشدة حال موافقة الجمعية الوطنية لمدينة لوزنيكا على المشروع المثير للجدل.
وكانت الجمعية الوطنية لصربيا (البرلمان) قد رفضت عرضًا بحظر أنشطة تعدين الليثيوم؛ لذلك قرَّر تحالف مجموعة من جمعيات بيئية يدعى (سيوس)، ومعه مجموعات أخرى من خارج التحالف، الاحتجاج وغلق الطرق.
وفي التجمعات الأولى للاحتجاج، التي كانت تهدف إلى إشعال الموجة الثالثة من المظاهرات الحاشدة في جميع أنحاء البلاد، أوقف المتظاهرون حركة المرور في بريزجاك بين لوزنيكا وفالييفو، وفي بريلجينا بالقرب من تشاتشاك، حسبما ذكر موقع “بلقان غرين إنرجي نيوز“، يوم الأحد 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وستعقد الجمعية الوطنية لمدينة لوزنيكا اجتماعًا يوم الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وهو الأخير قبل أن تكون حكومة صربيا مُلزَمة قانونًا بوضع إدارة مؤقتة للمدينة، عقب انتهاء مدة الـ90 يومًا السابقة.
وفي الوقت نفسه، حذّرت منظمة “ني دامو جادار” البيئية المحلية من أن برلمان المدينة ربما يتبنّى خطة تمهّد الطريق لمشروع الليثيوم، رغم أنه غير موجود في قائمة الموضوعات التي ستناقشها الجمعية يوم الجمعة.
قال عضو منظمة “ني دامو جادار” البيئية المحلية، المناهضة لمشروع تعدين الليثيوم في صربيا، زلاتكو كوكانوفيك، إن الاحتجاجات قبل يومين كانت مجرد تحذير للسلطات، وقد تكون عارمة، وفي أنحاء البلاد بعد ذلك.
وشارك أعضاء برلمان من المعارضة في الاحتجاجات التي نفَّذها المتظاهرون يوم الأحد.
وقال عضو منظمة “سوفوبروسكا غريدا” البيئية لجيلجانا برالوفيك، إن الموافقة على مشروع تعدين الليثيوم في صربيا -وهو الأول في البلاد- تعني فتح الباب لمشروعات أخرى مشابهة.
في حين تزعم الحكومة أنه لا وجود للّيثيوم في أيّ مناطق أخرى في البلاد، ولم تؤكد عمليات البحث وجود الليثيوم إلّا في منطقة جادار.
ويستعد المحتجّون لوقف حركة المرور مرة أخرى يوم الأحد 27 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بينما أدان وزراء هذا التصرف من قبل المحتجّين.
ويخشى المحتجّون من الآثار البيئية للمشروع، بينما تزعم الشركة القائمة عليه أنها ستلتزم بمعايير حماية البيئة.
وكانت حكومة صربيا قد وقّعت مع الاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم في 19 يوليو/تموز الماضي لشراكة إستراتيجية في المواد الخام المستدامة وسلاسل قيمة البطاريات والمركبات الكهربائية، وهي الخطوة التي حصدت احتجاجات من مواطنين وجمعيات بيئية وأحزاب المعارضة، آنذاك.
وبعد توقُّف المشروع لمدة عامين، بدأت الحكومة التخطيط لإعادة مشروع تعدين الليثيوم إلى مسار التنفيذ مرة أخرى.
ويُعدّ الرئيس ألكسندر فوتشيتش أكبر الداعمين لمشروع تعدين الليثيوم في صربيا، إذ إنه يأمل في أن يدعم اقتصاد بلاده به.
وكان وزير المالية سينيسا مالي قد قال في وقت سابق، إن منجم الليثيوم، الذي تبلغ استثماراته ما يقارب من 2.5 مليار دولار، قد يدرّ على البلاد إيرادات سنوية تبلغ 12 مليار يورو (13 مليار دولار أميركي) إذا اكتمل نشاطه مع صناعة بطاريات السيارات الكهربائية المحلية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link ذات صلة
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول 2024 فی البلاد یوم الأحد
إقرأ أيضاً:
هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟
في أعقاب الكوارث الطبيعية المدمرة من حرائق غابات وأعاصير وفيضانات، والتي تزداد وتيرتها نتيجة التغير المناخي، تشهد ظاهرة قصص الأشباح عودة ملحوظة، وفق مجلة "ناشونال جيوغرافيك".
إذ يبدو أن الصدمة النفسية الناتجة عن هذه الكوارث لا تؤثر فقط على الأجساد والممتلكات، بل تمتد لتغذي إحساسا باللاواقع، يُترجَم أحيانا إلى مشاهدات غريبة وتفسيرات خارقة للطبيعة.
تقول خبيرة الطب النفسي في سياق الكوارث ليزلي هارتلي جيز، والتي عملت مع ناجين من حرائق هاواي عام 2023، إن الحزن العميق يمكن أن يُحدث تغييرات ملموسة في الدماغ.
وتوضح أن "الكثير من الناس يعتقدون أنهم بدؤوا يفقدون صوابهم حين يرون أو يسمعون أحبّاءهم بعد وفاتهم، لكن في الواقع، هذه تجربة شائعة تعكس طريقة العقل في معالجة الفقد".
ويشير علماء النفس إلى أن مثل هذه "الهلوسات الحزينة" هي وسيلة دفاعية لعقل مرهق يحاول التكيف مع الخسارة، وفق المجلة.
وفي لحظات الأزمات، ترتفع معدلات الإيمان بالظواهر الخارقة. ففي المملكة المتحدة، خلال الأشهر الأولى من إغلاق جائحة كوفيد-19، سجل الاتحاد الوطني للروحانيين زيادة بنسبة 325% في طلبات العضوية.
كما أبلغ محققو الخوارق وطاردو الأرواح الشريرة في عدة دول عن قفزات كبيرة في الطلب على خدماتهم بعد كوارث مثل زلزال اليابان عام 2011 أو فيضانات ليبيا وحرائق ماوي عام 2023.
الآليات التي تفسر هذه المشاهدات متشابكة. فعلى المستوى البيولوجي، يؤدي الحزن والقلق إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، التي بدورها تُضعف النوم وتزيد من حساسية الدماغ للمثيرات، مما قد ينتج عنه هلوسات واقعية للغاية.
إعلانأما في البيئة المحيطة بالكوارث، فإن الظلال الطويلة، الصمت الغريب، والأماكن المهجورة تضفي جوا شبه سريالي يجعل من السهل إسقاط الخوف على المحيط.
وتشير جيز إلى أن بعض الناجين يشعرون أنهم فقدوا إحساسهم بالواقع تماما، قائلة "يشعر البعض بأنهم ليسوا أنفسهم، أو أنهم مجرد أشباح في عالم لم يعد كما كان".
وفي أحيان أخرى، قد تسهم التلوّثات الكيميائية التي تنتشر بعد الكوارث الطبيعية -كالزئبق أو المبيدات- في تعزيز الإحساس بالهذيان أو "رؤية" أشياء غير موجودة.
أبعاد ثقافيةبعيدا عن التفسيرات البيولوجية، يذهب بعض الباحثين إلى أن قصص الأشباح تحمل بعدا ثقافيا واجتماعيا عميقا.
ويقول عالما الأنثروبولوجيا كريستين وتود فانبول إن الأشباح قد تكون رموزا تحذيرية، تُجسد مخاوف المجتمع من الجشع أو الفقد أو التغيير الجذري. وهي، بذلك، ليست فقط للتسلية أو الترويع، بل وسيلة للتكيف الجماعي وبناء سرديات تعزز التماسك المجتمعي.
في بعض الحالات، ترتبط الأشباح بالمكان أكثر من الإنسان. فقد تحدّث سكان جبال الألب عن "أشباح جليدية" بعد اختفاء الأنهار الجليدية التي رافقتهم لعقود، فيما يرى آخرون أن اختفاء المعالم الطبيعية يُولّد حدادا يشبه الحداد على إنسان.
لكن ما يجعل قصص الأشباح أداة فعالة، هو قدرتها على الحفاظ على الذاكرة. فبعد الزلازل المدمرة في تركيا عام 2023، واجه كثير من الناس صعوبة في دفن أحبائهم بسبب حجم الدمار، وهو ما أفضى إلى "صدمات ثانوية"، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي مثل هذه الظروف، تُصبح القصص وسيلة للحفاظ على الروابط العاطفية، واستمرار الحوار مع الماضي رغم غياب الأجساد.
في اليابان، بعد تسونامي عام 2011، انتشرت ظاهرة "الكايدانكاي"، أي سرد قصص الأشباح في جلسات جماعية، كوسيلة للشفاء الجماعي وتكريم الأرواح الغائبة.
وفي هاواي، كما تقول جيز، شعر أفراد من الجالية اليابانية بالصدمة لما حدث في وطنهم، رغم المسافة، في دلالة على الامتداد العاطفي العابر للحدود للكوارث الجماعية.
إعلانوفي ظل استمرار الكوارث المناخية والبيئية حول العالم، تشير جيز إلى أن العالم قد يشهد المزيد من هذه الظواهر النفسية الخارقة.
وتربط بين ارتفاع القلق الجماعي والمعلومات المضللة والتدهور العقلي لدى بعض الأفراد، مما قد يدفعهم للعودة إلى تفسير العالم من خلال ما هو غير مرئي، موضحة "حين لا نجد تفسيرا منطقيا لمعاناتنا، نبحث عن أجوبة في أماكن أخرى، حتى لو كانت على شكل أشباح".
وهكذا، في زمن تتسارع فيه الكوارث، قد لا تكون الأشباح مجرّد خرافات، بل انعكاسات نفسية عميقة لجراح لم تندمل، ورسائل معلقة بين عالم فقَد استقراره، وآخر نحاول إعادة بنائه بكل ما أوتينا من ذاكرة وخيال، بحسب مجلة ""ناشونال جيوغرافيك".